top of page

سورة البلد

Updated: Apr 30, 2023


المواصفات العامة للسورة الكريمة

السورة

مكية: من المفصل

عدد آياتها

20

وترتيبها في المصحف

90

بدأت

بأسلوب قسم لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ

نزلت

بعد سورة ق.

مواضيعها الأساسية

اغترار الإنسان بقوته

تذكير الله بنعمه للعظة والتوجيه

لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ (2)

يقسم تعالى { بِهَذَا الْبَلَدِ } الأمين، الذي هو مكة المكرمة، أفضل البلدان على الإطلاق، خصوصًا وقت حلول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ

إطلالة حول الآية

إن الله - عزوجل - لا يٌقسم إلا بعزيز، والجزء الثلاثون أغلبه قسم ، وهنا القسم بالبلد الحرام ( مكة المكرمة ) لماذا يا تُري؟ هل لأنها تسمي أم القري لموقعها الجغرافي المتميز في وسط العالم ؟ أم لأنها أولي القبلتين، أم إنها بها المسجد الحرام الذي هو من المساجد الذي تشد إليه الرحال ؟ أم إنها الموطن الأم لرسول الله - صلي الله عليه وسلم ، أم إنها موطن باكورة الدعوة الإسلامية ؟ أم إنها بلد حبيبة إلي الله - تعالي - ؟ أم إنها بها زمزم وتذكر من يذهب إليها بالمرأة المصرية زوجة نبي الله ابراهيم - عليه السلام ( هاجر المصرية ) أم أم أم .... الحقيقة لا نعلم لماذا الله - تعالي - يقسم بهذا البلد تحديداً؟ ولماذا لم يذكره باسمه كما الحال مع مصر التي ذكرت بالإسم والصفة ، الله يعلم ونحن لا نعلم، إلا أن كل فهمنا: أن الله يحب هذا البلد الحرام حباً جماً ختي إذا تحدث عنها أقسم بها ، ثم يقول لمحمد صلي الله عليه وسلم ( وأنت حِل بهذا البلد ) وكفي بها نعمة ، حياً وميتاً يارسول الله ، يشتاق إليه الملايين ويذهب لزيارة بيت الله، وزيارة رسول الله في المدينة الملايين ولا يكف عن حب هذه البقعة المباركة إلا من لم يكن له حظ من هذا الدين، والله أعلي وأعلم.

وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ (3)

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } أي: آدم وذريته.

إطلالة حول الآية

ما هذا العدد الذي يقسم به الله - تعالي - ؟ هل يقصد آدم عليه السلام، أم أي والد وما ولد ، الفلاحين ينجبون أطفال كثيرة عبر العصور ، والبدو وغيرهم من القبائل العربية ، ومن أول آدم يليه إدريس ونوح وغيرهم من أوائل البشرية مروراً بيومنا هذا وإلي الأرض ان تخرب ويرثها الله وما عليها ( يقسم بها الله بكل مولود فيها ) إذن ما بر القسم ، فمن يقسم يقسم ليقبت فكرته ، أليس كذلك؟

لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ (4)

وإن لم يفعل، فإنه لا يزال يكابد العذاب الشديد أبد الآباد.يحتمل أن المعنى: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وأقوم خلقة، مقدر على التصرف والأعمال الشديدة، ومع ذلك، [فإنه] لم يشكر الله على هذه النعمة [العظيمة]، بل بطر بالعافية وتجبر على خالقه، فحسب بجهله وظلمه أن هذه الحال ستدوم له، وأن سلطان تصرفه لا ينعزل

إطلالة حول الآية

تخيل كل هذه الأقسام السابقة من من؟ من الله - تعالي - وبنفسه من أجل أن يقول لك علي ما حدث ويحدث وسيحدث فينا جميعا، مؤمنين وكافرين ( لقد خلقنا الإنسان في مشقة ) وانظر لنفسك أتعمل ؟ فالحمد لله علي نعمة العمل إن وجدت: هل تشقي وتذهب ذهابا وإيابا وترجع متعبا ، فالجنة ليست بها مشقة علي سبيل المثال ، هل تذهب للتنزه ؟ هل ترجع محملاً بالسعادة مع تعب اليوم او عدة ايام التي قضيتها ، وزوجتك عليها ترتيب المنزل من جديد أو حتي إداراته إن حالفها الحظ وإخراج الأغراض من الحقائب ، إن كل شيء في الحياة منغص بتعب ، حتي لو كنت من المحظوظين القلة في الدنيا الذين لهم رفاهيات العيش كلها ، فمن تحمل تتعب في حملها وتتعب في ولادتها ، وتسهر علي رضيعها ترضعه ، وغيره ، مهما قلت أنها أشياء ممتعة ، فاحمد الله أنك ممن يتمتع بالتعب، فهناك تعب ومشقة بلا أجر لمجرد الدين ( عبيد ) في كل الأحوال خلق الإنسان من أجل المشقة والتعب هكذا أنت وأنا ونحن خلقنا وتذكر أبيك وأمك ( آدم وحواء ) عند خروجهما من الجنة قال لهما الله - تعالي - (( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ) والمعني أن آدم وحده هو من عليه المشقة ، وحواء سيدة منزل تديره وترتبه وتسيره لزوجها ، أما الآن: فالمرأة تشقي مثلها مثل الرجل، ومن لا تشقي تسعي إلي أن تشقي من أجل تحقيق طموحاتها ، أو تحارب غيرها من أجلها كما في أفغانستان لتتعلم وتعمل وتشقي ... عندما تتعب بعد ذلك تذكر أنها سنة من سنن الحياة أي لن تتبدل أو تتغير بتغير الظروف أو العمر أو حتي الأزمان والعصور التي تتوالي .

أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٞ (5)

{ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه.

إطلالة حول الآية

من بر القسم أيضا، هل يتخيلل هذا الإنسان - إن كان قوياًأو كان غنياً أو كان ذا مكانة اجتماعية مرموقة ، أو كان ممن عزز نفسه بالتعزيزات المحسنة مثل علي سبيل المثال لا الحصر ( تحسين النسل - الأطفال المصممين - الأدوية المعززة للصحة - الإنسان المؤل ... الخ ) أن لن يقدر عليه أحد ... لا هذا الفكر مغلوط ، والعجيب: أن الله - تعالي - يسأل السؤال ولا يضع إجابة له، بل يتركك أنت أن تجيب علي السؤال .

يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالٗا لُّبَدًا (6)

أي: كثيًرا، بعضه فوق بعض.وسمى الله تعالى الإنفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكًا، لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق، ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والخسار والتعب والقلة، لا كمن أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير، فإن هذا قد تاجر مع الله، وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.

إطلالة حول الآية

يقول هذا الإنسان ( أهلكت مالا كثيرا ، انظر: هل أنت غني ام فقير أم بين بين؟ أي ما كانت حالتك المالية ، منذ أن أصبح المال في حوزتك وتحت تصرفك: أنفقت الكثير أم القليل؟ لو لاحظت: ستجد نفسك أنفقت الكثير جداً علي نفسك وإن كنت كريم بعض الشيء علي اولادك وزوجتك، أم إن كنت سخي فستنفق علي الفقراء والأيتام والمعوزين ، وهنا فقط لا يسمي إسراف ، ففي كل شيء إسراف إلا في عمل الخير.

أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ (7)

قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات: { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ } أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟ بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله من خير وشر.

إطلالة حول الآية

أيتخيل أن لم يره أحد؟ وهنا أيضاً يترك لك الإجابة ، هل وانت تنفق مالك يمنة ويسرة علي مطامحك ونسيت الأيتام والأرامل والمعوزين وغيرهم كنت تتخيل أنه لا أحد يراك؟

أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ (8)

ثم قرره بنعمه، فقال: { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا.

إطلالة حول الآية

ثم يتركك تجيب علي الأسئلة الماضية ، ويطرح أسئلة جديدة لماذا؟ اسأل نفسك ماذا يفعل بك السؤال: يشغل عقلك أليس كذلك؟ يجعلك تفكر وتفكر - إن كنت صاحب فكر - يجعلك علي الأقل تشك في معارفك وتبدأ في فلترتها، الأهم: هنا السؤال: ألم نجعل له عينين ، وهو سؤال الطفل الصغير يستطيع أن يجيب عليه بسهولة ويسر، فلما مثل هذا السؤال؟ انظر في المرآة: هل تري لك عينين ؟ نعم وكلنا فما العجب إذن ؟ إنها من وسائل إدخال المعلومات إلي العقل ليستوعب ما يراه ويفهمه ، وهناك الملايين محرومين من هذه النعمة ، رد الله بصر كل كفيف .

وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ (9)

ثم قرره بنعمه، فقال: { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا.

إطلالة حول الآية

ولسان وشفتين: لتتحدث ومنا من يتحدث فيفهم منه ما يقول، ومنا من يتحدث فيأخذ بألباب عقلك كما قال الرسول - صلي الله عليه وسلم ( إن من البيان لسحرا ) ومنا من يتكلم فلا يفهم منه شيئا من رعشة في صوت أو خوف أو لثغة في لسان أو غير ذلك ، فاللسان والشفتين من أدوات توصيل المعلومة .

وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ (10)

ثم قال في نعم الدين: { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن } أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي. هذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.

إطلالة حول الآية

وهديناه طريق الخير وطريق الشر ، وقد يقول قائل: لم يهديني أحد ، وهو قول زائف ، لأن الله - تعالي - يقول في كتابه في غير موضع ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) ) فهذا الدين أمره عجيب ، يصلك اينما كنت وبطريقة لم تكن تتوقعها يوما ما ، حتي لو كنت في بلد الإسكيمو أو كنت في خيمة في بلاد لا تُعرف علي الخريطة الدولية ، سيصلك ، وستحاسب علي قدر فهمك لا علي قدر الدين نفسه ، فالدين كبير وتفاصيله عظيمة ، أما فهمك للأمور التي سعيت لتحصيلها هي التي ستحاسب عليها ، الشاهد: أن الله هدي الناس جميعاً بالعقل الاواعي بعض القيم المتفق عليها مثل الكذب والصدق أو مثل الشر والخير وغيرها .


فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ (11) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ (12)

{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ } أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَة


إطلالة حول الآية

أي عقبة يقصدها - المولي عزوجل - ؟ فالعقبات في الدنيا كثير، هل الرسوب في امتحان أو اخفاق في زواج ... الخ ، لا لا بل ارتفع بفكرك لشيء يريده الله منك .


فَكُّ رَقَبَةٍ (13)

وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة { فَكُّ رَقَبَةٍ } أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار.

إطلالة حول الآية

1 - نعم الآن فهمنا، يريد الله منا أن نفك العبيد من عبوديتهم وهي عقبة في الآخرة سينجينا الله منها بفكنا لواحد من العبيد وانتهي الأمر، ولكن ليس هناك عبيد - ما هذا التاريخ الغابر الذي يحدثنا عنه المولي - عزوجل - لا بل العبيد اليوم أكثر من 10 ملايين إنسان تحت نار العبودية أغلبهم نساء وأطفال ، ومن بلاد إسلامية يخرجون لباعوا في سوق النخاسة علي مرأي ومسمع من العالم أجمع ، نساء مسلمات لا تعرف بعد ذلك أيظللن علي إسلامهن أم لا ؟ وأطفال يستغللن جنسياً في صناعة قذرة عابرة للقارات ، ورجال يعملن في أشغال شاقة ولا يمسكون في أيديهم حتي اجراً لأنهم عبيد لقمة العيش ( عبيد دين ) .... الآن: هل تستطيع أن تفك رقبة من العتق ؟ ومن يستطيع ففي السابق كانت الأموال كثيرة جداً ، اليوم طائلة من يستطيع ؟ ألا تخرج زكاتك كلها في رحمة إنسان واحد فقط ، ألا تتفق مع اثنين أو ثلاثة فترحموا إنسان من العتق أو امرأة من موريتانيا ( أكبر بلد مصدر في العالم أجمع للعبيد ) للعلم هي بلد مسلم لمن لا يعرف . سنرفق ملف كامل عن العبيد في آخر هذه السورة الكريمة ( سورة الرفق بضعفاء الأمة إن صح التعبير ) سورة حدثتك في بدايتها عن حب الله للبلد الحرام وعلمه - سبحانه وتعالي - بمدي تعلقك بها ، لكن يسير معك في السورة الكريمة ليرتفع بفكركك هنيهة هنيهة حتي تخرج من تعلقك حتي لو كان مسجد حرام للإنفاق علي الأضعف منك ، فإن كنت من مكثري الحج والعمرة ، فآثرعلي نفسك أن يكون ثمن حجك القادم إخراج واحد من العبيد يأس من كل شيء واحتمالية موته كافر بسبب أنانيتك أنت، والله أعلي وأعلم .


2 - عند قراءتك المتأنية لحلول الإسلام للعبيد - تفضل علي نفسك بوعي الإسلام جملة وتفصيلا، أن الإسلام جعلك تذنب من أجل آخر يعتق ، ومعني هذا الكلام: أن كفارات في الإسلام لا تعطل - حتي قيام الساعة - فجعلت كفارات بعض الذنوب إعتاق رقبة .

أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ (14)

{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.

إطلالة حول الآية

هذا اليوم جاء ، ليس في الزمن الغابر ، في نفس اليوم الذي يوجد به أثرياء غريبة في العالم اليوم مثل قارون وأكثر ، هو نفس اليوم الذي تمتلأ فيه البلدان الأفريقية الإسلامية بالمجاعات ، وما الجديد، طوال حياتنا ونحن نسمع عن البلدان الأفريقية أن بها مجاعات ، نعم ولكن تغير المناخ زاد الأمر سوء بعد سوء ، وكما حدثنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم أن خير القرون الثلاث الأول من بعد الرسالة المحمدية ، ثم كل قرن أسوء من القرن الذي قبله ، صدق الصادق المصدوق ، فلا يوجد يوم يمر بدون سماع زلزال مدمر أو حرب أو فيضان أو غير ذلك ...فالإطعام في هذا اليوم له أجر عظيم ليس مثل الأيام العادية .

يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ (15) أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ (16)

{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ } أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة، { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ } أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.

إطلالة حول الآية

تخيل أن الله وينفسه يوصيك بقريبك اليتيم الذي قد أبيه قبل سن الثانية عشر ، أو مسكين من كثرة مسكنته يعلو التراب وجهه أو ملابسه ، ولن تجد هذا أكثر مما تجده في المجاعات ، رزقنا الله فك أيدينا .

ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ (17)

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس. { وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

إطلالة حول الآية

الآن أنت أنفقت علي اليتيم والمسكين وواحد من العبيد من مثلك؟ ليس هناك مثيل لك في الأرض، لا ، بل لابد أيضاً من أن تكون مؤمن بين جنبيك ، وتتواصي بالصبر مع من حولك من المؤمنين ، فالحياة شديدة الصعوبة ومن يتصدر لخدمة أي محتاج أو حقوق إنسان أو غير ذلك يشعر بمدي صعوبة الأمر ، فيحتاج إلي ان يوصي من لا يستطيع خدمتهم بالصبروهو نفسه يحتاج لمن يصيره ليظل علي خدمة الناس قدر ما يستطيع ، ويتواصوا أيضاً بالمرحمة ( رحمك لحمك ودمك ) أو الرحمة بيننا وبين بعض ، الله أعلي وأعلم .

أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ (18) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ (19) عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ (20)

أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة { أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها، { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا } بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]، ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، { والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَة}، [عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ } أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [والحمد لله].

إطلالة حول الآية

من فعل كل ما جاء أعلي أو جزء منه، كان من أصحاب الميمنة ، والعكس: هم أصحاب المشئمة عليهم نار مغلقة عليهم من كل جانب ، لماذا؟ فقط لأنهم عاشوا لأنفسهم وفقط ، لأنهم لم يشعروا بأهل المجاعات ولو مرة ، أو العبيد أنهم كانت من الممكن أن تستبدل الأدوار ولو مرة ، الله اجعلنا ممن يرحم من في الأرض لترحمنا في السماء يوم نلقاك بإذن الله .

الله ارحمنا من التقصير فالحمل ثقيل.


الإنفاق علي الأيتام: انظر:

الحلول الإسلامية للعبيد : انظر:

المجاعات: انظر الحلول العمرية للمجاعات:


حلول عالمية للمجاعات ( 1)


حلول عالمية للمجاعات ( 2 )


حلول عالمية للمجاعات ( 3 )

الروابط

5 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

コメント

5つ星のうち0と評価されています。
まだ評価がありません

評価を追加
bottom of page