top of page

مفاوضات قريش مع رسول الله لترك الدعوة

ما عرضته قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم

القصة الأولي

قال عتبة بن ربيعة يوما وهو جالس في نادي قريش والنبي عليه الصلاة والسلام جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلّمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله يزيدون ويكثرون، فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه.فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله

المحادثة

قال عتبة يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السِّطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرَّقت به جماعتهم وسفّهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم كفرَّت به من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها فقال رسول الله ﷺ «قل يا أبا الوليد أسمع» قال عتبة: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيّا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نُبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى منه، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله يستمع منه قال رسول الله «أقد فرغت يا أبا الوليد»؟ قال عتبة: نعم قال رسول الله: «فاسمع مني» قال عتبة: أفعل قال رسول الله: «بسم الله الرحمن الرحيم: {حم تَنزِيلٌ مّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَبٌ فُصّلَتْ ءايَتُهُ قُرْءانا عَرَبِيّا لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرا وَنَذِيرا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (فصلت:1 - 4)، ثم مضى رسول الله فيها يقرأها عليه

واسمع للآيات لنأخذ منها بعض الآيات لنفسرها

حمٓ ١ تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٢ كِتَٰبٞ فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٣ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ ٤ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيٓ أَكِنَّةٖ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِيٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٞ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٞ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَٰمِلُونَ ٥ قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ٦ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ٧ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٨ ۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ حم: أنت خبير أن اليوم حياتنا كلها انقلبت بن عشية وضحاها لرموز فنقول علي سبيل المثال لا الحصر ( HSBC – BBC) أو غيرها ومجرد أن تقرأ الرموز لمنظمات عالمية أنت تعرفها من مجرد حروف ، واوالحروف المقطعة في القرآن ، الله تعالي هو أعلم بما ترمز ، ربما رمزت لكينونة اللغة العربية ، ربما هي رموز لأماكن معينة في الجنة غداً ، بالطبع هذه محاولة لتقريب المعني . القرآن مكون من اللغة العربية التي ينطقون بها ، ومع ذلك أكثرهم لا يعطوا لأنفسهم فرصة لأن (يسمعون) وقالوا ( قلوبهم في غلاف وفي سمعهم صمم ، وليس هذا فحسب بل بيننا وبينك جدار ) أي أنهم عطلوا كل منافذ وصول المعلومات لهم ، وكأنهم يريدون القول :فاعمل من وراء الجدار ، ونحن نعمل من جهة أخري ثم نري من الذي سينتصر، ثم محاولة إقناع عقلي مع تذكير بالعواقب ، أنه إله واحد ولا تكونوا من المشركين به وغير دافعي أموال للفقراء

العشر آيات من 11 - 21

ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ ١١ فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ١٢ فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ ١٣ إِذۡ جَآءَتۡهُمُ ٱلرُّسُلُ مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ قَالُواْ لَوۡ شَآءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةٗ فَإِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ ١٤ فَأَمَّا عَادٞ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُواْ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ وَكَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ ١٥ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ ١٦ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ١٧ وَنَجَّيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ١٨ وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ ١٩ حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ، قَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢١ ثم وضع له في أول عشر آيات بداية الكون أنه أنشأ كوكب الأرض في يومين ثم قدر أقواتها ( الطعام) لكل من علي كوكب الأرض من ناس وطير ووحوش وغيره ( أربعة أيام) إن صح التعبير – فهو علم إحصاء عالي المستوي ، ثم غذي الفضول عند الكفار بمعرفة إكمال بداية الحياة في بدايتها ، ثم ارتقي للسماء وهي عبارة عن دخان وتكلم مع الأرض والسماء ووافقتا علي الطاعة لا العصيان كما الكفار ، وكلمة أن السماء عبارة عن دخان – هذا تعبير علمي فريد – لم يعرف إلا في عصرنا الحديث – وأن السماء ليست واحدة بل أخر ونحن لا نري إلا السماء الدنيا ، ثم يعقب علي هذه المظاهر الكونية ( فإن أعرضوا) هل هم ممكن يعترضون ؟ نعم بالتأكيد هم منذ قليل قالوا بيننا وبينك جدار لن نسمع لن نري لن يدخل شيء لمنافذ معالجة المعلومات ومن هم ؟ الأكثرية والقليل منهم هم الذيسن يعملون عقولهم في الكلام ، فإن أعرضوا فأنذرهم بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، وأنت خبير أن العرب يحبون الحكايات والأساطير وقليل منهم وقتها كانوا متعلمين ويعرفون أخبار الأمم السابقة مثل ورقة بن نوفل وغيره ، ثم يفصل ما أجمل في الأول ما الذي حدث لثمود وعاد لماذا؟ لأننا كعرب الكثير منا يحب المبالغات في الكلام وهو نوع من الكذب ، لكن من أصدق من الله قيلاً – سبحانه وتعالي – لذا يعطيك القصة ( عاد وثمود ) من وجهة نظر عالية المصداقية ، ثم يذكر بالعواقب: أنهم يوزعون في النار ويشهد عليهم ( منافذ معالجة المعلومات) التي أنكروها وأنكروا العمل بها .ومن أوجه الإستغراب أنهم سألوا جلودهم لم شهدتم علينا وكنا نفعل الأخطاء من أجلكم أنتم ، وهو غير مستغرب في آخر الزمان ، فأنت خبير أنهم كلموا في الغرب الأحذية وكلمة العصا التي توضع في اليد وهي جمادات ، ربما اليوم أو غداً يتكلمون مع أجسادهم عن طريق chips توضع في أي موضع من الجسد ، مثل التي يستخدمونها اليوم ويحفظون عليها كلمات السر ومعلومات الحسابات البنكية وغيرها

. الآيات من 22 إلي 31

وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ ٢٢ وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٢٣ فَإِن يَصۡبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡۖ وَإِن يَسۡتَعۡتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلۡمُعۡتَبِينَ ٢٤ ۞وَقَيَّضۡنَا لَهُمۡ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَحَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ ٢٥ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ٢٦ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابٗا شَدِيدٗا وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٧ ذَٰلِكَ جَزَآءُ أَعۡدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُۖ لَهُمۡ فِيهَا دَارُ ٱلۡخُلۡدِ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ ٢٨ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيۡنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ نَجۡعَلۡهُمَا تَحۡتَ أَقۡدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلۡأَسۡفَلِينَ ٢٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ يقولون ( إن أكذب الحديث : الظن)

أي إن ليس كل مجرد الشك يجلب حقائق ، فليس لأانك لا تتخيل أن هذه الجلود ستتكلم أن هذا لن يحدث ، بلي سيحدث مادام إله السماء قال ،ثم تذكير بالعواقب ( النار – لا يوجد معاتبة بل خسارة فقط : نسأل الله المعافاة ) واصبح لكل واحد منهم قري غير صالح من الشيطان يزين لهم اعمالهم وكتبت عليهم وعلي شياطينهم الخسارة ، واسمع لقول الكفار: لا تسمعوا لهذا القرآن وإذا سمعتم أحد يرتله قوموا بعمل لغو: صوت مرتفع بأقوال باطلة ليس منها نفع لإشغال الناس عن سماع القرآن) لماذا لعل يكون في هذا الغلبة لكم، ثم العاقبة بالنار، ثم يقول الذين كفروا نريد من فوقنا من الذين أضلونا ووجهونا وجهة تؤدي إلي النار نجعلهم تحت أقدامنا وندوس عليهم ، نوع من الحنق: الغيظ لنجعلهم الأسفلين وليس الأعلون كما كنا ننظر إليهم علي أنهم علية القوم ، ثم عادة القرآن تتحدث عن صنف آخر من البشر ، استقاموا تتنزل عليهم الملائكة وهم عكس الآخرين الذين يكون لهم قرناء من الشياطين ، يقال لهم لا تخافوا علي ما تركتم من الدنيا وذلك وقت الموت ، أو تحزنوا مما انتم مقبلين عليه ، وربما هذا في الدنيا ليس وقت الموت فقط ، حيث أن الإنسان الطبيعي الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة ومعتدلة لا يفكر في الماضي أو ينظر للمستقبل بنوع من الخوف ويبقون حاضرين وكما يقول الغرب ( The power of now) وولاية الملائكة في الدنيا والآخرة فيها التكريم والصحبة ، ولكم فيها ما تشتهون أو تطلبون . وربما قال قائل : يضحك بعلو صوت ما الذي نشتهيه ؟ كل ما نشتهيه بين أيدينا نحن خلقنا جنتنا بأنفسنا ، هذا شيء تضحكون به علي فقراءكم والمعوزين ، صحيح : ربما ، لكن ماذا لو لعبت الأقدار دور فيه تبادل أدوار بمعني أنك كنت أنت الفقير والفقير هو انت ، هل كان كلامك سيصبح هو هو ؟ ونحن فقراء في أشياء لسنا كلنا أغنياء في كل شيء حتي لو إنسان مصمم كما يريد ( designer babies) منا من هو فقير في المال – ومنا من هو فقير في الأخلاق ، ومنا فقير في الصحة الجسدية – ومنا فقير في الصحة النفسية وغيرها فكل جميل هناك من أعلي منه في الجمال والفكر والصحة وكل شيء تقريباً فأنت وأنا فقراء فس أشياء وأغنياء في أشياء أخري .

في نهاية تفسير مبسط -لبعض ما سمع أبا الوليد - غير مبني علي آراء الفقهاء الأجلاء، لننظر كيف تفاعل معها أبا الوليد

فلما سمعها عتبة( أبا الوليد) منه أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما يستمع منه ثم انتهى رسول الله ﷺ إلى السجدة منها فسجد

ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك».

فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض

نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كُفِيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه، قال: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم. التعقيب علي القصة

انظر لهذا الجزء من الدراسة العلمية

كن حاضرا

الإلهاء في كل مكان حولنا. مع إلقاء الكثير من المعلومات علينا بسرعة مليون ميل في الساعة ، فلا عجب أن التواصل في العلاقات يمكن أن يعاني. عندما تكون في نقاش مع شخص تهتم لأمره حقًا ، سواء كان شريك حياتك ، أو صديقًا جيدًا ، أو طفلك ، تأكد من أنك خالٍ من الإلهاء أثناء محادثتك. . يسمح لك بالتركيز على المحادثة وهضم المناقشة حقًا. علاوة على ذلك ، فهو يساعد في السماح لك بأن تكون مدروسًا ومراعيًا في تفاعلك. التواصل في أي علاقة شخصية أو مهنية صعب. علينا أن نلتزم بالظهور والقيام بالعمل للتأكد من أنها ناجحة ومزدهرة. يلعب تعلم كيف تكون مستمعًا جيدًا دورًا كبيرًا في نجاح كل فرد. في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في موقف تحتاج فيه إلى الانتباه ، تذكر أن تتحقق من صحته ، وكن حاضرًا ، والرد بتمعن. ستندهش من مدى تحسن تفاعلاتك

. 1 - الآن: انظر لوضعية أبا الوليد ( عتبة بن ربيعة) يده وراء ظهره وهو يسمع القرآن، وأنصت ولم يتكلم بكلمة طوال ما الرسول يتلو القرآن من سورة فصلت ، ماذا تفهم من هذه الوضعية وهذا الإنصات؟ أنه شخص محترم هذا أولاً ، أنه انجذب للقرآن بل اندهش من ممفرداته وتركيسباتها إلي جانبها البعض حتي قال لقومه عندما رجع إليهم: ليس هذا بسحر أو كهانة أو شعر ، إذن عنده أذن نقدية تستمع وتطرب للشعر وغيره وميزت أن هذا ليس مما سمعت قبل ذلك

2 – لاحظ: أن السليقة العربية أيام رسول الله – صلي الله عليه وسلم : سليقة عربية سليمة يفهمون معاني الكلمات دون أن يفسرها أحد لهم مثلنا نحن ، لذا الكلام وقع من قلبه وعقله بمكان . 3 – أما موقف رسول الله: قمة في الإحترام للآخر: في قوله ( قل اسمع يا أبا الوليد – ثم : أفرغت يا أبا الوليد) ، فإن أنصت عتبة بن ربيعة لرسول الله ، فإن رسول الله سبقه في هذا الإحترام للآخر ، أين هذا من منظارات اليوم والسباب وتعلية الصوت وغير ذلك ؟

4 – انظر: لم يجد رسول الله من محادثة أفضل من القرآن ليقنع أبا الوليد( عتبة بن ربيعة به) يا تري لماذا؟ ربما علم رسول الله من محادثتة وطريقة مساومته في الأول أنه دخل له من مدخل عقلي بحت وفي نهاية حديثه قال له (فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها) ففقه رسول الله أنه شخص عقلاني ويحب من يقدر عقله ، فلم يجد كلام أكثر عقلانية من كلام الله – تعالي

الآن: ما حكمك علي أبا الوليد؟

هل هو مستمع جيد ؟ فما رأيك في وقفته ورفع رأسه للسماع؟

القصة الثانية ( قريش تريد التوسعة في المعيشة)

قريش لما رأت قريش أن رسول الله قد رفض ما عرضوه عليه قالوا له يا محمد إن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به فليسيِّر عنا هذه الجبال التي ضيقت علينا وليبسط لنا بلادنا وليخرق لنا فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصيّ بن كلاب فإنه كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك وصنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا منزلتك من الله وأنه بعثك رسولا كما تقول رسول الله فقال: «ما بهذا بعثت إليكم إنما جئتكم من الله بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» قريش قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك، سل ربك أن يبعث معك مَلكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك، وسله فليجعل لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي، فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم رسول الله «ما أنا بفاعل وما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بُعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا - أو كما قال - فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم» قريش قالوا: فأسقط السماء علينا كِسفا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل فإنا لن نؤمن لك إلا أن تفعل، فقال رسول الله: «ذلك إلى الله إن شاء أن يفعله بكم فعل»، قالوا: يا محمد فما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذا لم نقبل منك ما جئتنا به، إنه قد بلغنا إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وإنا لا نؤمن بالرحمن.

أبدا فقد اعتذرنا إليك يا محمد، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى تهلكنا

وقال قائلهم: نحن نعبد الملائكة وهي بنات الله، وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلا

فلما قالوا ذلك لرسول الله قام عنهم

وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب فقال:

يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم، ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل، ثم سألوك أن تأخذ لنفسك، ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجِّل لهم بعض ما تخوفهم به من العذاب فلم تفعل ثم قال له: فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها ثم تأتي معك بصك مع أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ذلك ما ظننت أني أصدّقك

انصرف رسول الله إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ولما رأى من مباعدتهم إياه.

التعقيب علي القصة

1 - مطالب تعجيزية أليس كذلك ؟ الغريب أن الله – تعالي – لم يعطي محمداً صلي الله عليه وسلم ما أرادوا ، لماذا؟ لماذا لم يجعل له سلماً إلي السماء يرقي له أو أي أشياء تعجيزية لم يصل إليه العلم وقتذاك؟ الحقيقة لا نعلم تحديداً لكن هل تعرف أن لرسول الله معجزات كثيرة كما الأنبياء – ليست وقتها هنا – لكن علي سبيل المثال لا الحصر ( إنشقاق القمر – إخبار بإنخفاض مستوي المياه عن سطح البحر الميت في سورة الروم وغيرها ) إلا أن الله – تعالي – لم يعطي لنبيه آيات تعجيزية ربما لسببين

- العقول وقتها لا تتسع لآيات فوق قدراتهم المعرفية كقفزة فيلكس أو غيرها .

- جزء من إيمان المؤمنين ( إيمان بالغيب وفقط) وإيمان بأنه سينتصر لكن ليس في كل المعارك بل لابد من الإنتظار والصبر ليس علي المصائب بل علي تحقيق وعود الله للمؤمنين الصادقين وهو عبادة مثل الصلاة تماماً . 2 – فهل تعلم أن أكبر معجزة لرسول الله هي القرآن ، يقول تعالي ( وجاهدهم به جهاداً كبيرا) ويقول أيضاً (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ...الحج) فأنت خبيرأن اليوم الغرب كله يقوم علي الأفكار ، بل هي تقوم علي الكلمة الحرب الآن، والأفكار الكبيرة يتكسبون منها بل وتقام عليها حضارات حديثة ، انظر للقرآن: يقيم حضارة فكرية عالية المستوي لمن يأخذها كما أرادها الله ، لا كما أرادها المسلمون ، فالمسلمون الآوائل فتحوا بلاد الأندلس ورحب بهم الغرب ودخل المسلمين الجدد من أخلاق التجار ، الآن يسمع اسم المسلم يرتبط بالإرهابي لأننا انتقلنا من الفعل إلي رد الفعل ، انتقلنا من المعلمين للمتعلمين ، من ناشرين الكلمة العلمية في كل المجالات لآخر الركب ، نحن كعرب مسلمين حوالي 3 % من منشورات علمية بالنسبة للعالم كله ، فهل سيأتي المستقبل بما بدأ به الماضي ؟ إن شاء الله ( البصري – داوود الأنطاكي وغيره : رواد الأمس )

نختم بشيئين

نعلل أنفسنا بعسي وإلا يأتي هماً يقبض النفسا إذا أردت أن تعلم ما فات فلتنظر إلي ما هو آت فإن الأمور متشابهات


الروابط

4 views0 comments

Recent Posts

See All

حُمي المدينة

مرض المهاجرين بحمى المدينة حاول رؤساء قريش منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة لكنهم استطاعوا الهجرة بعد بضعة أسابيع وقد اعتاد المهاجرون...

أول خُطبة جمعة في المدينة

خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة هذا نص الخطبة التي خطبها رسول الله ﷺ في أول جمعة صلاها بالمدينة في بني سالم...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page