top of page

النظام الإقتصادي في العصر العباسي

العوامل التي أدت إلى النمو الاقتصادي في العصر العباسي
أ - الزيادات التي حصلت في النقدية

القيام بعمليات التطوير والتفصيل من خلال العرض والدوران وذلك من القيام بإنشاء نظام ضريبي خاص بالمؤسسات المالية

ب - إنشاء مؤسسات خاصة بالقانون

وذلك من أجل دعم حقوق الملكية والنمو الذي نتج من الزيادة السكانية

ج - القيام باستيراد العبيد
د - زيادة العمليات المتعلقة بالتصنيع

الأمر الذي أدى إلى القيام بتقسيم العمل

هـ - زيادة التجارة والأسواق والأساليب المستخدمة

كالتجارة الإسلامية والتي كانت تتمثل في التجارة الإقليمية والدولية وحركة البضائع التي تتم بين المسلمين وغيرهم إلى ومن الأراضي التي كانت تخضع للحكم الإسلامي في العصر العباسي وذلك من خلال القيام باستخدام الطرق البرية والبحرية


الأعمال التي قام بها العباسيون لتحسين الاقتصاد
1 - مراقبة الأحداث بصورة قريبة

التي تحصل في كل من بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين

2 - التأثير في الإمبراطورية وذلك بشكل دولي

من خلال التأكيد على عضوية المؤمنين داخل الدولة بدون الأخذ بالجنسية العربية، وكان ذلك بسبب الدعم الذي تم تقديمه من المتحولين الفرس

3 - أخذ العديد من الأمور كتقاليد الحكم الفارسية أو ما يطلق عليها بـ"السانيسية
4 - دعم كل العديد من الأعمال كالتجارة والصناعة

بالإضافة إلى الفنون والعلوم وخاصة في عهد كل من المنصور وهارون الرشيد والمأمون حيث ازدهرت الخلافة في الفترة 750-833

5 - قام العباسيون بتأسيس مدينة بغداد

وذلك في عام 762م، حيث أصبحت مكاناً رئيسياً للتعلم وفيما يلي بعض الأسباب التي أدت إلى ذلك، وجود مدينة بغداد في موقع مركزي يتوسط كل من أوروبا وآسيا حيث كانت هذه المنطقة مكاناً بالغ الأهمية للتجارة والقيام بتبادل الأفكار

6 - قيام العلماء في بغداد بترجمة جميع النصوص اليونانية

حيث قام العلماء بعد ذلك بالعديد من الاكتشافات العلمية لذا أطلق على الفترة من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر بالعصر الذهبي للإسلام

إذ تعرضت الإقطاعيات للغزو والتخريب

سواءً من دول مجاورة أو من قطاع الطرق. وقد حاولت الدولة خلال عهد القوة السيطرة على الوضع من خلال توجيهات موسى الهادي وهارون الرشيد، وخلال فترات انعدام الأمن أخذ سكان القرى بالنزوح نحو المدن ما أثر على الإستقرار الاقتصادي.

الزراعة في العصر العباسي

إن النظام الاقتصادي في الدولة العباسية، هو كأي نظام قبل الثورة الصناعية فهو نظام إقطاعي وقوامه الزراعة. وقد كانت الأراضي الخصبة مقسمة إلى أربع قطاعات: أراضي الدولة التي تعود أرباحها مباشرة للخليفة أو السلطان أو كبار قادة الجيش، وأراضي الأوقاف التي كانت تشكل ممولاً أساسيًا للمساجد والمدارس الفقهية، وأراضي الإقطاعيات الخاصة حيث تكون مملوكة لمتنفذي المدن ووجهائها، مع وجود نوع رابع قليل الانتشار تمثّل في الملكية الخاصة للأفراد. كان الفلاحون يعملون كعبيد أو أقنان لدى ملاك الأراضي ويستقرون في قرى صغيرة تبنى بالقرب منها، ويقتاتون من حصتهم من غلال الأرض، وإذا ما احتاجوا شيئًا كانوا يشترونه من الباعة المتجولين أو أسواق المدن القريبة، فالحياة القروية كانت مستقرة ومزدهرة وكان يعيقها انعدام الأمن خصوصًا خلال عهود ضعف الدولة

كانت الحنطة والشعير والتمر والأرز، أهم الحاصلات الزراعية في البلاد، وهناك حاصلات الزراعية في البلاد وهناك حاصلات أخرى، من الحبوب والفواكه ولكن أهميتها ثانوية بين المنتوجات الأخرى. توجد أنواع مختلفة من الحبوب في العراق وقسمت الى مجموعات، الأولى السمسم والكمون والشونيز والخردل والكراوية وبذر الرطبة. أما الثانية فكانت الحنطة وفيها الحمص واللوبيا والعدس وبذر الكتان والحلبة والقرطم وحبة الخضرا والزبيب والسماق واللوز بقشره والبندق. أما المجموعة الثالثة فأولها الشعير، ويأتي الأرز بقشره والجاورس والذرة والهرطمان والباقلا. أما المجموعة الرابعة تتكون من نصف كر حنطة ونصف كر شعير، وكذلك زراعة أشجار الجوز والنخيل والفستق والشهبلوط والخوخ المقدد. إذا من كل ما سبق نكتشف أن الزراعة كان لها دور الرئيسي في الاقتصاد العباسي.

الصناعة في العصر العباسي

أما الصناعة، فكانت بجزء منها تعتمد على الزراعة، كصناعة السكر المستخرج من قصب السكر في مصروالأحواز، أو صناعة المواد الغذائية من مشتقات الحليب وتسويقها في المدن، أما الصناعات غير المعتمدة على الزراعة، فكان هناك الصناعات الحربية كالسيوف أو نسج الحرير والصوف والكتان وأنواع الأقمشة الأخرى وازدهرت بنوع خاص حياكة السجاد في إيران وبلاد الشام وصناعة الزجاج وزخرفته وإنتاجه بأشكال فنية، وصناعة الورق التي انتقلت من الصين إلى بغداد عن طريق سمرقند على يد يحيى البرمكي وفي خلافة هارون الرشيد، والفخاريات والنحاسيات المختلفة، فضلاً عن صناعة السفن.

وكان في المدن الصغرى السوق مختلطًا لجميع أنواع السلع

أما في المدن الكبرى فكان هناك عدة أسواق: كسوق الوراقين وسوق النجارين وسوق الخضار وسواها، ويشرف على كل سوق مجموعة من العمال يشرفون على نظافة السوق، والتأكد من عدم غش التجار بالموازين ويشرفون على الآداب العامة، مع تخصيص أماكن لبيع الخمور وغيرها من منكرات الشريعة الإسلامية كما نظم عمال الصناعة أنفسهم فيما دعي الطوائف الصناعية وهي أشبه بالنقابات في عصرنا الحالي، ومهامها الحفاظ على حقوق العاملين في المهنة، وتشرف على تعليم الراغبين بامتهانها أصول المهنة. ومع تراجع وضع الدولة الاقتصادي ازداد الفقر والحرمان ولم تستطع المراكزالمخصصة لرعاية الفقراء من أداء واجباتها كما كانت في السابق، وتشير الأدبيات العباسية بعد القرن التاسع إلى انتشار الفساد والرشوة حتى في سلك القضاء

التجارة في العصر العباسي

تلعب دوراً هاما جداً في نمو الإمبراطورية والسكان، حيث كانت تبيع أسواق العاصمة بغداد العديد من البضائع من مختلف الدول كالصين، وأوروبا، وأفريقيا، روسيا، ومن الأمور التي كانت تميزها أن المدينة تم تشييدها بحيث يكون لكل شارع حرفة معينة أي سوق خاص بهذه الحرفة الأمر الذي يؤدي إلى تفاعل المشتري والبائع، وكانت تحتل العاصمة بغداد المراكز الأولى لغربي الصين لإنتاجها الورق وبيعه، بالإضافة إلى أنها كانت منبع كل من المؤسسات الحديثة والمالية والخدمات المقدمة كالبنوك، والشيكات والأسواق التي كانت تقوم بصرف العملات

العملة الرسمية في الدولة العباسية

كانت العملة الرسمية في الدولة العباسية الدينار، وهو مطبوع من معدني الذهب والفضة، وكان ولاة الأمر يعمدون إلى خلطه بالقليل من النحاس أو البرونز بهدف طباعة كميات أكبر من النقد، ونظام الضرائب مما أسس وفق الشريعة الإسلامية من خراج وعشور وزكاة، وفي بعض الأحيان كان السلاطين أو الخلفاء يفرضون ضرائب استثنائية لم تنص عليها الشريعة، ما تسبب باعتراض الفقهاء ومنها المكوس، وعمومًا فإن الضرائب الإسلامية كانت في الغالب تجبى سنويًا أما المكوس فتجبى شهريًا. أما إنفاق أموال الدولة فكان وفق رؤية السلاطين أو الخلفاء، فعلى الرغم من أن الشريعة قد نظمت طرق الجباية غير أنها لم تنظم طرق الإنفاق، ما ساهم بارتباط طرق الإنفاق بشخصية الحاكم وحاشيته، إذا كان مصلحًا ملتزمًا أنفق المال في خدمة الدولة وتحسين مرافقها أو أهمل الأمر كليًا أو جزئيًا، وقد نقل عن نفقات قصور الخلافة بأنها كانت تشكل ثلث واردات الدولة في بعض العهود.


الجانب الإقتصادي له محوران اساسيان هما

1 - البذخ والترف

الذي اتبعه الخلفاء في الانفاق على بناء القصور وإقامة المتنزهات والانفاق في رحلاتهم الامر الذي ادى بالعلماء الى انتقادهم

كان من مظاهر البذخ

ذلك الاسراف والتصرف الظالم بأموال المسلمين ما أنفقه المأمون من الاموال الطائلة المذهلة في زواجه بالسيدة بوران فقد أمهرها الف الف دينار وشرط عليه ابوها الحسن بن سهل ان يبني بها في قريته الواقعة بفم الصلح، ولما اراد الزواج سافر الى فم الصلح ونثر على المعسكر الذي كان معه الف الف دينار، وكان معه في سفره ثلاثون الفاً من الغلمان الصغار والخدم الصغار والكبار وسبعة الاف جارية وفي ساعة الزفاف اجلست بوران على حصير منسوج من الذهب ، وقد أنفق الحسن والمأمون هذه الاموال الطائلة على هذا الزواج من بيت مال المسلمين.

ووهب ملوك بني العباس اموال المسلمين بسخاء الى المغنين والمغنيات والخدم

فقد غنى ابراهيم بن المهدي العباسي لمحمد الامين صوتاً فأعطاه ثلاثمئة الف الف درهم فاستكثرها ابراهيم وقال له: (يا سيدي لو أمرت بعشرين الف الف درهم فقال له الخليفة هل هي الاّ خراج بعض الكور: " ما دار على الرأس من العمامة" )

وتفنن الخلفاء العباسيون في بناء قصورهم

فأشادوا اضخم القصور التي لم يشيد مثلها في البلاد وقد بنوا في بغداد قصر الخلد وكان من اعظم الابنية الايوان الذي بناه الامين وقد وصفه المؤرخون بانه جعله كالبيضة بياضاً ثم ذهب بالإبريز المخالف بينه باللازود وكان ذا ابواب عصام ومصاريع غلاظ تتلألأ فيه مسامير الذهب التي قمعت رؤوسها بالجوهر النفيس وقد فرش بفرش كانه صبغ بالدم وقد نقش بتصاوير من الذهب وتماثيل العصيان ونضد فيه العنبر الاشهب ، وبلغ البذخ والترف في ذلك العصر أن كثيراً من ابواب الدور في بغداد كانت من الذهب ، في حين ان افراد عامة الناس كانت تشكو الجوع والحرمان ، ولقد وسع المتوكل في معالم العمران فيما أنشأه من قصور ومبان خلد التاريخ ذكرها

بذخ الخليفة المتوكل

حيث كان المتوكل من أرباب الذوق والأنس لا يقعده عما يشتهيه مال وقد انصرف انصرافاً عجيبا الى بناء قصور فخمة في سامراء كثر عددها حتى بلغت تسعة عشر قصراً انفق في سبيلها اموالاً طائلة ، وبلغ التفنن في بنائها مبلغاً عظيماً فانّ أمْهر العمال والصناع تناولوا تلك القصور بالبناء والتجميل والتزويق واهم تلك القصور : البديع – البرج – البركة – بركوارا – والهو – والجامع والجعفري والجوسق والسندان والشاة والصبيح والعروس والغريب والقصر وقصر المتوكلية والقلاية واللؤلؤ والمختار والمليح وقد انفق على هذه القصور مئتي الف الف دينار

ومما يدل على بذخ المتوكل

يقال انه شرب يوماً في بركوار فقال لندمائه: (أرأيتم ان لم يكن ايام الورد لا نعمل نحن شاذكلاه (يوم الفرح) ؟ قالوا : يا امير المؤمنين لا يكون الشاذكلاه الا بالورد فقال : بلى ادعوا لي عبيد الله بن يحيى فحضر فقال : تقدم بان تضرب لي دراهم في كل درهم حبتان قال : كم المقدار يا امير المؤمنين ؟ قال : خمسة الاف الف درهم …. ولبس الخدم الكسوة التي اعدها وأمر بنشر الدراهم كما ينثر الورد فنثرت اولاً فكانت الريح تحمل الدراهم فتقف بين السماء والارض كما يقف الورد فكان من احسن ايام المتوكل واظرفه)

فضلاً عن ذلك ان قصور العباسيين حفلت بأفخم انواع الاثاث وأفخرها

اذ يذكر ان السيدة زبيدة اصطنعت بساطاً من الديباج جمع صور كل حيوان من جميع الاجناس وصورة كل طائر من الذهب

يتبين لنا مما سبق ان هذه الاوضاع كانت مدعاة للعلماء والزاهدين

والذين يسيرون حسب كتاب الله وسنة نبيه ان يلاحظوا مظاهر البذخ هذه والترف الذي تعيشه هذه الطبقة من الناس وملاحظة ما كان يعاني منه الفقراء وعامة الناس لعدم امتلاكهم ما يقوّم حياتهم ، وكثيراً ما كانوا يثوروا على هذه الطبقة المترفة ويقومون باعمال اللصوصية والنهب لإشباع حاجاتهم فكان دور هؤلاء الوعاظ واضحاً لتنبيه هذه الطبقة بترفهم وملذاتهم وبانهم محاسبون على كل شيء امام الله ومحاسبون عن معاملتهم لهذه الرعية ، وقد كانت تقاليد الخلفاء العباسيين الاوائل في الاهتمام ببناء القصور مأخوذة من الفرس واتخذوا الخدم والغلمان، وحذا حذوهم اكثر الخلفاء العباسيين من بعدهم وتبعهم في ذلك القواد والامراء والوزراء ورجالات الدولة وتجنب بعض الخلفاء البذخ والاسراف كالمهتدي الذي حرم الغناء والشراب وجميع وسائل التسلية واللهو وبنى قبة ذات اربعة ابواب سماها قبة المظالم كان يجلس فيها للعامة والخاصة

البذخ في الملابس

فقد اخذوا عن الفرس انواعاً مختلفة منها وتفننوا في حياكتها وتطريزها وتزيينها بالذهب والجواهر وكان للملابس اصول وقواعد من حيث نوعها والوانها واوقات لبسها ومن بين الالبسة التي اتخذها الخلفاء عن الفرس القلانس فوضعوا العمائم فوقها وزينوها بجوهرة غالية، فقد أمر المنصور بلبسها سنة (123هـ / 740م) تشبهاً بالفرس وابطلها الرشيد ثم اعادها المعتصم وسميت بالمعتصميات وصغرت في عهد المستعين، وكان الخلفاء وحدهم دون سائر افراد المجتمع يلبسون الخفاف الحمر في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة ، وللخلفاء لباس خاص بالمواكب والاحتفالات يشتمل على العمامة السوداء او الرصافية وبردة الرسول (صلى الله عليه وآله)

البذخ في حفلات الختان لأولادهم
وقد شمل البذخ حتى مواكب الحج

يبدأ الاستعداد للحج بإعلان الخليفة عن نيته في اداء فريضة الحج ، على ان يبدأ السفر في وقت يجري تحديده حيث يصدر الخليفة اوامره الى الوزير الذي يقوم من جانبه بإصدار الاوامر التحريرية او الشفوية الى الجهات ذات العلاقة كافة ليتخذ كل منها الاستعدادات اللازمة لهذه الرحلة وقيام صاحب الخزانة بأعداد ما يحتاجه موكب الخليفة من مستلزمات مادية تبدأ بالملابس وتنتهي بالمضارب التي تنصب للخليفة احياناً في الطريق وقيام المسؤول عن مطبخ الخليفة باتخاذ استعداداته فضلاً عن قيام القادة العسكريين بأعداد القوة العسكرية اللازمة لحماية موكب الخليفة وربما يقوم الحاجب باختيار او تنفيذ توجيهات الخليفة بشأن من سيرافقه في موكبه

كان للفقهاء مكانهم المميز في هذا الموكب

فقد كان الرشيد يصطحب معه مئة من الفقهاء مع اولادهم وكان في السنة التي لا يحج فيها يتحمل نفقات حج ثلاثمئة من الفقهاء بالنفقة السابقة والكسوة الظاهرة ، ولا بد من اصطحاب الخليفة عدداً من الادباء والشعراء في سفره الطويل هذا فقد صحب بشار بن برد المنصور في حجه، وحج الشاعر ابو العتاهية مع الرشيد ثم يأتي فريق الاطباء الذين يسهرون على صحة الخليفة وطعامه ولا بد ان يكون هؤلاء دائمي الاستعداد لاتخاذ ما يلزم فعند مرض المهدي في حجه اجتمع الاطباء للكشف عن سبب مرضه ثم اجروا له الحجامة، ولا بد للموكب ان يضم عدداً من الجواري والخدم لتلبية حاجات الخليفة وموكبه الضخم ، فضلاً عن فرقة الجند وقادتها التي تكفل توفير الامن والحماية للموكب تجاه أي خطر يداهمه .

كان الامام سفيان الثوري من اكثر الفقهاء وعظاً وبشدة

للخلفاء الذين عاصرهم فالخليفة المهدي اثناء حجه طلب سفيان الثوري فلما دخل عليه بادره بالقول في بعده عنه وعدم تقديمه المشورة والنصيحة ليأخذ بالذي يوصي به ويترك الذي ينهي عنه وسأله سفيان الثوري : كم انفق في سفره حتى وصل مكة فقال له المهدي لا اعرف لدي امناء ووكلاء فقال له سفيان الثوري : فما عذرك غداً اذا وقفت امام الله فسألك عن ذلك ، فعمر بن الخطاب لما حج سال غلامه كم انفقت قال له : ثمانية عشر ديناراً فأجابه ويحك اجحفنا بيت مال المسلمين.

وعندما حج الرشيد الى مكة

لأجل يمين حلفها فرش له من العراق الى الحجاز اللبود المرعزي وكان حلف ان يحج ماشياً راجلاً فاستند يوماً وقد تعب الى ميل فاذا بسعدون المجنون قد عارضه وهو يقول :

هب الدنيا تواتيكا

أليس الموت يأتيكا

فما تصنع بالدنيا

وظل الميل يكفيكا

الا يا طالب الدنيا

دع الدنيا لشانيكا

كما اضحك الدّهر

كذاك الدّهر يبكيكا

لقد ادى هذا البذخ والترف الذي نعم به الخلفاء الى

حدوث فوارق طبقية في المجتمع العراقي فغالبية السكان هم من الطبقة العامة التي تضم الصناع والفلاحين وعدداً كبيراً من العلماء والادباء وكان مستوى معيشة هذه الطبقة متبايناً ، هذا التفاوت الطبقي في المعيشة بين حياة الترف لدى الخلفاء واتباعهم وبين طبقة العامة ادى الى نتائج وآثار في المجتمع العراقي منها قيام الثورات ضد الحكام للمطالبة بزيادة اجورهم وتوفير وسائل المعيشة لهم

وقد كان لحياة الترف التي تنعم بها الخلفاء تاثير سيء في الدولة

إذ عمد عدد منهم الى مصادرة اموال وزرائهم وكبار رجال دولتهم كالحجاب والعمال والقواد رغبة في ابتزاز الاموال فالخليفة الواثق اكثر من مصادرة موظفيه حتى اصبحت المصادرات سنة سيئة لمن خلفه ومصدراً يعول عليه في اوقات الحاجة ، كما عمّد الخليفة المتوكل الى المصادرات وذلك لحاجته الى الاموال في بناء قصوره ولحياته الخاصة المترفة فقد صادر اموال شخصيات كثيرة منهم اسحاق بن ابراهيم بن مصعب ، وكذلك صادر اموال اخيه

وقد قام الخلفاء بالعديد من الرحلات الترفيهية والنزهات

فضلاً عن رحلاتهم العسكرية والدينية والسياسية وليس هناك خليفة الا وخرج للتنزه في اطراف العاصمة وضواحيها وبساتينها او في اثناء الاسفار السياسية والعسكرية التي قام بها ، ففي سنة (158هـ / 774م) خرج المنصور مودعاً ابنه المهدي وفي طريق العودة عرج على احد الضياع للتنزه منها منطقة جراجرايا قرب بغداد فسقط عن دابته وشج ما بين حاجبيه.

وكان المهدي يتنزه في بساتينه في الرصافة

وقد استقبل هناك مرة بشار بن برد فنهاه عن قول الغزل لغيرته الشديدة

وكان الرشيد يكثر من التنزه بصحبة كبار رجال الدولة

او افراد الاسرة العباسية وكان يكثر التنزه في دجلة ويعجبه غناء الملاحين اما المأمون فغلب عليه التنزه في منطقة الشماسية

2 - ضعف الاهتمام بالمشاريع العامة
في معالجة اوضاع الفقر التي عانى منها ابناء العامة

اما الخدمات العامة التي قدمتها الدولة لسكان بغداد فقد توزعت على محاور اساسية تمثلت بأقامة الجسور والقناطر وتوفير مياه الشرب ثم اقامة المنشآت الصحية فيذكر الخطيب البغدادي الجسور التي عقدها المنصور ببغداد فذكر انه في عام (157هـ / 773م) عقد الجسر عند باب الشعير ، وأضاف ايضاً كان المنصور قد امر بعقد ثلاثة جسور احدها للنساء ثم عقد لنفسه وحشمه جسرين بباب البستان.

وعندما تولي المهدي الخلافة

انشأ هو الاخر جسرين على دجلة ثم عقد الرشيد جسرين آخرين وبقيت هذه الجسور تؤدي خدماتها حتى اواخر القرن الثاني للهجرة حيث تعطل معظمها بسبب الصراع المحتدم بين الامين والمأمون فلم يبق منها سوى ثلاثة فقط ثم تعطل آخر في خلافة المأمون ولم يبقى ببغداد سوى جسر واحد بباب الطاق تأكيد على نقص الخدمات بسبب تدهور الاوضاع

3 - الخدمات الصحية

فقد تنوعت منذ وقت مبكر وان كان حجمها محدوداً نسبياً فقد كانت هناك مستشفيات تخصصية واخرى عامة واقدم اشارة بهذا الشأن ترجع الى خلافة المهدي (158هـ – 168هـ / 774م – 784م) الذي بنى دوراً للمرضى واخرى للنفقة على المجذوبين والعميان

ويرقى الى عصر الرشيد (170هـ – 194هـ / 786-809م)

اقدم اشارة الى دار المجانين حيث اوفد تمامة بن اشرس الى هذه الدار لإصلاح احوالها واحوال نازليها ، كما انشأ الرشيد مستشفى الامراض العامة في بغداد

وكان من بين اعمال الرعاية الصحية ايضاً

ما كان يقوم به ديوان الصدقات من توزيع للأموال بصورة مستمرة على المصابين باشكال من العوق والزمانة مثل العميان وان كانت اعمال هذا الديوان تخضع احياناً لطبيعة سلوك القائمين عليها، كما ان التخصيصات المالية الحكومية اللازمة للمصالح العامة كانت محدودة وضئيلة

ويرى عدد من الباحثين ان الدولة العباسية في هذه الفترة

لم تكن دولة خدمات لتضع نصب عينيها الاهتمام الجدي بها، فالخدمات الصحية بشكلها الواسع ظهرت متأخرة نسبياً معتمدة على جهود الافراد بصورة رئيسة، كما ان جانباً من مشاريع مياه الاحواض قامت بجهود الافراد هي الاخرى انطلاقاً من فكرة الصدقة الجارية

حصول الخلفاء علي الأموال عن طريق

جبي الضرائب، والغارات العسكرية التي كانت تشن على الأراضي البيزنطية خصوصاً

من أسباب الانهيار الاقتصادي

تكلفة الحروب المتواصلة سواءً بين السلاجقة أنفسهم أو مع الصليبيين، وسوى ذلك فقد ضرب القحط والجفاف العراق وبلاد الشام فترة طويلة وزلزلت المنطقة عدة مرات بهزات أرضية، ومحصلة القول فإن ضعف الدولة العباسية كان في أحد شقوقه اقتصاديًا.

الروابط
3 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Комментарии

Оценка: 0 из 5 звезд.
Еще нет оценок

Добавить рейтинг
bottom of page