top of page

يزيد بن الوليد

الإسم

هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، أبو خالد الأموي

الألقاب
الناقص

لنقصه الناس من أعطياتهم ما كان زاده الوليد بن يزيد في أعطياتهم، وهي عشرة عشرة، ورده إياهم إلى ما كانوا عليه في زمن هشام‏، ويقال‏:‏ إن أول من لقبه بذلك مروان بن محمد‏.

ويقال في المثل

الأشج والناقص أعدلا بني مروان . يعني عمر بن عبد العزيز وهذا .

ميلاده

كان مولده سنة تسعين‏.‏

وقيل‏:‏ ثنتين وتسعين‏.‏

وقيل‏:‏ سبع وثمانين‏.‏

الأم

وأمه شاه آفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن كسرى ، فكان يقول:

أنا ابن كسرى وأبي مروان وقيصر جدي وجد خاقان

زيجاته

تزوج يزيد بن الوليد من:

• أم هشام بنت هشام بن عبد الملك

• ربيحة بنت محمد بن علي

• الحضرمية الكلبية

صفاته الشخصية

كان أسمر

نحيفا

حسن الجسم

حسن الوجه

طويلا

صغير الرأس

وكان جميلا ، في فمه بعض السعة ، وليس بالمفرط

الخلافة
بويع له بالخلافة

أول ما بويع بها في قرية المزة ثم دخل دمشق فغلب عليها ، ثم أرسل الجيوش إلى ابن عمه الوليد بن يزيد فقتله ، واستحوذ على الخلافة في أواخر جمادى الآخرة من هذه السنة

لم تطل أيامه

فإنه توفي من آخر هذه السنة ، واضطربت عليه الأمور ، وانتشرت الفتن ، واختلفت كلمة بني مروان فنهض سليمان بن هشام ، وكان معتقلا في سجن الوليد بعمان ، فاستحوذ على أموالها وحواصلها ، وأقبل إلى دمشق ، فجعل يلعن الوليد ويعيبه ويرميه بالكفر ، فأكرمه يزيد ورد عليه أمواله التي كان أخذها منه الوليد وتزوج يزيد أخت سليمان وهي أم هشام بنت هشام ونهض أهل حمص إلى دار العباس بن الوليد التي عندهم فهدموها ، وحبسوا أهله وبنيه ، وهرب هو من حمص ، فلحق بيزيد بن الوليد إلى دمشق ، وأظهر أهل حمص الأخذ بدم الوليد بن يزيد ، وأغلقوا أبواب البلد ، وأقاموا النوائح والبواكي على الوليد وكاتبوا الأجناد في طلب ثأر الوليد فأجابهم إلى ذلك طائفة كثيرة منهم ، على أن يكون الحكم بن الوليد بن يزيد الذي أخذ له العهد هو الخليفة ، وخلعوا نائبهم ، وهو مروان بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان ثم قتلوه وقتلوا ابنه ، وأمروا عليهم معاوية بن يزيد بن حصين فلما انتهى خبرهم إلى يزيد بن الوليد كتب إليهم كتابا مع يعقوب بن هانئ

ومضمون الكتاب أنه

يدعو إلى أن يكون الأمر شورى ، فقال عمرو بن قيس : فإذا كان الأمر كذلك فقد رضينا بولي عهدنا الحكم بن الوليد . فأخذ يعقوب بلحيته وقال : ويحك ! لو كان هذا الذي تدعو إليه يتيما تحت حجرك لم يحل لك أن تدفع إليه ماله ، فكيف أمر الأمة . فوثب أهل حمص على رسل يزيد بن الوليد فطردوهم عنهم ، وأخرجوهم من بين أظهرهم ، وقال لهم أبو محمد السفياني : لو قد قدمت دمشق لم يختلف علي منهم اثنان . فركبوا معه ، وساروا نحو دمشق ، وقد أمروا عليهم السفياني فتلقاهم سليمان بن هشام في جيش كثيف قد جهزهم يزيد بن الوليد وجهز أيضا عبد العزيز بن الحجاج في ثلاثة آلاف يكونون عند ثنية العقاب ، وجهز هشام بن مصاد المزي في ألف وخمسمائة ليكونوا على عقبة السلمية فمر أهل حمص ، وتركوا جيش سليمان بن هشام ذات اليسار وعدوه

فلما سمع بهم سليمان ساق في طلبهم

فلحقهم عند السليمانية فجعلوا الزيتون عن أيمانهم والجبل عن شمائلهم والجباب من خلفهم ، ولم يبق مخلص إليهم إلا من جهة واحدة ، فاقتتلوا هنالك في قيالة الحر قتالا شديدا ، فقتل طائفة كثيرة من الفريقين ، فبينما هم كذلك إذ جاء عبد العزيز بن الحجاج بمن معه ، فحمل على أهل حمص فاخترق جيشهم ، حتى ركب التل الذي في وسطهم ، وكانت الهزيمة ، فتفرقوا واتبعهم الناس ، ثم تنادوا بالكف عنهم على أن يبايعوا ليزيد بن الوليد وأسروا منهم جماعة ، منهم أبو محمد السفياني ، ويزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية ثم ارتحل سليمان ، وعبد العزيز فنزلا عذراء ومعهم الجيوش وأشراف الناس ، وأشراف أهل حمص من الأسارى ، ومن استجاب من غير أسر ، بعد ما قتل منهم ثلاثمائة نفس ، فدخلوا بهم على يزيد بن الوليد فأقبل عليهم ، وأحسن إليهم ، وصفح عنهم ، وأطلق الأعطيات لهم ، لا سيما لأشرافهم ، وولى عليهم الذي اختاروه ، وهو معاوية بن يزيد بن الحصين وطابت عليه أنفسهم ، وأقاموا عنده بدمشق سامعين له مطيعين .

وفي هذه السنة بايع أهل فلسطين يزيد بن سليمان بن عبد الملك

وذلك أن بني سليمان كانت لهم أملاك هناك ، وكانوا ينزلونها ، وكان أهل فلسطين يحبون مجاورتهم ، فلما قتل الوليد بن يزيد كتب سعيد بن روح بن زنباع - وكان رئيس تلك الناحية - إلى - يزيد بن سليمان بن عبد الملك يدعوه إلى المبايعة له ، فأجابه إلى ذلك ، فلما بلغ أهل الأردن خبرهم بايعوا أيضا محمد بن عبد الملك بن مروان وأمروه عليهم ، فلما انتهى خبرهم إلى يزيد بن الوليد أمير المؤمنين ، بعث إليهم الجيوش مع سليمان بن هشام في الدماشقة وأهل حمص الذين كانوا مع السفياني فصالحهم أهل الأردن أولا ورجعوا إلى الطاعة ، وكذلك أهل فلسطين وكتب يزيد بن الوليد ولاية الإمرة بالرملة وتلك النواحي لأخيه إبراهيم بن الوليد واستقرت الممالك هنالك

وقد خطب أمير المؤمنين يزيد بن الوليد الناس بدمشق

فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، أيها الناس أنا والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ، ولا حرصا على الدنيا ، ولا رغبة في الملك ، وما بي إطراء نفسي ، إني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ، ولكني خرجت غضبا لله ولرسوله ولدينه ، وداعيا إلى الله وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لما هدمت معالم الدين ، وأطفئ نور أهل التقوى ، وظهر الجبار العنيد ، المستحل لكل حرمة ، والراكب كل بدعة ، مع أنه والله ما كان يصدق بالكتاب ، ولا يؤمن بيوم الحساب ، وإنه لابن عمي في النسب ، وكفئي في الحسب ، فلما رأيت ذلك استخرت الله في أمره ، وسألته أن لا يكلني إلى نفسي ، ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهل ولايتي ، وسعيت فيه حتى أراح الله منه العباد والبلاد ، بحول الله وقوته ، لا بحولي وقوتي ، أيها الناس ، إن لكم علي أن لا أضع حجرا على حجر ، ولا لبنة على لبنة ، ولا أكري نهرا ، ولا أكثر مالا ، ولا أعطيه زوجة ولا ولدا ، ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد ثغر ذلك البلد ، وخصاصة أهله بما يعينهم ، فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ممن هو أحوج إليه ، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتنكم وأفتن أهليكم ، ولا أغلق بابي دونكم فيأكل قويكم ضعيفكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ما يجليهم عن بلادهم ويقطع نسلهم ، وإن لكم عندي أعطياتكم في كل سنة ، وأرزاقكم في كل شهر ، حتى تستدر المعيشة بين المسلمين ، فيكون أقصاهم كأدناهم ، فإن أنا وفيت لكم بما قلت ، فعليكم السمع والطاعة وحسن المؤازرة ، وإن أنا لم أف لكم ، فلكم أن تخلعوني إلا أن تستتيبوني ، فإن تبت قبلتم مني ، وإن علمتم أحدا من أهل الصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيتكم ، فأردتم أن تبايعوه ، فأنا أول من يبايعه ويدخل في طاعته ، أيها الناس ، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، إنما الطاعة طاعة الله ، فمن أطاع الله فأطيعوه بطاعة الله ما أطاع ، فإذا عصى فدعا إلى معصيته فهو أهل أن يعصى ويقتل ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم .

وفي هذه السنة عزل يزيد بن الوليد

يوسف بن عمر عن إمرة العراق لما ظهر منه من الحنق على اليمانية ، وهم قوم خالد بن عبد الله القسري حين قتل الوليد بن يزيد وكان قد سجن غالب من ببلاده منهم ، وجعل الأرصاد على الثغور ; خوفا من جند الخليفة ، فعزله عنها أمير المؤمنين يزيد بن الوليد وولى عليها منصور بن جمهور مع بلاد السند وسجستان وخراسان وقد كان منصور بن جمهور أعرابيا جلفا ، وكان يزن بمذهب الغيلانية القدرية ولكن كانت له آثار حسنة ، وغناء كثير في مقتل الوليد بن يزيد فحظي بذلك عند يزيد بن الوليد . ويقال : إنه لما فرغ الناس من مقتل الوليد ذهب من فوره إلى العراق فأخذ البيعة من أهلها ليزيد وقرر بالأقاليم نوابا وعمالا ، وكر راجعا في أواخر رمضان ; فلذلك ولاه الخليفة ما ولاه . والله أعلم .

أما يوسف بن عمر فإنه

فر من العراق فلحق ببلاد البلقاء فبعث إليه أمير المؤمنين يزيد فأحضروه إليه ، فلما وقف بين يديه أخذ بلحيته - وكان كبير اللحية جدا ، ربما كانت تجاوز سرته ، وكان قصير القامة - فوبخه وأنبه ، ثم سجنه ، وأمر باستخلاص الحقوق منه ، ولما انتهى منصور بن جمهور إلى العراق قرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين إليهم في كيفية مقتل الوليد وأن الله أخذه أخذ عزيز مقتدر ، وأنه قد ولى عليهم منصور بن جمهور لما يعلم من شجاعته ومعرفته بالحرب ، فبايع أهل العراق ليزيد بن الوليد وكذلك أهل السند وسجستان .

وأما نصر بن سيار نائب خراسان

فإنه امتنع من السمع والطاعة لمنصور بن جمهور وأبى أن ينقاد لأوامره ، وقد كان جهز هدايا كثيرة للوليد بن يزيد فاستمرت له .

وفي هذه السنة كتب مروان بن محمد الملقب بالحمار

كتابا إلى الغمر بن يزيد أخي الوليد بن يزيد ، يحثه على القيام بطلب دم أخيه الوليد وكان مروان يومئذ أميرا على أذربيجان وإرمينية ، ثم إن يزيد بن الوليد عزل منصور بن جمهور عن ولاية العراق وولى عليها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وقال له : إن أهل العراق يحبون أباك فقد وليتكها . وذلك في شوال منها ، وكتب له إلى أمراء الشام الذين بالعراق يوصيهم به ; خشية أن يمتنع منصور بن جمهور من تسليم البلاد إليه ، فسلم إليه ، وسمع وأطاع .

وكتب الخليفة إلى نصر بن سيار بولاية خراسان مستقلا بها

فخرج عليه رجل يقال له : الكرماني . لأنه ولد بكرمان وهو أبو علي جديع بن علي بن شبيب المعني واتبعه خلق كثير بحيث إنه كان يشهد الجمعة في نحو من ألف وخمسمائة ، وكان يسلم على نصر بن سيار ولا يجلس عنده ، فتحير نصر بن سيار وأمراؤه فيما يصنع به ، فاتفق رأيهم بعد جهد على سجنه ، فسجن قريبا من شهر ، ثم أطلقه ، فاجتمع إليه ناس كثير ، وجم غفير ، وركبوا معه ، فبعث إليهم نصر من قاتلهم وقهرهم وكسرهم

واستخف جماعات من أهل خراسان بنصر بن سيار

وتلاشوا أمره وحرمته ، وألحوا عليه في أعطياتهم ، وأسمعوه غليظ ما يكره وهو على المنبر بسفارة سلم بن أحوز أدى ذلك إليه ، وخرجت الباعة من المسجد الجامع وهو يخطب ، وانفض كثير من الناس عنه ، فقال لهم نصر فيما قال : والله لقد نشرتكم وطويتكم ، وطويتكم ونشرتكم ، فما عندي منكم عشرة على دين ، فاتقوا الله ، فوالله لئن اختلف فيكم سيفان ليتمنين الرجل منكم أن ينخلع من أهله وماله وولده ولم يكن رآها . ثم تمثل بقول النابغة : فإن يغلب شقاؤكم عليكم فإني في صلاحكم سعيت

وفي هذه السنة أخذ الخليفة البيعة من الأمراء وغيرهم

بولاية العهد من بعده لأخيه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ثم من بعد إبراهيم ، لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان ، وذلك بسبب مرضه الذي مات فيه ، وكان ذلك في شهر ذي الحجة منها ، وقد حرضه على ذلك جماعة من الأمراء والأكابر والوزراء .

وفيها عزل يزيد عن إمرة الحجاز يوسف بن محمد الثقفي

وولى عليها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، فقدمها في أواخر ذي القعدة منها .

وفيها أظهر مروان الحمار الخلاف ليزيد بن الوليد

وخرج من بلاد إرمينية يظهر أنه يطلب بدم الوليد بن يزيد ، فلما وصل إلى حران أظهر الموافقة ، وبايع لأمير المؤمنين يزيد بن الوليد

وفيها أرسل إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس

أبا هاشم بكير بن ماهان إلى أرض خراسان ، فاجتمع بجماعة من أهل خراسان بمرو ، فقرأ عليهم كتاب إبراهيم بن محمد الإمام إليهم ووصيته ، فتلقوا ذلك بالقبول ، وأرسلوا معه ما كان عندهم من النفقات .

وفي سلخ ذي القعدة ، وقيل : في سلخ ذي الحجة

وقيل : لعشر مضين منه . وقيل : بعد الأضحى منها . كانت وفاة أمير المؤمنين يزيد بن الوليد رحمه الله

مواقف من حياته
1 - قد خرج يوم عيد الفطر من هذه السنة

إلى صلاة العيد بين صفين من الخيالة ، والسيوف مسلة عن يمينه وشماله ، ورجع من المصلى إلى الخضراء كذلك ، وكان رجلا صالحا ، يقال في المثل : الأشج والناقص أعدلا بني مروان . والمراد عمر بن عبد العزيز وهذا .

2 - إياكم والغناء

وقد قال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني إبراهيم بن محمد المروزي ، عن أبي عثمان الليثي قال : قال يزيد بن الوليد الناقص : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه ينقص الحياء ، ويزيد في الشهوة ، ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل المسكر ، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء داعية الزنى .

3 - دعا الناس إلي القدر

وقال ابن عبد الحكم عن الشافعي : لما ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الذي يقال له : الناقص . دعا الناس إلى القدر ، وحملهم عليه ، وقرب غيلان . قال ابن عساكر : ولعله قرب أصحاب غيلان لأن غيلان قتله هشام بن عبد الملك

4 – العظمة لله

وقال محمد بن المبارك : آخر ما تكلم به يزيد بن الوليد الناقص واحسرتاه ! واأسفاه . وكان نقش خاتمه : العظمة لله .

وفاته
وكانت وفاته بالخضراء من طاعون أصابه

وذلك يوم السبت لسبع مضين من ذي الحجة ، وقيل : في مستهله . وقيل : يوم الأضحى منه . وقيل : بعده بأيام . وقيل : لعشر بقين منه . وقيل : في سلخه . وقيل : في سلخ ذي القعدة من هذه السنة . وأكثر ما قيل في عمره ست وأربعون سنة . وقيل : ثلاثون سنة . وقيل غير ذلك . فالله أعلم .

وكانت مدة ولايته

ستة أشهر على الأشهر . وقيل : خمسة أشهر وأيام .وصلى عليه أخوه إبراهيم بن الوليد وهو ولي عهده من بعده ، رحمه الله .

وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه

دفن بين باب الجابية وباب الصغير وقيل : إنه دفن بباب الفراديس . وحج بالناس عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو نائب الحجاز وأخوه عبد الله نائب العراق ونصر بن سيار على نيابة خراسان . والله سبحانه وتعالى أعلم

دراسات ذات صلة
أنواع القوة

طور بيرترام رافين وجون فرينش واحدة من أكثر نظريات القوة تأثيرًا.حدد رافين خمسة أنواع مختلفة من القوة - قوة المكافأة ، والقوة القسرية ، والسلطة الشرعية ، والسلطة المرجعية ، وقوة الخبراء ، بحجة أن كل نوع من أنواع القوة يتضمن نوعًا مختلفًا من التأثير الاجتماعي وأن الأنواع المختلفة تختلف من حيث ما إذا كان استخدامها سوفإنشاء امتثال عام أو قبول خاص.يعد فهم أنواع القوة أمرًا مهمًا لأنه يتيح لنا أن نرى بشكل أوضح الطرق العديدة التي يمكن للناس من خلالها التأثير على الآخرين.

من ضمن أنواع القوي
1 - القوة القسرية

هي القوة التي تستند إلى القدرة على خلق نتائج سلبية للآخرين ، على سبيل المثال عن طريق التنمر أو التخويف أو العقاب بأي شكل آخر.يمتلك الرؤساء سلطة قسرية على الموظفين إذا كانوا قادرين (وراغبين) في معاقبة الموظفين عن طريق تخفيض رواتبهم ، أو خفض رتبتهم إلى منصب أدنى ، أو إحراجهم ، أو فصلهم من العمل.ويمكن للأصدقاء إكراه بعضهم البعض من خلال المضايقة والإذلال والنبذ.من المرجح أن يبحث الأشخاص الذين يعاقبون كثيرًا عن مواقف أخرى توفر نتائج أكثر إيجابية.في كثير من الحالات ، يستخدم أصحاب السلطة المكافأة والقوة القسرية في نفس الوقت - على سبيل المثال ، من خلال زيادة الرواتب كنتيجة للأداء الإيجابي وكذلك التهديد بتقليلها إذا انخفض الأداء.

القوة الشرعية

هي السلطة الممنوحة لأولئك الذين تم تعيينهم أو انتخابهم لمناصب السلطة ، مثل المعلمين والسياسيين وضباط الشرطة والقضاة ، وسلطتهم ناجحة لأن أعضاء المجموعة يقبلونها على النحو المناسب.نحن نقبل أن الحكومات يمكن أن تفرض الضرائب وأن القضاة يمكنهم أن يقرروا نتائج قضايا المحاكم لأننا نرى هذه الجماعات والأفراد أجزاء صالحة من مجتمعنا.يمكن للأفراد ذوي القوة الشرعية ممارسة تأثير كبير على أتباعهم.قد لا يُحدث الأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة الشرعية تغييرات في سلوك الآخرين فحسب ، بل يمتلكون أيضًا القدرة على إنشاء وتغيير الأعراف الاجتماعية للمجموعة.

الشاهد مما سبق

1 - أولاً: ماذا أقصد من الدراسة ذات الصلة التي بين أيدينا؟ ما الذي يفرقك عن زميلك في العمل ، بل ما الذي يفرقك عن صديقك في تعاملاته مع زوجته وأولاده وأمه ...الخ ، ما الذي يفرق رئيس دولة عن رئيس دولة ؟ إنه السلوك أليس كذلك، نوع السلطة التي بين يديه التي يستخدمها ، فمنا من يستخدم قوة مفرطة ليحوذ علي إعجاب الآخرين أو السيطرة علي الآخرين، ومنا من يمتلك سلطة شرعية سواء بعقد زواج أو خلافة في الأرض كالحكام والملوك وغيرها ، الذي يفرق بنك وبين شخص آخر نوع القوة التي تستخدمها وكيف تستخدمها، وهو ما يتبقي بعد حكمك ،أو بعد انتهاء زواجك لن يتذكر الناس أعمالك كثيرا ، بل يتذكرون كيف كانت قوتك وكيف استخدمتها .

2 - يقال في المثل: أن الأشج والناقص (يزيد بن الوليد ) هما أعدلا بنو أمية ، إذن هو مما اشتهر عنه بعد رحيله من الحكم أنه كان عدل ، وكفي بها محمدة لحاكم ، فليس أفضل من أن تضع كل شيء في مكانه الصحيح ، فالغني عبادته الأولي ليست الصيام بل إخراج من ماله إلي الفقراء ، والحاكم عبادته الأولي ليس الكلام المنمق المعسول بل العدل بين الرعية بالتساوي ، لذا كفي بها محمدة ليزيد بن الوليد أنه كان عدل .

3 - 5 أشهر وعدة أيام: هل كانت كافية ليقال عنه عدل؟ هل كل ما لصق الملك أو الرئيس في الحكم ، أصبح العدل يتسرب من بين يديه ؟ الله يعلم ولكن الوليد خُطبته يوم تلقي الحكم، خُطبة عصماء بها ما بها من الإحترام لملك لن يدوم كثيرا ، ووفي بما قال .

4 - أخيراً: الصلاح والإيمان والعدل كلها اختيارات وتفضيلات، وكما يقال: يخلق من ظهر العلم فاسد ، ويحرج من ظهر الفاسد عالم ، فلا تحكم علي أحد بما ليس له دخل فيه .

في الخاتمة

ختم يزيد بن الوليد حياته بالطاعون ، والطاعون شهادة ، إذن والله أعلم فقد تقبله الله - تعالي - في زمرة الخلفاء الشهداء ، إذن هي ميتة سوية بعكس أبيهالذي قتله لفجره، واختتم به فترة قصيرة عادلة من نهاية فترات بنو أمية في آخر العهد الأموي ليحل من بعد ذلك علي الأمة ما يحل .

الروابط
2 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Kommentare

Mit 0 von 5 Sternen bewertet.
Noch keine Ratings

Rating hinzufügen
bottom of page