- Aug 22, 2023
- 13 min read

الدولة العباسية

لماذا سُمي العصر العباسي بهذا الإسم؟

سُمي العصر العباسي بهذا الاسم نسبةً لأصغر أعمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو عباس بن عبد المطلب عم محمد بن عبد الله رسول الإسلام، حيث طالب فيها وأحفاده بحق آل البيت بعرش الخلافة، فهم بذلك من أهل البيت. بمساعدة من أنصار الدعوة العلوية إستطاع أبو العباس السفاح (749-754) و بطريقة دموية القضاء على الأمويين و مظاهر سلطتهم، قام هو و أخوه أبو جعفر المنصور (754-775) باتخاذ تدابير صارمة لتقوية السلطة العباسية، في عام 762 تم إنشاء مدينة بغداد

ما مدة الخلافة العباسية ؟

5 قرون ( 500 سنة ) حيث امتدت الخلافة العباسية منذ العام 750 ميلاديًا وحتى 1258 ميلاديًا.

ما هي خصائص العصر الذهبي؟

العصر الذهبي هو الوقت الذي يزخر به البشر بجميع الفضائل الرّبانية ويتمتعون بالصفات السبعة من السلام والنقاء والحب والحكمة والسعادة والقوة والنعيم

كيف بدأ العصر العباسي؟

بدأت الخلافة العباسية بعد الإطاحة بالسلالة الأموية في عام 750 ميلاديًا، واتخذت من الكوفة مركزًا لها وذلك لكثرة أنصار آل البيت فيها هذا واستمرت الدولة العباسية لأكثر من 5 قرون قبل أن تنتهي على يد المغول في عام 1258 ميلاديًا، وتُعد الخلافة العباسية أطول فترة حكم لأي نظام إسلامي

أقسام العصر العباسي

العصر العباسي الأول ( وامتد منذ العام 750-847 ميلاديًا)

وهو عصر الازدهار والتوسع للدولة العباسية، ، وبدأ بخلافة أبو العباس السفاح، وانتهى بخلافة الواثق، وتميّز بالقوة والاستقلال التام، وتمركز الحكم بيد الخليفة وحده.

العصر العباسي الأول أو العصر الذهبي امتد قرنًا من الزمان (132 هـ / 750م - 232 هـ / 847م)، وقد تمتع فيه الخلفاء العباسيين بسلطتهم الدينية والدنيوية

العصر العباسي الثاني ( وامتد منذ العام 847- 946 ميلاديًا)

بدأ عصر النفوذ التركي بخلافة المتوكل وانتهى بخلافة المستكفي، ، وتميز بضعف الخلافة وسقوط هيبتها

العصر العباسي الثالث

بدأ عصر النفوذ البويهي الفارسي أثناء خلافة المُستكفي، وانتهى أثناء خلافة القائم، وتميز بارتباطه بتاريخ البويهيين وهم أصحاب النفاذ والقرار الحقيقي في العراق، وما كان للخليفة إلا اسمه آنذاك وليس له أي حق في التصرف بأمور الخلافة دون الرجوع إليهم.

العصر العباسي الرابع (( ، وامتد منذ العام 1055-1258 ميلاديًا)

بدأ عصر النفوذ السلجوقي أثناء خلافة القائم، وانتهى بخلافة المستعصم، وتميز بانتقال زمام الحكم الفعلي لأيدي السلاجقة الأتراك ، وأبدى فيه السلاجقة الاحترام للخلفاء احترامًا لمكانتهم الدينية

وسيأتي ذكر كل منهم في موضوع علي حدي

الحياة السياسية في العصر العباسي

الجيش	الوزير	السلاطين والولاة	الخليفة
كان الجيش العباسي جيشًا مستقرًا دائمًا، وكانت تُقيم الفئة العظمى من جنده في بغداد بجانب الخليفة وُجدت جيوش منفصلة في الولايات المختلفة في عصور القوة للدولة العباسية كان الجيش يأخذ الأوامر من الخليفة وأصبحت تؤخذ من الولاة والسلاطين في عصور الضعف أُنفق على الجيش من الخزينة المباشرة للدولة خاض الجيش العديد من المعارك	وهو الرجل الثاني في الدولة، والمسؤول عن مساعدة الخليفة بإدارة شؤون الدولة والإشراف على تنفيذ قراراته/ وفيما بعد أصبح لقبه السُلطان	وكان أغلبهم من الفرس كالبرامكة وآل طاهر، وآل سهل، وآل وهب	وهو صاحب السلطتين الدينية والسياسيّة، أمّا أهله فهم من بني هاشم وأرفع الناس قدرًا بعد الخليفة ويسمّونهم الأشراف وأبناء الملوك، فيما كان نظام الحكم قائمًا على نهج الإسلام، وجُعل المرجع الأساسي في كل الأمور

الحياة الإجتماعية في العصر العباسي

يُقسم النسيج المجتمع في العصر العباسي لقسمين

 2 - طبقات العامة

1 - طبقات الخاصة

 المقربون من الخاصة

وهم أهل الفنون الجميلة، والمغنون، والعلماء، والفقهاء، والأدباء، والتجار، والصناع،.

الطبقة الثانية من العامة

وهم المزارعون من أهل القُرى، والعامة من سُكان المُدن، وهم المرتزقون والرعاع ويقسمون إلى عيارين، والشطار وغيرهم.

وتتكون من الخليفة، وأهله، ورجال دولته من الوزراء والقواد والكُتاب، وأرباب البيوتات من الأشراف من غير الهاشميين، بالإضافة إلى أتباع الخاصة؛ وهم الجند، والأعوان، والموالي، والخدم.

إلي التفاصيل

طبقات المجتمع في العصر العباسي

الطبقة العليا

تمثلت الطبقة العليا في خمس وهم

الخليفة وأهل الخليفة ورجال الدولة من الوزراء وأرباب البيوت والتوابع الخاصة له، فالخلفة كان صاحب السلطة السياسية في الدولة، وهو أكبر منصب فيها، كما أن كان يجب طاعته وخدمته، فكان الجميع يهابه ويحترم أوامره وينفذها، كما أن أهل الخليفة حظوا بنفس المكانة الكبيرة التي حظى بها الخليفة فهم من بنو هاشم وكانوا أكثر الناس قدراً وقيمة ويسموا بالأشراف وأبناء الملوك، وأهل الخليفة الوحيدون الذين إذا دخلوا على الخليفة جلسوا على الكراسي أما البقية فيجلسوا على البساط على الأرض

تمثلت طبقة رجال الدولة في

الوزراء والكتاب والقواد ومن جرى مجراهم من أرباب المناصب الكبرى، وكان أكثرهم من الموالي والفرس فأخذ هذه المناصب البرامكة وآل سهل وآل وهب وآل الفرات وآل الخصيب وطاهر وغيرهم، وكان يختلف نفوذ كل شخص منهم وفقاً لاختلاف الخلفاء وأدوار التمدن ومدى قربه للخليفة ومنصبة، حيث عرف الوزراء بأنهم من أكبر المناصب بعد الخليفة مباشرة.

المقصود بأهل البيوت هم

الأشراف من غير الهشمين فإذا كانوا من الهاشمين سموا أهل الخليفة أما غيرهم من الأشراف يسموا أهل البيوت وهم من يرجع نسبهم لآل قريش أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الخلفاء يراعوا جانبهم ويفرضوا لهم المال والعطايا والرواتب ويقدموهم في مجالسهم

أتباع الخاصة

الأتباع الخاصة هي الطبقة المقربة للخلفاء وتم إخراجهم من الطبقة العامة لقربهم من الخلفاء، وتعتبر طبقة مشتقة حيث إن البعض يدمجها من الطبقة العامة أحياناً، وهم الجند والأعوان والموالي والخدم، فكان لهم مكانة كبيرة لما يقدموه من حماية للبلاد وأعمال نافعة كما أنهم كانوا مقربين للطبقات العليا فهم أصحاب الفتوحات والانتصارات العظيمة، فكان الجند من الغلمان والرقيق الذين يلاحظ فيهم الشدة والقوة ويتربوا تربية عسكرية على الإخلاص للدولة والانتماء لها وبعدها يكون لهم مكانة عظيمة إذا أبلوا بلاء حسن في المعارك

الأعوان هم خاصة الرجل ورفاقة

فكان الخليفة وكبار رجال الدولة يصطحبوا الأعوان معهم في مجالسهم ويعيشوا أحياناً في منازلهم كما كان لهم رواتب يقتضوها، فكان من بينهم طائفة تسمى الجلسات وهم من يجالسوا الأمراء، وآخرين من الشعراء والندماء ومنهم من أهم أهل التعقل والثقة والمشورة والتي يختصهم الأمير بمجالسته بشكل دام، فكان يفاوضهم في شئونه ويسند لهم المهام.

الموالي

هم الحلفاء من غير العرب وهم من دخلوا الإسلام من اليهود والنصارى وكان لهم مكانة مرموقة في الدولة العباسية ولا يعتبروا من العبيد ولا من الطبقات الدنيا فهم من طبقة أتباع الخاصة.

طبقة العامة

ضمت طبقة العامة المهنيين من تجار وصناع وعلماء وفقهاء وأدباء والشعراء وأهل الغناء، حيث إن في العصر العباسي شهدت كافة الفنون والعلوم ازدهار كبير، فبالنسبة للشعر والموسيقى القى رواجاً كبير لأن مظاهر الترف بلغت أشدها وكانت مجالس اللهو تقام يومياً وعلى الرغم من ذلك ظهرت الطبقة الصوفية التي حاربت هذه المظاهر حرباً كبيرة وتصدت لها بكل قوة كونها تتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف.

طبقة العلماء والفقهاء

كانت أحد الفئات المقربة للخليفة فهم أصحاب الرأي والعلم وهم من يزوده بالأخبار والشورى ويقصوا عليه النوادر والأفكار وكان من أشهرهم في عهد الدولة العباسية أبي عبيدة والكسائي والفراء والأصمعي.

التجار

هم باعة السلع الثمينة كالمجوهرات والمصوغات والرياش الثمين وأفخم الملابس والآنية وباعة الرقيق، وكان أغلب مالهم من الخليفة وأهل دولته وسائر الخاصة فهم كانوا يتعاملوا مع أكبر رجال الدولة للحصول على المال الوفير، كما عملوا حينها التجار في الياقوت والألماس الذي أتوا به من الهند والعقيق والعاج الذي جلبوه من الحبشة والزيوت العطرية والأدهان من بيسابو والكتان من شيراز والأقمشة المنسوجة وغيرها.

الصناع

هم من تعلموا الصناعات وعملوا على توزيعها في البلاد وعملوا في التجارة أيضاً، حيث استوجب التطور الكبير والفتوحات والإندماج السفر لبلاد الغرب والشرق مما أدى لازدهار الصناعة، حيث حظيت صناعة السكر بالنصيب الأكبر وكان يوزع في العالم كله، كما أن الملابس المرصعة بأفخم الزينة كانت جزء من الصناعة الخاصة بالدولة العباسية وصناعة الخزف والنقش على الزجاج والأحجار كان مزدهر للغاية كنتاج طبيعي للغنى ومظاهر الترف لتزيين القصور والبيوت.

المزارعون وسكان المدن

هم أيضاً من طبقة العامة، ولكنهم من الطبقة الثانية التي تضم صغار التجار وصغار الصناع والمزارعين وسكان المدن، كما كان المزارعون في القرة أغلبهم من أهل الذمة من مصر والشام والعراق وأرمينيا واليونان والسريان، وكانت ثرواتهم محدودة ولا يتمتعوا بنفس الامتيازات التي يتمتع بها كبار التجار ولا كبار الصناع، ولكن كانوا من أصحاب المهن ولا يعتبروا من الفقراء.

العياربون والشطار

وهم الفئة الفقيرة في الطبقة العامة واعتبروا الطبقة المحرومة، وأطلق عليهم مجموعة من المسميات من بينهم اللصوص والرعاة والسفلة والشطار والزعار، وظهروا أثناء عصر الفتنة، وكانوا يعرفوا بأنهم لصوص ولهم كثيراً من النوادر والقصص المضحكة التي انتشرت في هذا العصر.

الرقيق والجواري هم

الأشخاص الذي يباعوا في الأسواق ويمكن الحصول عليه من الحرب كالأسرى أو التجارة من خلال شرائهم بالمال، وكان هناك عدد من الرقيق الذي سباه جيش المعتصم من معركة همورية كثير جداً، حيث كانوا يباعوا حينها بالخمس والعشر، وسمى هذا السوق الذي يبيع الرقيق باسم سوق النخاسة وكانوا يقوموا بالخدمة في البيوت.

مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي

الترف والتطور

عرف عصر العباسيين بالترف والتطور الكبير في الكثير من المجالات، فكان عصر تجارة وصناعة وترف، كما أن الحركة التعليمية بلغت أشدها والفتوحات أيضاً، مما جعل هناك اختلاط كبير بين العرب وغيرهم من الفرس والأتراك والبربر، وجعل هناك تبادل كبير في الثقافات واختلاط في الزواج والأعراق، وتبلورت أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي في:

الجواري والغلمان

عرف العصر العباسي بكثرة الجواري والغلمان، وكان هذا نتيجة لما وصل إليه أهل الدولة من ترف وغنى، فكان كل منزل من منازل كبار الدولة يحوي عشرات الجواري والكثير من الغلمان.

شرب الخمر والغناء

انتشرت مظاهر الترف المتمثلة في شرب الخمر والغناء ومجالس اللهو، وكان هذا هو بداية الانهيار في الدولة العباسية، فكان هم كبار رجال الدولة اللهو واللعب الذي أدى للسقوط.

الملابس

صنعت الملابس من الحرير ورصعت بالذهب كنتاج للغناء.

وضحت مظاهر الترف في صناعة أدوات المائدة التي صنعت من الفضة والذهب والمنازل التي رصعت بأفضل الزينة وبنيت على أفخم طراز

الزواج من غير العرب

من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر العباسي زواج العرب من الفرس والترك والبربر وغيرهم، حيث اختلط العرب بغيرهم ودخل الإسلام كثيراً من الدول كما أن كان هناك حروب نتج عنها وجود سبايا وجواري فكان لهم دور هام فيما بعد في الحياة الاجتماعية.

انتشرت العلوم وكثرت المدارس

وأصبح التعلم جزء أساسي من الحياة في العصر العباسي. تعربت كثيراً من الدول فمنها ما تعرب تعريب كلياً مثل مصر والشام وبعضها تعربت تعريب جزئي كالأندلس وبلاد فارس.

سدّ كافّة نفقات مجال النشاط الأمني والعسكري

بالإضافة إلى نفقات البناء والتعمير، حيث تمّ إنشاء مدينة بغداد في هذا العصر

أُقيمت الأسواق المختلفة

حيث أدى إلى زيادة البيع والشراء في الدولة، ممّا يعني زيادة تدفّق العائد المالي

الثورات ضد الحكم العباسي

بدأ العصر العباسي أصلا بثورة أزاحت الأمويون من الحكم. وأول ثورة كانت هي ثورة القائد الذي ينتمي للأسرة العباسية وهو أيضا عم السفاح والمنصور ألا وهو عبدالله بن علي وبعد القضاء على تلك الثورة تمبر وتغطرس القائد الذي بعبئه قامت الدولة العباسية وهو أبو مسلم الخراساني وبعد مقتله على يد الخلفاء العباسيين قام الفرس بعدة ثورات ضد الخلفاء العباسيون كما قاموا إباضية عمان بالأنفصال عن جسد الدولة وتكررت الثورات وأشهرها:

ثورة الرستميين الإباضيين بقيادة عبدالرحمن بن رستم بتونس

ثورات الأدارسة بالحجاز واليمن والمغرب وطبرستان

الثورة العبيدية الفاطمية وغيرها الكثير والكثير

المعالم الحضارية للدولة العباسية

ومع استقرار الدولة بدأت تظهر نتائج الحضارة الإسلامية في العلوم والمعارف والفنون.

آثار العباسيين في العمارة

مدينة بغداد التى بناها المنصور سنة 146 هـ

فيها نشاهد روائع العمارة الإسلامية في العصر العباسى الأول وخاصة قصر الأخيضر الذى يعد أجمل وأروع القصور العباسية ولا يضاهيه في الجمال سوى «قصر المعتصم» في سامراء وهى العاصمة الثانية للخلافة العباسية، وأما عن «عمارة المساجد» فنلاحظ التطور الذى حدث فيها في «المسجد الجامع» في «سامراء» والذى يتميز بتصميم فريد لم يظهر من قبل وخاصة في مئذنته الحلزونية الشهيرة، والزائر للمسجد يلاحظ تقنية الصوتيات المعمارية المتقدمة. وفى الآثار المعمارية للعباسيين نشاهد روائع الفن الإسلامى في ذلك العصر فنرى ونشاهد التصوير الجدارى في القصور العباسية بالإضافة إلى الزخارف الجصية من خلال فن على الحجر برسم تفريعات نباتية ذات أوراق كبيرة كما ظهر فن النحت على الخشب] في قطعة خشبية عثر عليها علماء الآثار في سامراء. وينسب إلى أوائل العصر العباسى مجموعة من الأوانى الخزفية التى ظهرت فيها ابتكارات المسلمين في «فن الخزف»

العلم والفكر

الجامعة المستنصرية ببغداد

من مفاخر العصر العباسى الأول أنه ظهر فيه حشد كبير من العلماء في مختلف العلوم والفنون والآداب، ويكفى هذا العصر فخراً أنه اجتمع فيه أئمة الفقه الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية المعروفة وعلى رأسهم الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان وفقيه «المدينة» الإمام مالك بن أنس والإمام الشافعى والإمام الممتحن أحمد بن حنبل وظهرت في الفقه الإسلامي مدرستان علميتان كبيرتان هما مدرسة أهل الرأى في العراق، وأهل الحديث في المدينة المنورة.

وحفل هذا العصر أيضًا بأئمة علوم القرآن وعلوم اللغة العربية

فظهر منهم سيبويه والخليل بن أحمد وأبو عمرو بن العلاء والإمام الفراء وظهرت في علوم اللغة أيضًا مدرستان علميتان هما: مدرسة «البصرة»، ومدرسة «الكوفة». وفى التاريخ ظهر أول تاريخ كامل للسيرة النبوية الشريفة في كتابى سيرة ابن هشام وكتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد. وأما عن تطور العلوم في العصر العباسى الأول، فقد انتقلت العلوم من مرحلة التلقين الشفوى إلى مرحلة التدوين والتوثيق في كتب وموسوعات، وظهرت أول مؤسسة علمية من نوعها وهى دار الحكمةالتى تأسست في عهد الرشيد ووصلت إلى أوج نشاطها العلمى في التصنيف والترجمة في عهد المأمون، ومن الجدير بالذكر أن المسلمين لم يكتفوا بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه وكانت «المجالس والندوات العلمية» منتدىً خصبًا للحوار بين العلماء. ومن الإنجازات العلمية المهمة في هذا العصر المرصد الفلكى الذى شيده الخليفة المأمون في بغداد،وكان أكبر المراصد الفلكية في هذا العصر، وقد عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين وقد تمكنوا -من خلاله- من تفسير ظاهرة الجاذبية ، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الارض وقد ساعدهم في هذا علماء الجغرافيا و الهندسة

ولن أنسى جهود العلماء المسلمين في العلوم الطبية وخاصة علم التخدير وطب العيون

أكبر المدن التي كان بها إشعاع حضاري

وقد كان للعديد والعديد من العواصم والمدن الكبرى إشعاع حضاري وعلمي ذو بريق، ومنها مكة والمدينة بالحجاز، والفسطاط والإسكندرية في مصر، وفاس والقيروان بالمغرب، وحلب ودمشق في الشام، ومدن ما وراء النهر كبخارى وطشقند وخوارزم وسمرقند، ونيسابور في خراسان، وأشبيلية وقرطبة في الأندلس، بالإضافة إلى بغداد عاصمة الخلافة.

منذ العام 800 م

بدأت عدة مناطق تعلن استقلالها عن الدولة العباسية و تحولت إلى إمارات أو ممالك تحكمها سلالات متعددة. بعد مقتل المتوكل (847-861) بدأت قوة الدولة تتراجع، حتى أنه في النهاية وقع الخلفاء العباسيين تحت سيطرة العديد من السلالات ذات الطابع العسكري، البويهيون (945-1055)، السلاجقة (1055-1194) و شاهات خوارزم (1192-1220)، و حصرت سلطة الخلفاء رمزياً في الجانب الديني فقط. إستطاع الخليفة الناصر (1180-1225) أن يعيد إلى الخلافة بعضاً من سلطتها وأن يستقل بها. آخر الخلفاء المستعصم (1242-1258) الذي رفض أن ينظم إلى معاهدة السلام التي عرضها عليه المغول ، فكان أن سقط ضحية للعاصفة المغولية. قامت بعد ذلك خلافة عباسية رمزية في القاهرة 1260-1517 تحت وصاية المماليك.

الحياة الاقتصادية في العصر العباسي

1- إنشاء نظام المصادرات

من قِبَل الخليفة المنصور وذلك لحصر الأموال والاستيلاء عليها؛ من أجل الحركات التي واجهتها الثورات وأعبائها.

2 - إعادة النظر في فرض الضرائب ومقدارها على الكور

3 - زيادة تدفّق الأموال في خزنة الدّولة

بسبب الازدهار الاقتصادي، ممّا أصبح العامل الرئيس لرفع المستوى المعيشي

4 - زيادة موارد الدّولة المالية

وتعددها كفرض الزّكاة، والجزية، والخراج، ودفع الرسوم على التجارة الخارجية، بالإضافة إلى أخماس المعدن

خصائص الحياة الدينية في العصر العباسي

1 - المحافظة على حقوق الناس

بإقرار العدل والإنصاف بينهم وذلك يعود على وجود القضاء في الدولة، ومن الجدير بالذّكر أنّ أوّل من فعل ذلك هو المنصور، حيث استقرّت المذاهب الفقهية حينها، وتوحّد القانون القضائي

2 - النهوض بالثقافة الفكرية المتعلقة بأمور الشريعة الإسلامية

حيث انتشرت العلوم النقلية؛ كالمتعلقة بالقرآن الكريم، والسنّة النبوية الشريفة، والبيان، واللغة، والبلاغة

3 - الاهتمام بالعلوم العقلية المتعلقة بالاجتهاد

فمن الجدير بالذّكر أنَّ في هذا العصر لاقت حلقات العلم اهتماماً كبيراً في دراسة علوم الشريعة الإسلامية، حيث تمّ ذلك في المساجد

4 - النضج الفكري الإسلامي أدّى إلى دخول العديد من الأديان الأخرى كاليهودية، والمسيحية، والمجوسية إلى الإسلام؛ ممّا أدى إلى زيادة رقعة الدولة الإسلامية في هذا العصر

5 - الاهتمام بعلماء الفقه الإسلامي

ومن هنا تكوَّنت المذاهب الأربعة وهي: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، بالإضافة إلى غيرها من المذاهب التي تُعدّ أقلّ شهرة انتشر الإسلام انتشاراً كبيراً في العصر العباسي؛ بسبب كثرة الحلقات العلمية التي كانت تُقام في المساجد وتُعنى بالعلم الشرعي، ممّا أدى إلى نشأة المذاهب الأربعة وتدوينها، وكانت نتيجة ذلك دخول العديد من الأديان الأخرى إلى الإسلام، ممّا أصبح العصر العباسي دولة إسلامية مستقلّة بعلمها وثقافتها في مختلف المجالات، ولا سيما في العلم الشرعي

خصائص الحياة الفنية في العصر العباسي

1 - تطوير القصائد الشعرية

من ناحية البحور والعذوبة؛ لتكون مناسبة للعصر العباسي، وإطلاق إيقاعٍ موسيقيٍّ يتناسب مع ما مرّ به من أحداث وتطوّر

2 - ظهور القوافي الشعرية

التي تزيد من جمال الشّعر وهيئته، فظهر حينها المزدوج والمسمط. التطوير البديعي؛ لحصول التوازن بين العناصر الشعرية القديمة والجديدة. الاهتمام بالفكرة الفلسفية التي رُبطت بالأدوات البديعية؛ كالجناس، والطّباق، والاستعارة وغيرها.

3 - استخدام القواعد الفلسفية

التي جعلت الطابع العقلي يغلب على الطابع العاطفي في الصّورة الشعرية، ممّا أصبح اللون العقلي لوحةً شعريةً فنيةً لم يتطرَّق إليه أحدٌ من قبل، حيث شهد العصر العباسي تطوراً عظيماً في مجال الصورة الفنيّة التي شهدها الأدب العربي ولا سيّما الشعر، ففي هذا العصر استُخدمت العديد من القواعد الفلسفية التي جعلت الشعر لوحةً فنيةً عقلانيةً لم تشهدها العصور من قبل.

أسباب انتهاء الدولة العباسية

استبيحت بغداد 40 يوميًا، وقُتل مليون من سكانها بعد قتل العلماء والأئمة والقادة والمُجاهدين والأعيان وكبار التجار، وقد قُتل الخليفة المُستعصم بالله رفسًا بالأقدام، وفي ما يأتي عدد من أسباب انتهاء الخلافة العباسية.

1 - سيطرة القادة والأتراك على الخلفاء

إذ دخل جُند التُرك إلى مراكز السُلطة العباسية، وأصبح الحكم بالسيف والتنفيذ بالسوط والخضوع سواء أكان الأمر حقًا أو باطلًا، وبقي الخليفة يتقلّد زمام الأمور صوريًا، ويوقع على التعليمات ويُصدر الأوامر حسب رأي القادة

2 - انغماس المجتمع بالترف

إذ بدأ المجتمع بالتمتع بالمستوى المادي الذي كان نتيجةً لعصر الفتوحات العباسي، وتمتعوا بنعيم الدُنيا من قصور وجواري وحدائق، كما ازدهرت صنعة الغناء ليصبح المغنون أشهر من العُلماء، وليتحولوا بذلك عن الفتوحات للدنيا ومتاعها

3 - ظهور الحركة الشعوبية

وهم قوم متعصبون ضد العرب ويُفضلون عليهم العجم، وظهرت دعوتهم بعد دخول الكثير من الفرس والترك والنبط في خدمة ودعم الدولة الإسلامية، لتنشأ العدوات بين العرب أصحاب الدولة وبين العجم

4 - ظهور الحركات الانفصالية

إذ ظهرت العديد من الدويلات في مشرق ومغرب الدولة الإسلامية، ومن هذه الدول الانفصالية الموجودة في الجهة الشرقية الدولة الطاخرية والدولة الصفارية والدولة السامانية، بالإضافة لظهور الدول المُستقلة في الجهة الغربية ومنها الدولة الطولونية والدولة الفاطمية ، كما ظهرت أيضًا دول في وسط الدولة الإسلامية ومنها الحمدانية.

دراسات ذات صلة

أسباب صعود الحضارات

1 - من العبودية إلى النمو الروحي

الحضارات العظيمة تتشكل في البوتقة.تم استعباد اليهود القدماء لمدة 400 عام في مصر.لقد ظهر الإيمان المسيحي والكنيسة بعد 300 عام من الاضطهاد.نشأت المسيحية الغربية من صراعات فوضوية إبان انهيار الإمبراطورية الرومانية وحركات القبائل "البربرية" الشرسة في كثير من الأحيان.تشكلت الثقافة الأمريكية من خلال القمع الذي نما في الحقبة الاستعمارية.الألم والظلم يسببان - وحتى القوة - النمو الروحي، والألم يجلب الحكمة ويتطلب انضباطًا روحيًا يبحث عن العدالة والحلول.

2 - المرحلة الثانية: من النمو الروحي إلى الشجاعة العظيمة

المرحلة الثالثة: من الشجاعة إلى الحرية

- من الحرية إلى الوفرةيبشر بمزيد من الازدهار، لأن الحضارة لا تزال تعمل بفضائل التضحية والعمل الجاد.ولكن بعد ذلك يأتي الخطر الأول: الوفرة.الأشياء الموجودة بوفرة كبيرة تميل إلى إرهاقنا وتأخذ حياة خاصة بها.وفي الوقت نفسه، فإن النضالات التي تولد الحكمة وتقوي روح الانضباط والأولويات الصحيحة تتحرك إلى الخلفية.قال يسوع أن حياة الإنسان لا تتكون من ممتلكاته، ولكن فقط حاول أن تقول ذلك للأشخاص في الثقافة الذين يبدأون في تجربة الوفرة.مثل هذه الثقافة تعيش على أبخرة التضحيات السابقة.وأصبح شعبها أقل رغبة في تقديم مثل هذه التضحيات، وتضاءلت أهمية الأمثال، وكثرة الثقل تثقل كاهل نفوس المواطنين.إن التضحيات والانضباط والفضائل المسؤولة عن ازدهار الحضارة أصبحت بعيدة كل البعد عن الضمير الجماعي؛ويصبح الاستمتاع بثمارها هو التركيز.

الشاهد مما سبق

1 - أولاً: الدراسة: لو لاحظت أن صعود الحضارات كله عمل واجتهاد ومصابرة ، كما وأنهم يقولون : نجتهد كما اجتهد آباؤنا ، هناك مثل إنجليزي يقول : الجيل الثالث يولد جنتلمان ، العباسيون جاءوا بعد حضارة عظيمة تلاشت بسبب أخطاء أصحابها ، فبدءوا في البناء من الصفر للمرة الثانية ، وهم يعتبرون جيل ثالث بعد جيل الصحابة وجيل الأمويين ، ربما لهذا السبب هم أصحاب حضارة دامت ما يقارب 5 قرون .

2 - تبدأ الحضارات عظيمة وتنتهي بصراعات وتفوق جنس بشري علي آخر ، يقول تعالي ( ونذيق بعضكم بأس بعض ) هكذا علمتنا الحياة ، أنك طالما تتحرك وللأمام فأنت في أمان ، أما الدعة والترف مولد للتقاعس عن العمل وربما وصلت للعبودية ، إما عبودية قسرية ( الرقيق ) أو عبودية للأشياء المادية التي استعبدتك وتجري وتجري في الحياة من أجل الحصول علي المزيد منها وكأنك ترس في ماكينة ، إذا توقف عن العمل لا مزيد من الإنتاج ومن السهل الإستغناء عنك .

3 - هذا مجمل الحضارات الغربية ( الترس الذي يعمل في ماكينة ) ترس اقتصادي وآخر اجتماعي وآخر سياسي إلا أن التروس كلها مترابطة في كوكبة تسمي المادية ، أما الحضارات الإسلامية فأساسها روحانية وعبودية لله وحده لا للماديات ، فإذا وصلت لهذه الدرجة ملكت الدنيا والآخرة وتكون من الممكنين في الأرض ، أما الأخري ، الإهتمام بالماديات فقط فأنت تستعبد لها وسرعان ما تزول من يدك إذا ظهر الأقوي منك ، الأغني منك ، الأكثر جيشاً وعتاد وعدة .

4 - اليوم: بعض المليارديرات يقولون: من يملك أجزاء الكترونية معينة ملك العالم ، فالعالم تغير من الحروب المادية ( بيولوجية - كيميائية ...الخ ) إلي حروب سيبرنانية أو الكترونية أو غير ذلك ، قل لي ماذا تملك من هذه الحضارة أيها المسلم أقل لك موقعك علي خريطة العالم ، وإلا فارجع لأصل حضارتك ( الحضارة الروحانية الممزوجة بالحضارة العمرانية )

5 - هناك مثل شائع يقول لك أن الحياة 3 عوالم

العالم الأول: عالم الأشياء

محمول - سيارة - ديب فريزر ...الخ من يملك أكثر هو المحظي عند الناس

العالم الثاني : عالم الأشخاص

من له علاقة بالوزير الفلاني أو أبيه رئيس أو أو وهنا تتحدد مكانتك في مجتمع الناس علي قدر من أنت بالقرب منه ، أو أنت في نفسك شخص عظيم

العالم الثالث: عالم المباديء العليا

ما تملك من مباديء تستطيع تطبيقها ، تتحدد معالم شخصيتك في المجتمع الذي تعيش فيه

ولل 3 عوالم قصص من التاريخ ليس مكانها هنا الآن، الأهم: أين نحن الآن؟ نعيش في عالم الأشياء ( من يملك أكثر هو ...) أم عالم الأشخاص أم عالم المباديء، وبعد أن تحدد تذكر أن الحضارات ترتفع فوق كل العوالم إلا عالم المباديء المُطبقة علي أرض الواقع ، مبدأ هو هو : أي أن الشخص كما هو في غناه في فقره ، في مرضه في صحته ، لا يتغير أو يتبدل بل تظل مبادئه فوق الأحداث المتغيرة بتغير الدنيا.