top of page

غزوة ذي أمر/غطفان/أنمار

متى كانت غزوة ذي أمر

وقعت أحداث هذه الغزوة في في نهاية السنة الثانية من الهجرة وبداية السنة الثالثة من الهجرة النبوية قبل غزوة أُحد في موضعٍ ماءٍ للقوم يُقال له ذي أمر وأقام في هذه الموضع قرابة الشهر أو نحو ذلك، وقال المؤرّخون أنه شهر صفر دون وقوع قتالٍ بين الفريقيْن ثم عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة

بعد غزوة بدر وقبيل غزوة أُحد، وقادها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنفسه

حين تواترتْ إليه الأنباء من عيونه المراقبة في محيط المدينة المنورة أنّ تحالفًا عن تشكَّل بين قبيلة بني محارب وهي واحدة من أشهر القبائل العربية وقبيلة بني ثعلبة واحدة من القبائل اليهودية التي كانت تقطن المدينة المنورة وتيماء وفدك، فحشدتا جمعًا كبيرًا من مقاتليهما للإغارة على أطراف المدينة المنورة.

هدف غزوة ذي أمر

عندما علِم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحَشد القبيلتيْنِ -بني ثعلبة وبني محارب- لشَنّ هجومٍ عنيفٍ على المدينة المنورة خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- بجيشٍ قوامه أربعمائة وخمسون مقاتلًا للقائهم خارجَ المدينة، وكانت تلك سياسته -عليه الصلاة والسلام- في معظم غزواته ألا وهي منع الأعداء من الوصول إلى المدينة ومساكن أهلها ومن جهةٍ أخرى لبثّ الذعر والخوف من المسلمين في قلوب أعدائهم من المشركين واليهود إذ لديهم القدرة على المبادرة بالهجوم دون الاكتفاء بالدفاع. أحداث غزوة ذي أمر بعد عودة النبي -صلى الله عليه وسلم- بجيشه منتصرًا من غزوة السويق

أحداث الغزوة

حيث أقام المسلمون في المدينة المنورة دون قتالٍ أو تهديدٍ من أحدٍ طوال شهر ذي الحجة من تلك السنة، ومع بداية السنة الثالثة للهجرة نقلت العيون للنبي -عليه الصلاة والسلام- نبأ اجتماع قبيلتي محارب وبني ثعلبة على تجهيز جيشٍ لغزو أطراف المدينة المنورة فعقد -عليه الصلاة والسلام- العزم على الخروج إليهم ومهاجمتهم في عقر ديارهم قبل أن يهاجموا المدينة المنورة فأعدّ جيشًا مكونًا من أربعمائة وخمسين مقاتلٍ ما بين فارسٍ وراجلٍ ثم انطلق باتجاه نجد موطن القبيلتيْن في وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها، وانتهى إلى موضع اجتماع جيشهم من ديار غطفان عند ماءٍ لهم يُقال له ذي أمر، وقد استخلف الرسول -عليه الصلاة والسلام- عثمان بن عفان -رضي الله عنه- على المدينة المنورة طوال فترة غيابه. أثناء سير جيش المسلمين باتجاه ديار القبيلتيْن ألقوا القبض على واحدٍ من أفراد قبيلة بني ثعلبة يدعى جُبَار، فانطلقوا به إلى رسول الله الذي دعاه ورغّبه في اعتناق الإسلام فأسلم، وأوكل أمر تعليمه أمور الدين إلى بلال بن رباح -رضي الله عنه-، وقد استعمل المسلمون جُبَارًا كدليلٍ لهم في أرض عدوهم، وحين علم بنو ثعلبة وبنو محارب بقدوم جيش المسلمين للقائهم دبّ الذُعر والرعب في قلوبهم وهربوا من مواقعهم القتاليّة غلى أعالي الجبال، وقد أطلق المؤرّخون على هذه الغزوة اسم غزوة غطفان وغزوة أنمار أيضًا

كيف انتهت أحداث غزوة ذي أمر

انتهت غزوة ذي أمر بين المسلمين وأعدائهم من بني ثعلبة وبني محارب دون قتالٍ إذ فروا من أمام المسلمين خشيةً من لقائهم في أرض المعركة، وبذلك تحققت الغاية الرئيسية من خروج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بجيشه للقائهم في مساكنهم، وبالتالي تسلل الخوف من قوة المسلمين إلى باقي القبائل العربية المتربصة بالمسلمين حتى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أقام هو وجيشه في موضع ذي أمر شهرًا أو نحو ذلك دون أن يلقى أي مقاومةٍ أو هجومٍ من القوم ثم ارتحل بجيشه عائدًا إلى المدينة المنورة

ومن نتائجِ هذه الغزوة

إسلام واحدٍ من سادات غطفان المطاعين وذوي الهيبة والنفوذ فيهم جراء عفو وصفح الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو دعثور بن الحارث الذي انطلق إلى رسول الله وهو قائمٌ تحت شجرةٍ ينشر ثيابه كي تجف من مطرٍ أصابهم في ذلك الموضع، فقال دعثور وهو حاملٌ سيفًا مصقولًا يريد الفتكَ برسول الله: مَن يمنعُكَ منّي؟ فقال رسول الله: الله يمنعني ودفع جبريل عليه السلام دعثورًا فوقع السيف من يده، فأخذه -عليه الصلاة والسلام- فقال له: من يمنعك مني؟ فأجاب دعثور: لا أحد ثم نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. ومن هذه الواقعة استشفت القبائل العربية أنّ محمدًا مُرسلٌ من عند الله إذْ ليس من عادات الملوك والأمراء العفو عن من وقف حاملًا السيف يريد النيل منهم إلى جانب عصمة الله له من الشر والأذى هذه الغزوة أسهمت في تقوية جيش المسلمين وتدريبه كي يقوى على مواجهاتٍ أشد في الأيام والسنوات اللاحقة. نلاحظ: إن كان الرسول خرج في 450 محارب من الصحابة لتكون هذه هي غزوة من غزواته ( الغزوة: ما خرج فيها النبي سواء حدث قتال أو لم يحدث قتال) لكن ذلك لم يحدث ، وهي إن صح التعبير – مناورات عسكرية ) لتعليم والتدريب علي الحرب فيما بعد

نلاحظ أيضاً

أن إلي الآن لم تصبح غزوات الرسول – صلي الله عليه وسلم – اعتداء علي أحد من المشركين إلا أن يأتي له خبر ( معاداة أو حرب من قبيلة من قبائل العرب) فيبادر هو والصحابة – رضوان الله عليهم ، والمقصد أنه لم يبدأ بمعاداة أحد ولكن استقرار علي النجاح الذي وصلوا إليه . نلاحظ أيضاً: أن الإسلام بدأ يخيف القبائل العربية ويحسب له حساب ، وهو ما دعا إلي قبائل كثيرة بدأت تحاول الغدر بالمسلمين لتحاول إثبات قوتها حتي لا تفقد كلمتها بين العرب ، فالعرب في هذه الآونة قيمتها في سجاعة رجالها وقبائلها .

دراسات ذات صلة

الأسرار التي يستخدمها الناجحون للتعامل مع الأعداء في مكان العمل

الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات الكلمات رخيصة. الأفعال دليل. في مواجهة الأكاذيب حول شخصيتنا أو تاريخنا ، فإن غريزتنا المباشرة هي معالجة الأكاذيب وجهاً لوجه. نحن نسارع لإظهار أكبر قدر ممكن من الأدلة لأي شخص يستمع. من المؤكد أن تأتي هذه الاستراتيجية بنتائج عكسية. إن قول "لن أفعل هذا أبدًا" سيجعلك تبدو مذنبًا. لا أحد يتوقع من الكاذب أن يتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة. اطلب المشورة بلباقة من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك لا تشارك ، ولكن دع الآخرين يعرفون ما يحدث. إن الاحتفاظ بها لنفسك لن يؤدي إلا إلى زيادة مخاطر الخلاف في مكتبك. هناك مشكلة كبيرة: يجب عليك القيام بذلك بلباقة دون أي شتم أو التحدث بسوء عن الشخص المعني.

تذكر أن هذه لعبة أفعال وليست كلمات

يحتاج الناس إلى رؤية أنك في طريق الأذى دون الحاجة إلى إخبارهم بذلك. فكر في شخص يمكنك الوثوق به ويمكنه فعل شيء لمساعدتك. اطلب منهم تناول الغداء بحجة التماس المشورة المهنية. تأكد من تصور أنك تعتقد أن عالم عدوك ، ولكنك محتار بشأن شيء أو شيئين لا يضيفان شيئًا. لا تشارك استنتاجاتك أو تعطي أي انطباع بأنك تتعرض للهجوم. ضمّن قصتك بسؤالين أو ثلاثة أسئلة غير ذات صلة ترغب في طرح أفكارهم أيضًا (لذلك ليس من الواضح أن عدوك كان الغرض الوحيد من الاجتماع). أبقِ أصدقاءك قريبين واجعل أعدائك أقرب إليك " لن يؤدي أي شيء إلى تصعيد الموقف بشكل أسرع من محاولة الانخراط مباشرة مع عدوك (أو إخباره بأنك "تحبه"). الحيلة هنا هي جعلهم يشعرون وكأنهم مسيطرون (وأنك غافل عن هجماتهم). عاملهم مثل أفضل صديق لك. اسألهم عن عطلة نهاية الأسبوع بحماس مثلما تسأل شخصًا تهتم به حقًا. لا تدعه أبدًا يرى أنك لا تثق به. لا تواجههم أبدًا. هذا لا علاقة له بتطوير الثقة أو الصداقة الفعلية. يتعلق الأمر بكل شيء بإدراكهم لذكائك (ومدى شعورهم بالحاجة إلى ملاحقتك). إذا اعتقدوا أنك "مهتم بهم" ، فمن المرجح أن يزيدوا الحرارة. إذا اعتقدوا أنك غافل وواصلت رؤيتهم كصديق ، فسوف يأتون في النهاية إلى مكان يعتقدون أنه ليس هناك حاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات. كلما اعتقدوا أنك "غبي" ، كلما قل تهديدهم (وكلما توقفوا عن مهاجمتك بشكل أسرع

ونستفيد من الدراسة السابقة بالتالي

1 – كلما كانت الكلمات رخيصة فالأفعال تكسب ، وكما أن لا يقدر علي النقاش إلا أصحاب العقول الكبيرة ، فكذلك لا يستطيع الفعل دون تهديد نفوس شامخة

. 2 – اطلب المشورة ممن يستطيع مساعدتك: عيون رسول الله – صلي الله عليه وسلم الموجودين في كل مكان والذين يخبرونه بما ينتوي عليه القبائل

. 3 – دع الآخرين يعرفون ما يحدث: بقية القبائل التي لم يحاربها الرسول بعد هي قبائل عرفت قوة المسلمين وعرفت أن الأخبار تصلهم قبل يبدءوا الهجوم عليهم .

الروابط

1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Comentários

Avaliado com 0 de 5 estrelas.
Ainda sem avaliações

Adicione uma avaliação
bottom of page