top of page

سورة الضحي


السورة

مكية

عدد آياتها

11

ترتيبها في المصحف

93

بدأت

بأسلوب قسم

نزلت بعد

سورة الفجر

سبب نزول السورة

«اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت، يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل (والضحى)» قيل: أن المرأة هي العوراء بنت حرب زوج أبي لهب، وهي حمالة الحطب.

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ شَخْصِيـَّةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَمَا حَبَاهُ الَّلهُ بـِهِ مِنَ الفَضْلِ وَالإِنْعَامِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ لِيَشْكُرَ الَّلهَ عَلَى تِلْكَ النِّعَمِ الجَلِيلَةِ ووعده في القيامة بالشفاعة، وذكر أنواع الكرامة له، والمنة وصيانة الفقر واليتم من بين الحرمان والمذلة



أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى وادلهمت ظلمته، على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم

إطلالة حول الآية

تحدثنا كثيراً عن فوائد الليل والنهار علي صحة الإنسان والكائنات البحرية ، بل وعلي البيئة ككل - فلا داعي للإعادة ، والصور تذكر بكل شيء



أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك أحسن تربية، ويعليك درجة بعد درجة.

{ وَمَا قَلا } ك الله أي: ما أبغضك منذ أحبك، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده، والنفي المحض لا يكون مدحًا، إلا إذا تضمن ثبوت كمال، فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة، أكمل حال وأتمها، محبة الله له واستمرارها، وترقيته في درج الكمال، ودوام اعتناء الله به

إطلالة حول الآية

قلي: أبغضه وكرهه غاية البغض وتركهه من كثرة الكراهية

الله - تعالي - لا يتخلي عن أحبابه أبدا ، مهما بعدوا ، مهما أساءوا ، مهما تفرقت بهم السبل ، يعالجهم ويرجعهم إلي حظيرة الإيمان وهو نوع من الوفاء الشديد للمحبة ، فهناك من الناس من تتعامل معه بشدة ويكرهك وكان علي محبة لك قبل ذلك، قلما يرجع إليك بالمحبة بعد إساءتك له - دنيا الناس - أم الله - تعالي - لا يفعل ذلك معنا ونحن مجرد أرقام في إحصاء البشرية ، إلا أن نكون مؤمنين ، أما رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فهو الحبيب القريب ، الذي أحبه الله واصطفاه حتي جعله آخر أنبياءه وآخر إرسالات السماء إلي الأرض ، إذا كنت من الكُتاب العظام في الحياة وقررت أن تقف عن الكتابة لسبب من عوارض الدنيا ، لابد أن يكون آخر كتاب لك شيق وبه خلاصة تجاربك ، ولابد أن تعتني اعتناء خاص بدار النشر التي تنشر لك هذا الكتاب ، فلا أي دار نشر وانتهي الأمر، بل تتعرف عن أفضل ور النشر علي الساحة وتضع هذا الكتاب العزيز عند هذه الدار التي اصطفيتها تحديدا ، ورسول الله - صلي الله - عليه وسلم هو دار النشر هنا وهو المصطفي - صلي الله عليه وسلم ، هل تحب أن تختلف مع هذه الدار التي ستنشر لك آخر إصداراتك؟ مستحيل ، الله لا يفعل ذلك ( عدم الإختلاف وحسب ) بل يطمئنه أنه يحبه وما ودعه وما كرهه، ورسول الله هو وبنفسه الذي قال لك إذا أحببت أحداً فأخبره ، فلربما أحداث الحياة تمر ولا تسمح لك بهذه المقولة ، وهذا من كمال النضج أن تخبر صديقك بحبك له ، أو تخبر أباك أو أمك، فالجميع يتكبر علي هذا إلا من رحم ربي ... والله أعلي وأعلم .

كل حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة. لم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي ويمكن له الله دينه، وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب، ثم بعد ذلك، لا تسأل عن حاله في الآخرة، من تفاصيل الإكرام، وأنواع الإنعام، ولهذا قال: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } وهذا أمر لا يمكن التعبير عنه بغير هذه العبارة الجامعة الشاملة.

إطلالة حول الآية

ثم يعطيه سراً من أسرار الله ، أنه مع حبه الشديد له ( لرسول الله ) اعلم يا محمد أن الآخرة خير لك من الدنيا - صلي الله عليه وسلم، وعطاء الدنيا آت آت ، ربما تأخر قليلاً أو كثيرا، لكنه آت ، وإن لم يأتي فتذكر دائماً وأبدا أن عطاء الآخرة عوضاً عن بلاءات الدنيا ، ولكن عندما تُعطي ستصل للرضا ، وليس الرضا بالماديات ابدا، فالكثير من الناس عنده كل شيء ويشعر بالتعاسة ، ويقال: إن كانت السعادة لحظة فالرضا حياة - فنحن لا نكمل الحياة إلا بالرضا بما عندنا بعد لحظات السعادة القصيرة ، التي قد تتمثل في شربة ماء غالية بعد جلسة كيماوي ، أو أكل وشرب تشتهيه بعد ما رأيت أهل مجاعة ، أو أو ، فالأشياء الصغيرة تكمل الأشياء الكبيرة ، وكما يقال: السر في التفاصيل ، أعطاك الله حتي ترضي يا من تقرأ هذه السطور .

أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه الله، وكفله جده عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين.

إطلالة حول الآية

ثم يمن الله - تعالي - بنعمه علي حبيبه ومصطفاه - محمد - صلي الله عليه وسلم - وأنت خبير أن المنة بالخيرات في حق الله - تعالي - محمدة ، ,انت حين تمن علي غيرك مذمة ، فقال له: أنه كان يتيم فطيب خاطر جده له وطيب خاطر عمه الفقير ليؤويه بين أبناءه سبب في عوض الله له ، وأنت : هل خلقت يتيم الأب ؟ هل خلقت بلا سند في الحياة؟ والآن: ماذا فعلت بك يد الله ؟ هل وقفت علي رجلك ؟ هل أصبحت من العظماء أم لازلت في طور البناء ، يد الله لن تتخلي عنك أبدا... تذكر ذلك دائما .

لتتعرف عن قيمة الأجداد في الحياة من خلال سيرة رسول الله - تفضل بزيارة



لتتعرف عن قيمة الأعمام في الحياة من خلال سيرة رسول الله - تفضل بزيارة


ي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق.

إطلالة حول الآية

ليس ضلال رسول الله - ضلال كما نفهم من شرب خمر أو سرقة أو زني أو غير ذلك، فالأنبياء جميعاً والرسول خاصة معصومين عن الوقوع في الكبائر وهي عقيدة لابد أن تعتقد بها لهم ، ولكنه البحث ، أيام غار ثور ( البحث عن الحقيقة ) وأنت: هل أنت في طور البحث أم أنك ترضي بالعيش كما الكائنات من حولك التي لا عقل لها؟ الرسول متي بدأ يتفكر في الله ؟ عند وصوله للأربعين وبعد التزوج والأولاد والنجاح في التجارة ، إذا وصلت لما تطمح به في سن مبكرة ثم جريت وراء شهواتك ولم تتفكر يوما في الله ، أو من هو أو لماذا خلقت أو إلي أين أنا ذاهب ؟ أو غيرها من الأسئلة الوجودية ، فلا تسأل لماذا لم يهديني الله وهو يهدي من يشاء .

بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها. فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى، وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران.

إطلالة حول الآية

هل أنت فقير؟ أم مسكين ؟ أم إنسان عادي لا فقير ولا مسكين ، مستور ، أم أنت غني ؟ أي ما كان حالتك المادية والإجتماعية ، قم الآن: انظر إلي خزانة ملابسك: هل ما عندك اليوم : كان عندك من 6 شهور مضت ؟ هل لم تزيد فيه أي شيء ؟ انظر إلي ثلاجتك: فقيرة لا شيء بها: انظر للوراء : هل كانت مثل ذلك ؟ الحياة متغيرة ومن يوم إلي يوم يغير الله من حال إلي حال ، وانظر من الآن إلي 10 سنوات من اليوم: كل شيء سيتبدل ، كل شيء سيتحسن حتي لو كان تحسن طفيف، وهذا مستحيل ، قس علي 10 سنوات من اليوم في السابق ، هل لم تتحسن في أي مجال من مجالات حالاتك مطلقا؟ مستحيل أليس كذلك ؟ أتعرف حالك الملوك من مئات السنين ، كان يمروحون الورق والريش لهم ليجلب لهم الهواء المنعش ، عندك مروحة - تكييف ...الخ أنت أفضل من بعض الملوك في السابق

كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقير - وعمل واشتغل بالتجارة حتي عرف بمهارته وأمانته في التجارة ووثق الناس به واأصبح غني بعد فقر ، هو فقط تفرغ للرسالة بعد ذلك ، فمرت عليه الفقر والغني سواء بسواء .

عزيزي القاريء: يقال: أن تولد فقيراً هذا ليس عيبك ، إلا أن تموت فقير فهذا كل عيبك ( أحد أثرياء الغرب قال ذلك ) ومعني هذا أنك صفر لا تملك اي موهبة أو تعليم أو فقه حياتي لا تعرف أن تتكسب به ، اعمل واجتهد واتقن ما تعمل مهما كان في نظرك حقير ، ستكبر وتتقن ما تفعله وسيثق الناس بك ، أما أن تظل في دائرة المظلومية حتي تموت ، لا تتوقع أن يعطيك الله أبدا ، والله أعلي وأعلم .

{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } أي: لا تسيء معاملة اليتيم، ولا يضق صدرك عليه، ولا تنهره، بل أكرمه، وأعطه ما تيسر، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك.

إطلالة حول الآية

ثم قال لرسول الله - صلي الله عليه وسلم علي معادلة : اخرج قليلا عن دائرة خاصة نفسك ، فالعطاء قادم قادم ، وستصل إلي حد الرضا الذي هو أفضل الأحاسيس التي ممكن أن تصل إليها ، لكن اخرج من حبك لنفسك : لتتحرك بين الناس ، أنت كنت يتيم أمس ، فلا تقهر يتيما، وحتي لو كنت غير يتيم لا تقهر يتيم أبدا ، ليس معني هذا أن لا تؤدبه أو تعلمه إن كان تحت يدك حتي يخرج للحياة غير مدلل فلن يدلله أحد بعدك ، بل معناه: أن لا يصل للقهر تحت شدتك وتربيتك القاسية .

{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } أي: لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق، بل أعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف [وإحسان].وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان المعلم مأمورًا بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } [وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية { فَحَدِّثْ } أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة. وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.

إطلالة حول الآية

يقول العامة: داري علي شمعتك تضيئ، لأن كل ذي نعمة محسود ، هذا قبل ظهور النعمة ، فإذا جاءت واستقرت : حدث بها واظهرها لكن ليس أمام محروم منها ، بل أمام من عنده نعم مثلك أو أقل أو أكثر ، لماذا ؟ حتي تعرف معني الإمتنان ، والإمتنان له فوائد تعود عليك أنت ، لا تعود علي الله في علاه - سبحانه وتعالي -

بعض من فوائد الإمتنان

كلمة الامتنان مشتقة من الكلمة اللاتينية gratia والتي تعني النعمة أو اللطف أو الامتنان (حسب السياق). في بعض النواحي ، يشمل الامتنان كل هذه المعاني. الامتنان هو تقدير ممتن لما يتلقاه الفرد ، سواء كان ملموسًا أو غير ملموس. مع الامتنان ، يعترف الناس بالخير في حياتهم. في هذه العملية ، يدرك الناس عادةً أن مصدر هذا الخير يكمن جزئيًا على الأقل خارج أنفسهم. نتيجة لذلك ، يساعد الشعور بالامتنان الأشخاص أيضًا على التواصل مع شيء أكبر من أنفسهم كأفراد - سواء أكانوا مع الآخرين أو الطبيعة أو قوة أعلى.

معظم الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع تدعم وجود ارتباط بين الامتنان ورفاهية الفرد.


الروابط


4 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page