top of page

الدولة الأموية في الأندلس

Updated: Aug 28, 2023

الدولة الأموية بدأت الدولة الأموية بالفرع السفياني، وأولهم الخليفة معاوية بن أبي سفيان وآخرهم معاوية بن يزيد وحكم منهم ثلاثة خلفاء ثم انتقلت إلى الفرع المرواني من بني أمية وأولهم مروان بن الحكم وآخرهم مروان بن محمد، وعدد من حكم من خلفاء بني أمية في الشام أربعة عشر خليفة

ثم انتقل بنو أمية إلى الأندلس

أسس السلالة الأموية الحاكمة في الأندلس عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام (756-708 م) من أحفاد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وأحد القلائل الناجين من المذابح التي أقامها العباسيين للأمويين (750 م) لقبة الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بصقر قريش لشجاعتة وذكائة. فر إلي الأندلس واقام خلافة أموية في الأندلس ، عمل عبد الرحمن ثم ابنه هشام (788-796 م) ثم حفيده الحـَكم (796-822 م) على إرساء و تقوية دعائم الدولة الجديدة، قاموا بتوحيد أراضي الأندلس الإسلامية و حاربوا الممالك المسيحية في الشمال

من هو أول خليفة في الأندلس؟

استعاد الأمويون حقهم في الخلافة في عهد عبد الرحمن الثالث، والذي أصبح أول أمير أموي إسباني تحت حكم الخلافة الأموية، ويعد عبد الرحمن الثالث أول خليفة في الأندلس بعد أن أعلن نفسه خليفةً للمسلمين، وفي ظل الخلافة الأموية أصبحت قرطبة أعظم مركز فكري في أوروبا، فقد أُسست المكتبات، والمدارس، وبالتالي فقد بلغ الفن الإسباني الأموي ذروته خلال فترة الحكم الطويلة لعبد الرحمن الثالث، وابنه الحكم الثاني

في عام 711 ( قرطبة عاصمة الأندلس)

احتلّت الأندلس والتي تُسمى أيضًا إسبانيا ، جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة الأيبيرية ، وكانت الحدود مع الشمال المسيحي في حالة تغير مستمر وأطلق المسلمون اسم الأندلس على الأراضي الإسلامية الجديدة، واختار عبد الرحمن الأول قرطبة عاصمة للدولة الأموية في الأندلس، ووحد الأندلس تحت حكمه، وأقام علاقات دبلوماسية مع الدول المسيحية الشمالية وشمال إفريقيا، كما أقام علاقات مع الدولة البيزنطية وحافظ على الثقافة

الحياة الإقتصادية في الأندلس

عاش الأندلسيون فترات متقطعة من الرخاء والفاقة حيث كانت الحياةُ الاقتصاديّة في الأندلس في عصر أمراء الطوائف، تمرّ بين مدٍّ وجزرٍ، وكان أهلُ الأندلس يعيشون في أوقاتِ دَعَةٍ لوفرة مُنتجاتهم الزراعيّة، ومع ذلك مرّت عليهم أوقات غير آمنة؛ بسبب الحروب مع الإسبان، فساءت حالهم المعيشيّة والاقتصاديّة. إذ نرى مثلاً، كيف أن بلنسية (فالنسيا) كانت توصَف في أوقات بأنّها دار أمن ورخاء، وتوصَف في أوقاتٍ أخرى بأنّها دار فقر وفاقة

من العوامل الداخليّة التي أثّرت بشكل مباشر على الحياة الاقتصاديّة

1 - تسلّط بعض الأمراء والوزراء على أموال الناس

واستيلاؤهم عليها بمختلف الطرق والوسائل، كما فعل مبارك ومظفّر العامريّان أميرا بلنسية، حيث ترك لنا ابن عِذارى وصفاً دقيقاً لهما قائلاً: وبلغت جباتها لأوّل ولايتهما 120 ألف دينار في الشهر، 70 بلنسية، و50 شاطبة، يستخرجانها بأشدّ العنف من كل صنف حتّى تساقطت الرعيّة، ورحلت الأندلس إلى بلاد أخري.

2- فرض الإتاوات والضرائب

فرض صاحب سرقسطة المقتدر بالله أحمد بن هود (438 - 474هـ)، "الإتاوات الماليّة والضرائب على رعيّته، ليدفعها للنصارى"

حيث تُستثنى من ذلك دولة بني جَهْوَر في بداية أمرها، فقد كانت تملك اقتصاداً قويّاً في عهد أبي الحزم بن جَهْوَرْ (422 - 435هـ)، وذلك بسبب ما أوجده من خطط اقتصاديّة فريدة كان من أهمّها وَرَعه في المال العام، وتأمين الأمن والطمأنينة للناس

أولاً: الصناعة

كانت السكة هي النقد المتداول، وهي عبارة عن طابع من حديد تُنقَش فيه الكلمات المُراد ضربها، وبخاصة اسم الحاكم، ولاحقاً صارت النقود كلّها، وظلّت النقود المضروبة حتى أواخر دولة الحكم الرّبضي (180-20هـ/796-821م) على صورة دراهم فضية أو برونزيّة، أما الدنانير الذهبيّة، فقد كانت نادرة الاستعمال، وكانت تُضرَب آنذاك في المغرب وشمالي أفريقية

ثمّ أجرى عبد الرحمن الأوسط (206-238هـ/821-852م)

تعديلات على النظام النقدي، فبنى داراً جديدة للسكّة في قرطبة قامت بضرب دنانير ذهبيّة أندلسيّة مستقلّة، وكان الدينار في مقدّمة النقود، وهو يمثّل وحدة النقود المصكوكة من ذهب، ثمّ يليه الدرهم ويمثّل وحدة النقود المصكوكة من فِضّة، وكانوا يكتبون على أحد وجهي الدينار أو الدرهم ما يتعلّق بسيرة الرّسول (ص) وتعاليم الإسلام، وعلى الوجه الآخر اسم الحاكم ولقبه واسم دار السكّة وتاريخ الصكّ.

كما كانت نقود المرابطين مستديرة

ثمّ اتخذ عبد المؤمن بن علي تمييزاً لها عن نقود المرابطين، فأمر أن يُنقش على أحد وجهيها: "لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله"، وعلى الوجه الآخر: "الله مولانا، ومحمّد رسولنا، والمهدي [محمد بن تومرت] إمامنا وكانت نقود بني نصر في غرناطة ذهباً إبريزاً وفضّة خالصة

وقد شهدت ألمريّة في عهد المعتصم بن صمادح تقدّماً صناعيّاً

وأهمّ الصناعات التي شهدتها آنذاك صناعة النسيج، وصناعة الرخام، وصناعة المعادن، وصناعة الزجاج، وصناعة السفن، وصناعة الفخار، وصناعة الزيوت.

كما أخذت تنشأ في قرطبة

صناعة الحلي والتحف والأواني والأثاث.

كما كان في الأندلس غابات كثيرة هيّأت لصناعة

الأساطيل وازدهار صناعة الأثاث. وكانت المعادن كثيرة، ومن أهمّها معدن الزئبق في شمالي قرطبة، كما ازدهرت صناعات الحلي والأواني والحِقاق والطرف المعدنيّة والبرونزيّة والفضيّة والملابس والثياب الحريريّة

الزراعة

يقول المَقّري: "خصَّ الله تعالى بلاد الأندلس من الثمار وأصناف الفواكه وكثرة المياه، فهي أسعد بلاد الله بكثرتها، وفواكهها على الجملة غير معدومة في كل أوان

وأهل الأندلس كانوا مَهَرة في الفِلاحة

وكلّ مدينة في الأندلس كانت لها شهرتها في فاكهتها، فشجر التين كان يستدير بمالقة من مختلف جهاتها، وكان يُضرب المثل بحُسنه. واشتهرت إشبيلية بالتين القوطي والسَّفري ومن خواص مدينة شِنترة Cintra القريبة من آشبونة أن التفاح فيها دَوْرُ كل واحدة ثلاثة أشبار وأكثر، وقيل: خمسة أشبار ومالقة وبِلّش اشتهرتا بكروم العنب ويقول المقّري، كانت مالقة، تجمع بين منظر البحر والبَرِّ بالكروم المتّصلة. كذلك اشتهرت آبرة بكثرة كروم العنب واشتهرت مدينة بجانة بالأعناب والفواكه المختلفة واشتهرت المُنَكَّب بالزّبيب وكانت مالقة كثيرة الخيرات والفواكه وكانت مرسية من أكثر مدن الأندلس فواكه... مما لا يتسع المجال لذكره

وكان أعيان الأندلس يمتلكون البساتين والمُتنزّهات

ما يدلّ على وفرة البساتين في الأندلس، واشتهرت كذلك الأندلس بالمدن والضياع العامرة المتّصلة بالأنهار، وبأشجارها المتنوّعة، كالزيتون والأعناب، والفواكه المختلفة، والبساتين الضخمة الكثيرة الثمار، ما أدّى إلى ازدهار الزراعة في بلاد

نستخلص مما ورد سابقًا أن بلاد الأندلس كانت بلاداً وفيرة الزرع، وكان الأندلسيين اهتموا بالزراعة وساهموا في تطويرها.

التجارة

لقد رأينا في ما سبق الازدهار الزراعي والتجاري في معظم مناطق الأندلس في عصر أمراء الطوائف، وبالطبع مقابل هذا الازدهار فلا بدّ من أن تكون التجارة قد رافقت التقدّم والازدهار، فنشطت المدن الأندلسيّة، ولا سيّما الساحليّة منها، في هذا الميدان، فكانت الموانىء فيها تصدّر الكثير من محاصيلها الزراعية ومنتجاتها الصناعية، وكانت، بالمقابل، تستورد مختلف البضائع التي تحتاجها

وبالأندلس غَيْرُ طِرازٍ يَرِدُ إلى مِصْرَ مَتَاعَهُ

وربما حُمِلَ منه شيء إلى أقاصي خراسان وغيرها" إنّ أساطيلَ الموانئ الأندلسيّة التجاريّة في بلنسيّة ومالقة وإشبيلية وألمريّة خاصّة، كانت في طرف البحر المتوسّط تنقل المُنتجات القادمة من مختلف أنحاء إسبانيا ومن مِصْر

ولقد شهدت ألمريّة في عهد المعتصم بن صمادح

نشاطاً تجاريّاً على المستويين الداخلي والخارجي، ومما ساعد على قيامها بهذا الدور التجاري الهامّ ثلاثة أمور:

أهميّة موقعها على البحر الأبيض المتوسّط

ووجود قَيْسَارِيّة في دار الصنعة

وكثرة خيراتها

وكان التجار يركبون من ألمريّة، وفيها كانت تحلُّ مراكبهم، وفيها مرفأ ومُرسىً للسفن والمراكب القادمة من الإسكندريّة والشام وغيرهما وهكذا كان ساحل ألمريّة محطّ مراكب النصارىومنه كانت تُسفَّرُ البضائع إلى سائر البلاد وكذلك كان ساحل مالقة محطّ تجارة لمراكب المسلمين والنصارى، فكان أهلها يُسفِّرون التين من البحر، ولا سيما إلى بغداد حيث كان يُباع على جهة الاستطراف

الحياة السياسية والإدارية في الأندلس
أولاً: التقسيم الإداري لبلاد الأندلس

ولقد كان الإتجاه الإداري في الأندلس يميل نحو الأقسام الإدارية الصغيرة ، تيسيرًا لضبط الأمن وربط المال، واكتفى المسلمون بالكور، كل كورة تتبعها مدن وكل مدينة تتبعها أقاليمها أو زماماتها، وهذا النظام أدى بدوره إلى تبسيط السلم الإداري، فالإدارة المركزية يتبعها عمال الكور، وعمال الكور يتبعهم عمال المدن، وهم المسئولون عن زمامات المدن وأقاليمها، وجرت العادة أن يعين عامل المدينة عاملًا خاصًا بالمدينة نفسها يسمى صاحب المدينة.

عرف أيضا نظام الأجناد أو الكور المجندة

وهو النظام الذي أخذه المسلمون عن البيزنطيين، والمراد به ولايات عسكرية ينزلها جند، ويسميها العرب بند والجمع بنود، وهي تقابل الثغور ويحكمها قائد عسكري. ولم يعرف نظام الأجناد إلا في الشام، ومنها انتقل إلى الأندلس، وذلك على أيام أبي الخطار الكلبي سنة 125هـ.

وقد كان كل قسم إداري ينقسم إلى

عدة أقاليم، وكل إقليم يكون متبوعًا بعدد من القرى، ويطلق على كل ما يدخل في حوز القسم الإداري اسم عمل، أو حوز، أو نظر، أو ولاية.

وكانت الأندلس، أغلب فترة الولاة (95 - 138هـ) تابعة لولاية أفريقية

وكانت مدينة إشبيلية قاعدة الولاية، ثم انتقلت إلى مدينة قرطبة ذات الموقع المتوسط بين الساحل والداخل.

استفاد عرب الأندلس من النظام الإداري

الذي وجدوه بالأندلس، فعدلوا به بعض الشيء، في عصر الولاة (95 - 138هـ)، بحسب ما اقتبسوه من النظم الإدارية المشرقية، ومال أهل الأندلس في التنظيم الإداري نحو الأقسام الإدارية الصغيرة تسهيلًا لتوفير الأمن وتنظيم الأمور المالية.

وكان اختيار الوالي يقوم على أساس

مكانته وعدالته وعلمه، وإذا أظهر شيئًا من التقصير يعزل أو ينقل إلى مكان آخر. وكان التأكيد والتوصية بحسن السيرة والرفق بالناس أمرًا أساسيًا، سواء بالنسبة لحاكم الدولة المرابطية أم للولاة والحكام المحليين

ثانياً: النظام السياسي

نظام الحكم

كان الأمير أو الخليفة يأتي على رأس النظام الحاكم في عهد الدولة الأموية في الأندلس، والذي كان يتولى الحكم وفق نظام حكم وراثي يتولى فيه ولي العهد الحكم بوصية من الأمير أو الخليفة الراحل

ولم تكن البيعة مشترطة على أن تكون للابن الأكبر

حيث كان الأمراء يوصون بمن يرون أنه الأصلح من أبنائهم للحكم، كتولية عبد الرحمن الداخل لابنه هشام متجاوزًا ابنَه الأكبر سليمان، وتقديم الحكم الربضي لابنه عبد الرحمن على ابنه الأكبر هشام، بل كانوا أحيانًا يتجاوزونها للتوصية بولاية الحفيد؛ كما فعل الأمير عبد الله بن محمد بالتوصية لولاية حفيده عبد الرحمن بن محمد.

وكانت البيعة تتم في القصر

حيث يجلس الحاكم على سرير الملك، ويدخل عليه الأمراء من بني أمية، ويستمعون لكتاب البيعة، ثم يتقدمون ببيعتهم للحاكم الجديد، ويلي بيعة أمراء بني أمية، بيعة الوزراء وأصحاب المناصب من كبار رجال الدولة، وتسمى المراسم السابقة بالبيعة الخاصة، ثم ينيب الحاكم من يأخد البيعة العامة من سائر الناس، ويرسل بكتاب البيعة للكور والثغور.كانت سلطة الأمير أو الخليفة مطلقة؛ يولّي ويعزل دون أن يعارضه أحد، ويأتي من بعد الأمير أو الخليفة في هرم السلطة «الحاجب»، وهو شخص يعادل منصبه منصب رئيس الوزراء اليوم، ويُفرَش له فراشٌ أعلى من فُرُش الوزراء، وأدنى من سرير الأمير أو الخليفة في قاعة الحكم

العلاقات الخارجية

منذ نشأة الدولة الأموية في الأندلس وهي في حالة صراع متواصل مع جيرانها من الممالك المسيحية في الشمال والشرق من أجل فرض السيطرة أحيانًا، وأحيانًا أخرى من أجل البقاء؛ ففي سنوات الدولة الأموية في الأندلس الأولى، تعرض الثغر الأعلى للغزو من قبل شارلمان عام 161هـ/ 778م، إلا أن أهل سرقسطة استطاعوا إفشال هجومه

ثم ما لبث أن تعرض جيش شارلمان لهزيمة ساحقة

أثناء انسحابه إلى فرنسا عبر ممر رونسفال. ولم يكن ذلك هو التهديد الوحيد الذي تعرضت له الأندلس في تلك الفترة؛ فمنذ عهد هشام الرضا تعرضت حدود الأندلس الشمالية لتحرشات من قبل مملكتي أستورياس ونافارا الوليدتين، وإضافة إلى تلك الهجمات البرية

تعرضت الأندلس للغزو البحري عام 230هـ

من قبل النورمان الذين احتلوا لشبونة وقادس وشذونة وإشبيلية، إلى أن هزمهم جيش أرسله عبد الرحمن الأوسط، بقيادة عيسى بن شهيد ونصر الخصي، فأجلوهم عن الأندلس بعد 42 يومًا من نزولهم الأندلس. ومع دخول الأندلس عصر القوة، منذ عهد عبد الرحمن الناصر، وحتى عهد سيطرة الحاجب المظفر على الدولة، أصبحت اليد العليا عسكريًا في شبه الجزيرة الأيبيرية للأمويين الذين نجحوا، في عهد سيطرة الحاجب المنصور، في إعادة حدود الدولة الأموية إلى ما وراء نهر دويرة، وهي الأراضي التي كان الأمويون قد فقدوها في فترة كبوة الدولة، التي انشغل فيها الأمراء بمواجهة الثورات الداخلية. ورغم ذلك سرعان ما انهارت تلك السيطرة

بعد أن دخلت الأندلس فترة الفتنة

التي استغلتها الممالك المسيحية في الشمال للتوسع على حساب الأمويين، بل وسلَّم بعضهم بعض الحصون والأراضي طواعية للأمراء المسيحيين ثمنًا لمشاركتهم إلى جانبهم في تلك المرحلة من الاقتتال الداخلي أجبرت تلك الحالة من التهديد الدائم لحدود الدولة الأمويين على الاهتمام بالناحية العسكرية؛ فقد حرص الأمراء منذ عهد عبد الرحمن الداخل على التخلص من غلبة النظام القبلي على تركيبة الجيش الأندلسي، فحرَصوا على اقتناء العبيد الصقالبة والاستكثار منهم؛ فقد ذكر المقري أن حرس الأمير الحكم الربضي الخاص بلغ خمسة آلاف صقلبي، وقد شكل هؤلاء الجند الصقالبة نواة الجيش الأموي النظامي

إلا أن هؤلاء الصقالبة مع مرور الزمن أصبح لهم قوتهم داخل البلاط

وأصبحوا يتدخلون في شؤون الدولة، مما دعا الحاجب المنصور، حين أصبحت السلطة بيده أن يقصيهم تدريجيًا من المناصب، مع استبدالهم بعناصر من البربر، ويضيفهم إلى ديوان الجند النظاميين، هذا بالإضافة إلى المرتزقة والعبيد السود.

وقد استدعت تلك الحالة أيضًا الاهتمام بالتسليح

فأنشؤوا قواعد بناء السفن في طركونة وطرطوشة وقرطاجنة وإشبيلية، واهتموا ببناء الحصون والأسوار، كما نشطت الصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالأسلحة، حتى ذاع صيت بعض المدن كطليطلة، كمراكزَ لصناعة الأسلحة

شهدت فترات القوة في عهد الدولة الأموية في الأندلس حركة رواج دبلوماسي

بين الأندلس وبعض جيرانها، بل وعدد من القوى العظمى في تلك الفترة التي حرصت على خطب ود حكام الأندلس في تلك الفترة؛ فبعد أن فشل شارلمان في غزوه لشرق الأندلس، انعقدت معاهدة سلام وصداقة بين عبد الرحمن الداخل وشارلمان، وفي عام 225هـ؛ استقبل بلاط الأمير عبد الرحمن الأوسط سفارة أرسلها الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس محملة بالهدايا، والتي ردها حين بعث سفيره يحيى الغزال بالهدايا إلى القسطنطينية للإمبراطور

الفن في عصر الدولة الأموية في الأندلس

على الرغم من رفض الأمويين الصريح للسلطة السياسية العباسية، فقد قام أمويو قرطبة بمحاكاة فنون القصور الفخمة لمراكز السلطة العباسية، وهي بغداد وسامراء، كما قام الأمويون برعاية الفن كدليلٍ منهم على الملكية والسلطة، كما صنُعت الصناديق المصنوعة من العاج المنحوت والفضة المذهّبة، وألواح جداريّة من الجصّ، والتماثيل البرونزية للحيوانات، بالإضافة إلى النوافير الرخامية وتم وضع قصر عبد الرحمن الثالث في مدينة الزهراء معياراً للذوق الفني، كما أضاف الحكم الثاني لجامع قرطبة الكبير الفخامة والتسلسل الهرمي

العلوم في الخلافة الأندلسية
من أهم مظاهر العصر العلمي في الخلافة الأندلسية هي

ظهر الاهتمام في العلوم الطبيعية في عهد الخليفة الخامس من أمراء بني أمية وهو محمد بن عبد الرحمن

ممن اشتهر في العلوم المختلفة

عُرف الخليفة محمد بن عبد الرحمن

في نباهته في الرياضيات، وخاصة في الحساب

اشتُهر في عهد الخليفة عبد الرحمن الأوسط أطباء بارعون، ومن أهمهم

يونس بن أحمد الحراني، والذي حظيَ بمكانة عالية لدى الخليفة

الصيدلة

فقد برز في هذا الميدان حمدين ابن أبان، وكان ذلك في عهد الخليفة محمد بن عبد الرحمن، حيث عُرف عنه مهارته في تركيب الأدوية، وحُسن العلاج

علم الفلك

وما يلحق به من التنجيم يجد له مكانة في نفوس بعض الحكام، فقد أرسل الخليفة هشام بن عبد الرحمن في طلب أحد المنجمين، يُقال له الضبي، وهو من أهل الجزيرة الخضراء، وقد برع في الفلك، فطلب منه النظر في أمره نظرًا لمهارته في التنجيم، فأخبره أنه سوف يحكم لفترة يستقر بها حكمه، إلا أن حكمه سيدوم ثمانية أعوام فقط، فتأثر الأمير وقال: لو أن هذه المدّة كانت في سجدة لكانت قليلة، ثم مال إلى الصلاح والزهد

الحياة الاجتماعية في الخلافة الأندلسية

من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في الخلافة الأندلسية هي
1 - تقويم قرطبة لشهور السنة

حيث ابتدأها بشهر يناير، كما عرف كل شهر، وأدرج ما يقابله في التقويمين السرياني والمصري، وعدد أيام هذا الشهر، بالإضافة إلى البرج الذي يتبعه، وبعدها صنفه ضمن الفصول الأربعة، وحدد صفات كل شهر، وما يُستحب الأكل فيه والشرب، والمرض الذي يغلب فيه، والأماكن المُستحب السكن فيها

2 - الاحتفالات والأعياد

تنوعت احتفالات الأندلسيين، وكان من بينها احتفالهم بمواسم الحصاد، والتي انعكست بشكلٍ مباشر على حياتهم اليومية، وأشعارهم، وأمثالهم الشعبية، حيث أن جني ثمار الخضروات والفواكه، هو جني لثمار مجهودهم الشاق طوال فترة الزراعة، كما كان الاحتفال بمواسم الحصاد له توقيت ثابت كل عام، قام تقويم قرطبة بتحديده، بالإضافة إلى ذلك كان هناك احتفالات جمع القرمز، والذي يُستعمل في صناعة الحرير، كما احتفلوا ببداية السنة الميلادية

نهاية الدولة الأموية في الأندلس

قام الوزراء في قرطبة بأخذ الحكم من الخليفة المعتد بالله، ثم أقدموا واتّخذوا قرارًا لم يسبق أحد أن اتّخذه في العالم الإسلامي، وهو قرار إبطال الخلافة جملةً في قرطبة وجميع الأراضي الأندلسية

ويعود سبب ذلك إلى

عدم كفاية مَن تبقى من أفراد بني أمية، وصلاحهم لتوليهم المنصب، وإعادة الاستقرار والأمن والوحدة فيها، فأخرجوا المعتد بالله عن قرطبة، وبعد ذلك أُخرجوا بني أمية من قرطبة، فنوديَ فيها بأن لا يبقى أحد من بني أمية بها، وبالتالي كان المعتد بالله آخر مَن تسمّى من بني أمية بالخلافة بقرطبة

ما أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس؟
1. الانشغال بالبذخ وكثرة الرفاهية

كان ملوك الدولة الأموية في الأندلس قد بالغوا في الترف والرفاهية كثيراً، وقد بدأت مظاهر الترف المبالغ فيها بالظهور في عهد عبد الرحمن الناصر، الذي ذكر الباحثون أنّه سبب سقوط الدولة الأموية في الأندلس؛ لكثرة ضلاله وتفاخره، فقد اشتهر بكثرة تباهيه وزخرفته للقصور والمباني، وانشغاله في الدنيا وملذَّاتِها، وكان كثير الإنفاق على ما يخصُّ الدولة الإسلامية، وجعل للترف حيّزاً كبيراً في حياته، ومن المباني التي شُيِّدت في عهده؛ قصر الزهراء، الذي يُعدُّ من أعظم القصور وأكثرها إتساعاً، وقد طُلي من الداخل بالذهب، وكان سقفه أيضاً من الذهب والفضة، فقد كان يخطف الأنظار بجماله وروعته

وقيل إنَ عبد الرحمن الناصر قد أزال هذا السقف

الذي كان من الذهب والفضة؛ بعدما وَعَظه القاضي المنذر بن سعيد موعظة جعلت دموعه تذرف، وجعلته يندم على إسرافه وتبذيره، ومن الخلفاء الذين ذكر الباحثون أنّه تسبب أيضاً في انتهاء الخلافة الأموية؛ ابن أبي عامر

2. بُعد الناس عن الدين

فقد انشغل الناس في ملذَّات الدنيا ورفاهيتها، وتركوا المبادئ والأهداف والقيم الإسلامية التي كان المسلمون يمضون قُدماً لتحقيقها والحفاظ عليها، فقد كثرت مظاهر الترف، وانشغل الناس بالأمور التي ليس لها فائدة سوى ملء الفراغ الدنيوي، وتركوا الأمور المهمة التي تُعيد للأمة الإسلامية مجدها

3. تولية المناصب لمن لا يستحقَّها

لعل هذا من أهم الأسباب التي أثرت في سقوط الدولة الأموية في الأندلس، وخير مثال على ذلك هو ما فعله الحكم بن عبد الرحمن الناصر، عندما سُلّم ابنه زمام الأمر وتقاليد الحكم في الدولة، وهو لا يزال في عمر صغير، ولا يصلح لمثل هذه الأمور؛ فقد ذُكر أنّه كان يبلغ من العمر اثنا عشر عاماً ، فكانت هذه بدايةً لزوال الدولة الأموية في الأندلس فكيف لطفلٍ أن يحكم دولة ويُدير شؤونها، فبعدما كان خلفاء الدولة الأموية ذو قوة وحكمة وكانوا يحرصون على اختيار الأكفاء، بدأ يظهر خلاف ذلك في أواخر خلافتهم.

4. كثرة الأموال وازدهار التجارة

وقد اغتر الناس بالمال لكثرته

5 . ظهور زرياب

الذي طرده معلمه من بغداد، فذهب إلى المغرب، ومن ثم دخل إلى الأندلس فوجد ضالته هناك وأدخلوه على الخلفاء وبدأ بإدخال الموشحات الأندلسية وأحب الناس هذه الأمور وانشغلوا بها وساعد ذلك عن صدهم عن العلم والدين

6 . ظهرت شخصيات قامت بمحاربة الدين الإسلامي والكيد له بالخفاء

وكثرة الغنائم بسبب كثرة الفتوحات، وظهور القبلية والقومية، وكان بعض الولاة يتصفون بالظلم مع رعيتهم، وترك الجهاد في سبيل الله -عز وجل- وظهور العديد من الثورات في الأندلس، وقامت العديد من الاستقلالات عن دولة الأندلس

آخر خليفة للدولة الأموية في الأندلس

اسمه هو هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، أبو بكر، وهو آخر ملوك بني أمية في الأندلس، وكان يقيم في حصن اسمه البونت، وهو ثغر من ثغور مدينة قرطبة، وقد تولى الحكم والخلافة بعد وفاة الخليفة المستكفي بالله، وقد تنقل بين الثغور ولم يستطع إخماد الفتن والثورات في ذلك الوقت، ودخل مدينة قرطبة، فأقام فيها مدة من الزمن ومن ثم ثارت عليه مجموعة من الجند، فقاموا بخلعه عن الحكم، وأخرجوه من القصر الذي كان يعيش فيه هو وزوجاته وخدمه، فذهب إلى جامع قرطبة ولجأ إليه هو ومن كان معه، وأقام هناك أياماً فكان الناس يقدمون له الطعام والشراب

ثم أخرجه الجند من مدينة قرطبة

فذهب إلى الثغور على حدود مدينة قرطبة، ولحق بالحاكم ابن هود وهو المستعين باللَّه سليمان ابن محمد، وقد كان يحكم في ذلك الوقت مدينة تطيلة ومدينة سرقسطة ومدينة لاردة ومدينة طرطوشة، فأقام عنده مدة من الزمن عند الجهة القريبة من منطقة لاردة، ومن ثم توفي هناك وبوفاته انتهت الدولة الأموية في الأندلس

الروابط

6 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page