top of page

سورة العاديات

المواصفات العامة للسورة الكريمة
السورة

مكية

عدد آياتها

11

ترتيبها في المصحف

10

بدأت

بأسلوب قسم (( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا))

لم يُذكر فيها

لفظ الجلالة

لماذا سميت بهذا الإسم؟

سُميت هذه السورة بالعاديات على أول آية منها، وفيها أَقسَم الله تعالى بالعاديات، والعاديات من العدو وهو: الجري بسرعة، والمعنى أَقسمُ بالخيل اللاتي يعدون للغزو في سبيل الله فيَضبَحنَّ ضبحاً

سبب النزول

قال مقاتل: بعث رسول الله سرية إلى حي من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري فتأخر خبرهم فقال المنافقون: قتلوا جميعا فأخبر الله تعالى عنها فأنزل (وَالعادِياتِ ضَبحاً) يعني تلك الخيل

عن عكرمة عن عبد الله بن عباس

أن رسول الله بعث خيلا فأسهبت شهرا لم يأته منها خبر فنزلت (وَالعادِياتِ ضَبحاً) ضبحت بمناخرها إلى آخر السورة ومعنى أسهبت: أمعنت في السهوب وهي الأرض الواسعة جمع سهب .

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا 1
أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق

وأقسم [تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [فيه] غيرها من أنواع الحيوانات، فقال: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو .

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 2

{ فَالْمُورِيَاتِ } بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار { قَدْحًا } أي: تقدح النار من صلابة حوافرهن [وقوتهن] إذا عدون

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 3

{ فَالْمُغِيرَاتِ } على الأعداء { صُبْحًا } وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا.

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا 4

{ فَأَثَرْنَ بِهِ } أي: بعدوهن وغارتهن { نَقْعًا } أي: غبارًا

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا 5

{ فَوَسَطْنَ بِهِ } أي: براكبهن { جَمْعًا } أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم.

إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6
والمقسم عليه، قوله: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه .

فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.

وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ 7

{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8
{ وَإِنَّهُ } أي: الإنسان { لِحُبِّ الْخَيْرِ } أي: المال { لَشَدِيدُ } أي: كثير الحب للمال.

وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد

أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ 9

{ أَفَلَا يَعْلَمُ } أي: هلا يعلم هذا المغتر { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم.

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ 10

{ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } أي: ظهر وبان [ما فيها و] ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.


إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ 11

{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها. وخص خبره بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بذلك، الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه.




إطلالات عامة علي السورة الكريمة

1 - أقسم الله - تعالي - بعدة أقسام كلها أقوي من بعضها البعض، حيث أقسم سبحانه وتعالي - بالخيل المحجوزة للقتال ، بحركتها الخفيفة ، وذهاهبا لأرض المعركة ي الصصباح الباكر، ثم الوصول إلي أرض ووسط المعركة ، وضرب الأرض بحوافرها حين يشتد القتال ، ليدلل علي ما سوف يقوله بعد قليل ... ولكن قبل أن تخوض فيه لابد من الوقوف علي هذه الآيات هنيهة مع عدة وقفات:

أ - إشارة من الرب - تبارك وتعالي - إلي أن الحيوانات سوف تكون في الجيوش إلي ىخر الزمان، وهو علي الحقيقة وليس المجاز شيء واقعي ، فالجنود الأمريكان والإنجليز وغيرهم يستخدمون الخيل والبغال والحمير وغيرهم إلي يومنا هذا في جيوشهم ، خاصة ( البغال ) لأنها تجمع خصائص الشهامة والرشاقة والقدرة القتالية والحوافر القوية التي تناسب الطبيعة الوعرة لبعضض الأماكن مثل أفغانستان من: ( الحصان والحمير )

ب - إشارة أخري إلي أن أغلبية الغارات القتالية تكون في الصباح الباكر ، وهو نوع من أنواع التعليم الحربي لمن يريد ، منذ أكثر من 1400 عام .

ج - إشارة إلي أن المسلم لابد أن يكون كائن صباحي أو كما يسميه الغرب اليوم ( Morning person ) .

2 - نرجع لبقية الآيات: كل ما أقسم الله به أعلي - سبحانه وتعالي - ليعلمنا أن من طبيعة الإنسان - جنس الإنسان لربه ( كنود: من يَعُدُّ المصائبَ وينسى النِّعمَ فيلومُ ربَّه : شديد الجحود لنعم الله، كفور بها) تخيل أن كل هذه الأقسام لنعلم في النهاية أننا كثيري الجحود لربنا - تبارك وتعالي - وليس هذا فحسب بل إن الإنسان علي ذلك لشهيد ، شهادة علي النفس أعلي درجات الشهادة .

3 - وإنه لحب الخير لشديد: الخير عند العرب ( المال ) ، ويمكن أن تجمع كل أنواع الخير والوفرة والسعة والرزق الموفور

4 - ثم ينتهي بر القسم ، ويبدأ في توجيه فكرك لناحية أخري ( ناحية الآخرة ) ، وكأن السورة مقسمة إلي ثلاث أقسام رئيسية ( قسم: قسام بأشياء كبيرة عند الله ، كبيرة وقت حدوثها ، لا يفهمها إلا المقاتلون في كل زمان ومكان ) ثم القسم الثاني: تقرير بطبيعة الإنسان الأساسية قلة شكر وتعديد المصائب ، لذا الله - تعالي - يحتفي بالشاكرين أشد الإحتفاء . ، قم ينتهي بالقسم الثالث: وهو نظرتك للآخرة، ماذا يريد الله من هذا ؟ سبحانه وتعالي - ؟ الله يعلم ولكن وكأن الدنيا تختصر عند الله في أنها جد وليست لعب ( حروب هنا وهناك ومنها ما كان لله ، ومنها هوي وشيطان ) وإنسان لا يعرف عن الحياة إلا أوجه الخير التي تحيط به وإلا فهو جحود لربه ، ثم تنتهي به وبنا الحياة إلي ما تتبع الآبات ...

5 - أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور: أصحاب ( لا يوجد إله للكون ) يمتنعون عن قراءة بقية السورة ، نحن نؤمن بإله للكون الله رب العالمين ونعلم أن قوله حق ، وان القبور ستتبعثر ويخرج من فيها أو ما تبقي من الآثار ( عجب الذنب ) للبعث والنشور، لكنها جاءت هنا علي عجالة .

6 - وحُصل ما في الصدور: لماذا الصدور تحديداً؟ لماذا لم تكن العقول أو الأفكار أو حتي المشاعر القلبية : كلها مكتشفة الآن بطرق متعددة ( MRI - FMRI ) هذا غير الإختبارات النفسية والتقيمات التي تخرج مكنونات مشاعرك حقا ، الآن: ماذا يحوي الصدر؟ القفص الصدري - الضلوع - القلب .. هذا في حدود علمنا ، وماذاإذن يريد الله من الصدر ، وما الذي تحويه الصدور ؟ الأسرار أليس كذلك، إذن نستطيع القول بأن الصدر هو منبع الأسرار وليس العقل ، هل لأن القلب به عصبونات عقلية ، فما يتم فيه من قرارات ، هي قرارات منطقية ؟ أم هل لأن الصدر هو الذي يحيط بالقلب ، وماذا عن الضلوع ؟ لا أحد يعلم - ربما العلماء غداً أو بعد بعد غد يصلون لمنبع أسرار الصدور ، أما في حدود علمنا فهم يتسلطون علي الأفكار فقط الآن .

7 - إن ربهم: رب من ؟ ربنا ، لسنا كلنا مؤمنين به - سبحانه وتعالي ، فلماذا يقول - عزوجل ( إن ربهم )؟ نعم إنه قهر الربوبية في يوم ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ، بهم: من هم ؟ كل الناس ، يومئذِ لخبير ، وما معني الخبير؟ يقال خبير مثمن يفهم في التحف والأنتيكات، وخبير مثمن في الأثاث وآخر في الذهب والفضة ...الخ ، ولكن الحبير المطلق هو الله ، أهذا وحسب ؟ لا ، بل كما وإن لكن إنسان تخصص في شيء وعلم بأشياء في الدنيا ، فإن الله - تعالي - إن جاز التعبير ( أستغفر الله ) تخصص الله في النفس البشرية ، ارجع ببصرك ليس لهذه السورة الكريمة ، بل لسور القرآن أجمع ، واختبر قبل أو بعد الله خبير ماذا تجد؟ لابد أن تجد كلمة عن النفس البشرية ... إذن في هذا اليوم الذي سيخرج كل ما تخفيه بين الضلوع الصدرية أنت وأنا ، يومها سيكون الله خبير بما فيها ، عليم بما تحويه وسيظهر عيانا لنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ... الله إنا نسألك دخول جناتك من غير سابقة حساب ولا عذاب . آمين ... والله أعلي وأعلم .

الروابط


2 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page