top of page

الفتنة بين المسلمين ( موقعة الجمل)

بعد مقتل عثمان رضي الله عنه مظلومًا

ولي عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه الخلافةَ بمبايعةٍ من الصحابة وجميع أهل المدينة - على كُرهٍ منه للخلافة، ورفضٍ منه للبيعة - وبعد مرور خمسة أيام على مَقتل الخليفة الشهيد، فقبل رضي الله عنه البيعةَ؛ حسمًا لمادَّة الخلاف، ولئلَّا تُترك الأمور لأولئك الغوغاء

وبعد بيعته بأيَّام

جاءه طلحةُ والزُّبير رضي الله عنهما، وطالباه بأخْذِ الثَّأر مِن قَتَلة عثمان، وكان هذان الصحابيَّان الجليلان

فماذا كان جواب عليٍّ على طلبهما؟

اعتذر عليٌّ رضي الله عنه إليهما بأنَّ قتَلَة عثمان كثرة، فمِن الفِطنة تأجيل الأمر بعضَ الوقت؛ حتى يتمَّ له التمكُّن في الحكم، وجمع شَتات الناس، وكشف هؤلاء المجرمين وتعريتهم مِن المنحازين إليهم والمتعاطفين معهم، لقد كان هذا العُذر نفسه هو الذي منَع عثمانَ رضي الله عنه مِن قتالهم؛ لئلَّا تكون فتنة تُسفك فيها دماء المسلمين، خلاف صَغير في وجهات النَّظَر، لكن بدأ منه الخلاف الكبير الذي أسفر عن

فرقة المسلمين إلى فريقين

فريق مَع عليٍّ رضي الله عنه، وفريق يخالفه، وأسفر كذلك عن حربين عظيمتين حدثَتْ فيهما مَقتلةٌ عظيمة، وسُفكتْ فيهما دماء كثيرة؛ هما حرب الجمل، وحرب صِفِّينَ

ماذا فعل طلحة والزبير - رضي الله عنهما - ومن انضم إليهم في موقفهم من علي - رضي الله عنه - ؟

لقد غضِب طلحةُ والزُّبير ومعهما أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عن الجميع مِن قول عليٍّ بتأجيل القِصاص، ورفضوا اجتهادَه في ذلك، وزاد الأمرَ سوءًا رفضُ مُعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه البيعةَ لعليٍّ حتى يأخذ بحقِّ عثمانَ ممَّن قتلوه، وكان معاوية عامِلَ عثمان على الشام، وأولى النَّاس بدمه من قومه؛ فتأخَّرتْ بذلك بيعةُ الشام بأسرها عن عليٍّ لأجل هذا السبب


إذن الذين لم يبايعوا عليًَ؟

1 - طلحة بين عبيد الله

2 - الزبير بن العوام

3 - السيدة عائشة بنت أبو بكر الصديق

4 - معاوية بني أبي سفيان

5 - الشام أجمعه لم يبايع عليًَ - رضي الله عن الجميع

ماذا فعل طلحة والزبير بعد ذلك؟

خرج طلحة والزُّبير إلى مكَّة لمقابلة عائشة رضي الله عنها وكانت في الحجِّ، ثمَّ خرجوا جميعًا مع عبدالله بن عامر والي البصرة، الذي ذكَر لهم أنَّ له أعوانًا في البصرة يؤيِّدونه للمطالَبة بدَم عثمان والوقوف في وَجْه قتلَتِه، فخرجوا معه جميعًا إلى البصرة، وكان غرضهم مِن ذلك جمع الأعوان والأنصار للمطالبة بدَم عثمان رضي الله عنه

وممَّا قاله الزُّبير في ذلك

"خرجنا لنستنهض الناسَ ليدركوا دمَ عثمان لئلا يبطل؛ فإنَّ في إبطاله توهينَ سلطان الله بيننا أبدًا، فإذا لم يُفطم الناس عن أمثالها، لم يبقَ إمامٌ إلَّا وقتله هذا الصنف من الناس"

ماذا فعل عليَّ عندما علم بخروجهم ؟

لما سمع عليٌّ رضي الله عنه بخروج أولئك الصَّحابة إلى البصرة، خرَج هو الآخر إليها يريد ردَّهم عمَّا أرادوا مِن خلاف قوله، ولئلَّا يَجمعوا الناسَ ويحزِّبوهم فتكون فِتنة، ولَمَّا وصل إلى البَصرة، ولم يُوافق عليٌّ رضي الله عنه على تسليم القتلة الموجودين في جيشه


بعث علي َّ (القعقاعَ بنَ عمرو ) رسولًا إلى أمِّ المؤمنين - رضي الله عن الجميع -

ومعها طَلحة والزبير، فلمَّا أتاهم قال لأمِّه عائشة: أي أمَّاه، ما أقدَمَك هذا البلد؟ فقالت: أيْ بُني، الإصلاح بين الناس، فقال لها: هلَّا ناديتِ طلحةَ والزبير، فدعَتْهما فأقبلا، فقال لهما القعقاع: إنِّي سألتُ أمَّنا عائشةَ: ما الذي أقدمها إلى البلاد؟ فقالت: إنِّي جئتُ للإصلاح بين الناس، فقالا: ونحن واللهِ ما جئنا إلَّا لذلك، فقال لهما القعقاع: أخبراني وما وَجه هذا الإصلاح؟ وما السبيل إليه؟ وعلى أيِّ شيء يكون؟ فوَالله إنْ عرفناه لنصطلحنَّ، فقال طلحة والزبير: أن يَقتل عليٌّ قتَلَةَ عثمان، فإنْ ترك عليٌّ هذا الأمرَ، كان عليٌّ بذلك تاركًا للقرآن.

فقال القعقاع

يا طلحة يا زبير، لقد تحمَّستما وقتلتما قتَلَةَ عثمان مِن أهل البصرة، فغضب لهؤلاء الذين قُتلوا ستة آلاف، فإن تركتموهم وقعتم فيما تزعمون أنَّ عليًّا وقع فيه، وإن قاتلتموهم وقعَتْ مفسدة هي أعظم من الأولى، وقال أيضًا: إنما أخَّر عليٌّ قتْلَ قتلة عثمان إلى أن يتمكَّن منهم؛ فإنَّ الكلمة الآن في جميع الأمصار مختلفة!

فقالت عائشة

فماذا تقول أنت يا قَعقاع؟ قال: يا أمَّاه، إنَّ هذا الأمر الذي وقع دوَاؤه التَّسكين، فآثِروا العافيةَ وكونوا مَفاتيح خيرٍ كما كنتم، ولا تعرِّضونا للبلاء؛ فهذا الأمر الذي وقَع أمرٌ عظيم، فقالوا جميعًا: أصبتَ وأحسنت، فارجع إلى عليٍّ، إن كان لعليٍّ مثل رأيك، صلح الأمر، فخندقا في منطقة الزابوقة في البصرة وهما يُردِّدان "خرجنا للصلح" ويُعلنان رفضهما الاحتكام للسلاح "إنَّا وهم مسلمون".

ورجع القعقاع إلى عليٍّ فأخبره ذلك

وأشرف القوم على الصُّلح، كَرِه ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه


هل علم قتلة عثمان بالمفاوضات الجارية؟

بات قتَلَةُ عثمان - وكانوا قد خرجوا ينظرون إلى ماذا ستنتهي تلك المفاوضات - فلمَّا علِموا باستقرار الفريقين على الصُّلح، وعَلِموا أنَّها القاضية عليهم، وأنَّ القوم سيفرغون لقتلهم، ائتمروا وتشاوَروا، فقسَّموا أنفسَهم فريقين، ودخل كلُّ فريقٍ منهم إلى مُعسكرٍ مِن المعسكرين في جنح الظَّلام، حتى إذا طلع الصباحُ هاج الفريقان يخيلون للنَّاس أنَّ المعسكر المقابل هجم عليهم، وانطلَتِ الحيلةُ على المعسكرين، فقاموا إلى الحرب، كلٌّ مِنهم يقول: قد غَدر بنا الآخرون ووقعَتْ على إثْر ذلك مقتلةٌ عَظيمة، وطارت أشلاء، وجرَتْ أنهار الدِّماء، وكان فيمن قُتل يومئذٍ طَلحة والزُّبير رضي الله عنهما.


لقد كانت - موقعة الجمل هذه - فِتنة بين إخوة متحابِّين، ظلُّوا إلى أن مضوا إلى ربِّهم يضمرون الخيرَ ويقولونه ويفعلونه، لكن وقع ما وقع عليهم مِن تدبير وحياكة مِن غيرهم، وكان أمرُ الله قدرًا مقدورًا.


إلي التفاصيل
ماذا كان بين قتلة عثمان من أحاديث جانبية - قبيل المعركة - ؟

علباء بن الهيثم

وعدي بن حاتم

وسالم بن ثعلبة العبسي

وشريح بن أوفى بن ضبيعة

ومالك بن الحارث

والأشتر النخعي

وخالد بن ملجم من مصر

فاقترح الأشتر

التخلُّص من عليٍّ رضي الله عنه وقتله

في حين أشار علباء بن الهيثم

إلى ضرورة التخلِّي عنه ليُواجه معسكر التحالف دون مساندتهم، ودعاهم إلى الاعتزال حتى يظهر من يستحق دعمهم

وأبدى عديٌّ بن حاتم

استعداده لاحترام ما يُقرِّرونه

وأصرَّ سالمٌ بن ثعلبة العبسي

على قتال القوم دفاعًا عن أنفسهم


وتقرَّر في النهاية دفع المعسكريين للاشتباك، ذلك بالاندساس بينهم وإثارة القتال - كما بينا أعلي -

وخرج من معسكر عليٍّ رضي الله عنه رجلٌ

يرفع نسخةً من القرآن في خطوةٍ تُعدُّ آخر تذكيرٍ رمزيٍّ بالوحدة، فقُتل، وتكتسب هذه الدعوة التي صدرت عن عليٍّ لتحكيم القرآن في هذا الصراع

واجهت القبائل المختلفة بعضها بعضًا

في رحى معركةٍ ضارية؛ مضر البصرة واجهت مضر الكوفة، وربيعة البصرة واجهت ربيعة الكوفة، ويمن البصرة واجهت يمن الكوفة

يبدو أنَّ البصريين لم يتحمَّلوا صدمة القتال فتراجعوا

وجُرِح طلحة رضي الله عنه في ركبته بسهمٍ رماه به مروان بن الحكم، فانسحب من ميدان المعركة ليموت في مكانٍ ما من البصرة، وشعر الزبير رضي الله عنه بالخذلان، فانسحب هو –أيضًا- وأراد الفرار، لكنَّه طُورد وقُتِل في ظروفٍ غامضة، وفي روايةٍ أنَّه جرى اغتياله على يد عمرو بن جرموز التميميِّ في منطقة وادي السباع على قدر مرحلةٍ من باب المربد بالبصرة، وانتهت على هذا الشكل الجولة الأولى من المعركة قرابة الظهر

الجولة الثانية من الصراع

أعاد البصريون تنظيم صفوفهم وكرُّوا على الكوفيين، وتركَّز القتال حول جمل عائشة رضي الله عنها الجالسة في هودجٍ مدرَّعٍ بالحديد، وقد أضحى هدف الكوفيين، وكان ثَمَّة عزيمة من الجانبين فارتدى القتال رداءً بالغ الحدَّة؛ بحيث اضطرَّا إلى تغيير نظام صفوفهما، فانضمَّ الجناحان إلى القلب، وكوَّنا كتلةً ضخمة، وأضحى هناك كتلتان كبيرتان تتواجهان حول الجمل الذي تكاثرت التضحيَّات حوله، وتدخَّلت عائشة رضي الله عنها في تلك اللحظة وهي تحضُّ أهل الكوفة على وقف القتال "البقية البقية"، وهو نداءٌ ضدَّ الإبادة، ودعتهم "أبنائي" وذكَّرتهم بأنَّها أمَّهم، وهذا دليلٌ على أنَّ المعركة بدأت تميل لغير صالحها، وعندما رأت أنَّهم عازمون على ضربها، دعت أهل البصرة لكي يلعنوا قتلة عثمان، ثُمَّ راحت تُشجِّع بصوتها الجهوريِّ المدافعين عن الجمل حتى حملت الوقعة اسم وقعة الجمل.

عندما تحوَّل القتال إلى ما يشبه المجزرة أمر عليٌّ أحد رجاله بعقر الدابَّة

فهوت على الأرض، ومن اللافت أن يتوقَّف القتال فور وقوع الجمل أرضًا، وأُعطي البصريون الأمان، والواقع أنَّ الوقعة لم تتوقَّف لتوقُّف المقاتلين؛ بل لأنَّ الرمز قد هوى، وكأنَّ القتال لم يكن دائرًا لقتل عائشة لذاتها أو دفاعًا عنها؛ بل لأنَّ الجمل الذي كان يحملها هي وما تمثَّل من قداسةٍ ، وعندما أُصيب الجمل توقَّف كلُّ شيء، وطُرح الهودج أرضًا وسط أعدادٍ هائلةٍ من القتلى في عدادهم مشاهيرٌ من الكوفة والبصرة وأشرافٌ قرشيون، ممَّا أدَّى إلى ضرب الجبهة القرشية التي شكَّلت توازنًا سياسيًّا بين العرب والمسلمين في ذلك الوقت، كما تعرَّض الأزديون والضبيون لخسائر فادحة، وكانوا من أشدِّ المدافعين عن الجمل، وجرت المعركة في "10 جمادى الثانية 36هـ= 4 ديسمبر 656م".

ذيول الوقعة

سيطر عليٌّ رضي الله عنه على البصرة بعد انتهاء الوقعة، وبايع البصريون طائعين بعد أن عفا عنهم، فكانت كلُّ قبيلةٍ تُبايع وهي ترفع رايتها، ويبدو أنَّهم اعتقدوا بأنَّهم أدُّوا واجبهم تجاه دم عثمان رضي الله عنه، وفي سبيل الدفاع عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأنَّه أضحى من واجبهم الآن العودة إلى النظام، وقد ساعدهم سلوك عليٍّ رضي الله عنه تجاههم.

سامح عليٌّ رضي الله عنه كلَّ الذين رفعوا السلاح في وجهه

وأظهر رغبةً عميقةً وصادقةً في تضميد الجراح، وفي إعادة تجميع جسم الأمَّة الجريح، فحرص على عدم معاملتهم بمثل ما عاملوه به، ولهذا فقد أمر قوَّاته بعدم مطاردة أيِّ مدبِر، وأن لا يجهزوا على جريح، ولا يدخلوا الدور، وأعلن أنَّه من أغلق بابه فهو آمن، وندب الناس إلى موتاهم فخرجوا إليهم ودفنوهم، وطاف معهم في القتلى، وتألَّم لمقتلهم، وأقام الصلاة المزدوجة على الموتى من البصريين وعلى الموتى من الكوفيين، وكذلك على القتلى من المكِّيين والمدنيين، ولم يرم أعداءه بالكفر.

وأقام في معسكره ثلاثة أيَّامٍ لا يدخل البصرة

وترحَّم على الزبير رضي الله عنه، وبشَّر قاتله بالنار، ودعا الله أن يجمعه بطلحة رضي الله عنه يوم القيامة في الجنَّة، ثُمَّ اجتمع بعائشة رضي الله عنها في دار عبد الله بن خلف الخزاعي حيث نقُلت بعد انتهاء الوقعة، وجرى بينهما حوارٌ هادئٌ هو أقرب إلى الاستعتاب، فذكَّرها بأنَّها قد نهُيت عن المسير إلى هذا المصير، فطلبت منه أن يصفح عنها، وأثنت عليه بسبب موقفه المتسامح معها ومع أنصارها، وعدَّت خلافها معه على أنَّه قدرٌ مقدَّرٌ أساسه مجرَّد استعتاب هدفت منه العمل على إعادة وحدة المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه إلَّا إنَّ هذا الخلاف تطوَّر رغمًا عنها حتى وصل إلى المواجهة المسلحة واتهمت طلحة والزبير رضي الله عنهما بإخراجها من بيتها، وأبدت ندمها على خروجها من منزلها

، ثُمَّ سيَّرها إلى المدينة يوم السبت لغرة رجب في جماعةٍ من نساء أهل البصرة المعروفات لمؤانستها في الطريق

وجعل في صحبتها أخاها محمَّد بن أبي بكر رضي الله عنهما، كما أرسل معها بنيه لحراستها حتى خرجت من البصرة مسيرة يوم، وزاد في تكريمها بأن خرج بنفسه مودِّعًا وشيَّعها عدَّة أميال، وقد أعلنت يوم انطلاقها أنَّه ليس بينها وبين عليٍّ رضي الله عنه فيما كان إلَّا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وأضافت: "إنَّه عندي على معتبتي لمن الأخيار". فأجابها عليٌّ رضي الله عنه : "صدقت والله وبرَّت، وإنَّه ما كان بينهما إلَّا ذلك، وإنَّها زوجة نبيِّكم في الدنيا والآخرة"واعتزلت عائشة رضي الله عنها السياسة بقيَّة حياتها، وكرَّست نفسها للعبادة.

شهداء المعركة

أسماء القتلى الذين سقطوا في وقعة الجمل، وقد بلغ عددهم نحو عشرة آلاف مصنَّفين على أساس انتماءاتهم القبلية؛ نصفهم من أتباع عليٍّ رضي الله عنه، ونصفهم من أنصار عائشة رضي الله عنها؛ من الأزد ألفان ومن سائر اليمن خمسمائة، ومن مصر ألفان، وخمسمائة من قيس، وخمسمائة من تميم، وألف من بني ضبَّة، وخمسمائة من بكر بن وائل ... وقُتل من بني عدي يومئذ سبعون شيخًا كلُّهم قد قرأ القرآن، سوى الشباب ومن لم يقرأ القرآن

ولنا عدة وقفات مع هذه الأحداث نذكر منها

1 - باديء ذي بدء نشهد لجميع بالإيمان بالله ونترضي عنهم جميعاً، اللهم ارض عنهم وتجاوز عن خطأهم ونسيانهم ، إلا أصحاب الفتنة ( قتلة عثمان: أصحاب المصلحة في كل هذه الفتنة)

2 - غريب أمر المسلمين تخرج أم المؤمنين ، وزوجة الرسول - صلي الله عليه وسلم - تدخلاً في السياسة الجارية ليس في بلدها بل بلد آخر داخل في الخلافة ، ثم يقولون أن المرأة عورة وصوتها عورة وكذا وكذا ، إن الأمور إذا كانت جادة لا تمنع منها النساء بل وجودها كان عامل لحسم المعركة في نهاية الأمر .

3 - لسنا مع أو ضد في هذا الأمر فالكل عنده حق ، طلحة والزبير وعائشة - رضي الله عن الجميع ومن معهم - كلهم لهم الحق لئلا يفعل في كل أمير أو سلطان ما فعل بعمر وعثمان - رضي الله عنهما - ، وطرف علي - رضي الله عنه - يريد أن تخمد الثورة حتي لا تسال دماء المسلمين لأن قتلة عثمان كثر ومدسوسين بين الناس - وهو ما حدث تحديداً ، فكان له بُعد نظر .

4 - كان علياً - رضي الله عنه - مخضرم حرب ، وقوله بنحر الجمل كان إيذاناً بإنتهاء أبشع معركة تعتبر الأولي بين فئتين يتمتعان بالإيمان

5 - ولن ننسي قوله تعالي ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9( وهو ما فعله علي - رضي الله عنه، إذا أمر بعدم تتبع المجروح ووو، وصفحه عن أمنا عائشة وتوديعه لها حتي يظهر المسلمون بالمحبة والتقدير لأصحاب الفضل حتي وقت التشاحن والتباغض .

دراسة ذات صلة
تجربة التسامح

هذا مؤسف لأسباب نظرية وتطبيقية. ينطوي التسامح على شكل محدد من الرفض وعدم التدخل (تحمله) ، مما يجعله مختلفًا عن السلوكيات الأخرى ، بما في ذلك التمييز والقبول. نظرًا لأنه يتم الترويج للتسامح على نطاق واسع عبر مجموعة واسعة من الإعدادات وعبر الطيف السياسي لإقامة عدالة متعددة الثقافات والتعايش السلمي ، فمن المهم التحقيق بشكل منهجي في التعقيدات والمفارقات المختلفة التي ينطوي عليها التسامح. على الرغم من أن العمل السابق قدم حسابًا نظريًا للعمليات النفسية الاجتماعية التي ينطوي عليها التسامح


الاعتراف بالأهمية المستمرة والمتزايدة للتسامح بين المجموعات لا يعني أننا يجب أن نتجاهل عواقبها السلبية المحتملة.

دراسة أخري

عيوب التسامح

التسامح هو القدرة على تحمل شيء لا يتفق معه المرء تمامًا. عندما أبلغ الآخرين عن نفسي ، لا أريد أن يتم التغاضي عن إثني أو صفاتي الممثلة تمثيلا ناقصا. أريد أن أكون مقبولاً على ما أنا عليه ولا أشعر بالخجل من ذكر تربيتي كما لو كانت موضوعًا محظورًا.

لا يكفي التسامح في أوقات الاضطراب السياسي والجدل

يكون هذا الإجراء غير فعال بشكل خاص أو ، على الأكثر ، هو جهد ضئيل لإنهاء التمييز غير المراقب. أصبح التفكير في سلوكنا تجاه المجموعات المحرومة والدعوة إلى معاملتها العادلة أمرًا مطلوبًا الآن أكثر من أي وقت مضى.


في الختام

ليس من حقنا الحكم علي إحدي الطرفين لأن الله تعالي يقول ( إن الحكم إلا لله) وهي أحداث حدثت دون إرادة الجميع لتبدأ الفتنة والخلاف يدب بين المسلمين بعضهم البعض ، ليتناحروا ويتشاجروا ليصل بهم الأمر لتنبؤ الرسول بأننا كالقصعة يأكل الجميع منها ، ولكن يبقي سؤال: هل كان علي - رضي الله عنه مخطيء في عدم محاسبة من وقفوا ضد ولايته بالسلاح ؟ وهل هو كان من سيكون في رقبته دماء المسلمين ... دع الأحداث القادمة تبين لنا هذا الأمر .

الروابط https://www.alukah.net/culture/0/118978/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-

%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9/

https://www.islamstory.com/ar/artical/3408102/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%84






8 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page