top of page

غزوة حمراء الأسد

التاريخ

( 8/ شوال /3 هجريا)

الثامن من شوال من العام الثالث من هجرة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- المكان بمنطقة الروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة المنورة

هل هي غزوة مستقلة بذاتها ؟

كثيرًا من المؤرخين قالوا بأن المسلمين لم يهزموا على الحقيقة في غزوة أحد، ذلك أنهم قد هزموا في معركة جبل أحد، لكنهم طاردوا المشركين في حمراء الأسد ففر المشركين هاربين إلى مكة. غزوة حمراء الأسد ليست غزوة مستقلة بذاتها ، و إنما كانت امتدادا ل غزوة أحد التي وقعت بين المسلمين و بين القريشيين و حلفائهم . السبب بعد أن حدثت هزيمة أحد ، شعر المسلمون بالخوف من الخروج لملاقاتهم مجددا ، و كان من بين الخائفين صفوان بن أمية ، ذلك الرجل الذي طالب بالعودة للمدينة ، في حين ان رأي الأغلبية كان يرفض الرجوع ، وقتها قام البعض بشن حرب دعائية ، كان مفادها أن رسول الله يلقي بصحابته إلي التهلكة ، و لكن هذه الحرب لم تحرك ساكنا في قلب جيش المسلمين ، و كان الهدف من هذه الحرب هو كف المسلمين عن مواصلة مطاردة الكفار

الهدف منها

وقد مثل خروج جيش المسلمين إلى حمراء الأسد إعلانًا قويًا بأن المسلمين ليسوا قوة يستهان بها وأن لديهم القدرة على استجماع قواهم ورد عدوان المعتدين في أي وقت. وقد بدأت أحداث غزوة حمراء الأسد في صباح الغد من غزوة أحد، في الثامن من شوال، حيث نادى النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في أصحابه ألا يخرج أحد معنا إلا من شهد القتال، فأراد عبد الله بن أبي بن سلول الخروج مع النبي، لكنه رفض ذلك رفضًا قاطعًا، ولما سمع الصحابة الذين شهدوا غزوة أحد نداء النبي خرجوا واستجابوا على ما بهم من جراحات وتعب شديد وقالوا سمعًا وطاعة فنزل فيهم

قول الله تعالى

( الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، (آل عمران: 172

نستفيد من هذا الجزء

1 - قول الرسول ( لا يخرج معنا إلا من شهد القتال) بمثابة إعلان صريح أن من خرج هو من المؤمنين الصادقين الذين يعول عليهم في الشدائد ، بل رفع من روحهم المعنوية أيضاً وكأنها قول أنتم الأبطال ، لستم منهزمين لأن قلة هم من لم يسمعوا كلام الرسول – صلي الله عليه وسلم

. 2 – مم بعد ما أصابهم القرح : الجروح التي جرحوها أمس في معركة أحد تقيحت وبالتأكيد الألم الجسدي محتاج للراحة والدعة وشرب السوائل الساخنة هذا ما يعقل حقاً ، ولكن إرادة الله أن يخرجوا بدمائهم وقيحهم وعوامل الهزيمة النفسية التي تدغدغ مشاعرهم لملاقاة العدو في ثاني يوم مباشرة لماذا؟ لاعبية كرة القدم لهم من يدربهم من الايف كوتشنج ووجدوا أن الاعبين يلعبون ماتش لمدة ساعة إلا ربع بكامل لياقتهم وبعدها يقل آدائهم للصفر ، وعلموا أن هذا هو سبب الهزيمة ، فكان التدريب بعد ذلك جري حول الملعب لمدة ساعة إلا ربع متواصل ثم 10 دقائق وهم في غاية الإجهاد ، و10 دقائق أصبحت في ثاني يوم 20 دقيقة إلي أن وصلوا أن آدائهم رائع كامل وقت المباراة ، هكذا الله – تعالي – يعلم المسلمين كيف تكون الإرادة عند آخر حبة عرق تزداد الجهد ، فلا يكونوا أقل من الخيل في سباقها

. 3 – لماذا رفض رسول الله – صلي الله عليه وسلم – خروج عبد الله بن أبي سلول معه؟ هو في حاجة إلي كل رجل يقاتل معه ؟ أو تكثير عدد من أجل تخويف المشركين ، الحقيقة أنه هو من أشاع في غزوة أحد أن الرسول مات ، وفي الحقيقة أيضاً أنت خبير عند المشاكل العظيمة والنفوس الضعيفة وقت الإنهزام ، والقوة الجسدية عند العرب مبكراً والإنتصار في المعارك هي كل ما يملكون – فلا تأتي لهم بأحد في وسطهم يزلزل النفس التي من الممكن أن تكون مخوخة من الداخل نتيجة للهزيمة ،

ومن ناحية أخري ضع نفسك مكان الرسول

هو يعلم علم اليقين أنه منافق والمسلمين يعلمون ولكنهم لا يتكلمون وكذلك الرسول ، ولكن ياتري ما الإحساس الخاص بالرسول وقتها ، يلملم المسلمين ، ينظم الصفوف ويطلب الولاء ، وهذا يأتي بضكحة صفراء أنا معك يارسول الله – هذا من ضمن ابتلاءات رسول الله صلي الله عليه وسلم

وانظر لتذييل الآية الكريمة (لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)

ليس لأي أحد منهم بل للمحسنين منهم ، المتقين في الآداء وهو مجروح يبذل أقصي ما عنده ، إحسان وتقوي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم الذي يبنوه بمجد المقابل أجر عظيم ، ومن الذي يقول عظيم ؟ الله تعالي ، إذن هو أجر علي مستوي الله ، وما أدراك

تفاصيل المعركة

توقع النبي- صلى الله عليه وسلم في محله، حيث توقع أن المشركين سيرجعون إلى المدينة لغزوها مرة أخرى، ذلك أن المشركين لما تلاوموا وتناقشوا وقال بعضهم لبعض: “لم تصنعوا شيئاً، أصبتم شوكتهم وحدهم، ثم تركتموهم، وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم، فارجعوا حتى نستأصل شأفتهم‏”. لكن صفوان بن أمية رفض هذا الرأي وقال لهم لا تفعلوا ذلك فربما خرج مع محمد من لم يخرج في أحد فأصابوا منكم، وقد أصاب جيشنا التعب، لكن جيش المشركين رفض الاستجابة لرأي صفوان ووطنوا أنفسهم على العودة إلى المدينة لاستئصال شأفة المسلمين، وأثناء استعدادهم للعودة إلى المدينة لحقهم معبد بن أبي معبد الخزاعي: ، و قد أعلن إسلامه و قد قدم إلى رسول الله ناصحا أنه خائفا عليه من شرهم ، حينها أمره رسول الله أن يتبعهم ، و على الرغم من تلك المخاطر التي تحيط بالمسلمين ، إلا أن رسول الله قد أبى العودة للمدينة مجددا . وكان قد التقى النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل ذهابه للمشركين فأمره النبي أن يلحق بجيش المشركين فيخذلهم عن قتال المسلمين. ذهب معبد إلى أبي سفيان وشنّ حربًا نفسية على المشركين وأخبره أن المسلمين قد خرجوا بجيش جرار يريدون المشركين وأن هذا الجيش يتحرق على المشركين من أجل أن يوقع به، ولما علم أبو سفيان وجيش المشركين بهذا الأمر آثروا السلامة وعقدوا العزم على الانسحاب إلى مكة وقبل الانسحاب أرسل أبو سفيان مع ركب من عبد القيس إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- أن قريشًا ستعيد الكرة على المسلمين وأنهم قد عزموا على استئصال المسلمين فلما أخبر الوفد النبي- صلى الله عليه وسلم- بذلك نزل أقام صلى الله عليه وسلم في هذه المدينة ثلاثة أيام ، بعدها رجع إلى يثرب ، و قد اصطحب معه أبا عزة الجمحي ، ذلك الرجل الذي أطلق صراحه رسول الله يوم بدر بغير فداء ، و قد اشترط عليه وقتها إلا يقف أمام المسلمين مرة أخرى ، و لكنه لم يصون عهده مع الرسول ، و وقع بين يديه يوم أحد فأمر هذه المرة بقتله

قوله تعالى

)الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ( (آل عمران:173

نتيجة الغزوة


فر القريشيين و لم يتمكنوا من الحوذ على أراضي المسلمين أو دخولها . الوضع الطبيعي أن من يتتبع هو المنتصر و من يهرب هو الخاسر ، في هذه المعركة على الرغم من فوز جانب القريشيين على حد قول المؤرخين ، إلا أن المسلمين هم من تتبعوهم حتى خارج البلاد ، و هذا ليس لها إلا معنى واحد هو أن كلا الفريقين كانا متماثلين و بنفس القوة تقريبا .

الروابط

1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page