top of page

أبو جعفر المنصور

Updated: Aug 26, 2023

الإسم

هو الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي,واسمه الحقيقيّ هو المنصور عبد الله بن محمد بن علي العبّاسي، ويُكنَّى ب(أبي جعفر)

الأم

سلامة البربريَّة

الولادة والنشأة

وُلِدَ سنة ، وُلِد في الأردن في منطقة الحميمة،التي تقع جنوب الشام عام 95 للهجرة ، ولد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس سنة (95هـ = 714م)، ونشأ بين كبار رجال بني هاشم الذين كانوا يسكنون الحميمة، فشب فصيحا عالما بالسير والأخبار، ملما بالشعر والنثر

الأب
وكان أبوه محمد بن علي

هو الذي نظّم الدعوة العباسية، وخرج بها إلى حيز الوجود، واستعان في تحركه بالسرية والكتمان، والدقة في اختيار الرجال والأنصار والأماكن التي يتحرك فيها الدعاة، حيث اختار الحميمة والكوفة وخراسان

مدة خلافته

22 عام

دامت خلافة أبي جعفر المنصور اثنين وعشرين عاما، نجح خلالها في تثبيت الدولة العباسية ووضع أساسها الراسخ الذي تمكن من الصمود خمسة قرون حتى سقطت أمام هجمات المغول

الألقاب

الخليفة الثاني من خُلفاء الدَّولة العبّاسية

يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية

التي ظلت خمسة قرون زينة الدنيا، ومركز الحضارة، وموئل الثقافة، وعاصمة العالم

صفاته الشخصية والإجتماعية

أسمرَ, طويلًا

نحيفًا, مَهيبًا

خفيفَ العارِضَينِ

مُعرق الوجه

رحْبَ الجبهة

كأنَّ عينيه لسانان ناطقان

تخالِطُه أبَّهة المُلك بِزِيِّ النسَّاك

قبَلُه القلوبُ

وتَتبَعُه العيون وكان فحْلَ بني العباس

هيبةً وشجاعةً

ورأيًا وحزمًا

ودهاءً وجبروتًا

وكان جمَّاعًا للمال

لذا فقد حرص على أن يُنفق المال فيما ينفع الناس، وكان رافضاً لتضييع الأموال في غير فائدة، وهذا ما جعل المُؤرِّخين يتَّهمونه بالبُخل

حريصًا تاركا للَّهوِ واللَّعب

كامِلَ العقلِ بعيدَ الغَورِ

حسَن المشاركةِ في الفقهِ والأدب والعِلم

كما كان المنصور يهتمّ بالتدقيق على

اختيار الوُلاة؛ حتى يستطيع مُتابعة كلّ ولاية في دولته

وكان ينتدب في القضاء، والشرطة من هو أهلٌ لهذه الوظائف

إضافة إلى أنّه كان يُحاسِب كلَّ من يُقصِّر في عَمله

حياته قبل الخلافة
حين نجحت الدعوة العباسية وأطاحت بالدولة الأموية

تولى أبو العباس السفّاح الخلافة سنة (132هـ = 749) واستعان بأخيه جعفر في محاربة أعدائه والقضاء على خصومه وتصريف شئون الدولة، وكان عند حسن ظنه قدرة وكفاءة فيما تولى، حتى إذا مرض أوصى له بالخلافة من بعده، فوليها في (ذي الحجة 136هـ = يونيو 754م) وهو في الحادية والأربعين من عمره


الخلافة
نهض إلى الخلافة بعد أن

أصقلته التجارب وأنضجته المحن، وخَبِر الناس وعاشرهم ووقف على دواخلهم وخلائقهم، وما إن أمسك بزمام الأمور حتى نجح في التغلب على مواجهة صعاب وعقبات توهن عزائم الرجال وتضعف ثبات الأبطال، وتبعث اليأس والقنوط في النفوس. وكانت مصلحة الدولة شغله الشاغل، فأحكمت خطوه وأحسنت تدبيره، وفجرت في نفسه طاقات هائلة من التحدي، فأقام دولته باليقظة الدائمة والمثابرة الدائبة والسياسة الحكيمة

لم تكن الدولة العباسية حين تولى أمرها الخليفة أبو جعفر المنصور

ثابتة الأركان مستقرة الأوضاع، بل كانت حديثة عهد، يتربص بها أعداؤها، ويتطلع رجالها إلى المناصب الكبرى، وينتظرون نصيبهم من الغنائم والمكاسب، ويتنازع القائمون عليها من البيت العباسي على منصب الخلافة

وكان على الخليفة الجديد أن يتصدى لهذه المشكلات التي تكاد تفتك بوحدة الدولة، وتلقي بها في مهب الريح

دوره في إنشاء الدَّولة العبّاسية

تولَّى أبو جعفر المنصور خلافة الدَّولة العبّاسية بعد أبي العبّاس عام 136 للهجرة، ومُنذ استلامه لحُكم العباسيّين اهتمَّ بثلاثة أمور كانت تُعَدُّ خطراً على دولته، وهذه الأمور هي

1 - مُنافسة عمِّه عبد الله بن عليّ له

لذلك فقد كان عليه إزالته من هذه المُنافسة، حيث أرسل جيشاً بقيادة أبي مُسلم الخراسانيّ، والتقوا عند حرَّان، وانتصر جيش أبي مُسلم بعد ستَّة أشهر من القتال، وبعد أن فرَّ عبد الله بن عليّ استطاع المنصور الوصول إليه، وحَبسه هو ومن كان معه.

2 - اتّساع نفوذ أبي مُسلم الخراسانيّ

ممّا جعله يُشكِّل خطراً على أبي جعفر المنصور؛ ولهذا استعمل أبو جعفر المنصور الدهاء معه، وولّاه على مصر، والشام بدلاً من خراسان. خوف أبي جعفر المنصور من أن يخرج عليه أبناء عمومته من آل عليّ بن أبي طالب؛ لذا فقد اعتقلهم، ووضعهم في سِجن في العراق. بعد أن تخلَّص أبو جعفر المنصور من كلِّ خطر يُحيط بدولته

شَرع في بناء مركز للعبّاسيّين في مدينة بغداد

التي بُنِيت بمبلغ كبير من المال، وقد كانت بغداد مُميَّزة عن غيرها من المُدن، فلا نظير لها في فخامتها، وقَدرها؛ فهي مدينة العُلماء، والأعلام، وقد أصبحت سيِّدة البلاد، ومركز الحضارة الإسلاميّة؛ إذ أحضر المنصور إليها العُلماء من كافّة الدُّول، والأمصار، ووصل عدد سُكّانها إلى المليونَين، وقد بُنِيت بغداد خلال أربع سنوات، وكانت ذات تنظيم دائريّ، ولها ثلاثة أسوار، لكلِّ سور منها أربعة أبواب هي: (( باب الشام، وباب البصرة، وباب خراسان، وباب الكوفة))


علماً بأنّ المنصور شرع عام 151 للهجرة في بناء مدينة لابنه المهديّ

وهي مدينة الرصافة، وجدَّد فيها البيعة لنفسه، ومن بعده المهدي، ومن بعد المهدي عيسى بن موسى.

الفترة الأولى من خلافته
ثورة محمد النفس الزكية

غير أن أخطر ما واجه المنصور هو ثورة العلويين بقيادة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالنفس الزكية، وأخيه إبراهيم، وكانا يعدان العدة للخروج على أبي جعفر المنصور، وينتظران الفرصة للانقضاض عليه، واختفيا عن أنظار الخليفة يبثان رجالهما وينشران الدعوة إليهما وكان محمد النفس الزكية يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي جعفر المنصور، فامتنع عن بيعته، كما امتنع من قبل عن بيعة أبي العباس السفاح، فلما ولي أبو جعفر المنصور رأى في بقاء محمد وأخيه خطرًا يهدد دولته، وأيقن أنهما لن يكفا عن الدعوة إلى أحقية البيت العلوي بالخلافة، وأقلق اختفاؤهما الخليفة اليقظ؛ فبذل ما في وسعه لمعرفة مكانهما فلم ينجح في الوصول إليهما، وعجز ولاة المدينة عن تتبع أخبارهما، فاستعان بوالٍ جديد للمدينة غليظ القلب للوصول إلى مكان محمد النفس الزكية، فلجأ إلى القبض على عبد الله بن الحسن والد الزعيمين المختفيين وهدده وتوعده، وقبض أيضا على نفر من آل البيت، وبعث بهم مكبلين بالأغلال إلى الكوفة فشدد عليهم الخليفة وغالى في التنكيل بهم، فاضطر محمد النفس الزكية إلى الظهور بعد أن مكث دهرا يدعو لنفسه سرا، واعترف الناس بإمامته في مكة والمدينة، وتلقّب بأمير المؤمنين، وكان الناس يميلون إليه لخلقه وزهده وحلمه وبعده عن الظلم وسفك الدماء حتى أطلقوا عليه النفس الزكية

مهلك أبي مسلم الخراساني
ذكر ابن خلكان‏

أن المنصور لما أراد قتل أبي مسلم تحير في أمره هل يستشير أحداً في ذلك أو يستبد هو به لئلا يشيع وينشر، ثم استشار واحداً من نصحاء أصحابه فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ‏!‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 22‏]‏‏.‏

فقال له‏:‏ لقد أودعتها أذناً واعيةً‏.‏

ثم عزم على ذلك‏.‏


لما فرغ أبو مسلم من الحج سبق الناس بمرحلة فجاءه خبر السفاح في الطريق، فكتب إلى أبي جعفر يعزيه في أخيه ولم يهنئه بالخلافة، ولا رجع إليه‏.‏فغضب المنصور من ذلك مع ما كان قد أضمر له من السوء إذا أفضت إليه الخلافة، وقيل‏:‏ إن المنصور هو الذي كان قد تقدم بين يدي الحج بمرحلة وأنه لما جاء خبر موت أخيه كتب إلى أبي مسلم يستعجله في السير كما قدمنا‏، فقال لأبي أيوب‏:‏ اكتب له كتاباً غليظاً‏، فلما بلغه الكتاب أرسل يهنئه بالخلافة وانقمع من ذلك‏.‏

وقال بعض الأمراء للمنصور

‏ إنا نرى أن لا تجامعه في الطريق فإن معه من الجنود من لا يخالفه، وهم له أهيب وعلى طاعته أحرص، وليس معك أحد‏، فأخذ المنصور برأيه ثم كان من أمره في مبايعته لأبي جعفر ما ذكرنا، ثم بعثه إلى عمه عبد الله فكسره كما تقدم، وقد بعث في غبون ذلك الحسن بن قحطبة لأبي أيوب كاتب رسائل المنصور يشافهه ويخبره بأن أبا مسلم متهم عند أبي جعفر، فإنه إذا جاءه كتاب منه يقرأه ثم يلوي شدقيه ويرمي بالكتاب إلى أبي نصر ويضحكان استهزاء ‏فقال أيوب‏:‏ إن تهمة أبي مسلم عندنا أظهر من هذا‏.‏ولما بعث أبو جعفر مولاه أبا الخصيب يقطين ليحتاط على ما أصيب من معسكر عبد الله من الأموال والجواهر الثمينة وغيرها، غضب أبو مسلم فشتم أبا جعفر وهمَّ بأبي الخصيب، حتى قيل له‏:‏ إنه رسول‏.‏ فتركه ورجع‏.

فلما قدم أخبر المنصور بما كان وبما همَّ به أبو مسلم من قتله

فغضب المنصور وخشي أن يذهب أبو مسلم إلى خراسان فيشق عليه تحصيله بعد ذلك، وأن تحدث حوادث، فكتب إليه مع يقطين‏:‏ إني قد وليتك الشام ومصر وهما خير من خراسان، فابعث إلى مصر من شئت، وأقم أنت بالشام لتكون أقرب إلى أمير المؤمنين، إذا أراد لقاءك كنت منه قريباً‏.‏

فغضب أبو مسلم وقال

قد ولاني الشام ومصر، ولي ولاية خراسان، فإذاً أذهب إليها وأستخلف على الشام ومصر‏، فكتب إلى المنصور بذلك فقلق المنصور من ذلك كثيراً‏، ورجع أبو مسلم من الشام قاصداً خراسان وهو عازم على مخالفة المنصور‏

رغب الخليفة أبو جعفر المنصور في بناء عاصمة جديدة لدولته

بعيدة عن المدن التي يكثر فيها الخروج على الخلافة كالكوفة والبصرة، وتتمتع باعتدال المناخ وحسن الموقع، فاختار “بغداد” على شاطئ دجلة، ووضع بيده أول حجر في بنائها سنة (145هـ = 762م) واستخدم عددا من كبار المهندسين للإشراف على بنائها، وجلب إليها أعدادا هائلة من البنائين والصناع، فعملوا بجد وهمة حتى فرغوا منها في عام (149هـ = 766م) وانتقل إليها الخليفة وحاشيته ومعه دواوين الدولة، وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة الدولة العباسية، وأطلق عليها (( مدينة السلام)) تيمنا بدار السلام وهو اسم من أسماء الجنة، أو نسبة إلى نهر دجلة الذي يسمى نهر السلام

ولم يكتف المنصور بتأسيس المدينة على الضفة الغربية لدجلة

بل عمل على توسيعها سنة (151هـ = 768م) بإقامة مدينة أخرى على الجانب الشرقي سماها الرصافة، جعلها مقرا لابنه وولي عهده “المهدي” وشيد لها سورا وخندقا ومسجدا وقصرا، ثم لم تلبث أن عمرت الرصافة واتسعت وزاد إقبال الناس على سكناها. بيت الحكمة ومن الأعمال الجليلة التي تُذكر للمنصور عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم

وقيامه بإنشاء “بيت الحكمة” في قصر الخلافة ببغداد

وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزا للترجمة إلى اللغة العربية. وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية. وقد بلغ نشاط بيت الحكمة ذروته في عهد الخليفة المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة (656هـ = 1258م)

مواقف من حياته

وتمتلئ كتب التاريخ والأدب بلقاءاته مع سفيان الثوري وعمرو بن عبيد وابن أبي ذئب والأوزاعي وغيرهم ويؤخذ عليه شططه في معاملة الإمامين الكبيرين: أبي حنيفة النعمان، ومالك بن أنس؛ لاعتقاده أنهما يتفقان مع خصومه من آل البيت العلوي

فتوحاته

لم تكن هنالك أيُّ فتوحات في عهد أبي جعفر المنصور، وإنَّما كانت معاركه غزوات مُتكرِّرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ (قسطنطين) استطاع أن يدخل مُلكهم عُنوة، وهَدَم سور ملاطية، وتقدَّم في البلاد الإسلاميّة؛ وذلك لانشغالهم بالصراعات الداخليّة، وبعد أن انتهت الصراعات الداخليّة عاد أبو جعفر المنصور إلى الغزو من جديد، واستطاع السيطرة على المناطق القريبة من بلاد الروم، وبعث أبو جعفر جيشاً بقيادة ابنه المهدي؛ لغزو طَبرِستان في عام 141هـ.

حدثت صراعات، وثورات كثيرة شغلت أبا جعفر المنصور، ومن بينها

(ثورة سنباذ) عام 137هـ، والتي أشعلها (سنباذ المجوسيّ)؛ حتى يثأر من مقتل أبي مُسلم الخراسانيّ، وقد التفَّ حوله عدد كبير من أهل خراسان، واستطاعوا الهجوم على الريّ، وقومس، ونيسابور، وسَبوا النساء، وقتلوا الرجال، كما أنَّهم غالوا في قولهم؛ إذ قالوا إنَّهم ذاهبون لهدم الكعبة

فما كان من المنصور إلّا أن أرسل إليهم جيشاً بقيادة (جمهور بن مرّار العجليّ)

الذي هزمهم، وقضى على ثورتهم، ومن الجدير بالذكر أنَّ المنصور قد واجه حركة غريبة هي (الروانديّة)، وذلك في عام 141هـ؛ وهم قوم اعتبروا أنَّ المنصور هو الإله الذي يُطعمهم، ويَرزقهم، وعندما رفض المنصور أفكارهم، وأمرهم بالابتعاد عنها، انقلبوا ضِدَّه، وثاروا عليه، وأعلنوا الحرب عليه، فقاتلهم الخليفة بنفسه، وانتصر هو ومن سانده من الناس على هذه الحركة

اهتمامه بالعِلم

أراد أبو جعفر المنصور أن تنهض الدَّولة العبّاسية بالعِلم، والتعليم؛ ولذلك كتب إلى ملك الروم، وطلب منه أن يبعث إليه كُتب تعليم مُترجَمة، فبعث إليه ملك الروم كُتب الطبيعيّات، بالإضافة إلى كتاب إقليدس، كما أنّه فكَّر في إنشاء مكتبة خاصَّة بالمُسلمين، وأمر بالترجمة من الكُتب غير العربيّة، فبدأت حركة الترجمة في عهده من مُختلف اللُّغات (الروميّة، والفارسيّة، والسريانيّة)، كما طلب من العُلماء، والمُتخصِّصين ترجمة كُتب الطبِّ، والرياضيّات، والفلسفة، ومن أشهر الكُتب التي تُرجِمت في عهده كتاب (كليلة ودمنة)، وكذلك كتاب (السند هند)، وكتاب (أرسطاطاليس)

وفاته
لَمَّا رأى المنصورُ ما يدلُّ على قُربِ مَوتِه سار للحَجِّ

فلمَّا وصل إلى بئر ميمون مات بها مع السحَرِ قبل أن يصِلَ مكة، ولم يحضُرْه عند وفاتِه إلَّا خَدَمُه، والربيعُ مولاه، فكتم الربيعُ مَوتَه، واشتغلوا بتجهيزِ المنصور، ففرغوا منه العصرَ، وكُفِّنَ، وغطِّيَ وجهُه وبدَنُه، وجُعِلَ رأسُه مكشوفًا لأجل إحرامِه، وصلَّى عليه عيسى بن موسى، وقيل: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ودُفِنَ في مقبرة المُعَلَّاة، وحَفَروا له مائة قبرٍ ليغُمُّوا على النَّاسِ، ودُفِنَ في غيرها، عاش أربعًا وستِّينَ سنة، وكانت مدة خلافته اثنتين وعشرين سنة إلَّا أربعة وعشرين يومًا.

وقيل

توفي أبو جعفر المنصور عام 158 هـ في طريقه إلى الحج، ولكن لم يذع خبر وفاته مباشرة إلى أن أخذ البيعة ابنه محمد المهدي، ثم دفن في مكة، ويقال إن آخر ما نطق به أبو جعفر المنصور أن قال: "اللهم بارك لي في لقائك

ودُفن في

مقبرة المعلاة (بئر ميمون) في أعلى مكة المكرمة

دراسات ذات صلة
ترحيب بالأعداء: التهديد الشخصي وردود الفعل

غالبًا ما تكون التهديدات الشخصية التي تشكك في استمرار وجود الأفراد وإحساسهم العالمي بالسيطرة سائدة في الصراعات العنيفة بين الجماعات التي تنطوي على تهديد إرهابي.لديهم القدرة على إضعاف الجهود المبذولة لحل النزاع عن طريق الاتصال بين المجموعات.

في الصراعات العنيفة بين المجموعات

قد يتم عادةً تصوير أعضاء الطرف المعارض على أنهم عنيفون.وبالتالي فإن الميل الدافع للحفاظ على الصور النمطية قد يؤدي إلى الاستياء من القادة السياسيين للمجموعة المعادية الذين يعلنون عدم موافقتهم على العنف، وفي التفاعل اليومي قد يكون المرء أقل ميلاً إلى الاقتراب من أعضاء المجموعة الخارجية المسالمين مما كان عليه الحال بدون هذا الاتجاه.

الشاهد مما سبق

1 - من الدراسة السابقة: نلقي الضوء علي قتله لعامله العسكري الموهوب ( أبو مسلم الخراساني ) الذي لم يكن موهوب عنده وفقط بل كان موهوباً من أيام أخيه السفاح ، لخوف علي عرشه وحكمه فكان مقتله بهذه الطريقة الغادرة ، إنه لشيء عجيب أن يؤولوا القرآن كيفما يريدون ليصيغوا صياغة ترضي أهواءهم .

2 - لن ننسي أعماله الخيرة من إنشاء بيت الحكمة الذي كان يسير فيه العمال كالنحل من ترجمة إلي تخزين للكتب إلي عاملين في هذه المكتبة الإسلامية العامة - إن صح التعبير - أو سمها بيت الثقافة المسلم أو وزارة الثقافة ، اي ما كان اسمها إلا أنها فعل نبيل ، وفهم عن الله تعالي أن القراءة والعلم والتعليم مبدأ رئيس في الإسلام ، فلماذا حكام المسلمين اليوم لا يعتنون بالقراءة بهذه الدرجة ، تحولت القراءة إلي أفلام وثائقية ومن بعدها إلي أفلام عادية وتسمي بذلك ذاكرة الأمة المرئية ، ونسوا قيمة الكتاب في قيام أجيال وأجيال أظهر فيهم قيمة التخيل التي قطعت اليوم بالسوشيال ميديا وبضغطة الزر التي تريك كل ما تريد .

3 - عاش 22 عام في الخلافة وهي فترة ليست باليسيرة ، يبدو أنه كان من الذكاء بمكان ليحافظ علي مكانه طوال هذه المدة ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري ربما كان عهده عهد خير ورخاء فلم تقم عليه الثورات من هنا وهناك ما عدا في بداية خلافته إلي ان استطاع أن يخمدها في مهدها ، ثم تخلص ممن حقق له النصر ( الخراساني )

4 - لن ننسي ايضا أنه هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية التي عاشت من بعده 5 قرون متتالية ، نعم فيها المسلمون بالحضارة والعمران والفتوحات والخير الكثير .

وبعض الأسئلة قد تطرق علي الذهن

هل السياسة نجاسة كما يدعي البعض؟ ، وهل التخلص من الخصوم حياة إلي حين يحين وقت الوفاة ؟ وهل للرئاسة بريق يبرق في عين صاحبه حتي ينسيه أنه مستعبد لهؤلاء القوم الذين يحكمهم قبل أن يتخيل أنه حاكمهم وأنه مسؤول أمام الله ، يقال إن الحاكم الظالم له يوم القيامة ركن كامل وحده في أروقة جهنم - أعانا الله من عذابه ونقمته

الروابط

5 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Hozzászólások

0 csillagot kapott az 5-ből.
Még nincsenek értékelések

Értékelés hozzáadása
bottom of page