top of page

مفاوضات قريش مع أبي طالب في شأن محمد – صلي الله عليه وسلم

المفاوضة الأولى

لما رأت قريش أن أبا طالب قد قام دون النبي ﷺ ولم يسلمه لهم، مشى رجال من أشرافهم إلى أبي طالب: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو البَخْتري بن هشام والأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل السهمي ونبيه ومنبِّه ابنا الحجاج وغيرهم، فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا وإما تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه. فقال لهم أبو طالب قولا جميلا، وردهم ردا رقيقا، فانصرفوا عنه، ومضى رسول الله ﷺ لما هو عليه، هذه هي المفاوضة الأولى، لكنها لم تثمر شيئا، إذ ظل الرسول يدعو إلى عبادة الله كما كان

نستفيد مما فات

عندما تختلف معي في الرأي ، فلابد من احترام ذلك علي قدر ما استطيع ، واننت أيضاً ، في حالة واحدة ممكن أن نختلف ولا نتفق أبداً ، إذا هددت المصالح ، وهنا تبدأ المفاوضات ، اللسان قبل اليد أليس كذلك؟ وهذا ما حدث في المفاوضة الأولي ، لم تثمر شيئاً ، بقي ابوطالب عم النبي الكافر الغير مسلم يدافع عن ابن اخيه ولم يثمر كلامهم معه شيء

المفاوضة الثانية

ثم لما تباعد الرجال وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله ﷺ فكروا في مفاوضة أبي طالب مرة أخرى، فمشوا إليه وقالوا: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد اشتهيناك أن تنهي ابن أخيك فلم تفعل، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آلهتنا وآبائنا، وتسفيه أحلامنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين، أو كما قالوا، ثم انصرفوا عنه، ومعنى ذلك أنهم هددوا أبا طالب في هذه المرة وأظهروا له العداوة، فعظم عليه فراق قومه وعداوتهم له، ولم تطب نفسه بإسلام رسول الله ﷺ وخذلانه، فبعث إلى رسول الله ﷺ فأعلمه ما قالت قريش، وقال له: أبق على نفسك وعليّ ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله ﷺ أن عمه قد خذله وضعف عن نصرته، فقال له: «يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» ثم بكى رسول الله ﷺ وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب فأقبل عليه وقال: - اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا

نستفيد من هذه المفاوضة ما يلي

الآن لم يصبح كلام ولا مفاوضات بل تهديد صريح ، لماذا ؟

لأن أبو طالب هو الذي يدافع وهم لا يزالوم يحترمون المكانة الإجتماعية لأبو طالب وهذا ما ظهر في كلامهم الصريح ،

دراسات ذات صلة
آثار تهديد الصورة النمطية على أداء المهام على المدى القصير ، وتقديم المشورة لعلم النفس حول كيفية تعامل الناس مع حظر الأهداف القيمة ، والهوية الاجتماعية حول كيفية استجابة الناس لتهديدات الهوية

. بالاعتماد على مجالات البحث المختلفة هذه ، يوفر هذا النموذج إطارًا أكثر شمولاً لفهم الطرق المختلفة التي قد يتعامل بها الأفراد مع الآثار طويلة المدى لتهديد الصورة النمطية في مكان العمل. القوالب النمطية هي معتقدات ثقافية منتشرة على نطاق واسع والتي تقاوم التغيير. لذلك ، من المحتمل أن يستمر الموظفون في الأقلية الديموغرافية في مواجهة تهديد الصورة النمطية في العمل. أحد الآثار المهمة لنموذجنا هو أن كل استجابة لتهديد الصورة النمطية لها عواقب إيجابية وسلبية على الفرد.

إن فهم كيفية تجربة الموظفين والتعامل مع تهديد الصورة النمطية سيساعد في تعزيز بيئة أكثر تنوعًا وشمولية في العمل. إذا كان الأطباء والمستشارون على دراية بأن الموظفين قد يتفاعلون مع تهديد الصورة النمطية بعدة طرق ، فقد يكونون أكثر قدرة على دعم الموظفين أثناء مواجهتهم لهذا التهديد المنتشر في العمل. على الرغم من أن نموذجنا يركز على كيفية استجابة الموظف الفردي لتهديد الصورة النمطية ، فمن الأهمية بمكان أن تدرس الأبحاث المستقبلية الاستراتيجيات على مستوى المجموعة والمؤسسة لتغيير السياق بحيث يكون تهديد الصورة النمطية أقل انتشارًا في بيئات مكان العمل

ونستنتج الآتي

1 - إذا كان هذا الحال مع شكل هوية مغايرة لمجتمع العمل قامت عليها دراسة ، فما بالنا بالأفكار الجديدة التي تؤسس لمشروعات كبري في الحياة لابد من مضادتها والخوف من تأثيراتها المستقبلية ، والدعوة الإسلامية كانت في ازدياد وحب المسلمين فيها يزداد ويكثر عدد المسلمين وهي في الأساس فكرة مغايرة لما عليه المجتمع وما عليه أشراف القوم ، إذن مصالحهم تحت التهديد ، فهم يأتي لهم التجار من جميع أنحاء الجزيرة العربية ومن غيرها في موسم الحج ويكسبون أموالاً كبيرة جداً من ذلك ، هذا غير دار الندوة التي كانوا يعقدون الإجتماعات فيها ومع إنهم أميين لا يقرأون ولا يكتبون إلا أنهم كانوا يحضرون دواووين الشعراء ويستمعون وعندهم ذهن نقدي عالي المستوي ، وهم يستمعون القرآن ويقارروننه مع الشعر وفقهوا أنه ليس بكلام بشر ، ويعرفون أن المثقفين والمفكرين في المجتمع القرشي لن يذهب من تحت فكرهم تذوق الملكة الفكرية الجديدة الموجودة في القرآن ، لذا فهم مهددون في مصالح تجارية ومصالح فكرية تهدد مكانتهم التي بنوها في سنين

المفاوضة الثالثة

أصرّ أبو طالب على الدفاع عن ابن أخيه قياما بالواجب على نحو من تربّى في كفالته ونشأ في بيته وعملا بالمروءة، ولكنه مع ذلك بقي على دينه ولم يعتنق الإسلام لذلك صارت مهمته شاقة ومركزه حرجا فأمامه قريش متعصبة لدينها وقد أغضبها قيام محمد ﷺ بنشر الإسلام ومحاربة الأصنام، وصاحب الدعوة لا يثنيه عن القيام بما أُمر به سخرية ساخر أو اضطهاد مضطهد، فلو أن أبا طالب أسلم لكان دفاعه أعظم وحجته أبلغ أمام العرب وأحكم، لكنه ظل على دين آبائه ودافع عن رسول الله لا عن عقيدة بل أداء لواجب القرابة.وفي هذه المرة مشوا إلى أبي طالب بعُمارة بن الوليد، فقالوا: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد فتى قريش وأشعرهم وأجملهم فخذه فلك عقله ونصرته فاتخذه ولدا وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي سفّه أحلامنا وخالف دينك ودين آبائك وفرّق جماعة قومك نقتله فإنما رجل برجل، فقال: والله لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟

هذا والله لا يكون أبدا

فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: لقد أنصفك قومك وما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا، فقال: والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ فاصنع ما بدا لك. فلما يئسوا من إجابة طلبهم اشتدت قريش على من أسلم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، وقام أبو طالب في بني هاشم فدعاهم إلى منع رسول الله ﷺ فأجابوا إلى ذلك

نستفيد مما سبق

1 – كيف تتخيل نظرة الله في علاه أو وجوده حولنا بنظرته لأبي طالب الكافر؟ الذي يحمي ابن أخيه مروءة ورجولة وعدم تغيير في التقاليد العربية الأصيلة ؟ أنا لا أعرف حقا . ولكنه سؤال قفز إلي ذهني

. 2 – المفاوضة هذه المرة جاءت كما يقول الغرب علي Needs فابي طالب ينزل محمداً – صلي الله عليه وسلم منزلة الإبن الذي رباه لن يُسلمه إلي أعداءه وهي منزلة أبوة لا عقيدة ، ويبدو أن محمداً – صلي الله عليه وسلم – جميل الصورة – هذا ماكان الكل يقوله ممن رأوه أو وصفوه – فأتوا له بجمبل الصورة (عمارة بن الوليد) وفي هذا تفكير أن يأتوا له بمن يريد أن يتباهي به في وسط المجتمع ، وهو أيضاً شاعر ، فلو كان أبا طالب يريد المكانة الإجتماعية أزيد من غيره من القرشيين فهذا الشاب الوسيم الشاعري سيحل محل محمد ، ولا تقول تفضلاً أن هذا سخف ، بل تفكير في Needs الخاصة بأبا طالب في هذا الوقت ولما رفض علموا أنه ليست مسألة احتياجات بل مسألة مبدأ ومروءة ورجولة . ونحن هنا وإن مات كافراً ( أبي طالب ) إلا أننا نكن له الإعجاب بشخصه وطريقة تفكيره

دراسات ذات صلة

شرح سيكولوجية التفاوض

نتفاوض جميعًا ، سواء مع خصومنا السياسيين أو أصدقائنا أو عائلاتنا. ما هو التفاوض؟ ماذا يعني التفاوض؟ يشير التفاوض إلى المناقشات بين الأطراف التي لديها تفضيلات ومصالح متعارضة (ولكن لديها أيضًا بعض المصالح المشتركة) ، بهدف التوصل إلى اتفاق حول القضايا المهمة. وبالتالي ، فإن التفاوض هو "عملية صنع قرار مشتركة تنطوي على اتصال تفاعلي" أفكار ختامية بغض النظر ، عندما تكون المخاطر كبيرة (على سبيل المثال ، أزمة الصواريخ الكوبية) ، فقد أحدث التفاوض بنجاح عالماً من الاختلاف. كما كتب فريدريك ستانتون ، "كل مفاوضات ناجحة هي ... تأكيد على أن الصراع ليس نتيجة حتمية لتضارب المصالح." وينطبق الشيء نفسه على المفاوضات غير السياسية. لا تحتاج إلى تجاهل اهتماماتك من أجل تجنب علاقة عالية الصراع. تحتاج ببساطة إلى تعلم كيفية التفاوض بنجاح ووضع معرفتك موضع التنفيذ. ونستنتج : أن عملية التفاوض بدأت مع بدء ظهور المفكرين في كل زمان ومكان ، لا يهم مدي تعليم هذا المجتمع أولا بل هي عملية نفسية بحتة

الروابط

1 view0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Bình luận

Đã xếp hạng 0/5 sao.
Chưa có xếp hạng

Thêm điểm xếp hạng
bottom of page