top of page

بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية

بعد لقاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بوفد الأوس والخزرج في منطقة العقبة بالقرب من مكّة المكرّمة واتفاقهم معه على مجموعةٍ من البنود، بما سمّي في التاريخ ببيعة العقبة الأولى، وبعد أن أرسل معهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مصعب بن عمير رضي الله عنه؛ ليُعلّمهم الإسلام، انتشر الإسلام في المدينة المنوّرة، فعاد المسلمون في العام التالي، وهو ما يوافق العام الثالث عشر للبعثة، وبايعوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثانية

وهي ما سُمّيت في التاريخ ببيعة العقبة الكبرى

ومن الجدير بالذكر أنّ عدد الأنصار من الأوس والخزرج الذين شهدوا تلك البيعة كان ثلاثةً وسبعين رجلاً وامرأتان، وهما أمّ عمارة؛ نسيبة بنت كعب المازنيّة وأمّ منيع أسماء بنت عمرو بن عدي رضي الله عنهم جميعاً

بنود بيعة العقبة الثانية

كانت بيعة العقبة الثانية مقدمةً لبناء الأمّة الإسلاميّة، وقد حرص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على إيضاح عِظم هذه البيعة وأهمّيتها من خلال البنود التي عرضها على الأنصار، فعلى الرغم من أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كان دائماً ما يُيسّر أمر الإيمان على الناس، ويُبسّطه لهم، بل كان يتألّف قلوبهم بالمال في بعض الأحيان، إلا أنّه في هذه البيعة تعمّد إظهار المشقة والصعوبة في كلّ بندٍ من بنود البيعة؛ ليعلم الأنصار خطورة هذه الخطوة، وليتخذوا القرار بناءً على تصورٍ حقيقيّ للموقف ليس فيه أيّ نوعٍ من اللبس، أو عدم الوضوح، حيث قال: (تُبايِعُوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكسَلِ والنَّفقةِ في العُسرِ واليُسرِ وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ وأنْ يقولَها لا يُبالي في اللهِ لَومةَ لائمٍ وعلى أنْ تنصُرُوني وتمنَعوني إذا قدِمْتُ عليكم ممَّا تمنَعونَ منه أنفسَكم وأزواجَكم وأبناءَكم ولكم الجنَّةُ)

وفيما يأتي بيان كلّ بندٍ من البنود

1 - السمع والطاعة في النشاط والكسل بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأمر للأنصار؛ أنّ السمع والطاعة لن يكون في حالة النشاط الإيمانيّ الذي يدفع صاحبه لتقبّل الأوامر بسهولةٍ فقط، بل لا بُدّ من أن يكون في حالات الفتور والكسل أيضاً

. 2 - النفقة في العسر واليسر وكذلك الأمر بالنسبة للنفقة في العسر؛ فهي صعبةٌ جداً وليست كالنفقة في اليسر وتحتاج إلى إيمانٍ راسخٍ قويٍّ

3 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي هذه الفضيلة صعوبةٌ كبيرةٌ؛ إذ إنّ الإنسان بطبيعته لا يُحبّ أن يشعر بخطئه ويتجنب التعامل مع الذي يذكّره به، وهذا ما يحصل عندما يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر؛ ولذلك بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للأنصار أنّ الإيمان يستوجب تحمّل المصاعب والتضحية بكلّ شيءٍ. قول كلمة الحقّ دون الخوف من لومة لائمٍ اشترط رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الأنصار في البيعة أن يقولوا كلمة الحقّ مهما كان الثمن، فمن المعروف أنّ كلمة الحقّ صعبةٌ على النفس؛ لما قد يترتّب عليها من لوم الأهل، والأقارب، والناس جميعاً

. 4 - نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم والدفاع عنه أيّ أنّ رسول الله اشترط على الأنصار الجهاد في سبيل الله في البيعة، والحقيقة أنّ الجهاد من أصعب الأمور على النفس؛ ولذلك هو ذروة سنام الإسلام، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ

5 - الدفاع عن الرسول كما يحمون أزواجهم وأولادهم وممّا زاد الأمر صعوبةً اشتراط النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- على الأنصار أن يدافعوا عنه ويحمونه كما يحمون أنفسهم، وأموالهم، وأزواجهم

ونستفيد مما سبق بالتالي

في هذه البيعة كثر المسلمون ، وأنت خبير أن البيعة الأولي ثم وجود مصعب بن عمير- رضي الله عنه وأرضاه - أدخل في كل بيت من بيوت الأنصار أحد في الإسلام ، ومعني هذا أن بيوت الأنصار كانت مزيج من الكفار بإله السماء ومؤمنين به ، وهذا موجود الآن في بيوت بعض الغربيين ، وربما في دور المسلمين أنفسهم كما أخبر الصادق المصدوق يأتي علي الناس زمان عن تَميم الداري -رضي الله عنه-، قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يترك اللهُ بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل، عزا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلا يُذل الله به الكفر» 2 – دخول المسلمين في مرحلة جديدة في حياتهم ، المرحلة المدنية ، والعلاقة بالآخر ، وربما مواجهة الآخر ( يهود – نصاري – مجوس – مشركين – عباد نجوم – عباد ما تبقي من الديانة الإبراهيمية وغير ذلك) وماذا يعني هذا ؟ يعني أن يكون للمسلمين حدود وسقف يحكمهم للتعامل مع المرحلة القادمة ، فهي مرحلة افعل ولا تفعل والنداء بيأيها الذين آمنوا لا يأيها الناس . دراسات ذات الصلة أسباب لماذا يتخلى الناس عن أموالهم أم لا يكشف بحث جديد عن دوافع التبرع للجمعيات الخيرية. يعطي معظم الناس أسبابًا تؤكد قيمًا مهمة ، بما في ذلك التعاطف مع المحتاجين. من المرجح أيضًا أن يتبرع المانحون عندما يعتقدون أن تبرعهم سيحدث فرقًا. ووجد بيكرز وويبكينج أن المتبرعين لا يعطون من القلب فقط. كما يفكرون أيضًا في تكاليف وفوائد العطاء والفوائد التي تعود عليهم ، مثل الشعور بالرضا أو المظهر الجيد للآخرين. الثقة: من المرجح أن يتبرع الناس للمنظمات غير الربحية التي يثقون في أنها ستستخدم أموالهم التي تبرعوا بها لإحداث فرق. وغيرها من الأسباب

كلمة أخيرة

1 - الصحابة لم يصبحوا صحابة من قبل ( الإنفاق والمساندة ) وهم أصحاب رسول الله - صلي الله عليه وسلم ، أما اليوم فلا تعتد بالأصحاب من دون المساندة وإنفاق المال وقت الضيق .

2 - من الدراسة السابقة: نلاحظ أن الناس تنفق أموالها لا للمنظرة أو أي شيء من هذا القبيل إذا كان لديهم فكرة كبيرة تؤرقهم إذا وجدت الفكرة قلما يتنازلون عن أموالهم لأسباب تافهة .

الروابط
1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

留言

評等為 0(最高為 5 顆星)。
暫無評等

新增評等
bottom of page