top of page

سورة البينَّة

المواصفات العامة للسورة الكريمة
السورة

مدنية

عدد آياتها

8

وترتيبها في المصحف

98

بدأت

بأسلوب نفي

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ

نزلت بعد

سورة الطلاق.

سبب تسميتها بهذا الإسم

سميت هذه السورة بـــ(البينة)، واسمها مأخوذ من الآية الأولى التي تبتدئ بها حيثُ قوله:﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾، كما تسمّى أيضاً بسورة(لم يكن)، وسورة البريّة وسورة القيّمة، لمناسبة أنّ هذه الكلمات وردت في آياتها. وذُكر أيضاً أنها تسمى بسورة القيامة وسورة البلد وسورة المنفكين. والبينة، بمعنى: الحجة الواضحة، وهو الرسول محمد، وقيل: أنّ المراد من البينة مطلق الرسل، وقيل أيضاً: المراد بها القرآن الكريم. وآياتها


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ 1

( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) وهم اليهود والنصارى ، ( والمشركين ) وهم عبدة الأوثان ، ( منفكين ) [ منتهين عن كفرهم وشركهم ، وقال أهل اللغة ] : زائلين منفصلين ، يقال : فككت الشيء فانفك ، أي : انفصل ، ( حتى تأتيهم البينة ) لفظه مستقبل ومعناه الماضي ، أي : حتى أتتهم البينة ، الحجة الواضحة ، يعني : محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، أتاهم بالقرآن فبين لهم [ ضلالاتهم ] وجهالتهم ودعاهم إلى الإيمان . فهذه الآية فيمن آمن من الفريقين ، أخبر أنهم لم ينتهوا عن الكفر حتى أتاهم الرسول فدعاهم إلى الإيمان فآمنوا فأنقذهم الله من الجهل والضلالة

رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً 2

ثم فسر البينة فقال : ( رسول من الله يتلو ) يقرأ ( صحفا ) كتبا ، يريد ما يتضمنه الصحف من المكتوب فيها ، وهو القرآن ; لأنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن [ الكتاب ] ، قوله : ( مطهرة ) من الباطل والكذب والزور .

فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ 3

"فيها"، أي في الصحف، "كتب"، يعني الآيات والأحكام المكتوبة فيها، "قيمة"، عادلة مستقيمة غير ذات عوج.

إطلالة حول الآية

1 - الصحف المطهرة بها ( كتب قيمة ) وكأنها كناية عن كتابة الكتب وتجليدها أنها ستظهر في المستقبل ، والله أعلم .

2 - الأشياء القيمة تحفظ في أشياء قيمة ولكنها أقل قيمة مثل صناديق حفظ القرآن ، أو حتي الغلاف ، هو مطهر لأنه يحفظ المطهر من التلف ، والله أعلم

3 - متي تقول عن الشيء أنه قيم ؟ عندما يحمل قيم ومباديء ومُثل عليا إن سار علي نهجها أي أحد ، سار في الإتجاه القويم أليس كذلك ؟ فما بالك من الذي يقول ؟ الله - تعالي - خالق الكون وهو علي الحقيقة من يعرف ما هي الأشياء القيمة في هذه الحياة ، والحياة مليئة بالمعادن القيمة وبالكتب القيمة وبالأماكن القيمة ..الخ ، ولكن إذا قال لك هو وبنفسه - سبحانه وتعالي - عن شيء أنه قيم فلتأخذ كل تركيزك نحو هذا القيم . والله أعلي وأعلم .

وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ 4

( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب ) في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ( إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) أي البيان في كتبهم أنه نبي مرسل لم يزل أهل الكتاب مجتمعين في تصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى بعثه الله ، فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا ، فآمن به بعضهم ، وكفر آخرون .

وقال بعض أئمة اللغة

معنى قوله " منفكين " : هالكين ، من قولهم : انفك [ صلا ] المرأة عند الولادة ، وهو أن ينفصل فلا يلتئم فتهلك ومعنى الآية : لم يكونوا هالكين معذبين إلا من بعد قيام الحجة عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب ، والأول أصح .

إطلالة حول الآية

أهل الكتاب تفرقوا من بعد ما وصل لهم العلم ، اترك أهل الكتاب فحسابهم علي الله ، وأنا وأنت هل تفرقنا بعد العلم؟ هل تفرقنا إلي شيعة وسٌنة ، وداخل السُنة إلي إخوان وسلفيين ومجاهدين وراديكاليين ...الخ ارجع ببصرك للآية مرة أخري: ما كانت فرقة أهل الكتاب إلا بعد العلم، العلم من فتن الله في الأرض ، يتفرق الناس تفرق عظيماً بعد حصولهم علي العلم ، منهم من يتكبر ومنهم من يكفر ومنهم من يزداد إيماناً ، والعبرة من بعد العلم وليس قبله ، مسأل الله الثبات ختي الممات .


وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ 5

ثم ذكر ما أمروا به في كتبهم فقال : ( وما أمروا ) يعني هؤلاء الكفار ، ( إلا ليعبدوا الله ) يعني إلا أن يعبدوا الله ، ( مخلصين له الدين ) قال ابن عباس : ما أمروا في التوراة والإنجيل إلا [ بالإخلاص في ] العبادة لله موحدين ، ( حنفاء ) مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام ، ( ويقيموا الصلاة ) المكتوبة في أوقاتها ، ( ويؤتوا الزكاة ) عند محلها ، ( وذلك ) الذي أمروا به ، ( دين القيمة ) أي الملة والشريعة المستقيمة . أضاف الدين إلى القيمة وهي نعته ، لاختلاف اللفظين ، وأنث " القيمة " ردا بها إلى الملة .

وقيل : الهاء فيه للمبالغة ، وقيل : " القيمة " هي الكتب التي جرى ذكرها ، أي وذلك دين الكتب القيمة فيما تدعو إليه وتأمر به ، كما قال : وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ( البقرة 213 ) .

قال النضر بن شميل

سألت الخليل بن أحمد عن قوله : " وذلك دين القيمة " ؟ فقال : " القيمة " : جمع القيم ، والقيم والقائم واحد ، ومجاز الآية : وذلك دين القائمين لله بالتوحيد .

إطلالة حول الآية

هي مجرد أوامر وعندما تفعلها ـ تعلم أنك حملت في عنقك دين القيمة، الأوامر مثل: عبادة الله بإخلاص ، وهل هناك من يتكفل عبادة الله في الأرض ويكون غير مخلص له، نعم هناك ناس كثيرة تفعل - نسأل الله المعافاة أن نكون منهم - ولكن في الأغلب من المسلمين القدامي ، فلا نتخيل أن يكون أجنبي يدخل الإيمان بالله حديثاً وهو غير مخلص أو يراءي المسلمين مثلاً ، إن عدم الإخلاص يأتي في البيئة الإيمانية الصحية التي يكون فيها الإيمان عميق فيبقي الغير مخلص علي إخلاصه أمام الناس كنوع من أنواع القبول الإجتماعي في مجموع المؤمنين ، أما إذا كان الإيمان شحيح وهناك من يخلص لله - تعالي - نسأل الله - تعالي - أن نأخذ قدر منه

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ 6

ثم ذكر ما للفريقين فقال : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) قرأ نافع وابن عامر " البريئة " بالهمزة في الحرفين لأنه من قولهم : برأ الله الخلق وقرأ الآخرون مشددا بغير همز كالذرية ترك همزها في الاستعمال .

إطلالة حول الآية

لماذا؟ ربما لأنهم علموا الحق السماوي ثم أعرضوا عنه ، فعقيدة المسلمين تحتم علي الناس جميعاً الدخول في الإسلام طواعية وليس كرها ، وإن هذا الدين هو الدين الخاتم للأديان السماوية جمعاء .


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ 7

"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية"

إطلالة حول الآية

لماذا؟ انظر حولك : ستجد ديانات أرضية حوالي 4000 ديانة أرض، إذن المؤمنين بالله علي مراد الله قلة في هذا العالم الذي نعيش فيه، والله بنفسه - سبحانه وتعالي - هو من يتحدث عن أنهم هم خير البرية في رأيه سبحانه وتعالي ، وله الحق في ذلك ، فهو من


جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ 8

( جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) وتناهى عن المعاصي .

وقيل : الرضا ينقسم إلى قسمين

رضا به: ربا ومدبرا

ورضا عنه : والرضا عنه : فيما يقضي ويقدر .

قال السدي رحمه الله : إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسأله الرضا عنك ؟

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس بن مالك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي : " إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك : " لم يكن الذين كفروا " قال : وسماني ؟ قال : " نعم " فبكى .

وقال همام عن قتادة : " أمرني أن أقرأ عليك القرآن "

2 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page