top of page

طارق بن زياد ( فاتح شطر الأندلس)

الإسم

طارق بن زياد الصّائِدِيُّ

نشأته

وكان في جملة قبائل البربر قبيلة الصدف ومنها طارق بن زياد؛ ولذلك قيل له الصدفي، وقد نشأ طارق في الجبال وعاش عيشة البدو وتديَّن بالوثنية مثل سائر أهله ورفاقه، نشأ طارق بن زياد في بيئة تربى فيها على الدين، والثقافة الإسلامية المحافظة، وتشرب ثقافتها وعلومها، وتعلم سور القرآن وتلاوته والأحاديث النبوية، وحفظ الكثير منهما منذ طفولته، وتعلم منذ الصغر القراءة والكتابة باللغة العربية، وتحدث فيها مع احتفاظه بلغته وثقافته الأمازيغية الأم.

المشهور عنه

هو قائد مسلم فتح إسبانيا

مولى الأمير موسى بن نصير أمير أفريقيا من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك

قاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة أيبيريا

يعتبر طارق بن زياد من أشهر القادة العسكرين في التاريخ

يحمل جبل طارق جنوب إسبانيا أسمه حتى يومنا هذا و قد توفي في سنة 720م

وقد شبَّ قوي البنية شديد البطش شجاعًا،

وكان منذ نعومة أظفاره مشهورًا بين رفاقه بالفروسية والقوة

فاتح شطر الأندلس

قوة شخصية طارق بن زياد

حتى أن نسبه صار مثارا للجدل والخلافات بين الشعوب الإسلامية، وكل يدعي أن ابن زياد من أصل قريب منه وينتمي له، فمنهم من قال إنه أمازيغي وآخر قال إنه عربي، وغيره قال إنه فارسي، ووصل حد الاختلاف بأنه جزائري أو مغربي، خاصة بعد صدور المسلسل التاريخي "طارق بن زياد

قالوا عن نسبه
ابن عذاري المراكشي

صاحب كتاب "البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب" نسب طارق بن زياد، ويقول "وقد اختلف في نسبه، فالأكثرون على أنه بربري من نفزة، وأنه مولى لموسى بن نصير من سبي البربر، وقال آخرون إنه فارسي، هو طارق بن زياد بن عبد الله بن رفهو بن ورفجوم بن ينزغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو"

ابن خلدون

نسب طارق بن زياد بالتفصيل، ولكنه في معرض حديثه عن ظروف فتح الأندلس نسب طارق بن زياد إلى بني ليث، وبنو ليث هم إحدى القبائل العربية المعروفة من فروع قبيلة كنانة

المؤرخ ابن خلكان

صاحب كتاب "وفيات الأعيان" الذي أرجع نسب طارق بن زياد إلى قبيلة الصدف الحضرمية اليمنية (ابن خلكان

ويذكر حسين شعيب

في كتابه "طارق بن زياد فاتح الأندلس" أن طارق بن زياد هو طارق بن زياد البربري، ينتمي إلى قبيلة "الصدف"، وكانت مضارب خيام هذه القبيلة في جبال المغرب العالية، وهي قبيلة شديدة البطش وكثيرة الغزو وكانت ديانتها الوثنية، وقال "اختلف المؤرخون في نسبته وشهرته، فذكر بعضهم أنه بربري الأصل ينتمي إلى نفزاوة من بربر أفريقيا، وهي البلاد التي يطلق عليها اسم "تونس" الآن، وفي رواية أخرى أنه بربري ينتمي إلى قبيلة "زناتة"

الواقدي (747-823م)

وقد ذكره ب “عامل موسى بن نصير“، وموسى بن نصير لم يكن ليعين عامله من غير العرب والمعروف أن قاعدة بني أمية عدم ولاية العجم على المسلميين، والواقدي كان بينه وبين طارق بن زياد 27 سنة فقط مما يجعله معاصر الحقبة المعنية

ويرى البعض أنه من موالي الفرس

من مدينة همذان، ولكن مما لا شك فيه ولم يختلف عليه المؤرخون أنه كان مولى لموسى بن نصير، وكان موسى يثق به كثيرا وعينه واليا على مدينة طنجة، وبعدها استدعاه وأوكل إليه فتح إسبانيا لكونه توسم فيه صدق العزيمة والشجاعة والأقدام، وبما أنه يرجح أنه يكون من بربر أفريقيا، فقد كان معظم جنده من البربر، لأنه يستطيع أن يؤثر عليهم ويأخذ بأيديهم إلى النصر

وقيل قد كان طارق من البربر وعامة جنوده كذلك

فيهم شجاعة وإقدام، فقد تربوا في أحضان الإسلام وعلى تعاليم القرآن الكريم، وأصبحوا أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم الأبطال، وقدموا في سبيل دينهم وعقيدتهم الغالي والنفيس، بل نجزم بأن الجيوش الإسلامية الضاربة التي اصطدمت بالإسبان اعتمدت بعد الله على إخواننا من البربر الذين اندفعوا خلف طارق في سبيل هذا الدين ونشره، إن العقيدة الإسلامية صهرت المنتسبين إليها عربا وعجما في رحاب الإسلام العظيم

يذكر أن طارق بن زياد رجع إلى الشام

ومكث هناك حتى توفي سنة 101 هـ/720 م، ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا دليل آخر على أنه عربي، فلو كان بربريا لرجع إلى قبيلته وعاش أواخر أيامه بين قومه

من الدلائل التي يعتمد عليها

بعض المؤرخين في إثبات النسب العربي لطارق بن زياد مسألة اسمه الثلاثي، فهو طارق بن زياد بن عبد الله كما ورد في جل المصادر التاريخية، والمعروف أن العرب عادة ما كانت تعتمد الاسم الثلاثي عكس البربر، علاوة على أن طارق وزياد وعبد الله كلها أسماء عربية

ومن المؤشرات الأخرى الوظيفة

التي كان يزاولها طارق بن زياد قبيل الفتح، فقد عينه موسى بن نصير قائدا وواليا على طنجة، والمعروف أن بني أمية لم يكونوا عادة يولون على الجيش غير العرب


ومهما يكن -سواء كان أصله تركيا أو روسيا أو صينيا أو أوروبيا أو عربيا أو أمازيغيا أو أنه ينتمي لمنطقة هي اليوم ضمن أراضي المملكة المغربية أو الجزائرية أو اليمنية فلا أحد يمكن أن ينكر الدور العظيم الذي قامت به هذه الشخصية في التاريخ الإسلامي، فقد كان قائدا محنكا استطاع بفضل مهارته العسكرية استكمال فتح الأندلس ونشر الدين الإسلامي الحنيف هناك

الإنسان المؤمن معياره

ليس الجغرافيا السياسية الحديثة ولا الانتماءات العصبية المقيتة أو العرقيات وإنما ميزانه الإيمان والتقوى والعمل الصالح، فالإسلام هو دين الله تعالى لكل البشر، وأنه المعيار الأسمى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" رواه أحمد في مسنده

الزواج

ارتبط طارق بن زياد بقصة جارية تدعى أم حكيم، وهي جارية جاء بها من المغرب، ورافقته في حملته في الأندلس.يقال إن طارق بن زياد تركها في هذه الجزيرة، وأطلق اسم أم حكيم على الجزيرة الخضراء تكريمًا لها

صفاته الشخصية والإجتماعية

صدق العزيمة والشجاعة والإقدام

فصاحة اللسان وقوة البيان والتأثير في سامعيه

واستماتته في الجهاد وإعلاء كلمة الحق

وعلى يده دخل كثير من أهل المغرب في الدين الإسلامي

الإنجازات
لا يُعرف شيءٌ عن أعمال طارق بن زياد في أول نشأته، أثناء ولاية زهير بن قيس على إفريقيا
أمر ببناء مسجد في منطقة تسمى "الشرافات"

عندما عندما حكم طارق بن زياد في طنجة ويقال إنه أول مسجد بني في بلاد المغرب الأقصى.

فلما قُتل زهير في طبرق، عام 76هـ، عُين طارق أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً في هذا المنصب، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاء حسنًا في حروبه. وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك، ومهارته في قيادة الجيش، فولاه على مقدمة جيوشه بالمغرب. وهكذا أتيح لطارق بن زياد أن يتولى قيادة جيوش موسى، ويشترك معه بقية بلاد المغرب، والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي

طارق بن زياد الذي انتقل من البر الأفريقي إلى الأوروبي

وقاد جيوش المسلمين في معارك الفتح المبين في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الأندلس (إسبانيا والبرتغال الآن) في رجب 92 هـ/ أبريل 711 م لتخليصها من جور حكامها القوط الغربيين، وكانت أول منطقة نزل بها -حملت اسمه في ما بعد- منطقة جبل طارق، والتي تحولت لدولة مستقلة تحت التاج البريطاني حتى اليوم، وكان هذا الفتح بداية للوجود الإسلامي في الأندلس الذي امتد لنحو 800 عام تقريبا، وكان النصر الساحق بقيادته في معركة وادي لكة التي أنهت حكم القوط للأندلس

خضوع معظم المغرب العربي للإسلام علي يد طارق بن زياد
و مازال يقاتل ,و يفتح مدائنهم حتى بلغ مدينة الحسيمة (قصبة بلادهم ، و أم مدائنهم)

فحاصرها حتى دخلها ، و أسلم أهلها. و لم يمض على ولاية موسى للمغرب عدة أعوام ، حتى خضع له المغرب بأسره ، و لم تستعص عليه سوى مدينة سبتة ، لمناعتها و شدة تحصنها. و كان يتولى إمارتها حاكم من قبل الدولة البيزنطية ، يعرف بالكونت جوليان ، و يسميه مؤرخوا العرب يليان المسيحي

و كان يليان هذا ـ برغم تبعيته للدولة البيزنطية ـ

يتوجه في طلب المعونة إلى مملكة القوط (Goth) بإسبانيا، فتمده الحكومة القوطية بالمؤن والأقوات عن طريق البحروقاتله موسى وطارق فألفياه في نجدة وقوة وعدة، فلم يمكنهما التغلب عليه، فرجعا إلى مدينة طنجة، ومن هناك أخذا يغيران على ما حول سبتة، ويضيقان عليها الخناق دون جدوى، إذ كانت سفن القوط تختلف إلى سبتة بالميرة والإمداد. فلما يئس موسى من دخول سبتة، أقام قائده طارق بن زياد واليًا على مدينة طنجة حتى تتاح له فرصة مراقبة مدينة سبتة من كثب، وترك تحت تصرف طارق تسعة عشر ألفًا من البربر بأسلحتهم وعددهم الكاملة، مع نفر قليل من العرب ليعلموهم القرآن وفرائض الإسلام. أما موسى، فقد عاد إلى القيروان

آثر طارق أن يكسب صداقة عدوه يليان

مادام قد عجز عن دخول مدينته الحصينة، ويُذكر أن طارقًا كان يراسل يليان ويلاطفه حتى تهادنا ثم حدث في الجانب الآخر القوطي (الأندلس) أمر لم يكن في الحسبان: ذلك أن رودريجو (لذريق) ـ أحد قواد الجيش القوطي ـ وثب على العرش، وخلع الملك غيطشة، وتولى مكانه، ثم إن لذريق اعتدى على ابنة يليان التي كانت في بلاط الملك غيطشة، الأمر الذي أثار غضب يليان، وجعله يأتي بنفسه إلى طارق بن زياد ويعرض عليه مساعدته في الاستيلاء على الأندلس ، ولم يتردد طارق في الاتصال فورًا بمولاه موسى بن نصير بالقيروان، الذي اتصل بدوره بالخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب استشارته وإذنه، ونصحه الخليفة الوليد بألا يعتمد على يليان بل يرسل من المسلمين من يستكشف الأمر، فأرسلت سرية طريف التي عادت بالبشائر والغنائم.

حملة طريف بن مالك

واستجابة لأمر الخليفة بدأ موسى بن نصير في تجهيز حملة صغيرة لعبور البحر إلى إسبانيا، وكان قوامها خمسمائة جندي يقودهم قائد من البربر يدعى "طريف بن مالك"؛ لاستكشاف الأمر واستجلاء أرض الأسبان، وقدم يوليان لهذه الحملة أربع سفن أقلتهم إلى إسبانيا، فعبرت البحر ونزلت هناك في منطقة سميت بجزيرة طريف، نسبة إلى قائد الحملة، وكان ذلك في (رمضان 91هـ= يوليو 710م) وجاست الحملة خلال الجزيرة الخضراء، وغنمت كثيرًا ودرست أحوال إسبانيا، ثم قفلت راجعة إلى المغرب، وقدم قائدها إلى موسى بن نصير نتائج حملته.

فأنس موسى إلى يليان، وازداد إقدامًا على التوسعات

ثم استدعى مولاه طارقًا، وأمّره على سبعة آلاف من البربر وثلاثمئة من العرب وأبحرت الحملة من طنجة في 5 من رجب عام 92هـ، إبريل 711م، في أربع سفن، وظلت هذه السفن تنقل جنود طارق إلى جبل كالبي الذي عُرف بعد ذلك بجبل طارق حتى كمل نقلهم وتوافوا جميعهم لديه.

وقع على لذريق خبر اقتحام المسلمين ساحل الأندلس الجنوبي

ودخولهم الجزيرة الخضراء، وقوع الصاعقة، فانزعج وكر راجعًا إلى جنوبي أسبانيا، وزحف إلى قرطبة في جيش جرّار بلغت عدته ـ وفقًا للروايات العربية ـ نحو مئة ألف. فكتب طارق إلى موسى يستمده، ويخبره أنه دخل الجزيرة الخضراء، وملك المجاز إلى الأندلس، وغنم بعض أعمالها حتى البحيرة، وأن لذريق زحف إليه بما لا قبل له به فأرسل موسى إليه مددًا مؤلفًا من خمسة آلاف من المسلمين، كملت بهم عدة من معه اثني عشر ألفًا

وأقبلت في الوقت نفسه جيوش لذريق حتى عسكرت غربي طريف

بالقرب من بحيرة خندة، على طول نهير برباط الذي يصب في البحر الذي سمَّاه المسلمون وادي لكة ، وبالمقابل، أخذ طارق في الاستعداد للمعركة الحاسمة، فاختار موقعًا مناسبًا في وادي لكة، يستند في أجنحته على موانع طبيعية تحميه، ونظم قواته، وقيل أنه اصدر اوامره بإحراق السفن ولكن ذلك محل خلاف لدى المؤرخين وقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم حث المسلمين على الجهاد، ورغَّبهم فيه، واستثار حماستهم

كان مما قاله طارق في الخطبة الشهيرة

أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً، استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي

ثم قال

وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا، وأختانًا، ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان؛ ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه، ومن دون المؤمنين سواكم، والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين.

واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه

وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق، فقاتله - إن شاء الله -، فاحملوا معي، فإن هلكت بعده، فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه؛ فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون

معركه وادي لكة

أقبل لذريق في جموعه وهم نحو مئة ألف ذوي عدة وعدد، وهو على سريره، وعليه مظلّة مكللة بالدّر والياقوت والزبرجد، وحوله غابة من البنود والأعلام. وأقبل طارق وأصحابه، عليهم الزَرَدُ، من فوق رؤوسهم العمائم البيض، وبأيديهم القسي العربية، وقد تقلدوا السيوف، وشرعوا الرماح.

و في أواخر رمضان من عام 92هـ (19 يوليو/تموز 711 م)

وقعت معركة وادي لكة بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ الاسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين. و قد سميت المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. و يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة، أو معركة دي لا جونا دي لا خاندا بالإسبانية

انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية

من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.

يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة

ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايو الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا ولاذت فلول أعداء المسلمين بالجبال.

لقد كان الموقف خطيرًا، فقد كانت أوامر موسى بن نصير دقيقة وواضحة

وتنص على عدم تجاوز منطقة الساحل، خوفًا على المسلمين من الضياع في هذا المحيط الواسع من شبه الجزيرة الأندلسية غير أن بقاء طارق عند حدود الساحل، ومع ما هو عليه موقف قواته من الضعف، أمر بالغ الخطورة، فإتاحة الفرصة أمام فلول القوط، قد تسمح لهم بإعادة تجميع قواتهم. فسارع طارق ودخل إشبيليا، وأستجة، وأرسل من دخل قرطبة ومالقة، ثم طليطلة (عاصمة الأندلس) وتوجه شمالاً فعبر وادي الحجارة وواديًا آخر سمي فج طارق وسقطت عدة مدن في يده، منها مدينة سالم التي يقال إن طارقًا عثر فيها على مائدة سليمان. وعاد إلى طليطلة سنة 93هـ بعد أن أخضع كل ما اعترضه من مُقاومات، ولكن، وإلى الشمال من طليطلة، كانت قوات القوط تتجمع لمعركة جديدة.

وكتب طارق ابن زياد لموسى بن نصير

¸لقد زحف إليّ ما لا طاقة لي به وأسرع موسى، فقاد جيشه المكون من ثمانية عشر ألفًا من المقاتلين فالتقى طارق بموسى بن نصير في طليطلة، ويقال بأنه وبَّخه على مخالفته أوامره بل الأرجح أنه عاتبه في رفق على تسرعه في اقتحام الأندلس من وسطها دون السيطرة على شرقيها وغربيها

وذكر ابن حيان أن موسى رضي عن طارق

وأمّره على مقدمة الجيش، وأمره بالتقدم أمامه، ثم تبعه موسى بجيشه، فارتقى طارق إلى الثغر الأعلى، ودخل سرقسطة عام 96هـ، 714م وأوغل في البلاد، وغنم الغنائم الضخمة، ثم اتجه نحو ماردة متبعًا الطريق الروماني الذي يربط سرقسطة ببرشلونة، ثم يتصل بعد ذلك بالطريق المؤدي إلى أربونة على ساحل البحر الأبيض.

وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا التوسعات مرة ثانية

وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، ودخلا سرقسطة وطركونة وبرشلونة وحصن لودون على وادي ردونة (نهر الرون) وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسار طارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوسع والتوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقفت التسوعات عند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الغزو، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسية، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة

وبدأت الأندلس منذ غزاها طارق تاريخها الإسلامي

وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م) وتم طرد جميع المسلمين واليهود أو قتلهم أو إجبارهم على إعتناق الكاثوليكية التي فرضت ديانة رسمية على النا.

توجه طارق بن زياد بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق

ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس. ولما وصلا طبريا في فلسطين، طلب منهما سليمان ولي العهد التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت. لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق وقد انقطعت أخبار القائد طارق بن زياد إثر وصوله إلى الشام، مع موسى بن نصير واضطربت أقوال المؤرخين في نهاية طارق

قصص في حياته
قصة أخيه غير النسبي " بدر "

وكان من بين رفاقه غلام أبيض اللون بخلاف سائر البرابرة، وتقاطيع وجهه تختلف عن تقاطيع وجوههم: فالبرابرة ضخام الشفاه، عراض الوجوه، قصار الأنوف، سود الشعر، شديدو السُّمرة. وهذا الغلام أبيض الوجه، أشقر الشعر، أزرق العينين، ولكنه بسبب معيشة البدو في البراري وركوب الخيل والغزو، حال لونه إلى السُّمرة قليلًا وتضخَّمت أعضاؤه كلها فأصبح غليظ العنق والذراعين، واسع الصدر، خشن الكف، كثَّ الشعر، وكانوا يسمونه «بدرًا» إشارة إلى صباحة وجهه دون سائر الرفاق، وكان البرابرة يحبونه لخفة روحه وبسالته لاعتقادهم أن الشجاعة من خصائص السمر وأن البيض ضعفاء جبناء.

شبَّ طارق وهو يرى هذا الغلام في بيت أبيه

ويعلم أنه ليس أخاه لأن رئيس قبيلتهم دفعه إلى زياد، وأوصاه برعايته والاعتناء بتربيته لأنه توسَّم فيه الخير، فتصاحبا وتحابَّا. وكان طارق لا يهنأ له عيش إلا إذا كان بدر معه، وبدر يعجب بطارق ويحبه كثيرًا، ويعد نفسه أخًا له، ولا يتخاطبان إلا بروح الأخوة وهما معروفان بذلك عند سائر قبيلة الصدف

ولما جاء موسى بن نصير إلى أفريقيا وصار عاملًا عليها

كان في جملة من اتخذهم من الموالي طارق بن زياد، ولما رأى شجاعته وحُسْن إسلامه رقَّاه حتى جعله قائد حامية طنجة كما تقدم. وكان بدر رفيق طارق في كل أعماله ولكنه لصغر سنه لم يتنبه له موسى، على أنه أظهر في الوقائع التي شهدها بسالة الأبطال المحنَّكين؛ لأنه لم يكن يهاب الموت ولا سيما إذا كان مع أخيه طارق.

ثم كانت قصة ( فتح الأندلس )

وفاته
هناك العديد من الأقوال فيما يتعلق بنهاية القائد طارق بن زياد

دعا الخليفة الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق، لكن عندما وصلوا إلى العاصمة، كان الخليفة الوليد بن عبد الملك على فراش الموت، وأكرمهم بسخاء لكن وافته المنية وخلفه الخليفة سليمان في فبراير 715، ولكنه عامل موسى بن نصير وطارق بن زياد بأسوأ معاملة، وانقلب على القائدين، وحرمهما من جميع وسائل الراحة

قول آخر

انقطعت أخبار القائد طارق بن زياد، واضطربت أقوال المؤرخين في نهاية طارق؛ وتضاربت الآراء بين نفيه وقتله وبين من قال إنه تحول إلى رجل تائه وفقير في الشام. توفي طارق في دمشق عام 720 دون ذكر اسمه، إذ كان الخليفة سليمان حاكماً منتقماً

دراسات ذات صلة
الطريق إلى العظمة الحقيقية

إن طريق التضحية يؤدي إلى حياة مثمرة

في ثقافتنا، النجاح يعتمد على

الإنجاز - التضحية - الخدمة

نحن معجبون بأولئك الذين يقدمون أداءً جيدًا في ألعاب القوى والأعمال والفنون.ولكن في ملكوت الله، توجد العظمة في حياة الطاعة

الشاهد مما سبق

1- الشاهد من الجزء اليسير من الدراسة: الطريق إلي العظمة الحقيقية ( الإنجاز - التضحية - الخدمة ) وهذه الأشياء متأصلة في حياة طارق بن زياد بدرجة غير معقولة .

2 - إن الصفات الجسدية لا تنفصل عن شخصية الإنسان بل هي سبب في تكوين شخصيته بشكل معين ، فنجد في بعض الروايات أنه نشأ في الطبيعية في الصحراء بين البربر ، والذي يشب في الصحراء في صغره يصبح قوي البنيان مفتول العضلات ، فصيح اللسان وكلها صفات كانت موجودة في طارق بن زياد وهي ما شكلت شخصيته فيما بعد من شخصية شجاعة مهابة مقاتلة لا تخاف الموت .

3 - من حسن دهاءه العسكري مهادنته للمسيحيي يليان بالرغم من إنه كامن من ألد أعداءه ، وكتاباته له حتي تهادنا، ومن بعد ذلك أصبحا لهما هدف مشترلفتح الأندلس كما تقدم أعلي ، وهو من أعظم فرسان المسلمين لأننا لا نعلم أهو عربي أم أمازيغي الأصل ، لذا من مصلحة المسلمين أن لا يفقدوا الثقة مطلقا في غير المسلمين ، ولا يعطوا الثقة كاملة لهم كما فعل أن بعث لإستطلاع الرأي قبل أن ينشأ تعاون .

4 - اختلاف المؤرخين في نسبه عربي أو أمازيغي أو غير ذلك، دلالة واضحة علي أن الإسلام حوي أكبر تشكيلة من العرب والعجم سواء بسواء عرفتها البشرية آنذاك ، ولازال هذا هو الحال ليومنا هذا

الروابط
5 views0 comments

Recent Posts

See All

أيوب بن حبيب اللخمي

الألقاب أيوب بن حبيب اللخمي، هو خامس الولاة الأمويين في الأندلس، وابن أخت أول ولاتها موسى بن نصير من هو؟ أيوب بن حبيب اللخمي ( 716 – 716...

عبد العزيز بن موسى بن نصير

يعتبر بدايه ولايه عبد العزيز بن موسى بن نصير هي ميلاد عصر الولاه، عبد العزيز بن موسى بن نصير، هو أول ولاة الأندلس، في إسپانيا والپرتغال...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page