top of page

غزوة بدرالثانية/الكبري

17 رمضان في السنة الثانية من الهجرة

بدر بلدة بالحجاز إلى الجنوب الشرقي من الجار، وهو ساحل البحر بينهما نحو مرحلة ويسمونها بدر حنين، وهي في سهل يليه من الشمال إلى الشرق جبال وعرة من الجنوب آكام صخرية ومن الغرب كثبان رملية.

الزمن

سبعة عشرة من رمضان أسباب الغزوة

وكان سببها قتل عمرو الحضرمي الذي قتل في سرية عبد الله ابن جحش وإقبال أبي سفيان بن حرب من الشام في عير لقريش عظيمة وفيها أموال كثيرة تبلغ - 20.000 جنيه تقريبا - ومعها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش منهم مخرمة بن نوفل الزهري بن العاص.فلما سمع بهم رسول الله ندب المسلمين إليهم وقال: هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها، فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم لأنهم ظنوا أن الرسول لا يلقى حربا.

هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنُورة، وبدأ بإنشاء دولته، فحرص على تحقيق ما يضمن الاستقرار نوعًا ما من معاهدات أبرمها مع بعض القبائل المحيطة بالمدينة، إلا أن ذلك لم يضمن الاستقرار الكافي للمسلمين، سواء داخل المدينة، أو خارجها؛ فاليهود وبعض المشركين يعيشون بينهم، وعلاقة قريش بالقبائل المجاورة قوية، كما أن القتال كان لا يزال ممنوعًا على المسلمين، ومنهجهم الإعراض عن المشركين، فنزل قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). وكان أبو سفيان قد سمع أن رسول الله ﷺ يريد فحذِره

واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري بعشرين مثقالا وبعثه إلى مكة يستنفر قريشا ويخبرهم الخبر، فسار وألقى فيهم النفير فخرجوا مسرعين ومن تخلف أرسل مكانه آخر، ولم يتخلف أحد من أشراف مكة إلا أبو لهب وبعث مكانه العاص بن هشام نظير أجر قدره 4000 درهم؛ وكان السبب في خروجهم حماية العير وإنقاذها.

تفاصيل غزوة بدر الكبري
أولًا: تنظيم الجيش الإسلامي

سمع رسول الله باقتراب قافلة قريش العائدة من الشام ويرأسها أبو سفيان، فقرر مهاجمتها؛ إذ إن هذه القافلة كانت مُحمَّلة بأموالٍ لقريش، وخرج مع ثلاثمئة وبضعة عشر رجلًا، وكان معهم من البعير والخيل سبعون بعيرًا، وفَرَسان؛ فالأوّل للزبير، والثاني للمقداد بن الأسود، آخذين بعين الاعتبار أنّ ذلك سيكون ضربة لاقتصاد قريش؛ حيث لم يكن يحمي القافلة سوى أربعين رجلًا، أو نحو ذلك، ولِكونه -صلّى الله عليه وسلّم- القائد الأعلى للجيش الإسلامي، اهتم بالاستعداد للمواجهة؛ وذلك بتنظيم الجيش، وإرسال العيون؛ لاستطلاع الأخبار، ثمّ توزيع المَهامّ على أصحابه على النحو الآتي

استخلف ابنَ أم مكتوم على المدينة

وعلى (الصلاة بداية) ثمّ أعاد أبا لبابة بن المنذر إلى المدينة، واستخلفه عليها عندما وصل إلى الروحاء

عَيّن مصعبَ بن عُمير

قائدًا للواء المسلمين، وكانت راية اللواء بيضاء اللون. قسّم جيشَه إلى كتيبتَين: مهاجرين، وأنصار، وكلّف عليًّا بن أبي طالب بحمل علم المهاجرين، وسعدًا بن معاذ بحمل علم الأنصار، عَيّن الزبيرَ بن العوّام قائدًا لميمنة الجيش، والمقدادَ قائدًا لميسرته. تحرُّك الجيش الإسلامي، بدأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمسير مع جيشه على الطريق الرئيسي المُؤدي إلى مكة المُكرمة، ثمّ انحرف إلى اليمين باتِّجاه منطقة النازية؛ قاصدًا مياه بدر، وقبل وصوله إليها، في منطقة الصفراء بَعث بسبس بن عمرو الجهنيّ، وعديّ بن أبي الزغباء الجهنيّ إلى بدر يتحسّسان أخبار القافلة، ووصلت الأخبار إلى أبي سفيان بأنّ رسول الله خرج مع أصحابه؛ للإيقاع بالقافلة، فبعث ضمضم بن عمرو إلى مكة يستصرخ أهلها؛ لحماية القافلة، إلا أن أبا سفيان لم ينتظر وصول المَدد من أهل مكة، بل بذل أقصى ما لديه من دهاء وحنكة؛ للهروب من جيش الرسول -عليه السلام-؛ فعندما اقتربت قافلته من بدر سَبَقها، ولَقِيَ مجدي بن عمر وعَلِم منه بمرور راكبين بالقُرب من بدر، فسارع أبو سفيان بأخذ بعض فضلات بعيرَيهما، ووجد فيها نوى التمر، فعَلِم أنّ جيش النبيّ قريب من بدر؛ لأنّه علف أهل المدينة، ممّا جعله يسارع إلى القافلة مُغيِّرًا اتّجاهها تاركًا بدرًا يساره، فنجت القافلة. نستفيد مما سبق هنالك دراسة مفادها أنه نظم حولك تنظم دماغك وليس العكس ، فتنظيم الميمنة من عليها والميسرة كذلك ، ومن له لواء المهاجرين والآخر للأنصار ، نظمت المعركة وعرف كل دوره فأداه بنجاح تام

إليك مختصر الدراسة

طرق يتغير بها دماغك عندما تبدأ في تنظيم حياتك

1 - ستحقق أهدافك

2 - ستستوعب المعلومات بشكل أفضل

3 - ستكون أقل تشتتًا

4 - سوف تصبح أكثر إيجابية

ثانياُ: التطور المُفاجئ في الأحداث

عَلم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بخبر تغيير القافلة مسارَها، وأنّ جيش مكّة خرج وواصل مسيره بالرغم من نجاة قافلتهم، ورأى أنّ الرجوع يَدعم المكانة العسكريّة لقريش في المنطقة، ويُضعِف كلمة المسلمين، وليس هناك ما يَمنع المشركين من مواصلة مسيرهم إلى المدينة وغَزو المسلمين فيها، فسارع إلى عقد مجلس عسكريّ طارئ مع أصحابه، وبيّن لهم خطورة المَوقف؛ إذ إنّهم مُقدِمون على أمر لم يستعدّوا له كامل الاستعداد؛ حيث كانوا قد خرجوا لأمر بسيط، ولكنّهم وُضِعوا في موقفٍ صعب، فلم يكن من المسلمين؛ مهاجرين، وأنصار إلّا أن وقفوا وِقفة رجل واحد إلى جانب رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فقال لهم مُبَشّرًا: (سيروا على بركةِ اللهِ وأبشروا، فإنَّ اللهَ قد وعدني إحدَى الطَّائفتين، واللهِ لكأنِّي الآن أنظرُ إلى مصارعِ القومِ . كما يقول الغربيون ( Plan B) بالرغم من أن هذا الخطة الثانية لم تكن معدة من قبل إلا أنها تمت في دقائق معدودة مما يعطيك نبذة عن شخصية الرسول - صلي الله عليه وسلم - أن يمتلك مرونة عصبية – إن صح التعبير

المرونة العصبية

يتميز الدماغ بقدرته على معالجة الإشارات الحسية والحركية بالتوازي على عكس الحاسوب، ويملك طرقًا عصبيةً كثيرةً يمكنها أن تنسخ وظيفة طريق عصبي آخر ولهذا يمكن وبسهولة تصحيح الأخطاء الصغيرة أثناء النمو أو تعويض خسارة مؤقتة لوظيفة ناتجة عن تضرر الدماغ من خلال إعادة توجيه الإشارات إلى طرق عصبية مختلفة

ثالثاً: خُطة المسلمين في الغزوة

أراد رسول الله أن يصل أوّلًا إلى مياه بدر؛ ليمنعَ المشركين من الاستيلاء عليها، وبعد أن اقترب من أدنى ماء من بدر، نزل بها، وكان قد علم الحبّاب بن منذر من رسول الله أنّ المَنزل الذي نزله الجيش هو من باب الحرب، وليس أمرًا من الله لا يُمكن تجاوزه، فأشار عليه بخُطّة مُحكَمة مَفادها أن ينزل الجيش بأدنى ماء من المشركين، ويُبنى عليه حوض يُملَأ بالماء ليشرب المسلمون منه دون المشركين، فأخذ رسول الله بمشورته، ونزل الجيش الإسلاميّ المَنزل الذي أشار إليه الحبّاب بن منذر، وتَحسُّبًا للطوارئ اقترح سعد بن معاذ بناءَ مَقرٍّ للقيادة؛ بهدف الحفاظ على حياة الرسول برجوعه إلى أصحابه في المدينة فيما لو هُزِم المسلمون، ونال اقتراحه التأييد والثناء من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فتَمّ بناؤه على تَلٍّ مُرتفع يُطِلّ على ساحة المعركة، وتَكفّل سعد بن معاذ مع شباب من الأنصار بحمايته

ونستفيد من هذا أيضاً

ليس فقط مرونة عصبية لتحويل مسار ليس في شيء هين بل في أرواح المسلمين بعد قليل ، ولكن ليس شوري وقيمتها وحسب بل في التواضع ، رسول الله القائد الأعلي للجيش ، فكيف يتنازل برأيه لرأي جندي وأمام المسلمين وسوف يرجعون يحكون بين أهليهم ومن أهليهم من هم ليسوا مسلمين ، إنه رسول الله سيد المتواضعين – صلي الله عليه وسلم

رابعاً : نزول المطروالنعاس

بات المسلمون ليلتهم وقد امتلأت قلوبهم بالثقة، والاستبشار بعطاء الله، وكان رسول الله مُتفَقِّدًا لأصحابه، ومُنظِّمًا لصفوفهم، ومُذكِّرًا لهم بالله، واليوم الآخر، ومُتضرِّعًا لله -جلّ جلاله- يدعوه بقوله: (اللهمَّ أين ما وعَدتَني؟ اللهمَّ أنجِزْ ما وعَدتَني، اللهمَّ إنْ تَهلِكْ هذه العِصابةُ مِن أهلِ الإسلامِ فلا تُعبَدُ في الأرضِ أبدًا)، فأنزل الله تلك الليلة مطرًا خفيفًا يُثبِّت به القلوب، ويُطهّرها من وساوس الشيطان، ويُثبّت به الأقدام؛ حيث إنّ الرمل تماسك، وتلبّد بماء المطر، فسَهُل المسير عليه؛ فقد قال الله تعالى: (إِذ يُغَشّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطانِ وَلِيَربِطَ عَلى قُلوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدامَ

ونستفيد من هذا الجزء بالتالي

النعاس آية من آيات الله أو سميه جند من جنود الله – تعالي – التي لا تُري بالعين المجردة ، وأنت خبير أن النوم العميق مذهب للأحزان ، وأنت أيضاً خبير أن الخوف والقلق هم أمراض كل عصر وليس عصر واحد ، ومع الخوف والقلق لا يغمض العين ، وإن نام الإنسان فهو نوم مقلق أو غير مسترسل

فما الفرق إذن بين النوم والنعاس؟

النوم

هو راحةٍ للبدن والعقل، تغيب خِلالَها الإرادةُ والوعي جُزئياً أَو كليّاً، وتتوقَّف فيها جزيئًّا الوظائفُ البدنية.

النعاس

صيغة مبالغة من نعَسَ: كثير النُّعاس والنَّوم

إذن هو نوم عميق ينسي فيه المرء مخاوفه من مستقبل غير مضمون ، يرزق فيه ربما برؤيا تريح قلبه ( مبشرات آخر الزمان) تجديد نشاطه أو غير ذلك. اسمع لهذا الجزء من الدراسة تخفيف التوتر والاكتئاب يمكن أن يخفف النوم العميق من التوتر والاكتئاب لأنه يمكن أن يهدئ الأعصاب ويخفق القلب بشكل أبطأ. النوم العميق له تأثير مهدئ للجسم ولكن قلة النوم العميق يسبب أيضًا التوتر والاكتئاب. أثبتت الدراسة أن التوتر والنوم العميق يؤثران على بعضهما البعض

قيمة المطر الغير

غزير في أرض المعركة انظر للدراسة التالية أسباب صحية للمشي تحت المطر قد يبدو المشي تحت المطر جنونًا ، ولكن هذه الأسباب الصحية للتنزه أثناء الاستحمام بالمطر ستغير الطريقة التي تنظر بها إلى المشي في يوم ممطر. . لقد تركت بمفردك بأفكارك وستكون قادرًا على التخلص من التوتر بشكل أسرع وأسهل مما لو كان هناك مئات الأشخاص الآخرين في نزهة. ثبت علميًا أن الهواء أنظف

وأعذب أظهرت دراسة أجرتها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

ونشرت في مجلة Atmospheric Chemistry and Physics أن الهواء أنظف حقًا أثناء هطول الأمطار الغزيرة وبعدها. والسبب هو أنه عندما تتساقط قطرات المطر في الغلاف الجوي ، فإنها تتمتع بالقدرة على جذب مئات الجزيئات من الملوثات مثل الوبر والسخام والكبريتات والبكتيريا قبل أن تصل إلى الأرض. دليل على أن التنفس المنعش للهواء الممطر أفضل في الواقع! رائحة المطر لها تأثير مهدئ: فأنت لست الوحيد الذي يحب رائحة الهواء أثناء هطول الأمطار. في الواقع ، للرائحة المميزة اسم: Petrichor ، الذي صاغه عالمان أستراليان في الستينيات. الرائحة ، وفقًا لـ Live Science ، هي مزيج من المواد الكيميائية التي تطلقها البكتيريا التي تعيش في التربة والزيوت المنبعثة من النباتات أثناء فترات الجفاف والأوزون الذي يتم إنشاؤه عندما يقسم البرق جزيئات الأكسجين والنيتروجين التي تتحول بعد ذلك إلى أكسيد النيتريك. الرطوبة مفيدة لبشرتك وصحتك تساعد المستويات العالية من الرطوبة في الهواء في الحفاظ على بشرتك منتعشة وشابة ونضرة. ويعتقد بعض الباحثين أنه عندما تكون مستويات الرطوبة 43٪ أو أعلى ، فإن ما يقرب من 3/4 جزيئات الفيروس المحمولة جواً تُترك بلا قوة المشي الممطر يساعد في القبول غالبًا ما يجعل المشي تحت المطر الشخص يشعر بالعجز. لكن القيام بالمشي في يوم ممطر بشكل منتظم يساعد في تدريب عقلك على التخلي عن السيطرة والاستمرار في الحياة ، بغض النظر عن الطقس - أو أي شيء آخر - يلقي بك في طريقك. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الطبيعة المؤقتة للمطر يمكن أن تساعد البعض في التعامل مع الخسارة الشخصية واللحظات السيئة. تمامًا كما هو الحال مع دش المطر ، كل شيء له لحظته وسوف يمر في النهاية. المشي في طقس ممطر يحرق سعرات حرارية أكثر: صدق أو لا تصدق ، نشر باحثون يابانيون مقالاً في المجلة الدولية للطب الرياضي أثبت أنه عندما يمارس الشخص نشاطًا بدنيًا في الطقس البارد والممطر ، فإنه في الواقع يحرق سعرات حرارية ودهون أكثر مما يفعله. نفس النشاط في الطقس المعتدل. ساعدك المشي تحت المطر على رؤية الأشياء من منظور مختلف: سواء كان ذلك في الإضاءة الداكنة أو المزاج الكئيب أو انعكاس أضواء الشوارع في البرك ، يبدو كل شيء تقريبًا مختلفًا في الأيام الممطرة. قد يساعد هذا بعض الأشخاص على رؤية مشاكل حياتهم والتحديات والجوانب اليومية الأخرى في ضوء مختلف. إنه شعور بالتمرد في بعض الأحيان تريد فقط خرق القواعد ، والمشي تحت المطر طريقة آمنة وصحية للقيام بذلك. فقط تأكد من ارتداء معدات تنظيم درجة الحرارة المناسبة وجففها تمامًا مرة واحدة

لا أستطيع بعد هذه القراءة العلمية إلا بالتعقيب

بــ 1 - المطر هو إرسالية السماء ولا تقول لي إنهم يستحضرونه اليوم بنترات الفضة أو غير ذلك إذا رشوها بالهليكوبتر ، هذا حدث في العصور الأولي للحياة .

2– ارجع واقرأ الفوائد مرة أخري وانظر كيف يفعل رب المسلمين مع المسلمين. 3 – وما يعلم جنود ربك إلا هو . أصدقت ذلك أم لازلت لا تصدق ؟

خامساً: ذروة القتال

بَلغ الغضب أَوجَه لدى المشركين لهذه البداية المُحبِطة؛ إذ فقدوا ثلاثة من أفضل فرسانهم، فهجموا هجمة رجل واحد على المسلمين، مُتّبِعين أسلوب الكَرّ والفَرّ في قتالهم؛ وهو أسلوب يتمثّل بهجوم جميع المقاتلين؛ مشاة، وفرسان، ونشّابة بالسيوف، والرماح على العدو، فإن صمد العدو فرّوا؛ لِيُعيدوا تنظيمهم، ثمّ يعودوا ثانية إلى القتال، وهكذا إلى أن يَظفروا بالنصر، أو تلحق بهم الهزيمة، أمّا المسلمون، فقد قاتلوا بأسلوب مُختلف تمامًا؛ حيث اهتمّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بترتيب المقاتلين صفوفًا؛ فجعل الصفوف الأمامية تُقاتل بالرماح؛ لمواجهة فرسان العدو، أمّا بقيّة الصفوف فقد كانت ترمي العدوّ بالنِّبال، مع رباط الصفوف جميعها في مواقعها حتى يَفقِد المشركين الزخم في عددهم، فتتقدّم الصفوف كلّها مُهاجمةً العدوَّ، وبذلك يكون رسول الله قد اتّبع أسلوبًا جديدًا في القتال يَصلح للدفاع والهجوم في آنٍ واحد، الأمر الذي مكّنه من إدارة قوّة جيشه، وتأمين قوّة احتياطية للطوارئ، على خِلاف أسلوب الكَرّ والفَرّ.

المبارزة

التمس عتبة بن ربيعة بيضة، أي خوذة يدخلها في رأسه، فما وجد في الجيش بيضة تسع رأسه لعظمها فتعمم ببرد له وخرج بعد أن تعمم بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة حتى انفصل من الصف ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار وهم عوف ومعاذ ابنا الحارث الأنصاريان وعبد الله بن رواحة الأنصاري، فقالوا لهم: من أنتم؟ قالوا: رهط من الأنصار، قالوا: ما لنا بكم من حاجة إنما نريد قومنا ونادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فناداهم: أن ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم، ثم قال ﷺ «قم يا عبيدة بن الحارث، قم يا حمزة، قم يا عليّ». فبارز عبيدة - وكان أسن المسلمين - عتبة وكان أسن الثلاثة، وبارز حمزة شيبة، وبارز عليّ الوليد بن عتبة، فقتل حمزة شيبة وعليّ الوليد واختلف عبيدة وعتبة ضربتين كلاهما أثبت صاحبه، وكر حمزة وعليّ بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة فحاذياه إلى أصحابه، وكانت الضربة التي أصابت عبيدة في ركبته فمات منها لمّا رجعوا بالصفراء، قيل: وهذه المبارزة أول مبارزة وقعت في الإسلام.

تعديل صفوف المسلمين والحث على الجهاد

قال ابن إسحاق: لما قتل المبارزون خرج ﷺ من العريش لتعديل الصفوف فعدلهم بقدح في يده فمر ﷺ بسواد بن غزية حليف النجار وهو خارج من الصف فطعنه رسول الله ﷺ في بطنه بالقدح وقال: «استو يا سواد»، فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني من نفسك، فكشف رسول الله ﷺ عن بطنه وقال: «استقد» فاعتنق سواد النبي ﷺ وقبل بطنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد»؟ فقال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله ﷺ بخير ثم لما عدل الصفوف قال لهم: «إن دنا القوم منكم فانضحوهم واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم» وخطبهم خطبة حثهم فيها على الجهاد والمصابرة ثم عاد إلى العريش فدخله ومعه أبو بكر ليس معه غيره وسعد بن معاذ قائم على باب العريش موشح بسيفه مع نفر من الأنصار يحرسون رسول الله ويخافون عليه كرة العدو.

ثامنًا: نزول الملائكة

تابع المسلمون قتالهم بحماس وشجاعة، واستمر رسول الله بحَثِّهم وتشجيعهم على القتال؛ فالموقف صعب، ولا بُدّ من الاستمرار برَفْع المعنويّات، فكان يُحفّزهم بقوله: (قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ)، وواصل التّضرع لله والدعاء للمسلمين حتى أوحى الله إليه: (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ) ، وأمر الله ملائكته بقوله: (أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)،[ فكان المَدد من الله أعدادًا من الملائكة، وليس مَلَكًا واحدًا على الرغم من كفايته؛ وذلك بشارة للمسلمين؛ إذ قال -تعالى-: (وَما جَعَلَهُ اللَّـهُ إِلّا بُشرى وَلِتَطمَئِنَّ بِهِ قُلوبُكُم)،] ولم يَتوقّف دور النبيّ على التشجيع، والدعاء فقط، بل قاتل مع أصحابه؛ حيث كان يهاجم العدوّ وهو يقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، وأخذ حفنة من التراب، وألقاها على المشركين، فلم يَسلَم أحد من تلك الحفنة إلّا وقد أصابت عينه وفمه، وقد قال -تعالى-: (وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلـكِنَّ اللَّـهَ رَمى)، وشارفت المعركة على النهاية إذ تزعزت صفوف المشركين واضطربت وبدأوا بالانسحاب والفرار وأخذ المسلمون بالقتل والأسر حتى ألحقوا الهزيمة الفادحة بالمشركين

الملائكة ، الملائكة التي لا يؤمن بها إلا ضعاف العقول أليس كذلك ؟ هم يقولون علينا ذلك ونحن من أساسيات ديننا الحنيف الإيمان بغير المرئي ، ونحن نؤمن بوجودهم وأدوارهم مع المؤمنين الصادقين ، ونؤمن بهم ولم نراهم ، عسي أن يكونوا بجانبا يبشرونا ساعة الموت ، أو ربما كان لهم دور في حياتنا ونحن لا نعلم ولا نري .

نتائج غزوة بدر

انتصار المسلمين.. انتهت الغزوة بالنصر المُؤزَّر للمسلمين، والهزيمة الساحقة للمشركين، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقد سمّى الله يوم بدر بيوم الفرقان، وذلك في قوله: (يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ)؛ لأنّه فرّق فيه بين الحقّ واالباطل. الغنائم .. أقام رسول الله في بدر ثلاثة أيّام بعد انتهاء المعركة؛ وذلك لدفن الشهداء، والقضاء على أيّة محاولة يُمكن أن تصدر عن المُنهَزِمين، وليأخذ الجيش مقدارًا كافيًا من الراحة، إلى جانب جمع الغنائم، وقبل الرحيل من أرض المعركة كان المسلمون قد جمعوا الكثير من الغنائم، ولم يكن الشرع قد بيّن حُكمها بعد، فأمرهم رسول الله بإعادة ما تمّ جَمعه منها، ثمّ نزل قوله -تعالى-: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّـهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ)، ثمّ أنزل -تعالى- كيفيّة تقسيمها في قوله: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ)، فقسّمها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على المسلمين بالتساوي بعد أخذ خُمسها. الأسرى .. تحرّك رسول الله بجيشه نحو المدينة ومعه الأسرى من المشركين، وقد بلغ عددهم سبعين رجلًا، قُتِل منهم اثنان مّمن عُرِفوا بأذيّتهم الشديدة للمسلمين، وهما: النضر بن الحارث الذي كان حاملًا للواء المشركين في المعركة، وعقبة بن أبي معيط الذي حاول من قَبل خَنق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بردائه. وعندما وصل رسول الله إلى المدينة، استشار أصحابه في قضية الأسرى، فرأى أبو بكر -رضي الله عنه- أخذ الفدية منهم، ورأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الحزم وقَتلهم؛ لأنّ إيذاءهم كان شديدًا للمسلمين، وقد أخذ رسول الله بمشورة أبي بكر بأخذ الفدية منهم، أمّا كيفية الفداء فكانت بأخذ ألف إلى أربعة آلاف درهم عن الأسير، فإن لم يجد ما يفدي به نفسه، علّم الكتابة لعشرةٍ من مُسلِمي المدينة، وقد مَنّ رسول الله على عدد من الأسرى بإطلاق سراحهم دون الفداء، منهم: المطلب بن حنطب، وأبو العاص زوج ابنته زينب، والذي اشترط عليه تركها مقابل ذلك.

شهداء المسلمين وقتلى المشركين

كان عدد المسلمين الذين استُشهِدوا في المعركة أربعة عشر رجلًا؛ ستّة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، أمّا قتلى المشركين فقد بلغ عددهم سبعين رجلًا معظمهم من قادة قريش، وكان أبو جهل واحدًا منهم، فقد قتله شابّان من الأنصار، هما: معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، إذ أصرّا على قتله؛ لأنّهما سمعا أنّه كان يَسبّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكان ممّن قُتِل من قادة قريش أيضًا أميّة بن خلف الذي قتله بلال بن رباح؛ لما عاناه من أشدّ أنواع العذاب، وأقساه في مكّة على يديه، قال -تعالى-: (قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّـهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ*وَيُذهِب غَيظَ قُلوبِهِم وَيَتوبُ اللَّـهُ عَلى مَن يَشاءُ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ).

وقد بينت نصوص القرآن الكريم السنة النبوية فضل الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، حيث قال الله سبحانه: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ)، كما روى البخاري في صحيحه الحديث الذي يخاطب فيه جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما تعُدُّون أهلَ بدرٍ فيكم؟ قال: من أفضلِ المسلمين، أو كلمةً نحوَها، قال: وكذلك من شَهِد بدرًا من الملائكةِ).

نستفيد من هذه الغزوة مجملاً

1 – لاحظ: الغزوة في العام الثاني الهجري ، والسرايا كلها كانت خلال السنة الأولي من الهجرة ، ومعني هذا: أن المسلمين لم يخرجوا من المحنة ( الإضطاد والتعذيب في مكة) إلي شكل آخر من المعاناة ( الحرب وإعداد جيش مدرب ) بعد قليل سيجوب مشارق الأرض ومغاربها ، ومعني هذا كما يقول الشيخ البوطي: رحمة الله عليه ( هو تغيير لشكل المحنة وليس خروج منها، ولكن لماذا المسلمين الآوائل يستحقوا كل هذه المعاناة لوحدهم دون سائر المسلمين؟ الحقيقة أنهم يبنون الدولة الإسلامية – إن صح التعبير – لأجيال وأجيال بعدهم ، فلذا كانت المشقة النفسية والجسمانية واجبة ، وأنت خبير أن الإسلاد ولد غريباً وسيعود غريباً لذا بعض المسلمين أخذوا بمبدأ الجهاد للتعبير عن رأيهم في المحاعات التي تجتاح العالم من شرقه إلي غربه ولا أحد يسمع أو يتكلم ، أما العبيد فقد رجعوا وبقوة حتس إن من أراد أن تأتي 2050 بدون عبيد في القرن الواحد وعشرون ، يء خيالي أن تحرر كل يوم 10000 لآلاف منهم وهو رقم خيالي لا يستحق سوي الإندهاش.

فضل أهل بدر

جاء أحد الصحابة إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن ابن عمي نافق أتأذن لي أن أضرب عنقه؟ فقال ﷺ «إنه شهد بدرا وعسى أن يكفر عنه»، وفي رواية: «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر وقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ «اطلع الله على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - أو قال -: فقد وجبت لكم الجنة»، وعن الإمام أحمد عن حفصة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله تعالى أحد شهد بدرا أو الحديبية»، وكان رسول الله ﷺ يكرّم أهل بدر ويقدمهم على غيرهم، وفي «الخصائص الصغرى»: وخصّ أهل بدر أصحابه ﷺ بأن يزادوا في صلاة الجنازة على أربع تكبيرات تمييزا لفضلهم.


https://www.careergirldaily.com/how-to-organize-your-mind/

https://drhealthbenefits.com/lifestyle/healthy/healthy-habits/health-benefits-of-deep-sleep

https://www.footfiles.com/wellness/relaxation/article/8-healthy-reasons-to-walk-in-the-rain

https://www.ibelieveinsci.com/?p=73638


1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page