top of page

سورة البروج

الوصف العام للسورة الكريمة
السورة

مكية

عدد آياتها

22

ترتيبها في المصحف

85

سبب نزولها

جاءت تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وتشجيعا لهم على تحملهم أذى قومهم، ثم ضربت لهم الأمثال بأصحاب الأخدود، وفرعون وثمود. وتخلل ذلك ما به تقر نفوس المؤمنين ببيان نهاية الكفار، ونهاية المؤمنين، على أنها لم تغفل ذكر القرآن في نهايتها.

التفسير
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ (1)

أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر,واختلف أهل التأويل في معنى البروج في هذا الموضع

فقال بعضهم

والسماء ذات القصور. قالوا: والبروج: القصور.

قال آخرون

هي الكواكب

وآخرون

النجوم

ذات الرمل والماء

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال

والسماء ذات منازل الشمس والقمر، وذلك أن البروج جمع برج، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة وهي اثنا عشر برجًا، فمسير القمر في كلّ برج منها يومان وثلث، فذلك ثمانية وعشرون منـزلا ثم يستسرّ ليلتين، ومسير الشمس في كلّ برج منها شهر.


التفسير العلمي للآية الكريمة
السماء فوق الغيوم

السماء هي منظر صاعد لأعلى من سطح الأرض. يشمل الغلاف الجوي والفضاء الخارجي. يمكن اعتباره أيضًا مكانًا بين الأرض والفضاء الخارجي ، وبالتالي يختلف عن الفضاء الخارجي

في مجال علم الفلك

تسمى السماء أيضًا الكرة السماوية. هذا كرة مجردة ، متحدة المركز على الأرض ، حيث يبدو أن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تنجرف. ينقسم المجال السماوي تقليديًا إلى مناطق معينة تسمى الأبراج

عادة ، يشير مصطلح السماء بشكل غير رسمي إلى منظور من سطح الأرض ؛ ومع ذلك ، يمكن أن يختلف المعنى والاستخدام. يمكن للمراقب على سطح الأرض أن يرى جزءًا صغيرًا من السماء ، والذي يشبه القبة (تسمى أحيانًا وعاء السماء) يظهر بشكل مسطح أثناء النهار منه في الليل. في بعض الحالات ، كما هو الحال عند مناقشة الطقس ، تشير السماء فقط إلى الطبقات السفلية والأكثر كثافة من الغلاف الجوي. تظهر سماء النهار باللون الأزرق لأن جزيئات الهواء تبعثر أطوال موجات أقصر من ضوء الشمس أكثر من تلك الأطول (ضوء أحمر) تظهر سماء الليل لتكون سطحًا داكنًا في الغالب أو منطقة متلألئة بالنجوم. يمكن رؤية الشمس والقمر أحيانًا في سماء النهار ما لم تحجبها السحب. في الليل ، يظهر القمر والكواكب والنجوم بالمثل في السماء.

الشاهد من التفسير العلمي

أن الرابط بعنوان السماء: يتحدث من ضمن ما تحدث علي أن هناك : مجال سماوي تقليديًا ينقسم إلى مناطق معينة تسمى الأبراج، ومعني ذلك أن علماء الفلك أنفسهم يسمون أجزاء من السماء بعينها ( أبراج) والله أعلي وأعلم

وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ (2)

وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه, وأقسم باليوم الذي وعدته عبادي لفصل القضاء بينهم، وذلك يوم القيامة.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ"

عن قتادة

القيامة

قال ابن زيد

يوم القيامة

وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ (3)

وشاهد يشهد, ومشهود يشهد عليه، ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله, فإن القسم بغير الله شرك، اختلف أهل التأويل في معنى ذلك

فقال بعضهم

الشاهد: وهو يوم الجمعة، والمشهود: وهو يوم عرفة

وقال آخرون

الشاهد: الإنسان والمشهود: يوم القيامة.

عن ابن حرملة، عن سعيد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" إنَّ سَيدَ الأيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ الْشَّاهِدُ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ".

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

" الْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالْشَّاهِدُ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيْرٍ إلا اسْتَجَابَ لَهُ، وَلا يَسْتَعِيذُهُ مِنْ شَرٍّ إلا أعَاذَهُ".

وقال آخرون

الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة.

عن ابن عباس قال

الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة، ثم قرأ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ .

سأل رجل الحسن بن عليّ، عن ( وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال

سألتَ أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت ابن عمر وابن الزبير، فقالا يوم الذبح ويوم الجمعة؛ قال: لا ولكن الشاهد: محمد، ثم قرأ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا والمشهود: يوم القيامة، ثم قرأ: ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ .

عن مجاهد

قال: الشاهد: ابن آدم، والمشهود يوم القيامة.

وقال آخرون

الشاهد: الله، والمشهود: يوم القيامة.

عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" أَكْثِرُوا عَليَّ الصَّلاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ يَوْمٌ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلائِكَةُ".

قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ (4)

هلك وعذب ولعن الذين شقوا في الأرض شقا عظيما, لتعذيب المؤمنين, أقوال العلماء في الآية الكريمة

لعن أصحاب الأخدود

خبر من الله عن النار أنها قتلتهم

وقد اختلف أهل العلم في أصحاب الأخدود
قال بعضهم

قوم كانوا أهل كتاب من بقايا المجوس ودليل ذلك:

عن جعفر عن ابن أبزى، قال: لما رجع المهاجرون من بعض غزواتهم

بلغهم نعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال بعضهم لبعض: أيّ الأحكام تجري في المجوس، وإنهم ليسوا بأهل كتاب، وليسوا من مشركي العرب، فقال عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه: قد كانوا أهل كتاب، وقد كانت الخمر أُحلَّت لهم، فشربها ملك من ملوكهم حتى ثمل منها، فتناول أخته فوقع عليها، فلما ذهب عنه السكر قال لها: ويحك، فما المخرج مما ابتليتُ به؟ فقالت: اخطب الناس، فقل: يا أُّيها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات، فقام خطيبًا، فقال: يا أيُّها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات، فقال الناس: إنا نبرأ إلى الله من هذا القول، ما أتانا به نبيٌّ، ولا وجدناه في كتاب الله، فرجع إليها نادمًا، فقال لها: ويحك، إن الناس قد أبوا عليّ أن يقرّوا بذلك، فقالت: ابسط عليهم السِّياط، ففعل، فبسط عليهم السياط، فأبَوا أن يقرّوا، فرجع إليها نادمًا، فقال: إنهم أبوا أن يقرّوا، فقالت: اخطبهم، فإن أبوا فجرّد فيهم السيف، ففعل، فأبى عليه الناس، فقال لها: قد أبى عليّ الناس، فقالت: خدّ لهم الأخدود، ثم اعرض عليها أهل مملكتك، فمن أقرّ، وإلا فاقذفه في النار، ففعل، ثم عرض عليها أهل مملكته، فمن لم يقرّ منهم قذفه في النار، فأنـزل الله فيهم: ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ) إلى أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ...) فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأخوات والبنات والأمهات.

عن قتادة، قوله

حُدِّثنا أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول: هم ناس بمذارع اليمن، اقتتل مؤمنوها وكفارها، فظهر مؤمنوها على كفارها، ثم اقتتلوا الثانية، فظهر مؤمنوها على كفارها ثم أخذ بعضهم على بعض عهدًا ومواثيق أن لا يغدر بعضهم ببعض، فغدر بهم الكفار فأخذوهم أخذًا، ثم إن رجلا من المؤمنين قال لهم: هل لكم إلى خير، توقدون نارًا ثم تعرضوننا عليها، فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون، ومن لا اقتحم النار، فاسترحتم منه، قال: فأجَّجوا نارًا وعُرِضوا عليها، فجعلوا يقتحمونها صناديدهم، ثم بقيت منهم عجوز كأنها نكصت، فقال لها طفل في حجرها: يا أماه امضي ولا تنافقي. قصّ الله عليكم نبأهم وحديثهم.

عن ابن عباس

هم ناس من بني إسرائيل خدّوا أخدودًا في الأرض، ثم أوقدوا فيها نارًا، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء، فعُرِضوا عليها، وزعموا أنه دانيال وأصحابه.

عن مجاهد

كان شقوق في الأرض بنَجْرَان كانوا يعذّبون فيها الناس.

قال ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول

يزعمون أن أصحاب الأخدود من بني إسرائيل، أخذوا رجالا ونساء، فخدّوا لهم أخدودًا، ثم أوقدوا فيها النيران، فأقاموا المؤمنين عليها، فقالوا: تكفرون أو نقذفكم في النار.

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" كان فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ، وَكَانَ لَهُ ساحِرٌ، فَأَتَى السَّاحِرُ الْمَلِكَ فَقَالَ: قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَدَنَا أجَلِي، فَادْفَعْ لِي غُلامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ " ، قال: " فَدَفَعَ إلَيْهِ غُلامًا يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ " ، قَالَ: " فَكَانَ الغُلامُ يَخْتَلِفُ إلى السَّاحِرِ، وكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَبَيْنَ المَلِكِ رَاهِبٌ " ، قال: " فَكَانَ الغُلامُ إذَا مَرَّ بالرَّاهِبِ قَعَدَ إلَيْهِ فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ، فَأُعْجِبَ بِكَلامِهِ، فَكَانَ الغُلامُ إذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ وَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ وَإذَا أَتَى أَهْلَهُ قَعَدَ عِنْدَ الرَّاهِبِ يَسْمَعُ كَلامَهُ، فَإذَا رَجَعَ إلى أَهْلِهِ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا: مَا حَبَسَكَ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إذَا قَالَ لَكَ السَّاحِرُ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي، وَإذَا قَالَ أَهْلُكَ: مَا حَبَسَكَ؟ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ . فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إذْ مَرَّ في طَرِيقٍ وَإذَا دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي الطَّرِيقِ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ لا تَدَعُهُمْ يَجُوزُونَ، فَقَالَ الْغُلامُ: الآنَ أَعْلَمُ: أَمْرُ السَّاحِرِ أَرْضَى عِنْدَ اللهِ أَمْ أَمْرُ الرَّاهِبِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ حَجَرًا " ، قَالَ: فَقَالَ: " اللَّهُمْ إنْ كَانَ أمْرُ الرَّاهِبِ أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ، فَإنِّي أَرْمِي بِحَجَرِي هَذَا فَيَقْتُلَهُ وَيَمُرُّ النَّاسُ، قَالَ: فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا، وَجَازَ النَّاسُ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّاهِبَ " ، قَالَ: وَأَتَاهُ الْغُلامُ فَقَالَ الرَّاهِبُ لِلْغُلامِ: إنَّكَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإنِ ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّنَّ عَلَيَّ " ؛ قَالَ: " وَكَانَ الْغُلامُ يُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَسَائِرَ الأدوَاءِ، وَكَانَ لِلْمَلِكِ جَلِيسٌ، قَالَ: فَعَمِيَ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إنَّ هَاهُنَا غُلامًا يُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَسَائِرَ الأدْوَاءِ فَلَوْ أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: " فَاتَّخَذَ لَهُ هَدَايا " ؛ قَالَ: " ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: يَا غُلامُ، إنْ أَبْرَأْتَنِي فَهَذِهِ الهَدَايَا كُلُّهَا لَكَ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِطَبِيبٍ يشْفِيكَ، وَلَكِنَّ اللهَ يَشْفِي، فَإذَا آمَنْتَ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكَ " ، قَالَ: " فَآمَنَ &; 24-340 &; الأعْمَى، فَدَعَا اللهَ فَشَفَاهُ، فَقَعَدَ الأعْمَى إلى الْمَلِكِ كَمَا كَانَ يَقْعُدُ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: أَلَيْسَ كُنْتَ أَعْمَى؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَنْ شَفَاكَ؟ قَالَ: رَبِّي، قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيرِي؟ قَالَ: نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ " ، قَالَ: " فَأَخَدَهُ بِالْعَذَابِ فَقَالَ: لَتَدُلَّنِي عَلَى مَنْ عَلَّمَكَ هَذَا " ، قَالَ: " فَدَلَّ عَلَى الغلامِ، فَدَعَا الغُلامَ فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ " ، قَالَ: " فَأَبَى الْغُلامُ " ؛ قَالَ: فَأَخَذَهُ بِالْعَذَابِ " ، قَالَ: " فَدَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَأَخَذَ الرَّاهِبَ فَقَالَ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكِ فَأَبَى " ، قَالَ: " فَوَضَعَ المِنْشَارَ عَلَى هَامَتِهِ فَشَقَّهُ حَتّى بَلَغَ الأرْضَ " ، قَالَ: " وَأَخَذَ الأعْمَى فَقَالَ: لَتَرْجِعَنَّ أوْ لأقْتُلَنَّكَ " ، قَالَ: " فَأَبَى الأعْمَى، فَوَضَعَ المِنْشَارَ عَلَى هَامَتِهِ فَشَقَّهُ حَتّى بَلَغَ الأرْضَ ، ثُمَّ قَالَ لِلْغُلامِ: لَتَرْجِعَنَّ أوْ لأقْتُلَنَّكَ " ، قال: " فَأَبَى " ، قَالَ: " فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ حَتَّى تَبْلُغُوا بِهِ ذِرْوَةَ الْجَبَلِ، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإلا فَدَهْدِهُوهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا بِه ذِرْوَةَ الْجَبَلِ فَوَقَعُوا فَمَاتُوا كُلُّهُمْ. وَجَاءَ الغُلامُ يَتَلَمَّسُ حَتّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ: أَيْنَ أصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهمُ اللهُ. قَالَ: فَاذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ فَتَوَسَّطُوا بِهِ البَحْرَ، فَإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإلا فَغَرِّقُوهُ " قال: " فَذَهَبُوا بِهِ، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ قَالَ الْغُلامُ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ. وَجَاءَ الغُلامُ يَتَلَمَّسُ حَتّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ المَلِكُ: أَيْنَ أصْحَابُكَ؟ قَالَ: دَعَوْتُ اللهَ فَكَفَانِِيهمْ، قَالَ: لأقْتُلَنَّكَ، قَالَ: مَا أَنْتَ بِقَاتِلِي حَتّى تَصْنَعَ مَا آمُرُكَ " ، قَالَ: " فَقَالَ الْغُلامُ لِلْمَلِكِ: اجْمَعِ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اصْلُبْنِي، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي فَارْمِنِي وَقُلْ: باسْمِ رَبِّ الْغُلامِ فَإِنَّكَ سَتَقْتُلُنِي " ، قَالَ: " فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ " ، قَالَ: " وَصَلَبَهُ وَأَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ رَمَى، فَقَالَ: باسْمِ رَبِّ الغُلامِ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِ الْغُلامِ، فَوَضَعَ يَدَهُ هَكَذَا عَلَى صُدْغِهِ وَمَاتَ الْغُلامُ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ، فَقَالُوا للْمَلِكِ: مَا صَنَعْتَ، الَّذي كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَقَعَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَأُخِذَتْ، وَخَدَّ الأخْدُودَ وضَرَّمَ فِيهِ النِّيرَانَ، وَأَخَذَهُمْ وَقَالَ: إنْ رَجَعُوا وَإلا فَأَلْقُوهُمْ فِي النَّارِ " ، قَالَ: " فَكَانُوا يُلْقُونَهُمْ فِي النَّارِ " ، قَالَ: " فَجَاءتِ امْرأةٌ مَعَها صَبِيٌّ لَهَا " ، قَالَ: " فَلَمَّا ذَهَبَتْ تَقْتَحِمُ وَجَدَتْ حَرَّ النَّارِ، فَنَكَصَتْ " ، قَالَ: " فَقَالَ لَهَا صَبِيُّهَا يا أُمَّاهُ امْضِي فَإنَّكِ عَلَى الْحَقِّ، فَاقْتَحَمَتْ فِي النَّارِ".

وآخرون

عن الربيع بن أنس، قال

كان أصحاب الأخدود قومًا مؤمنين اعتزلوا الناس في الفترة، وإن جبارًا من عَبَدَة الأوثان أرسل إليهم، فعرض عليهم الدخول في دينه، فأبوا، فخدّ أخدودًا، وأوقد فيه نارًا، ثم خيرهم بين الدخول في دينه، وبين إلقائهم في النار، فاختاروا إلقاءهم في النار، على الرجوع عن دينهم، فألقوا في النار، فنجَّى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار من الحريق، بأن قبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار، وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم، فذلك قول الله: فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ في الآخرة وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا.

ملحوظة علمية حول الآية الكريمة

"ما هي المخاطر الوراثية لأخ وأخته أنجبوا طفلًا معًا؟"

ربما تكون محقًا في أن العديد من قوانين سفاح القربى قائمة على أساس اجتماعي وليس بيولوجيًا. هذا هو الحال بالتأكيد في تلك التي تمنع زواج ابن العم الأول ، تشجع العديد من الثقافات على زواج أولاد العم ، ويبدو أن أطفالهم آمنون جدًا. أظهرت الدراسات الحديثة أن خطر انتقال الأمراض لأبناء العمومة من الدرجة الأولى يزيد بنسبة 2-3٪ فقط عن الأشخاص غير المرتبطين.


لكن هناك بالتأكيد بيولوجيا جيدة وراء القوانين التي تحظر على الإخوة والأخوات إنجاب الأطفال. يكون خطر انتقال المرض الوراثي أعلى بكثير بالنسبة للأشقاء من أبناء العمومة من الدرجة الأولى ، وللتحديد أكثر ، فإن الشقيقين اللذين لديهما أطفال معًا لديهم فرصة أكبر لنقل مرض متنحي إلى أطفالهم.

الوراثة المتنحية الجسدية

كل منا لديه بعض جينات المرض المتنحية. لكن عادة ما يكون لدينا نسخة ثانية تعمل من هذا الجين لتجعلنا أصحاء. عندما يكون لديك نسخة عادية واحدة ونسخة مرضية واحدة من الجين ، يُطلق عليك اسم "حامل" المرض. لا يظهر حاملو المرض علامات المرض ، لكن يمكنهم نقل نسخة المرض من الجين إلى أطفالهم. ومع ذلك ، ، يجب أن يكون كلا الوالدين حاملين للمرض حتى يحصل أطفالهم على فرصة للإصابة بالمرض.


تخيل اضطرابًا نادرًا حقًا مثل عمى الألوان الكامل أو عمى الألوان الكلي. في مكان ما بين 1 في 20000 و 1 من كل 50000 شخص مصاب بهذا المرض. يُترجم هذا إلى أن شخصًا واحدًا من كل 100 شخص حامل للمرض ، إذا استخدمنا نفس المثال حيث يكون الأب ناقلًا لجين المرض ، فإن فرص إنجاب شقيقين لطفل مصاب بالمرض هي نفسها ، 1 من 16. بالنسبة لأحد هؤلاء الأطفال وأحد الوالدين غير الأقرباء ينخفض إلى 1 في 800. لذا فإن الأخوة لديهم مخاطر أعلى بمقدار 50 ضعفًا! السبب في أنني اخترت هذه الحالة بالذات هو أن هناك جزيرة في المحيط الهادئ بها حوالي 5-10٪ من الناس لديهم عمى الألوان الكلي. السبب وراء إصابة العديد من سكان جزر بينجيلابيز بعمى ألوان كلي هو أن السكان الحاليين تأسسوا على يد حفنة فقط من الناجين من الإعصار.


كان هناك عدد قليل جدًا من الناجين لدرجة أن الجزيرة أعيد توطينها من خلال العديد من الزيجات وثيقة الصلة. وكان أحد الناجين الأصليين حاملاً لعمى الألوان الكلي. نتيجة لذلك ، أصبح من الشائع الآن أن يصاب هؤلاء الأشخاص بالمرض. وقد انخفض عدد الحاملات من 1 في 100 إلى حوالي 1 من كل 3. هذا مثال واضح على كيف يمكن للزيجات وثيقة الصلة أن تسبب مشاكل وراثية للأجيال اللاحقة. تشمل الأمثلة الأخرى الأميش واليهود الأشكناز والملوك الأوروبيين. تذكر أن الأمثلة التي استخدمناها هي لجينات متنحية واحدة. على الأرجح أن الأب لديه المزيد من هذه الجينات وأمي لديها بعض أيضًا. هذا يعني أن المخاطر أعلى حتى من 1 في 16.

ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ (5)

وأوقدوا النار الشديدة ذات الوقود، ذات الحطب الجزل

إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ (6)

قعود على الأخدود ملازمون له، لشفير الأخدود


وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ (7)

وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضور، يعني بذلك الكفار

وَمَا نَقَمُواْ مِنۡهُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (8)

وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالب, الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه،

ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ (9)

والله على فِعْل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد، وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه، وهو مجازيهم جزاءهم، الذي له ملك السموات والأرض, وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد, لا يخفى عليه شيء.

إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ (10)

إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار. ليصرفوهم عن دين الله, ثم لم يتوبها, فلهم في الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب الشديد المحرق.

إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ (11)

إن الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ذلك الفوز العظيم، إن الذين أقرّوا بتوحيد الله، وهم هؤلاء القوم الذين حرّقهم أصحاب الأخدود وغيرهم من سائر أهل التوحيد ( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يقول: وعملوا بطاعة الله، وأْتَمروا لأمره، وانتهَوْا عما نهاهم عنه لهم في الآخرة عند الله بساتين تجري من تحتها الأنهار والخمر واللبن والعسل ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ) يقول: هذا الذي هو لهؤلاء المؤمنين في الآخرة، هو الظفر الكبير بما طلبوا والتمسوا بإيمانهم بالله في الدنيا، وعملهم بما أمرهم الله به فيها ورضيه منهم.

إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)

إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه، وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد، وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أن يُحلّ بهم من عذابه ونقمته، نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به، وتكذيبهم رسوله، وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم.

إِنَّهُۥ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ (13)

إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لعظيم شديد, يحدث خلقه ابتداء، ثم يميتهم، ثم يعيدهم أحياء بعد مماتهم، كهيئتهم قبل مماتهم.

سمعت الضحاك

أي الخلق

قال ابن زيد، في قوله: ( يُبْدِئُ وَيُعِيدُ )

يُبْدِئُ الخلق حين خلقه، ويعيده يوم القيامة

وقال آخرون

بل معنى ذلك: إنه هو يُبْدِئُ العذاب ويعيده.

عن ابن عباس ( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ )

يُبْدِئُ العذاب ويعيده

عن ابن عباس

وهو أنه يُبْدِئُ العذاب لأهل الكفر به ويعيد، كما قال جلّ ثناؤه: فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ في الدنيا، فأبدأ ذلك لهم في الدنيا، وهو يعيده لهم في الآخرة.

وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ (14)
عن ابن عباس، قوله: ( الْغَفُورُ الْوَدُودُ )

الحبيب - الرحيم

ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ (15)
عن ابن عباس، قوله: ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) يقول

صاحب العرش الكريم

فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ (16)

هو غفار لذنوب من شاء من عباده إذا تاب وأناب منها، معاقب من أصرّ عليها وأقام، لا يمنعه مانع، مِنْ فِعْل أراد أن يفعله، ولا يحول بينه وبين ذلك حائل، لأن له مُلك السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم، فهو - سبحانه - فعال لما يريد, لا يمتنع عليه شيء يريده.

هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ (17)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: هل جاءك يا محمد حديث الجنود الذين تجندوا على الله ورسوله بأذاهم ومكروههم؛ يقول: قد أتاك ذلك وعلمته، فاصبر لأذى قومك إياك لما نالوك به من مكروه كما صبر الذين تجند هؤلاء الجنود عليهم من رسلي، ولا يثنيك عن تبليغهم رسالتي، كما لم يُثْن الذين أرسلوا إلى هؤلاء، فإن عاقبة من لم يصدقك ويؤمن بك منهم إلى عطب وهلاك، كالذي كان من هؤلاء الجنود، ثم بين جلّ ثناؤه عن الجنود من هم.

فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ (18)

فرعون وثمود, وما حل بهم من العذاب والنكال, لم يعتبر القوم بذلك, إذ كان رئيس جنده من ذكر جنده وأتباعه. وإنما معنى الكلام: هل أتاك حديث الجنود، فرعون وقومه وثمود، وخفض فرعون ردًّا على الجنود

بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكۡذِيبٖ (19)

ما بهؤلاء القوم الذين يكذّبون بوعيد الله أنهم لم يأتهم أنباء من قبلهم من الأمم المكذّبة رسل الله كفرعون وقومه، وثمود وأشكالهم، وما أحلّ الله بهم من النقم بتكذيبهم الرسل، ولكنهم في تكذيبهم بوحي الله وتنـزيله، إيثارًا منهم لأهوائهم، واتِّباعًا منهم لسنن آبائهم

وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ (20)

بأعمالهم مُحْصٍ لها، لا يخفى عليه منها شيءٌ، وهو مجازيهم على جميعها.والله قد أحاط بهم علما وقدرة, لا يخفى عليه منهم ومن أعمالهم شيء وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر, فكذبوا به,

بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ (21) فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ (22)

بل هو قرآن عظيم كريم، في لوح محفوظ, لا يناله تبديل ولا تحريف، عن مجاهد

في أمّ الكتاب

عن قتادة ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )

عند الله

وقال آخرون

إنما قيل محفوظ لأنه في جبهة إسرافيل.

عن أنس بن مالك

إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله في جَبْهَة إسرافيل


الروابط



4 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Komentarze

Oceniono na 0 z 5 gwiazdek.
Nie ma jeszcze ocen

Oceń
bottom of page