top of page

سورة الأعلي

المواصفات العامة للسورة الكريمة
السورة

مكية

عدد آياتها

19

ترتيبها في المصحف

87

أسماء السورة

الأعلى

ورد في السنة (سبح اسم ربك الأعلى)

من حديث البراء بن عازب وحديث جابر رضي الله عنه وغيره من الاحاديث، كما سماها بعض الصحابة (سبح)وما هو إلا ذكر لأولها وأهم موضوع فيها

فضل السورة

كان رسول الله يقرأ بها في الجمعة والعيدين والوتر

"فعن النعمان بن بشير:كان رسول الله يقرأ

يوم الجمعة في الجمعة ب ﴿سَبِّحِ ٱسمَ رَبِّكَ ٱلأَعلَى ﴾ و ﴿هَلْ أَتََكَ حَدِيث الْغَاشِيَةِ﴾ فإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد قرأ بهما جميعا في الجمعة والعيد."

عن عبد الله بن الحارث قال

آخر صلاة صلاها رسول الله صلّى الله عليه وسلم المغرب فقرأ في الركعة الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون

التفسير
سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى (1)

نزه اسم ربك الأعلى عن الشريك والنقائص تنزيها يليق بعظمته سبحانه, عظم اسم ربك ونـزهه

اختلف أهل التأويل في الآية
فقال بعضهم

معناه: عظم ربك الأعلى، لا ربّ أعلى منه وأعظم، وكان بعضهم إذا قرأ ذلك قال: سبحان ربي الأعلى.

عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر أنه كان يقرأ:

( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) سبحان ربي الأعلى ( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ) قال: وهي في قراءة أُبيّ بن كعب كذلك .


عن أبي إسحاق الهمداني، أن ابن عباس، كان إذا قرأ

( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) يقول: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فأتى على آخرها أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ؟ يقول: سبحانك اللهمّ وبَلَى .

عن قتادة

ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال: سبحان ربي الأعلَى.

، عن زياد بن عبد الله، قال: سمعت ابن عباس يقرأ في صلاة المغرب

( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) سبحان ربي الأعلَى .

وقال آخرون

بل معنى ذلك: نـزه يا محمد اسم ربك الأعلى، أن تسمي به شيئًا سواه، ينهاه بذلك أن يفعل ما فعل من ذلك المشركون من تسميتهم آلهتهم بعضها اللات وبعضها العزّى.

ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2)

الذي خلق المخلوقات, فأتقن خلقها, وأحسنه,الذي خلق الأشياء فسوىّ خلقها، وعدّلها، والتسوية التعديل

وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3)

عن مجاهد، قوله: ( قَدَّرَ فَهَدَى )

قال: هدى الإنسان للشِّقوة والسعادة، وهَدى الأنعام لمراتعها .

والذي قدر جميع المقدرات, فهدى كل خلق إلى ما يناسبه

وَٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ (4)

والذي أخرج من الأرض مرعى الأنعام من صنوف النبات وأنواع الحشيش

عن أبي رزين

قال النبات

عن قتادة

نبت كما رأيتم بين أصفر وأحمر وأبيض

والذي أنبت الكلأ الأخضر

فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحۡوَىٰ (5)

فجعله بعد ذلك هشيما جافا متغيرا، هو ما جفّ من النبات ويبس، فطارت به الريح؛ وإنما عُني به هاهنا أنه جعله هشيمًا يابسًا متغيرًا إلى الحُوَّة، وهي السواد من بعد البياض أو الخضْرة، من شدّة اليبس.

عن ابن عباس

هشيمًا متغيرًا

عن مجاهد

غثاء السيل أحوى، قال: أسود

سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ (6)

سنقرئك- يا محمد- هذا القرآن قراءة لا تنساها، سنقرئك يا محمد هذا القرآن فلا تنساه، إلا ما شاء الله.

عن مجاهد، قوله: ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى )

قال: كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى، فقال قائلو هذه المقالة: معنى الاستثناء في هذا الموضع على النسيان، ومعنى الكلام: فلا تنسى، إلا ما شاء الله أن تنساه، ولا تذكُرَه، قالوا: ذلك هو ما نسخه الله من القرآن، فرفع حكمه وتلاوته.

إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا يَخۡفَىٰ (7)

إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها إنه - سبحانه- يعلم الجهر من القول والعمل, وما يخفى منهما.

عن قتادة

كان صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئًا( إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ) .

وقال آخرون

معنى النسيان في هذا الموضع: الترك؛ وقالوا: معنى الكلام: سنقرئك يا محمد فلا تترك العمل بشيء منه، إلا ما شاء الله أن تترك العمل به، مما ننسخه.

والقول الذي هو أولى بالصواب

فلا تنسى إلا أن نشاء نحن أن نُنسيكه بنسخه ورفعه.

: إن الله يعلم الجهر يا محمد من عملك ما أظهرته وأعلنته ( وَمَا يَخْفَى ) يقول: وما يخفى منه فلم تظهره مما كتمته، يقول: هو يعلم جميع أعمالك سرّها وعلانيتها؛ يقول: فاحذره أن يطلع عليك وأنت عامل في حال من أحوالك بغير الذي أذن لك به.

وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ (8)

ونيسرك لليسرى في جميع أمورك, ومن ذلك تسهيل تلقي أعباء الرسال, وجعل دينك يسرا لا عسر فيه.

ونسهلك يا محمد لعمل الخير وهو اليُسرَى، واليُسرَى: هو الفُعلى من اليسر

فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ (9)

فعظ قومك- يا محمد- بالقرآن إن نفعت الموعظة.

فالتذكير واجب وإن لم ينفع, فالتوفيق بيد الله وحده, وما عليك إلا البلاغ

فذكِّر عباد الله يا محمد عظمته، وعِظْهم، وحذّرهم عقوبته ( إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ) يقول: إن نفعت الذكرى الذين قد آيستُك من إيمانهم، فلا تنفعهم الذكرى. وقوله: ( فَذَكِّرْ ) أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتذكير جميع الناس، ثم قال: إن نفعت الذكرى هؤلاء الذين قد آيستك من إيمانه

سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ (10)

سَيَذَّكَّرُ يا محمد إذا ذكرت الذين أمرتك بتذكيرهم من يخشى الله، ويخاف عقابه ، سيتعظ الذي يخاف ربه

وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (11)

ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه,فلا والله لا يتنكَّب عبد هذا الذكر زهدًا فيه وبُغضًا لأهله، إلا شَقِيٌّ بَيِّن الشقاء .

ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (12)

الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرها, الذي يَرِد نار جهنم، وهي النار الكبرى، ويعني بالكبرى لشدّة الحرّ والألم

ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ (13)

ثم لا يميت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه، وذلك أن نفس أحدهم تصير فيها في حلقه، فلا تخرج فتفارقه فيموت، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا. وقيل: لا يموت فيها فيستريح، ولا يحيا حياة تنفعه.

قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14)

قد فاز من طهر نفسه من الأخلاق السيئة، من كان عمله زاكيًا

يعمل وَرِعًا

من قال: لا إله إلا الله .

قد أفلح من أدّى زكاة ماله.

من استطاع أن يرضَخَ فليفعل، ثم ليقم فليصلّ .

من استطاع أن يقدّم بين يدي صلاته زكاةً فليفعل .

تزكى رجل من ماله، وأرضى خالقه .

وقال آخرون

بل عُنِي بذلك زكاة الفطر

قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي خلدة، قال

دخلت على أبي العالية، فقال لي: إذا غَدَوت غدًا إلى العيد فمرّ بي، قال: فمررت به، فقال: هل طَعِمت شيئا ؟ قلت: نعم، قال: أَفَضْت على نفسك من الماء؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني ما فعلت بزكاتك؟ قلت: قد وجَّهتها، قال: إنما أردتك لهذا، ثم قرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) وقال: إن أهل المدينة لا يَرَونَ صدقة أفضل منها ومن سِقَاية الماء .

وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ (15)

وذكر الله, فوحده ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه، عن ابن عباس

صلَّى الصلوات الخمس

وقال آخرون

عُنِيَ به صلاة العيد يوم الفطر

وقال آخرون

بل عُنِيَ به: وذكر اسم ربه فدعا، وقالوا: الصلاة هاهنا: الدعاء.

الصلوات، وذكر الله فيها بالتحميد والتمجيد والدعاء.

بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (16)

إنكم -أيها الناس- تفضلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة، بل تؤثرون أيها الناس زينة الحياة الدنيا على الآخرة ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ ) لكم ( وَأَبْقَى ) يقول: وزينة الآخرة خير لكم أيها الناس وأبقى، لأن الحياة الدنيا فانية، والآخرة باقية، لا تنفَدُ ولا تفنى، فاختار الناس العاجلة إلا من عصمه الله - تعالي -

وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ (17)

والدار الآخرة بما فيها من النعيم المقيم, خير من الدنيا وأبقى، عن عَرْفَجَة الثقفي، قال: استقرأت ابن مسعود سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى

فلما بلغ: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) ترك القراءة وأقبل على أصحابه، وقال: آثرنا الدنيا على الآخرة، فسكت القوم، فقال: آثرنا الدنيا؛ لأنا رأينا زينتها ونساءها وطعامها وشرابها، وزُوِيت عنا الآخرة، فاخترنا هذا العاجل، وتركنا الآجل

إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (18)

إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصحف التي أنزلت قبل القرآن، عن أبي العالية

قصة هذه السورة لفي الصحف الأولى

وقال آخرون

بل معنى ذلك: إن هذا الذي قصّ الله تعالى في هذه السورة ( لَفِي الصُّحُفِ الأولَى ) .

عن قتادة

إن هذا الذي قصّ الله في هذه السورة، لفي الصحف الأولى ( صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) .

وقال آخرون

بل عُنِي بذلك أن قوله: ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) في الصحف الأولى.

عن قتادة

تتابعت كتب الله كما تسمعون أن الآخرة خير وأبقى

صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ (19)

وهي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.قال: قال ابن زيد

في الصحف التي أنـزلها الله إبراهيم وموسى أن الآخرة خير من الأولى .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب

لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم خليل الرحمن، وصحف موسى بن عمران.

عن قتادة، عن أبي الخلد، قال

نـزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، وأنـزلت التوراة لستّ ليال خلون من رمضان، وأنـزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة، وأنـزل الإنجيل لثماني عشرة، وأنـزل الفرقان لأربع وعشرين .

آخر تفسير سورة سبح اسم ربك الأعلى
الروابط

6 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page