top of page

قصة تحريم بعض أزواجه علي نفسه

قال تعالي

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ‏حَدِيثًا، فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ‏عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ، ‏فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ ‏نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}

وروى ابن جرير

عن زيد بن أسلم: ‏أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏أصاب أُم إبراهيم في بيت بعض ‏نسائه، فقالت: أي رسول اللّه في بيتي ‏وعلى فراشي؟ فجعلها عليه حراماً، ‏فقالت: أي رسول اللّه كيف يحرم ‏عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا ‏يصيبها. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ أقصى الكمال البشري في أخلاقه ومعاشراته، فقد كان جميل العشرة، لا يواجه أحداً بما يكره، وقد ثبت من هديه صلى الله عليه وسلم إكرام النساء، والمبالغة في الإحسان إليهن حتى عوتب في ذلك بقوله تعالى: ..تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. {التحريم: ففي الحديث عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة، وحفصة حتى حرمها على نفسه، فأنزل الله عز وجل: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } إلى آخر الآية

رواه النسائي عن الضحاك

أن حفصة أم المؤمنين زارت أباها ذات يوم، وكان يومها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل أرسل إلى أمته مارية القبطية، فأصاب منها في بيت حفصة، فجاءت حفصة على تلك الحال، فقالت: يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي في يومي؟ قال: فإنها حرام علي، لا تخبري بذلك أحدا، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك، فأنزل الله تعالى في كتابه: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته

نستفيد مما سبق بالتالي

1 - لولا وجود هذه اللقطة في السيرة لشعرنا أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم وزوجاته الكرام فوق البشر ويتحملوا مالا يتحمله البشر، فلا يمكن أن يكونوا قدوة ، أما مع هذه اللقطة من السيرة إن رسول الله قبل أن يكون نبي فهو إنسان والإنسان خطاء ، ولم يذكر عن رسول الله أخطاء سوي هذه المعاتبات السبع التي جاءت في القرآن وهو عمره في الدنيا ثلاث وستون عاماً لم يلومه الله أو يعاتبه علي خطأ سوي هذه الأخطاء ، ونحن نعلم أن رسول الله معصوم وهذا في كبائر الآثام أما ما يحدث عادة في دنيا البشر فلابد أن يختبره رسول الله وإلا أصبح ملاك لا يقتدي به لمغايرة الطبيعة

2 - غيرة السيدة حفصة من كامل حقها – هذا مما لا يحتمله بشر ، ورسول الله – صلي الله عليه وسلم – حرم السيدة مارية علي نفسه ليس خوفاً من السيدة حفصة بل مراضاة لها علي ما حدث وهو من رحمة رسول الله لها ، ولكنه لو رحمها ووفي بما عزم عليه لم يرحم السيدة مارية بل ظلمها ، حبسها بالزواج ولم يعطها حقها وهذا مالايرضاه الله – تعالي

3 - إفشاء السيدة حفصة للسيدة عائشة ما حدث وظهور الأمر من طبيعة البشر وخاصة النساء وربما كان تكاتفهم ( السيدة حفصة والسيدة عائشة ) أولاً هو نوع من الفضفضة وثانياً: ربما كان نوع من إفشاء الأمر حتي لا يتكرر مع إحداهن مرة أخري.

الروابط

1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Comentários

Avaliado com 0 de 5 estrelas.
Ainda sem avaliações

Adicione uma avaliação
bottom of page