top of page

سورة الشرح

السورة

سورة مكية، من المفصل

عدد آياتها

8

وترتيبها في المصحف

94

بدأت

بأسلوب استفهام أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ

ولم يُذكر فيها

لفظ الجلالة

نزلت بعد

سورة الضحى

سبب النزول

نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى. وكأنها تكملة لها

إلي التفاصيل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ 1

"ألم نشرح لك صدرك"، ألم نفتح ونوسع ونلين لك قلبك بالإيمان والنبوة والعلم والحكمة.

إطلالة حول الآية

جملة مَّنن الله - تعالي - علي محمد - صلي الله عليه وسلم - يقول له - عزوجل: أم نشرح لك صدرك ... وهي منة لو نعام عظيمة ، فمعظمنا إن لم نكن كلنا وقت مشاكل الحياة العظمي والصغري سواء بسواء يضيق صدرنا بما يحدث ولولا نعمة الإيمان بالله ومعرفة الأجر أو حتي تكفير الذنوب لضاقت صدورنا حتي تتصعد في السماء من كثرة الضيق.

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ 2 الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ 3

قال الحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك : وحططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية ، وهو كقوله : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ( الفتح - 2 ) .وقال الحسين بن الفضل : يعني الخطأ والسهو . وقيل : ذنوب أمتك [ فأضافه ] إليه لاشتغال قلبه بهم ، وقال عبد العزيز بن يحيى وأبو عبيدة : يعني خففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها .

الذي أنقض ظهرك: أثقل ظهرك فأوهنه حتى سمع له نقيض، أي صوت.

إطلالة حول الآية

كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين ، إذن إزالة الذنوب من علي كاهل العبد - من جملة رحمات الله ليس لمحمد - صلي الله عليه وسلم وحسب بل للأمة الإسلامية جمعاء ، فرسول الله مات - صلي الله عليه وسلم - ونحن أحياء إلي حين ، ويأتي من بعدنا مسلمين ، ومن قبلنا يوجد مسلمين ، من جملة رحمات الله غفران الذنوب .

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ 4
ورفعنا لك ذكرك

عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل جبريل - عليه السلام - عن هذه الآية " ورفعنا لك ذكرك " ؟ قال : قال الله تعالى : " إذا ذكرت ذكرت معي " .

وقال عطاء عن ابن عباس

يريد الأذان والإقامة والتشهد والخطبة على المنابر ، ولو أن عبدا عبد الله وصدقه في كل شيء ولم يشهد أن محمدا رسول الله لم ينتفع بشيء ، وكان كافرا .

وقال الضحاك

لا تقبل صلاة [ إلا به ] ولا تجوز خطبة إلا به . وقال مجاهد : [ ورفعنا لك ذكرك ] يعني بالتأذين .

وفيه يقول حسان بن ثابت

ألم تر أن الله أرسل عبده ببرهانه ، والله أعلى وأمجد أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي مع اسمه إذا قال في الخمس المؤذن : أشهد

إطلالة حول الآية

محمد - صلي الله عليه وسلم - مرفوع له ذكره إلي يومنا هذا ، وإلي قيام الساعة ، انظر حولك ستجد زيادة عن 4000 ديانة أرضية برسولها بآلهتها ، بكتبها بتعاليمها ، ومع كل هذا ومع من يدخل هذه الأديان بالوراثة أو بالتبعية أو قسرياَ أو غير ذلك ، إلا أن محمداً رسول الله الخاتم في عقيدتنا ( عقيدة المسلمين ) رُفع ذكره حتي رضي - صلي الله عليه وسلم -

وبعض علماء المسلمين رفع ذكرهم بأعمالهم وبحبهم لهذا الدين ورفعة قدرهم

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 5 إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 6

أي مع الشدة التي أنت فيها من جهاد المشركين يسراً ورخاءً بأن يظهرك عليه حتى ينقادوا للحق الذي جئتهم به، " إن مع العسر يسرا " كرره لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء .

وقال الحسن لما نزلت هذه الآية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

" أبشروا ، قد جاءكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين " .

قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه

لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل ، إنه لن يغلب عسر يسرين .

قال المفسرون : ومعنى قوله

" لن يغلب عسر يسرين " أن الله تعالى كرر العسر بلفظ المعرفة واليسر بلفظ النكرة ، ومن عادة العرب إذا ذكرت اسما معرفا ، ثم أعادته كان الثاني هو الأول ، وإذا ذكرت نكرة ثم أعادته مثله صار اثنين ، وإذا أعادته معرفة فالثاني هو الأول ، كقولك : إذا كسبت ، درهما أنفقت درهما ، فالثاني غير الأول ، وإذا قلت : إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم ، فالثاني هو الأول ، فالعسر في الآية مكرر بلفظ التعريف ، فكان عسرا واحدا ، واليسر مكرر بلفظ [ التنكير ] ، فكانا يسرين ، فكأنه قال : فإن مع العسر يسرا ، إن مع ذلك العسر يسرا آخر .

أن الله بعث نبيه - صلى الله عليه وسلم -

وهو مقل مخف ، فكانت قريش تعيره بذلك ، حتى قالوا : إن كان بك طلب الغنى جمعنا لك مالا حتى تكون كأيسر أهل مكة ، فاغتم النبي لذلك ، فظن أن قومه إنما يكذبونه لفقره ، فعدد الله نعمه عليه في هذه السورة ، ووعده الغنى ، ليسليه بذلك عما خامره من الغم ، فقال : " فإن مع العسر يسرا " ، مجازه : لا يحزنك ما يقولون فإن مع العسر يسرا في الدنيا عاجلا ثم أنجزه ما وعده

إطلالة حول الآية

تضييق أزماننا حينا ، وتنفرج أحيانا ، هكذا الحياة ، والله - تعالي - عودنا الجميل ، فلننظر إلي ما مضي ، أوقات تضييق الحياة وتضييق وتضييق علي رحابتها وسعتها ، وننظر لهذه الآيتين بتعجب : اين هذا يارب ومتي وكيف؟ ولكن ارجع ببصرك للآيتين مرة أخري: ستجد ان العسر يدخل في طياته اليسر بسهولة ويسر حتي لا تستشعر أي بالتدريج، فأنت لا تخرج من مصيبة إلي حال رحب فجأة وبدون مقدمات ، بل لابد من المقدمات: وهذه المقدمات هي يسر الله والله أعلم ، لأنها المقدمة لدخول اليسر بيسر .

فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ 7 وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ 8
قال ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، ومقاتل ، والكلبي

فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك

وقال ابن مسعود

إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل

وقال الشعبي

إذا فرغت من التشهد فادع ، لدنياك وآخرتك

وقال الحسن وزيد بن أسلم

إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب في عبادة ربك

وقال منصور عن مجاهد

إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب في عبادة ربك وصل

وقال حيان عن الكلبي

إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب ، أي : استغفر لذنبك وللمؤمنين

قال عطاء

تضرع إليه راهبا من النار راغبا في الجنة . وقيل : فارغب إليه في جميع أحوالك . قال الزجاج : أي اجعل رغبتك إلى الله وحده .

إطلالة حول الآية

قال بعض العلماء علي هذه الآية أنها إذا فرغت من عبادة فلتقم إلي أخري لا فاصل بينهما، والنية في الإسلام تسبق العمل فمعني هذا أن حتي فترات الراحة بين العملين هي عمل أيضاً ، ما أقصده حقا: أن الإسلام دين عمل ثم عمل ثم عمل ، ولا فراغ فيه مطلقا ، هذا ما ينبغي ان يكون - لا ما عليه حال المسلمين ، وقد كان الإمام محمد الغزالي يقول: (( إنه ليسود وجههي حين أري العمل يخرج من تحت يد الكافر مجوداً متقنا، ويخرج من تحت يد المسلم هزيلاً مشوها )) هل أنت صاحب صنعة ؟ هلي هي متقنة الصُنع ؟ انظر إلي الساعات السويسرية : هل تقتني واحدة؟ هل تخرب منك كل حين ؟ مثل صناعة كذا أو كذا ...؟ هم كفار يا أخي ونحن نتغني بكفرهم ونتغني بإيماننا ، الغرب الكافر الغرب الكافر ، ونحن عيال علي ما ينتجوه ، أين عمل المسلمين المشرف في القرون الثلاثة الأول ؟ الحمد لله بدء العمل والإنتاج الآن مرة أخري بالرغم من الدق علي رأس الأمة ومحاولة دكها بقلة التعليم تارة ، وبالموارد المنهوبة تارة ، وبالإسلاموفوبيا تارة وغيرها مما لا يعلمه إلا الله ، وعلي سبيل الإستبشار بدأت الأواق العلمية تظهر للمسلمين من جديد في المجلات العلمية ، وقد كان محتكريها للمركز الأول اسرائيل .

فقط تذكر: أن الإسلام إذا فرغت من عمل ، اعمل ما وراءه .

وإلي ربك فارغب

ترغب بماذا؟ بأجر عملك المتقن المجود - حتي لو كانت عبادة ، حتي لو كانت طبخة من امرأة ماهرة في بيتها ، ارغب لله ، واترك الناس ، فالناس حينما يحبونك يرفعونك إلي أعالي السماء وحين يكرهون منك خُلق يقذفونك إلي سبع أراضين وهم لم يجتمعوا علي أحد أبدا ، دائما هناك مؤيدين وأخر معارضين ، لذا لا تتعلق بمدح المادحين ولا ذم المعارضين، فقط ارغب الأجر ، بل ورؤية الله للعمل ، وسيأتي الناس في طوابير بعد ذلك لمشاهدة عملك المتقن المجود .

والله أعلي وأعلم.

2 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

댓글

별점 5점 중 0점을 주었습니다.
등록된 평점 없음

평점 추가
bottom of page