top of page

سورة الفلق


نزلت بعد

سورة الفيل ويُطلق عليها وعلى سورة الناس

اسم المعوذتين
سُمّيت بأسماء عدة، منها

سورة «قلْ أعوذ بربّ الفلق»، و«سورةُ الْمعوّذةِ الأولى»،

ومع سورة الناس تسمّيان «بالْمعوّذتيْن»

أو «المشقشقتين»

أو «المقشقشتين»

وتسميتُها في المصاحف وكتب التفسير

«سُورَةُ الفلق»لا اختلاف تقريبًا في القراءات العشر للسورة، إلا في قراءة ورش عن نافع لـ «قُلْ أَعُوذُ» بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها وحذف الهمزة.

تتحدث السورة عن

أمر الله للنبي بأن يتعوذ بالله ربِّهِ من شر ما يُتّقى شره من المخلوقات الشريرة، والأوقات التي يكثر فيها حدوث الشر، والأحوال التي تستتر أفعال الشر من ورائها؛ لئلا يرمى فاعلوها بتبعاتها، فعلَّم الله النبي هذه المعوذة ليتعوذ بها. فاشتملت السورة بالأمر بالاستعاذة من كل شر، ومن الليل إذا أظلم ومن شر الساحرات اللواتي ينفخن في العُقد، ومن شر حسد الحاسدين. وورد العديد من الأحاديث النبوية في فضلها، فكان النبي يقرأ هاتين المعوذتين إذا أوى إلى فراشه وينفث في يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر من بدنه، ويأمر بقراءتهما دُبُرَ كل صلاة، كما حثَّ النبي على قراءتهما ثلاثًا في الصباح والمساء مع سورة الإخلاص. ولا اختلافَ تقريبًا في القراءات العشر للسورة، إلا في قراءة ورش عن نافع لـ «قُلْ أَعُوذُ» بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها وحذف الهمزة.

عدد آيات سورة الفلق

خمس آيات بالاتفاق، ولا اختلاف في عدّها.

سبب نزول السورة

ذكر المفسرون أن المعوذتين نزلتا بسبب أن لبيد بن الأعصم سَحَرَ النبيَّ، وبالرغم من أن قصة لبيد بن الأعصم وردت في الصحيحين إلا أن الربط بينها وبين نزول السورتين لم يرد في الكتب الستة، وقد قيل إن سبب نزولهما أن قريشًا ندبوا من اشتهر بينهم أن يصيب النبي بعينه -أي بالحسد-، فنزلت المعوذتان ليتعوذ منهم بهما؛ لكن السبب الأول أشهر.

ورد في سبب نزول سورتي المعوذتين

ما ذكره جلال الدين السيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس قال: مرض رسول الله ﷺ مرضًا شديدًا، فأتاه مَلَكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ؟ قال: سُحِرَ، قال: ومَنْ سَحَره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلانٍ تحت صخرةٍ في رَكِيَّة، فَأْتوا الرَّكِيَّة، فانزحوا ماءها، وارفعوا الصخرة، ثم خذوا الكُدْية وأحرقوها، فلما أصبح رسول الله ﷺ بعث عمار بن ياسر في نفر، فَأَتَوا الرَّكِيَّةَ، فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء، ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الكُدْيَةَ، وأحرقوها، فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدةً، وأُنزلت عليه هاتان السورتان، فَجَعل كلما قرأ آيةً انحلت عقدة


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ


. وفي ذات السبب أخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن أنس بن مالك قال: صنعت اليهود لرسول الله ﷺ شيئًا، فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لُمَّ به، فأتاه جبريل بالمعوذتين، فعوَّذوه بهما، فخرج إلى أصحابه صحيحًا.

قال البغوي

«وقيل: كانت مغروزة بالإبر، فأنزل الله عز وجل هاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية: سورة الفلق خمس آيات، وسورة الناس ست آيات، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلتِ العقد كلها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عِقال، قال: وروي أنه لبث فيه ستة أشهر، واشتد عليه ثلاثة أيام، فنزلت المعوذتان.». وجاء في كتاب «البرهان في تفسير القرآن»: «عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «كَانَ سَبَبُ نُزُولِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ أَنَّهُ وُعِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فَعَوَّذَهُ بِهِمَا»».

زمن النزول

اختُلف في زمن نزول سورة الفلق، فقيل مكية، وقيل مدنية، والأشهر أنها مكيّة؛ فقد نزلت سورة الفلق بعد نزول سورة الفيل وقبل نزول سورة الناس، فتكون على ذلك السورة العشرين من سور القرآن نزولًا. وبالرغم من عدم وجود خلاف في مكيّة سورة الفيل، إلا أن الخلاف في زمن نزول المعوذتين يأتي من ربط بعض المُفسِّرين بين نزولهما وقصة لبيد بن الأعصم التي حدثت في المدينة. لذا أنكر عدد من المُفسِّرين العلاقة بينهما مثل الواحدي، ومحمد الطاهر بن عاشور، وقالا بأنها مكية، بينما رجح ابن كثير الدمشقي، والسيوطي أنها مدنية.

فضلها
سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس

ورد العديد من الأحاديث النبوية في فضل سورة الفلق مع سورة الناس، فقد كان النبي يقرأ هاتين المعوذتين إذا آوى إلى فراشه وينفث في يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر من بدنه، ويأمر بقراءتهما دبر كل صلاة، كما حث النبي على قراءتهما ثلاثًا في الصباح والمساء مع سورة الإخلاص وأن قراءتهن تكفي المرء من كل شيء. ومن الأحاديث التي وردت في فضلها:

عن عقبة بن عامر قال

بينا أنا أقود برسول الله ﷺ في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي: "يا عقب، ألا تركب؟" قال: فأجللت رسول الله ﷺ أن أركب مركبه، ثم قال: "يا عقب، ألا تركب؟" قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله ﷺ وركبت هنيهة، ثم ركب، ثم قال: "يا عقب، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟" قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: فأقرأني: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله ﷺ فقرأ بهما، ثم مر بي، قال: " كيف رأيت يا عقب؟ اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت.

وروى مسلم بن الحجاج

في صحيحه عن قيس بن أبي حازم، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر آياتٍ أنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط: "قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس".

وعن عبد الله بن خبيب قال

خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي ﷺ ليصلي لنا، فأدركناه فقال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فلم أقل شيئا، ثم قال: قل، فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ

أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ.

عن عائشة بنت أبي بكر قالت: كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذاتِ وينفثُ، فلما اشتد وجعُه كنتُ أقرأ عليه وأمسحُ عليه بيمينِه رجاءَ بركتِها.

عَنْ عائشة بنت أبي بكر أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ

كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

وعن ابْنِ عَابِسٍ الْجُهَنِيِّ

عن النبي أنه قال: يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ.

وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ

قَالَ رَجُلٌ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، وَالنَّاسُ يَعْتَقِبُونَ، وَفِي الظَّهْرِ قِلَّةٌ، فَحَانَتْ نَزْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَنَزْلَتِي، فَلَحِقَنِي فَضَرَبَ مَنْكِبِيَّ، فَقَالَ: «قُلْ أَعُوَذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ أَعُوَذُ بِرَبِّ النَّاسِ»، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَقَرَأْتُهَا مَعَهُ، فَقَالَ: «إِذَا صَلَّيْتَ فَاقْرَأْ بِهِمَا».

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَعْيُنِ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.

عَنْ عقبة بن عامر قَالَ

«اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةَ هُودٍ وَسُورَةَ يُوسُفَ، فَقَالَ: لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».

واستنادًا على هذه الأحاديث فقد استحب العلماء

قراءة الإخلاص والفلق والناس بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاث مراتٍ، فهما صلاتا الصباح والمساء، وأما بعد باقي الصلوات فمرة واحدة دبر كل صلاة. وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: «ورد قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة، لما رواه أبو داود في سننه عن عقبة بن عامر قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة)، وفي رواية الترمذي: (بالمعوذتين) بدل المعوذات. فينبغي أن يقرأ: (قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس) دبر كل صلاة، وأن تكرر عقب صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات، يقرؤها كل إنسانٍ وحده بقدْر ما يُسمع نفسه.». وقيل بأن تكرارها ثلاثَ مراتٍ هو في الصباح والمساء، فأما دبر صلاتي الفجر والمغرب فواحدة مثل باقي الصلوات.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5


أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح، { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية، { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر، { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه ومن أهله


إطلالات علي السورة الكريمة

1 - الحياة مليئة بالأشرار الغير مؤمنين بالله ، بل وبالمؤمنين بالله منهم أشرار لا يخافون الله عندما يحسدون الناس علي ما آتاهم، أو بسحر يأتون به إليهم في بيوتهم ، وهم يرتكبون كبيرة من الكبائر ( السحر ) ويعتقدون في أنفسهم الإيمان الجازم لرب الأرض والسماء ، ولا يتورعون أن يرفعون أكف الضراعة بعد عمل السحر للغير ويطلبون ما يشتهون من الله .

2 - ينبهنا الله - تعالي - أن نستعيذ برب الفلق: فلق الشيء: شقه، والله يشق نور الصباح من عتمة الليل ، وهو أمر عظيم، نحن تعودنا علي وجوده، لكن الفزيائيين يعرفون أنه أمر عظيم، وأن بعض البلدان لا تغيب فيها الشمس مطلقا بالشهور ، ومعني هذا أن هرمون النمو معطل لأنه يعمل في الليل فقط ، وغيره بالطبع من الهرمونات والغدد .الشاهد:

3 - أنك إذا استعذت برب الفلق ( يحتاج الأمر إلي إيمان وتوكل حقيقي ) أن يعيذك من شر ما خلق ، هذا ليس أمر اختياري ، ففي الحياة حروب ، وفي الحياة عبر للقارات بالنهر أو البحر بما يحوي من أسماء مفترسة ، وفي الصحراء ثعالب ودببة وغيرها للعابرين ، ليس معني أنك في مكانك أنه لا مخاوف ، سبحان من كتب في كتابه ( ولنبلونكم بشيء من الخوف ) لابد أن تختبر الخوف مرة أو مرات في حياتك ، كل علي قدر إيمانه ، سيحدث سيحدث ، إذن هنا المفتاح أن يقول لك استعذ برب الفلق ، وإن كنت أنا وأنت لا نعلق قدر الفلق ، فليعلمه العلماء .

4 - من شر ما خلق: إنس وجن وحيوانات مفترسة وغيرها: فما هي غيرها ... ما نعلمه أن الهندسة الوراثية اليوم تنتج مفترسات من أول الأميبا إلي الديناصور ولكن بخلية حية ( DNA ) إذن هل هذا من ضمن خلق الله ؟ لأن الخلية الأولي التي يعملون بها من صنع الإله، هم يسمونها الطبيعة الأم ، ونحن نسميها الله - تبارك وتعالي - بالطبع الله أعلي وأعلم .

5 - ومن شر غاسق إذا وقب: الغسق: الليل إذا اشتدت ظلمته - وقَب اللّيلُ :دَخَل في كُلِّ شيءٍ وشمله بظلامه، ومن شر الليل ، يحفزنا الله - تبارك وتعالي - أن نستعيذ من شر الليل إذا دخل ، هل ونحن مسافرون أم حاضرون؟ هل ونحن نائمون في الليل أم مستيقظون ؟ وهل يفرق؟ نعم يفرق: ونحن مسافرون: ربما كان هناك قطاع طريق - ربما ضللنا الطريق فانحرفنا لمكان غير مأهول بالسكان فمررنا بحيوانات مفترسة ، وإن كنا في بيتنا: فمعظم الشرر يقع في الليل ، ينبهنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم من أول ساعة من الليل بعد المغرب أن نغطي الأواني ... الحديث المشهور ، وتحدث النوبات القلبية لمعظم من عنده أمراض قلب في آخر ساعة من الليل وقرب طلوع النهار ، ومن يستيقظ بالليل يعطل هرمون النمو ، وهرمون النمو لا يقتصر علي نمو الاطفال، بل للكبار عند هذا الهرمون تنمية العضلات وإصلاح وترميم العظام وغيرها ، مرة أخري/ عتندما يقول لك الله ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قف في نفسك تبجيلاً لليل ، حفظنا الله من شر النوازل .

6 - ومن شر النفاثات في العقد: لن أحدثك عن هذه الشريرة التي ذهبت للكعبة بأموالها الحرام فلم تري الكعبة ، فهي قصة مشهورة لأنها كانت تقوم بعمل السحر للناس ، لماذا؟ لأن هؤلاء لا يعلمون إلا الشر واختاروا أن تنمو بطونهم من الحرام وبطون أولادهم وأحفادهم ، ولهم سطوة وعزوة ومنعة ولا يقدر عليهم أمن لأانهم يأمنون أنفسهم بأحلام البسطاء ، بالطبع ( إلا من آمن وتاب وأرجع الحق لأصحابه وهيهات هيهات) ولكن سأحدثك عن من تتضايق من زوجها الذي تزوج عليها فتقوم بعمل السحر له ( الطلاق أنظف ويغور بمن تزوجها ) أو من يقوم بعمل السخر لمطلقته حتي لا تتزوج من بعده ، أو صديقة مقربة لصديقتها المخلصة لها التي لا تتوقع منها الشر ابدا ؟ هل أنت هذا الشخص؟ اعترف ولو بين نفسك أنك قمت بكبيرة وخاصة لو كانت في حق مؤمنين ، ارجع الحق لأصحابه فهي مجرد دائرة صغيرة قبل ما تنتهي وتغلق ( أوراقك الرسمية وتموت ) ستغلق عليك هذه الدائرة بنفس النقطة التي بدأت أنت بها: ماذا أقصد: ماذا قمت بعمل سحر لصديقة عمرك؟ بضياع الحال والتخبط في الحياة وانتي سارت بك الحياة كما يرام ؟ إن كل ساق لابد أن يُسقي من نفس الكأس الذي شرب الآخرين منها إما في نفسه أو أولاده ، فليتوب من يشعر بأهمية الأمر .

7 - ومن شر حاسد إذا حسد: نهينا عن البغي ، والبغي: الزيادة عن الحد في موقف ما ، فتأخذك الغيرة أو الغضب فتأخذ أكثر من حقك، والرسول - صلي الله عليه وسلم - أوصانا بأن لا نحسد ولأنه يعلم أننا بشر وممكن الحسد يتسلل لأنفسنا عندما نري من هو فوقنا في شيء من أشياء الدنيا ، صحح لنا نظرة الحسد أو قل قنن نظرة الحسد في حديثين وهما :

الحديث الأول

حديث ابن مسعود ، عن النبي ﷺ قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها[1]، متفق عليه.

الحديث الثاني

قال ابن أبي عاصم رحمه الله في "الآحاد والمثاني" (1962) حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (ثَلاثٌ لازِمَاتٌ لأُمَّتِي : الطِّيَرَةُ ، وَالْحَسَدُ ، وَسُوءُ الظَّنِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ : فَمَا يُذْهِبُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّنْ كُنَّ فِيهِ ؟ قَالَ : إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفِرْ ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلاَ تَحَقِّقْ ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَأَمْضِهِ) .

قال المناوي رحمه الله :

" لأن الحسد واقع في النفس كأنها مجبولة عليه ، فلذلك عذرت فيه ، فإذا استرسلت فيه بمقالها وفعالها كانت باغية .

ومخرجه من الطيرة – وهي التشاؤم - أن لا يرجع عن مقصده ، بل يعزم ويتوكل على ربه.

ومخرجه من الظن أن لا يحقق ، فلا يعمل بمقتضاه ، بل يتوقف عن القطع والعمل به .

ومخرجه من الحسد أن لا يبغي على المحسود " انتهى بتصرف .


والله أعلي وأعلم

3 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

سورة المسد

المواصفات العامة للسورة سُورَةُ المَسَدِ هي سورة مكية عدد آياتها 5 وترتيبها في المصحف 111 بدأت بالدعاء على عبد العزى بن عبد المطلب...

コメント

5つ星のうち0と評価されています。
まだ評価がありません

評価を追加
bottom of page