top of page

سورة العصر

المواصفات العامة للسورة
السورة
عدد آياتها

3

وترتيبها في المصحف

103

بدأت

بأسلوب قسم وَالْعَصْرِ

ولم يُذكر فيها
قال عنها بعض العلماء

«لو تدبرها المسلمين لكفتهم»

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بالعصر؛ لأنَّ أول آية منها قُسِمَ بالعصر


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3

أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم، أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح والخسار مراتب متعددة متفاوتة قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم، وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح [العظيم].

إطلالات عامة علي السورة الكريمة

1 - لا نعلم تحديداً لما يٌسم الله - تعالي - بفترة العصر أو صلاة العصر ، ربما لأننا أمة وسطا ، وفترة العصر هي وسط بين نقيضي اليوم ، بعد الكد والنشاط في الصباح وبين الليل والراحة في المساء تأتي فترة بين بين ، لا هي راحة تامة مثل نوم الليل الذي تعمل فيه بعض الغدد ( التي لا تقوم بعملها إلا في الظلام ) ، ولا هي فترة مد ونشاط وتعب .

2 - أو يجوز لأننا أمة وسطا ، فيذكرنا الله تعالي بالوسطية كل حين ، فالعصر وسط كما قلنا آنفا بين قبضتي الليل والنهار .

3 - إن الإنسان لفي خسر: من منا يحب الخسارة ؟ لا أحد، فالله تعالي ينبهنا أن كل إنسان موجود يعيش بين البشر خاسر إلا من سيأتي ذكرهم .

4 - آمنوا وعملوا الصالحات ، والإيمان بأن الله موجود ليست كلمة تقال ، بل أفعال تأخذ بيدك إلي جنة عرضها السموات والأرض ، وكلنا ندعي أننا مؤمنون بوجود الله ، فتأتي أخطآنا في حق الله تعالي - تارة وفي حق العباد تارة لنعلم أننا لسنا مؤمنين حق الإيمان ، لذا الإيمان وعمل ( الصالحات ) وليس صصالحة واحدة من أساسيات ديننا ، فهي صالحات تستغرق حياتك كلها .

5 - وتواصوا بالحق: يقال الحق له رجاله ، ومن الذي يوصي من؟ المؤمنين: حتي المؤمنين خاسرين إلا أن يفعلوا هذا ، ( الوصية ) أن يوصي بعضهم البعض بالحق ، وربما ضل أحدهم الطريق وهو مؤمن، أو اختلط عليه الحق والباطل ، يأتي دور المؤمنين الذين حوله ( بالوصية والتواصي والإحاطة ) يرجع لطريق الحق .

6 - وتواصوا بالصبر: كذلك كل الناس بما فيهم المؤمنين الذين لم يفعلوا ( الإستوصاء بالحق والصبر ) هم خاسرين ، فما وصية الصبر هذه ؟ كنا يحفظ الصبر ثلاث أنواع ( صبر علي الطاعة وصبر عن المعاصي وصبر علي المصائب ) هل الوصية بالصبر هي أن تقول لي : في أي نوع أنا الآن ؟ أنا أعلم جيدا ، ولكن الوصية : وصية محب لحبيب :: أنت لا توصي إلا لحبيب من مالك عند الممات ، وأنت لا توصي جور في مماتك إلا لكراهية ، فوصيتك ليس بنوع الصبر بل بكيفية هذا الصبر من صميم إيمانك بالله وإلا كنت خاسر

ليس هنا محل تفسير الصبر: أنه حبس النفس عن الجزع عند النوازل والمصائب - عافاك وعافانا الله - أو إنه الصبر عند الصدمة الأولي ، لا لا ، فهذا النظري المحفوظ ، أما ما يوصيك الله - تعالي - به أن توصي به المؤمنين من حولك هو الصبر العملي أن تبتسم وأنت تنزف دماً من الداخل ، أن تتعالي علي المصائب لا خوفاً من شماتة الشامتين ، بل لعلو قدر رب العالمين ، لا لأنك لا تستطيع فراق ما ذهب وولي ، بل لأنك كبرت فوق عمرك أعمار ونضجت وأصبحت هذا الإنسان الذي تراه في المرآة ـ سواء كنت هزيل من الداخل أم شجاع كا الأسد ، تذكر قبل المشكلة التي كانت تحتاج للصبر ، بالتأكيد كنت تنظر في المرآة ، أأنت أنت؟ بالطبع لا ، عزيزي القاريء الكريم: تواصي مع من حولك بالحق وبالصبر ولا تطرد أخيك إلي الشيطان ليفترسه وأنت تضحك أنك نجوت ، فو الله لم تنجو بل أنت ممن قال فيهم الله - تعالي - ( إن الإنسان لفي خسر ) والله أعلي وأعلم .



2 views0 comments

Recent Posts

See All

سورة الناس

السورة سورة مكية وقيل مدنية عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين سُمّيت بأسماء عدة، منها سورة «قلْ أعوذ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page