top of page

مصير قتلة عثمان، وتولي علي ابن ابي طالب الخلافة

الآن وقد قتل الخليفة الراشد الثالث ذو النورين صهر النبي صلى الله عليه وسلم، ، وأشد هذه الأمة حياء، جامع القرآن، الذي كان يقوم به وربما يقرؤه كله في ركعة واحدة من الليل، أمير المؤمنين المقتول ظلماً عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان مقتله في 18 من ذي الحجة 35هـ على أيدي جماعة مارقة قارب عددهم الألفين، اختلفت أغراضهم وأهواؤهم غير أنهم اتفقوا جميعاً على عزله أولاً ثم على قتله بعد ذلك وكلهم قتلة له.

قتلته من أهل مصر

كنانة بن بشر التجيبي وهو الذي ذبحه: وقيل سودان بن حمران السكوني بعد أن طعنه قتيرة السكوني تسع طعنات من خنجر، وكان الذي ابتدأ ضربه، بعد أن هاب الناس ذلك لكونه كان يقرأ القرآن هو الغافقي بن حرب العكي، ضربه بالسيف وركل المصحف برجله فسقط في حجره، وسقطت قطرة دم على قوله تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:137


قتلته من أهل البصرة

وشاركتهم جماعة من أهل البصرة كحرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة

ومن أهل الكوفة

جماعة مثل الأشتر مالك بن الحارث النخعي.

وقد كفى الله تعالى عثمان رضي الله عنه كل من شارك في قتله ( حيث أنه قُتل كل من قتله ولو بعد حين)

فمات مقتولاً حتى قتل آخر رجلين منهم بعد أربعين سنة من ذلك قتلهما الحجاج بن يوسف الثقفي من أجل قتلهما عثمان وهما: عمير بن ضابىء البرجمي، وكميل بن زياد النخعي ومن القتلة المباشرين قُتِل اثنان فور مقتله، قتلهما عبيد عثمان وهما قتيرة السكوني وقيل الآخر هو سودان بن حمران السكوني. وقتل كنانة النخعي مخذولاً في الحرب بين محمد بن أبي بكر وعمرو بن العاص وقتل محمد بن أبي بكر بعدها، ومات الأشتر النخعي من شربة عسل مسمومة بالسويس، وقتل حكيم بن جبلة اللص في معركة البصرة قتلته جماعة عائشة وطلحة والزبير. وكان قتل أكثرهم بأمر طلحة والزبير رضي الله عنهما بعد معارك بالبصرة فقتلوا كل من شارك من أهل البصرة وكانوا نحو ستمائة رجل ولم ينج منهم إلا حرقوص بن زهير السعدي قتل بعد ذلك بمدة وكانت قد منعته قبيلته.

كيف كان موقف كل من معاوية بن أبس سفيان وعلي ابن أبي طالب من مقتل عثمان - رضي الله عن الجميع ؟

رد فعل علي رضي الله عنه - علي مقتل عثمان - رضي الله عنهما

كان يرى أن تتم البيعة له أولاً وتستقر وتهدأ الأمور ثم يحاكمهم ويقتص منهم، ولم يحدث له ما أراد

والأسباب

1 - أن الكثير من الصحابة لم يبايعونه وعلى رأسهم عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وخروج كثير من البلاد عليه وقيام الثورات الداخلية والفتن

2 - اختلاط هؤلاء القتلة بالناس بعد استيلائهم على المدينة وكانوا هم الغالبين وبيدهم السلاح ثم اختلاطهم بجيشه، حتى أعلن بعد صلحه أولاً مع طلحة والزبير ألا يرجع معه للمدينة أحد شارك في قتل عثمان

3 - حدوث الفتنة: بسبب هؤلاء بأن هجموا على كلا المعسكرين معسكر علي ومعسكر طلحة والزبير ليلاً وأوقعوا فيهم القتل وظن كل معسكر أن الآخر هو الذي هجم عليه، فكانت بينهم واقعة الجمل، ثم انفرط عقد الأمورمن يد علي

4 - فاستقل معاوية بالشام وأعلن نفسه خليفة، وخرجت مصر واليمن ومكة والمدينة نفسها والبصرة ولم يبق لعلي إلا الكوفة وهي لا تستقر وفيها معه عدد كبير من هؤلاء القتلة في الكوفة .

إذن: كيف اختير عليِّ بن أبي طالب للخلافة

لم يكن عليٌّ رضي الله عنه في البداية راغبًا في تولِّي الخلافة، وخاطب الذين رشَّحوه قائلًا: "لا تفعلوا، فإنِّي أكون وزيرًا خيرٌ من أن أكون أميرًا

كان الخيار المطروح بعد مقتل عثمان رضي الله عنه هو

1 - إمَّا العودة إلى نظام عمر رضي الله عنه الذي اعتمد أساسًا علي المصالح القبلية وقيمها

2 - وإمَّا الاستمرار في السير على نهج عثمان رضي الله عنه من واقع النظام الجديد الذي يعتمد على أولويَّة المصالح القرشية

وقد توزَّعت مواقف الصحابة بخاصَّةٍ والمسلمين بعامَّةٍ بين هذين الخيارين

خلَّفت حادثة القتل فراغًا سياسيًّا كان لا بُدَّ من ملئه على وجه السرعة

لهذا كان ضغط الوقت شديدًا على الجميع للإسراع في الاتفاق على مرشحٍ واحدٍ للخلافة، تُجمع عليه الأمَّة، وسط الذهول والانصدام والحذر والتريُّث الذي خيَّم على أهل المدينة، كان الثائرون ما يزالون يُسيطرون على المدينة، ويملكون ناصية القرار السياسي والعسكري، إلَّا إنهم لم يمارسوا السلطة فعليًّا، وبدوا مرتبكين وغير متوحِّدين أمام جسامة الحدث الذي خلقته حركتهم، وافتقروا إلى الرؤية الواضحة للخروج من المأزق، وبالتالي لم يملكوا مشروعًا للحلِّ يمسُّ الخلافة مباشرة، هذا في الوقت الذي أخذ فيه معظم الصحابة يتوارون عن الأنظار في عاصمة الخلافة مفضِّلين الابتعاد عن التطورات التي أفلتت من أيديهم، وكان الفراغ في السلطة يُنذر بأسوأ النتائج، واشتدَّت الحاجة إلى منقذٍ يتمتَّع بتأييد الأغلبية في التوجُّهات السياسية، وبخاصَّةٍ الممثِّلة لجماعة الثائرين المعنيَّة مباشرةً بالوضع القائم

اختلاف المسلمين علي المرشح للخلافة
المصريون رشحوا علياً ابن ابي طالب - رضي الله عنه -

عليًّا رضي الله عنه اختبأ منهم

الكوفيون رشحوا الزبير بن العوام رضي الله عنه

فلم يجدوه، فأرسلوا إليه رسلًا فباعدهم وتبرَّأ من مقالتهم

أهل البصرة رشحوا عبيد الله رضي الله

فباعدهم –أيضًا- وتبرَّأ من مقالتهم


على الرغم من أنَّ كلًّا منهما كان يريد الحكم إلا أن الجوَّ السياسي العامِّ كان لا يسمح بتولِّي منصب الخلافة من دون الاتهام بممالأة الثائرين؛ الأمر الذي دفع الثائرين إلى التفاوض مع كلٍّ من عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنهما، فرفضا وعدَّ كلٌّ منهما نفسه قد أُخرج من الأمر، في هذا التوقيت تٌرك الأمر لأهل المدينة.

توجَّه بعض الصحابة من المهاجرين والأنصار نحو عليٍّ رضي الله عنه

وخاطبوه قائلين: "إنَّ هذا الرجل قد قُتل، ولا بُدَّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحدًا أحقَّ بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم"

بعد رفض كل من طلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص - رضي الله عن الجميع ، كان اسم علي ابن ابي طالب - رضي الله عنه - يحل محل الصدارة

وهؤلاء الثلاثة المتنازلين عن الحكم هم الذين بقوا من أهل الشورى، ومثَّلوا النخبة السياسة في المدينة، كما أنَّه لم يكونوا موضع اتِّهام، غير أنَّ الأمور لم تجرِ على هذا النحو، إنَّما جاءت كخطوةٍ شعبيَّةٍ دون استشارات؛ فقد قال جمهور المسلمين: "عليُّ بن أبي طالب نحن راضون به.

الملاحظ أنَّ الثائرين الذين كانوا يُشكِّلون عامل ضغط

تراجعوا عن التدخُّل في هذه العملية معترفين بأنَّ أهل المدينة وحدهم هم الذين كانوا يمنحون الشرعية، ونجحوا في طيِّ خلافاتهم من مشكلة المرشحين، وهو ما عبَّر عنه المصريون بقولهم: "أنتم أهل الشورى، وأنتم تعقدون الإمامة، وأمركم عابرٌ على الأمَّة، فانظروا رجلًا تُنصِّبونه، ونحن لكم تبع.

عندئذٍ صعد أهل الأمصار فهدَّدوا أهل المدينة بقتل هؤلاء الثلاثة

( عليُّ وطلحة والزبير رضي الله عنهم)


ممَّا دفع عامَّة الناس بمطالبة عليٍّ رضي الله عنه بقبول البيعة وخوَّفوه الفتنة، فوافق كارهًا خشيةً منه على الدين والمسلمين من مزيدٍ من التمزُّق، وهدف إلى وأد الفتنة وإعادة تجميع جسم الأمة المتناثر، وترميم النظام القائم للسلطة، وتعزيز التواصل بين القوى الاجتماعية الجديدة الأكثر اعتدالًا والأقل تورُّطًا في القتل التي يُمثِّلها الأشتر وأصحابه

ماذا كان شرط علي - رضي الله عنه - لقبول الخلافة ؟

اشترط عليٌّ رضي الله عنه على أهل المدينة أن تتمَّ بيعتهم له عن عمليَّة شورى يشترك فيها الصحابة من أهل الشورى وأهل بدر وعامَّة الناس، وأن تكون علنيَّةً في المسجد؛ ذلك حرصًا على جمع كافَّة المسلمين حوله، وهكذا بايعه من بايع من عامَّة المسلمين وكبار الصحابة، ومن بينهم طلحة والزبير رضي الله عنهما، ذلك يوم الجمعة في "24 ذي الحجة 35هـ/ 23 يونيو 656م

من الذي بايع علي ومن الذي تخلف عن بيعته؟

الذين بايعوه هم

وجوه الصحابة والمسلمين من المهاجرين والأنصار قد بايعوه، وهم أهل الحلِّ والعقد، وإن لم يتوفَّر لبيعته إجماعٌ كالبيعات الثلاث السابقة

الذين لم يبايعوه

ظل معاوية رضي الله عنه خارج إطار المبايعة

واعتزل سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه ولم يُبايع

كما رفض عددٌ من الصحابة مبايعته انطلاقًا من كونهم عثمانيين مثل:

حسَّان بن ثابت

وكعب بن مالك

ومسلمة بن مخلد

وأبي سعيد الخدري

ومحمد بن مسلمة

والنعمان بن بشير

وزيد بن ثابت

ورافع بن خديج رضي الله عنهم، وغيرهم.

ماذا كان رد فعل الأمويين علي تولي علي ابن ابي طالب بعد أن كان عثمان - رضي الله عنه - منهم؟

تردَّد الأمويُّون في البيعة؛ إذ رأوا في تولِّي عليٍّ رضي الله عنه الخلافة انتقالًا للسلطة من بني أميَّة إلى بني هاشم، ثُمَّ غادروا المدينة إلى مكَّة، مثل: مروان بن الحكم والوليد بن عتبة وسعيد بن العاص رضي الله عنهم

متي تمت البيعة لعلي - رضي الله عنه - ؟

تمَّت البيعة بعد خمسة أيامٍ من مقتل عثمان رضي الله عنه


ولنا تعقيب ليس بالكبير علي ما فات

1 - من قتل يُقتل ولو بعد حين ، كفي الله عثمان - رضي الله عنه - بالإنتقام من كل من سعي في قتله - ولو بعد حين ، ليست كل الإنتصارات الفردية تأتي في الوقت والحين، ولكن هناك وقت يطول علي المنتظرين إلي أن يحين وعد الله لعباده المؤمنين به لإنتصارهم المؤجل.


2 - الخلافات حول علي ابن أبي طالب ما بين موافق ومعارض علي توليه الخلافة لم يكن بين المسلمين بل كان بين الطبيعة البشرية التي تفرض نفسها قبل نوع العقيدة ، وهي خلافات محمودة - إن أخذت بحقها ( أي من يتولي الخلافة يقوم بحقوق المسلمين وواجباتهم علي أكفأ ما يكون ) وإلا فهي مذمومة .


3 - أما اعتزال الأمويين الذين سيكون لهم - دور محوري بعد ذلك في حياة المسلمين - فهي أيضاً طبيعة بشرية ومصالح دنيوية بحتة

دراسات ذات صلة

علم النفس وراء سبب دعم الناس لبعض المرشحين للرئاسة


في المجال المزدهر للسياسة العصبية ، فإن علم دراسة كيفية تأثير دماغ الشخص على أفكاره وأفعاله السياسية ، أو لماذا يدعم شخص معين مرشحًا واحدًا على الآخر ينزل إلى حقيقة أن عمليات التفكير النفسي المؤيدة للداعمين تحدد ، إلى إلى حد كبير ، سواء كانوا يرون أن أسلوب قيادة المرشح جذاب أم لا. أظهرت العديد من الدراسات الآن أن الاختلافات الجسدية في الدماغ تهيئ الناس لأن يكونوا ليبراليين أو محافظين. يقول الدكتور جيل سالتز ، الطبيب النفسي والمحلل النفسي والمؤلف الأكثر مبيعًا الذي كتب على نطاق واسع عن العوامل النفسية الكامنة وراء العلاقات: "هناك بعض الاختلافات في الدماغ بشكل عام ، وليس تمامًا". "لكنها كافية عندما تنظر إلى أنماط معينة من التفكير وبنية الدماغ التي ترتبط بذلك ، يميل المحافظون إلى معالجة الأشياء بطريقة تعتمد على الخوف ، وتستند إلى اللوزة ، ويميل المفكرون الليبراليون إلى التفكير في المزيد من الرمادي ، والمعلومات الجديدة من المرجح أن تغير نتيجة أفكارهم .

دراسة أخري

تجادل هذه الورقة بأن الاختلافات في السياسة ليست مهمة فحسب ، بل الاختلافات في شخصية المرشحين أيضًا


لقد أظهرنا أن الجمهور بشكل عام يكره السياسيين "المظلمين" ، ونصنفهم بدرجة أقل بشكل ملحوظ وكبير في درجة الإعجاب. من المرجح أن يفضل الناخبون المرشحين ذوي الشخصيات التي "تتطابق" مع شخصياتهم. على وجه الخصوص ، وجدت التحليلات أن الناخبين الذين حصلوا بأنفسهم على درجات أعلى في سمات الشخصية "المظلمة" (النرجسية ، السيكوباتية ، الميكافيلية) يميلون إلى حب المرشحين المظلمين.


حجم هذا التأثير كبير جدًا لدرجة أن التأثير الضار الملحوظ بشكل عام ينعكس تمامًا بالنسبة لهم. أخيرًا ، أوضحت الدراسة أن تأثيرات السمات الشخصية للمرشحين تكون ، في بعض الحالات ، أقوى بالنسبة للمستجيبين الذين لديهم ارتباطات حزبية ضعيفة.

مثل هذه النتائج

التأكيد على أهمية الشخصية في صنع القرار السياسي. يأخذ الناخبون في الاعتبار شخصية المرشحين عند تشكيل الأحكام ، بما يتجاوز الحزبية.


ومن تلك الدراسات نستطيع القول

بأن الخلاف بين الصحابة الكرام - إنما هو أمر نفسي قبل أن يكون مصالح شخصية أو انتماءات سياسية أو غير ذلك من الأطروحات الظالمة لهم، فأينما وجد تجمع بشري ، دارت المصالح علي من يمثلنا ... وهذا تحديداً ما حدث ، ارجع ببصرك للأحداث ستجد ذلك بوضوح .


الروابط

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/29774/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84%D8%AA%D9%87

https://www.islamstory.com/ar/artical/3408097/%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%86-

%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9

https://www.fastcompany.com/3058916/the-psychology-behind-why-people-support-certain-presidential-candidates

https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpos.2021.636745/full

7 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page