top of page

عبد الملك بن مروان

الإسم

هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب أبو الوليد.

ولد سنة

ست وعشرين

الألقاب

هو أحد أهم خلفاء الأمويين

تولى الخلافة بعد أبيه مروان بن الحكم" في السادس والعشرين من رمضان سنة 65هـ- (646-705) م

النشأة

ولد عبد الملك بن مروان في سنة 24هـ في أول عام من خلافة عثمان بن عفان ، حفظ القرآن الكريم، وسمع الأحاديث النبوية ولكنه وهو في العاشرة من عمره رأى مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان فترك ذلك أثرًا حزينًا في نفسه ، لكنه تعلم منه الدرس ، وهو أن يتعامل مع المعتدين والمشاغبين بالقوة والحزم، وقد كان عابداً زاهداً ناسكاً بالمدينة قبل الخلافة.

حفظ القرآن الكريم وسمع الأحاديث النبوية


سماته الشخصية

سرعة البديهة

لقيته امرأة وهو جريح فقالت: يا أمير المؤمنين قال: ما شأنك قالت توفي أخي وترك ستمائة دينار فدفع إلى من ميراثه دينار واحد فقيل هذا حقك فعمي الأمر فيها على عبد الملك فأرسل إلى الشعبي فسأله فقال نعم هذا توفي فترك ابنتين فلهما الثلثان أربعمائة وأما فلها السدس مائة وزوجة فلها الثمن خمس وسبعون واثني عشر أخاً فلهم أربعة وعشرون وبقي لهذه دينار.

من اشعاره

لعمري لقد عمرت في الدهر برهة ... ودانت لي الدنيا بوقع البواتر

فأضحى الذي قد كان مما يسرني ... كلمح مضى في المؤمنات الغوابر

فيا ليتني لم أعن بالملك ساعة ... ولم أله في لذات عيش نواضر

وكنت كذي طمرين عاش ببلغة ... من الدهر حتى زار ضنك المقابر

حسب “الموسوعة العربية”

فإن عبد الملك بن مروان ولد في المدينة وتفقه في الدين واستلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة 65هـ/684م، واستقام على الملك 21 عاما، وعجت بأخبار خلافته وأعماله كتب التاريخ العربي الإسلامي، ما كتب منها في العصور السالفة وما دوّن حديثاً. وعلى الرغم من اختلاف بعضها في تقويم تصرفاته فإنها كلها أفاضت بعلم عبد الملك وثقافته وفقهه وأدبه وشعره، حتى إنه كان يعد رابع ثلاثة فقهاء مشهورين في المدينة هم: سعيد ين المسيب وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب. وجاء في كتاب “العقد الفريد” لابن عبد ربه الأندلسي، في مسألة ولاية عبد الملك بن مروان، أنه كان يُكنى أبا الوليد ويقال له أبو الأملاك، وذلك أنه ولي الخلافة أربع من ولده: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام. وكان تدمى لثته فيقع عليها الذباب، فكان يلقب: أبا الذباب

زيجاته

أم الوليد بنت العباس بن جزء

عاتكة بنت يزيد بن معاوية

أم هشام بنت هشام بن إسماعيل

عائشة بنت موسى بن طلحة

أم أيوب بنت عمرو بن عثمان

أم الحكم بنت ذؤيب بن حلحة

أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد

الخلافة

خرج عبد الملك من المدينة في ربيع الآخر سنة 64هـ عند حدوث الفتنة واضطراب الأمر بالشام وظهور عبد الله بن الزبير بمكة والحجاز وإعلان نفسه خليفة للمسلمين. ولم تكد تمضِ ستة أشهر حتى تولى أبوه مروان الخلافة، لكنه لم يستمر سوي عشرة أشهر حتى توفي، فخلفه في رمضان من عام 65 هـ عبد الملك بن مروان وأقبل عليه كبراء بني أمية وأمراء الجنود ورؤساء القوم وكبار رجال الدولة فبايعوه.

سنة 74هـ

سار الحجاج إلى المدينة وأخذ يتعنت على أهلها ويستخف ببقايا من فيها من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وختم في أعناقهم وأيديهم يذلهم بذلك كأنس و جابر بن عبد الله و سهل بن سعد الساعدي.

سنة 75هـ

حج بالناس عبد الملك الخليفة وسير الحجاج أميراً على العراق

سنة 77هـ

فتحت هرقلة وهدم عبد العزيز بن مروان جامع مصر وزيد فيه من جهاته الأربع.

وفي سنة 82هـ

فتح حصن سنان من ناحية المصيصة وكانت غزوة أرمينية وصنهاجة بالمغرب.

وفي سنة 83هـ

بنيت مدينة واسط بناها الحجاج.

وفي سنة 84هـ

فتحت المصيصة وأودية من المغرب.

وفي سنة 85هـ

بنيت مدينة أردبيل ومدينة برذعة بناهما عبد العزيز ابن حاتم بن النعمان الباهلي.

وفي سنة 86هـ

فتح حصن بولق وحصن الأخرم. وفيها كان طاعون الفتيات وسمي بذلك لأنه بدأ في النساء. وفيها مات الخليفة عبد الملك في شوال وخلف سبعة عشر ولداً.

الإصلاحات والإنجازات
  • اعاد بناء الكعبة التي هدمها الحجاج سنة 73هـ.

  • قضى الخليفة عبد الملك بن مروان على الفتن التي كانت تعم العالم الإسلامي عندما تولى الخلافة.

  • أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية فكان ذلك سببًا في اتساع نطاق العالم العربي إلى ما هو عليه الآن.

  • وأول من رفع يديه على المنبر.

  • أعطى الطابع النهائي لنظام البريد المتطور.

  • صك النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة.

  • 7. فهوأول من ضرب الدنانير وكتب عليها القرآن سورة الإخلاص: وفي الوجه الآخر لا إله إلا الله وطوقه بطوق فضة وكتب فيه ضرب بمدينة كذا وكتب خارج الطوق محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق.

  • هو أول من كسا الكعبة بالديباج

  • في عهده ابتكر الحجاج قضية نقط الكلمات القرآنية فأزال الشك الذي لحق بعض الكلمات قبل ابتكار النقط .

  • تمت في عهده إصلاحات زراعية وتجارية كثيرة عادت بالخير الوفير على الأمة الإسلامية.

  • بنى "عبد الملك" مسجد قبة الصخرة على الصخرة المقدسة التي مستها أقدام النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء، وهو غير المسجد الأقصى الذي أعاد بناءه ابنه الوليد، ومسجد قبة الصخرة فريد في نوعه، فقد بني مثمن الأضلاع، وارتفعت فوقه قبة عالية مزخرفة بالفسيفساء بدقة متناهية، وكان من أسباب بنائه على هذا النحو من الفخامة القضاء على إعجاب بعض المسلمين بكنيسة القيامة التي كانت شامخة بهذه المنطقة.

  • اتسع العالم الإسلامي في عهده اتساعا شاسعًا.

  • كان عبد الملك حسن الصلة بآل البيت، فكان يتودد لعلي بن الحسين ويبره

بناء مسجد قبة الصخرة ( بعد توليه الحكم بعام واحد)

بنى قبة الصخرة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد اشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس.

وكان مدينة بيت المقدس

هي الأخرى مدينة مقدسة عند المسلمين. وقد أصبح العرب من القرن الثامن الميلادي يؤلفون الكثرة الغالبة من سكانها. وأراد الخليفة عبد الملك بن مروان أن يكون فيها مسجد للمسلمين لا يقل فخامة عن كنيسة القبر المقدس حين جددت بعد أن دمرها كسرى أبرويز، فاستخدم خراج مصر في تشييد عدة صروح تعرف في مجموعها باسم الحرم الشريف، وشيد في الطرف الجنوبي من المدينة (691-694) المسجد الأقصى.

وقد دمر زلزال هذا المسجد في عام 746

ثم أعيد بناؤه في عام 785، وأدخلت عليه فيما بعد تعديلات كثيرة، ولكن القبلة لا تزال كما كانت في أيام عبد الملك، كما أن معظم العمد مأخوذ من بازيليكا جستنيان التي كانت قائمة في أورشليم. ويرى المقدسي أن بيت المقدس أجمل من المسجد الأموي العظيم المقام في دمشق، ويقول المسلمون إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد التقى فيهِ بإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأنه صلى فيه معهم، ويؤمن المسلمون أن النبي محمد (ص) صعد عندها إلى السماء

وما أن استولى عبد الله بن الزبير، في عام 684، على مكة

وما يدخل فيها من إيراد الحج، أراد عبد الملك أن يجتذب إلى الشام أموال الحج، وأن يحج الناس إلى الصخرة بدلاً من أن يحجوا إلى الكعبة

أقام صناعه على بناء هذه التحفة التاريخية (691) "قبة الصخرة"

الشهيرة على الطراز البيزنطي-السوري، وسرعان ما أضحت هذه القبة "رابعة عجائب العالم الإسلامي" (والثلاث الأخرى هي مساجد مكة والمدينة ودمشق) ولم يكن هذا البناء في أول امره مسجداً، بل كان حرماً مقدساً حول الصخرة؛ وقد أخطأ الصليبيون مرتين حين أطلقوا عليه اسم "مسجد عمر". ويبلغ ارتفاع القبة 112 قدماً، وهي قائمة على بناء ذي ثمانية أضلاع مشيد من الحجارة المربعة. ويبلغ محيط هذا البناء 528 قدماً. والقبة نفسها مصنوعة من الخشب ومغطاة من الخارج بالنحاس الأصفر المذهب ذي النقوش البارزة، وللبناء أربعة أبواب جميلة-عتباتها مصفحة بالبرونز-تؤدي إلى الداخل الذي تقسمه صفوف من العمد المتخذة من المرمر المصقول، متتالية ومتحدة في المركز، إلى أشكال مثمنة الأضلاع كل منها أصغر من الذي في خارجه، وهذه العمد الفخمة من الآثار الرومانية القديمة، وتيجانها بيزنطية الطراز وتمتاز الأجزاء التي بين العقود بما فيها من قطع الفسيفساء، التي تصور أشجاراً لا تقل في جمالها عن تصوير كوربيه Courbet. وأجمل من هذا على جماله فسيفساء الجزء الأسفل من القبة. وعلى الطنف التي فوق العمد الخارجية نقش بالخيط الكوفي ذو حروف صفراء على قطع من القرميد زرقاء، أمر به صلاح الدين في عام 1187، وهو مثل جميل رائع من هذه الزخرفة المعمارية الفذة. وتحيط العمد بهذه الصخرة الضخمة غير المنتظمة الشكل التي يبلغ محيطها مائتي قدم.

وقد أخفق عبد الملك فيما كان يسعى إليه

من إحلال هذه الصخرة عند المسلمين محل الكعبة، ولو أنه نجح فيما كان يبتغيه لأضحى بيت المقدس مركز الأديان الثلاثة

محاولته تحويل قبلة من مكة إلي القدس الشريف

وقد أورد هذا القول اليعقوبي ، واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنية تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس مانعاً في ذلك مبايعة الحجاج لعبدالله بن الزبير في مكة. والجدير بالذكر أن المؤرخ اليعقوبي كان شيعياً معارضاً للخلافة الأموية التي أكثر من تشويه صورتها مقابل الخلافة العباسية.

حملات في العراق والحجاز
الحجاج بن يوسف الثقفي

لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان ، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64هـ = 683م)

بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين ، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.

فحاصر الحجاج مكة المشرفة

وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 هـ = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.

وكان من أثر هذا الظفر

أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.

الحوادث الكبرى في عهده
فتنة الخوارج

لها موضوع مفرد

الفتن بين قيس وكلب

كانت القبائل القيسية زبيرية الهوى، وكانت القبائل الكلبية مروانية الهوى، وجرت بين الطرفين معارك وفتن كثيرة، اشتهرت في التاريخ والأدب بما جرى فيها من حوادث وما قيل فيها من شعر وأمثال، وهذا موجز أخبار تلك الوقائع أو الأيام كما هي مشهورة:

الفتوح في عهده

فتح المسلمون في عهد عبد الملك فتوحًا في المشرق وأخرى في المغرب

فتوح المشرق

ففي سنة ٧٤ ولَّى عبد الملك بلاد خراسان أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فلما أتاها ولى ابنه عبد الله بن أمية على سجستان، فلما قدمها غزا رتبيل، الذي مَلَك بعد رتبيل الأول المقتول، وكان هيَّابًا للمسلمين، فلما وصل عبد الله إلى بست أرسل رتبيل إليه يطلب الصلح وألف ألف وهدايا ورقيقًا، فأبى عبد الله وكان غرًّا، فخلى له رتبيل البلاد حتى أوغل فيها، ثم طوق عليه فأخذه، فطلب عبد الله أن يخلي عنه وعن المسلمين، ولا يأخذ شيئًا، فأبى رتبيل وقال: نأخذ ثلاثمائة ألف درهم، ويكتب لنا كتابًا ولا يغزو بلادنا، ولا تُحرق ولا تُخرب، فقبل عبد الله، وبلغ ذلك عبد الملك فعزله، وولاها الحجاج إضافة إلى العراق، فبعث الحجاج المهلب بن أبي صفرة، وعبيد الله بن أبي بكرة، فسار عبيد الله وغزا بلاد رتبيل، وأمره الحجاج ألَّا يرجع حتى يستبيح بلاده، ويهدم قلاعه، ويقيد رجاله، فأصاب من الغنائم ما شاء الله وهدم الحصون، وكذلك سار المهلب إلى ما وراء النهر وفتح حصونها، وأقام حتى بلغ «كش» وأقام فيها.

وفي سنة ٨٠

استأذن الحجاج عبد الملك في تسيير جند عظيم إلى بلاد رتبيل، فأذن له فجهز أربعين ألفًا من أهل البصرة والكوفة، وأعطى الناس أعطياتهم، وأنفق عليهم ألفي ألف — كما قلنا — وزوَّدهم بالخيل والسلاح والعدد والذخيرة، وبعث فيهم الأبطال والفتيان، وأمَّر عليهم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وسُمِّي هذا الجيش جيش الطواويس؛ لقوته وكماله، فبلغ بلاد رتبيل وفتك بهم، وغالى في اللحاق بهم، وكتب بذلك إلى الحجاج فهنأه وأمره باستمرار الغزو، فكان من أمره ما كان من خلع الحجاج وحصول معركتَي دير الجماجم ومسكن بين جند الحجاج وجند عبد الرحمن، وهروب عبد الرحمن ثانية إلى بلاد رتبيل.

أما المُهلب بن أبي صفرة

فإنه بلغ بلاد «كش»، ثم أدركته منيته وهو قافل بمرو، فاستخلف ابنه يزيد، وأوصاه أن يستمر في فتوحه، فسار يزيد في فتوحه حتى بلغ قلعة نيزك بباذغيس، فحاصرها وملكها وما فيها من الأموال والذخائر، وكانت من أحصن القلاع وأمنعها، وكان نيزك إذا رآها سجد لها

وفي سنة ٨٥

عزل الحجاج يزيد بن المهلب عن خراسان وولاها أخا المفضل، ففتح باذغيس وأصاب مغنمًا كثيرًا، ثم غزا «أخرون» و«شومان» فغنم وفتح.

وأما فتوح الغرب
قال ابن الأثير

لما ولي عبد الملك بن مروان ذُكر عنده مَن بالقيروان من المسلمين، وأشار عليه أصحابه بإنفاذ الجيوش إلى إفريقية لاستنقاذهم، فكتب إلى زهير بن قيس البلوي بولاية إفريقية، وجهز له جيشًا كثيرًا، فسار سنة ٦٩ إلى إفريقية فبلغ خبره إلى كسيلة بن كرم البربري — الذي أسلم ثم خرج على المسلمين — فاحتفل وجمع وحشد البربر والروم، وأحضر أشراف أصحابه، فالتقى العسكران واشتدَّ القتال حتى آيس الناس من الحياة، فلم يزالوا كذلك أكثر النهار، ثم نصر الله المسلمين وانهزم كسيلة، ثم قُتل هو وجماعة من أصحابه بمحش، وتبع المسلمون البربر والروم فقتلوا من أدركوا منهم فأكثروا، وفي هذه الوقعة ذهب رجال البربر والروم وملوكهم وأشرافهم، وعاد زهير إلى القيروان، ثم إن زهيرًا رأى بإفريقية ملكًا عظيمًا فأبى أن يُقيم، وقال إنما قدمت للجهاد، فأخاف أن أميل إلى الدنيا، واستمرَّ في غزوه إلى أن مات، فولَّاها عبد الملك، حسان بن الضحاك، فقدمها وتمم فتوح زهير حتى سيطر على إفريقية الشمالية كلها، ولم يترك موضعًا من بلادهم إلَّا وطئه.٢٧ ثم جرت له وقائع مع الكاهنة التي سبق أن تحدثنا عنها فيما سلف.

وصيته عند الموت لبنيه

أوصى بنيه بتقوى الله ونهاهم عن الفرقة والاختلاف

وقال كونوا بني أم بررة

وكونوا في الحرب أحراراً

وللمعروف مناراً

فإن الحرب لم تدن منية قبل وقتها وإن المعروف يبقى أدره

وأحلوا في مرارة

ولينوا في شدة

وكونوا كما قال ابن عبد الأعلى الشيباني

إن القداح إذا اجتمعن فرامها ... بالكسر ذو حنق وبطش باليد عزت فلم تكسر وإن هي بددت ... فالكسر والتوهين للمتبدد

يا وليد

اتق الله فيما أخلفك فيه إلى أن قال: وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطأ لكم المنابر وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك فلا تسمعن فيه قول أحد وأنت إليه أحوج منه إليك وادع الناس إذا مت إلى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا.

وفاته

في منتصف شوال سنة ٨٦ مات عبد الملك وله ستون سنة، وقيل ثمان وخمسون، وكانت خلافته من لدن قتل الزبير ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلَّا أسبوعًا، ولما اشتدَّ مرضه قال الطبيب: إنه شرب الماء فاشتدَّ عطشه، وطلب الماء فمات لما شربه.

ولما مات دُفن خارج باب الجابية

وصلى عليه الوليد، وله من الأولاد: الوليد، وسليمان، ومروان الأكبر، وعائشة، وأمهم ولادة بنت العباس العبسية، ويزيد، ومروان، ومعاوية، وأم كلثوم، وأمهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية، وهشام وأمه أم هشام بنت إسماعيل بن هشام بن الوليد واسمها عائشة، وأبو بكر بكار وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة، والحكم وأمه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان، وفاطمة وأمها أم المغيرة بنت خالد بن العاص، وعبد الملك ومسلمة والمنذر وعنبسة ومحمد وسعيد الخير والحجاج لأمهات أولاد

قال الثعالبي

كان عبد الملك يقول: ولدت في رمضان، وفطمت في رمضان، وختمت القرآن في رمضان وبلغت الحلم في رمضان، ووليت في رمضان، وأتتني الخلافة في رمضان، وأخشى أن أموت في رمضان، فلما دخل شوال وأمن مات.

قالوا عنه
عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه وأرضاه -

سمى ابنه عبد الملك على اسم "عمه عبد الملك". وعندما مات "عبد الملك بن مروان" حزن عليه عمر أشد الحزن، ويقال: إنه لبس الحداد عليه سبعين يومًا، وكان عمر يرى في عمه عبد الملك صورة صادقة للخليفة المسلم.

قال نافع عنه

لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميراً، ولا أفقه، ولا أنسك، ولا أقرأ لكتاب الله من "عبد الملك بن مروان".

قال أبو الزناد

فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب وعبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير و قبيصة بن ذؤيب.

قال ابن عمر

ولد الناس أبناء وولد مروان أباً

سئل عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -

من نسأل بعد رحيلكم فقال: إن لمروان ابناً فقيهاً فاسألوه.

وقال ابن سعد

كان عبد الملك بن مروان عابدًا زاهدًا ناسكًا بالمدينة قبل الخلافة

وقال نافع

لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميرًا ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان

وقال أبو الزناد

فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب

وقال سحيم مولى أبي هريرة رضي الله عنه

دخل عبد الملك -وهو شاب- على أبي هريرة -رضي الله عنه، فقال أبو هريرة: هذا يملك العرب

وقال عبيدة بن رياح الغساني

قالت أم الدرداء لعبد الملك: ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك منذ رأيتك، قال: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسن منك محدثًا ولا أعلم منك مستمعًا

وقال الشعبي

ما جالست أحدًا إلا وجدت لي عليه الفضل، إلا عبد الملك بن مروان، فإنني ما ذكرته حديثًا إلا وزادني فيه، ولا شعرًا إلا وزادني فيه.

وقال أبو بكر بن عبد الله المزني

أسلم يهودي اسمه يوسف، وكان قرأ الكتب، فمر بدار مروان، فقال: ويل لأمة محمد من أهل هذه الدار، فقلت له: إلى متى؟ قال: حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان. وكان صديقًا لعبد الملك بن مروان، فضرب يومًا على منكبيه، وقال: اتق الله في أمة محمد إذا ملكتهم، فقال: دعني ويحك ما شأني وشأن ذلك؟ فقال: اتق الله في أمرهم، قال: وجهز يزيد جيشًا إلى أهل مكة، فقال عبد الملك: أعوذ بالله أيبعث إلى حرم الله؟ فضرب يوسف منكبه وقال: جيشك إليهم أعظم.

كما أن كتب التاريخ أجمعت على

حزمه وصرامته في تطبيق ما يؤمن به ومعرفته لطبائع البشر

فقد روى عنه المسعودي

أن بعض جلسائه طلب الخلوة إليه يوماً، فأجابه إلى طلبه بشرط ثلاث خصال: لاتُطر نفسي عندك، أي لا تمدحها، فأنا أعلم بها منك، ولا تغتب عندي أحداً فلست أسمع منك، ولا تكذبني فلا رأي لمكذب، فاستأذن الجليس منه وانصرف.

قال الأصمعي

قيل لعبد الملك : عجل بك الشيب . قال : وكيف لا وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة .


قال مالك

أول من ضرب الدنانير عبد الملك ، وكتب عليها القرآن .

وقال يوسف بن الماجشون

كان عبد الملك إذا جلس للحكم قيم على رأسه بالسيوف .

دراسات ذات صلة
النمو بعد الصدمة

النمو اللاحق للصدمة (PTG) هي نظرية تشرح هذا النوع من التحول بعد الصدمة.تم تطويره من قبل علماء النفس ريتشارد تيديشي ، دكتوراه ، ولورنس كالهون ، دكتوراه ، في منتصف التسعينيات ، ويرى أن الأشخاص الذين يعانون من صراع نفسي بعد الشدائد يمكنهم غالبًا رؤية نمو إيجابي بعد ذلك.يقول تيديشي: "يطور الناس مفاهيم جديدة لأنفسهم ، والعالم الذي يعيشون فيه ، وكيفية التواصل مع الآخرين ، ونوع المستقبل الذي قد يكون لديهم ، وفهم أفضل لكيفية عيش الحياة".

يقول تاكو
"المرونة هي السمة الشخصية أو القدرة على التعافي"

.من ناحية أخرى ، يشير PTG إلى ما يمكن أن يحدث عندما يواجه الشخص الذي يواجه صعوبة في الارتداد حدثًا مؤلمًا يتحدى معتقداته الأساسية ، ويتحمل صراعًا نفسيًا (حتى المرض العقلي مثل اضطراب ما بعد الصدمة) ، ثمفي النهاية يجد إحساسًا بالنمو الشخصي.يقول تاكو إنها عملية "تستغرق الكثير من الوقت والطاقة والنضال".

لتقييم ما إذا كان شخص ما قد حقق النمو بعد الصدمة وإلى أي مدى

يستخدم علماء النفس مجموعة متنوعة من مقاييس الإبلاغ الذاتي.أحدها الذي تم تطويره بواسطة Tedeschi و Calhoun هو مخزون النمو بعد الصدمة (PTGI) (Journal of Traumatic Stress ، 1996).يبحث عن ردود إيجابية في خمسة مجالات

تقدير الحياة.

العلاقات مع الآخرين.

إمكانيات جديدة في الحياة.

قوة شخصية.

التغيير الروحي.

تتم مراجعة المقياس لإضافة عناصر جديدة من شأنها توسيع مجال "التغيير الروحي" ، كما يقول تيديشي.يتم القيام بذلك "لدمج المزيد من الموضوعات الوجودية التي يجب أن يكون لها صدى لدى أولئك الذين هم أكثر علمانية" وكذلك تعكس الاختلافات بين الثقافات في تصورات الروحاني

الشاهد من الدراسة

1 - من سياق الدراسة السابقة لعلك فهمت أن أحداث الطفوبة المؤلمة - في حالة عبد الملك بن مروان ( مقتل عثمان بن عفان في حياته ) يبدو أن الواقعة ظلت عالقة في ذهنه ولم ينسها ختي تعلم الدرس - الحزم مع الأعداء .

2 - التعافي بعد الصدمة له علامات : لو رجعت ببصرك مرة أخري وقرأتها لعلمت أن عبد الملك بن مروان قد خبرها كلها ، ومنها النماء الروحي وإقامة علاقات جيدة مع الناس ، لاحظ: مع حزمه الشديد إلا أن من قالوا عنه ، كلامهم جيد جداً .

3 - لا تحزنزا علي أطفال المسلمين ( أطفال الحروب اليوم ) فهم رجال الغد المشرق مرة أخري بمشيئة الله .

2 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page