top of page

الحلم والتسامح فى الاسلام

  • Writer: Rehab Elabd
    Rehab Elabd
  • 19 hours ago
  • 4 min read

إن منهج الإسلام قائمٌ على الاعتدال والتوازن في كلِّ شيءٍ، وبالتالي فإنَّ اندِفاع النَّفس غضبًا أو إساءةً يمثِّل انحرافًا عن المنهج الإسلاميِّ القويم، الذي يأمر بالصَّبر وكظمِ الغيظ والتَّواضُع، ففي أكثر من آية في القرآن الكريم ورد التوجيه بهذه القِيَم.

فقال الله تعالى في صفات المتقين: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 134].


وقال في قصَّة لقمان مع ابنه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان: 17].

وقال جلَّ شأنه في صفات من دعاهم عباد الرحمن: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63].


وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشجَّ بن عبد القيس رضي الله عنه وقال له: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ» رواه مسلم.


وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا عن ضرورة ضبط النفس عند الغضب: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» رواه البخاري ومسلم.

لقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم غاية الحلم والعفو


وأن السنة النبوية حافلة بمواقف الرسول الكريم في الحلم والتسامح .

على سبيل المثال

وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كأني أني أنظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحكي نبيا من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )(البخاري) .


انظر ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الإحسان، وحسن الخلق وكرم النفس، وغاية الصبر والحلم، إذ لم يقتصر ـ صلى الله عليه وسلم ـ على السكوت عنهم حتى عفا عنهم، ثم أشفق عليهم ورحمهم، ودعا وشفع لهم، فقال: اغفر أو اهد، ثم أظهر سبب الشفقة والرحمة بقوله: لقومي، ثم اعتذر عنهم بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون .." .

التسامح والحلم من سمات النبى .


التسامح والحلم النبوي يشيران إلى الصفات الحميدة التي تحلى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان مثالًا يُحتذى به في العفو والصفح عن المسيئين، وقبول الأعذار، واللين في التعامل. هذه الصفات تجسدت في مواقف عديدة من سيرته العطرة، سواء مع أصحابه أو مع خصومه، مما جعل منه قدوة في الأخلاق والتسامح.

ونبينا صلى الله عليه وسلم مع عظيم عفوه وجميل تسامحه كان يغضب للحق إذا انتُهِكَت حرماته، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادماً، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله. وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتقم مِن صاحبه، إلا أن يُنْتَهك شيء مِن محارم الله، فينتقم لله عزَّ وجلَّ) رواه مسلم.


أمثلة على التسامح النبوي:


العفو عند المقدرة:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يعفو عن المسيئين إليه، حتى عندما تمكن منهم، كما حدث يوم فتح مكة، حيث عفا عن أهلها بعد أن آذوه وأخرجوه من بلده.


اللين في التعامل:


كان النبي صلى الله عليه وسلم سهلًا في بيعه وشرائه، وفي تعامله مع الناس عامة، حيث كان يراعي مشاعرهم ويحسن إليهم.

قبول الأعذار:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الأعذار من أصحابه، ويسامحهم على زلاتهم، مما جعلهم يحبونه أكثر.

الحلم:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يتصف بالحلم والأناة، فلا يتعجل في الأمور، ولا يغضب لأتفه الأسباب، بل كان يصبر ويتعامل بحكمة.

الرحمة للعالمين:


بعث النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وكان تعامله مع الناس عامة قائماً على الرحمة والتسامح، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين .

أهمية التسامح في الإسلام:

ـ سبب لمحبة الله ورسوله: {وإنك لعلى خلق عظيم}، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}

- سبب لدخول الجنة: {أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً كان سهلًا مشتريًا وبائعًا وقاضيًا ومقتضيًا}

- سبب لانتشار المحبة والألفة بين الناس: {كن لطيفًا ولا تكن عنيفًا}

التسامح في السنة النبوية:

{رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى}

{ألا مَنْ ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس؛ فأنا حجيجه – أي: أنا الذي أخاصمه وأحاجُّه – يوم القيامة}


فى علم النفس

تتسم النفس الحليمة :

- بالهدوء والاتزان:

هي حالة من الاستقرار الداخلي والقدرة على التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة دون انفعال أو توتر.


- بالقدرة على التأقلم:

تعني القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وإيجاد حلول للمشاكل، والتغلب على التحديات.

دراسات ذات صلة


التسامح سر النجاح

ولقد اهتم علماء التنمية البشرية وعلم النفس بإبراز مميزات تحلى الإنسان بصفة التسامح.

فالتسامح هو أحد أهم الأسرار التى تجعل الإنسان يشعر بالسلام النفسى، والاستقرار الداخلى، إن النجاح لا يتوقف فقط على الحصول على شهادات علمية رفيعة والتخطيط الجيد والمهارات المختلفة، لكنه يعتمد بدرجة كبيرة إلى جانب كل ما سبق على الاتزان فى الجوانب المختلفة من حياة الإنسان ومن هذه الجوانب وأهمها هو الجانب الروحانى، الذى يهتم بدرجة كبيرة بالتسامح.

و لكن للأسف هناك الكثير من الأشخاص يتخلون عن هذه الصفة ويملأون نفوسهم بمشاعر الحقد والكراهية وحب الانتقام من الآخرين مما ينتج عنه تحويل حياتهم إلى سلسلة من المتاعب والصعوبات بدلاً من أن تصبح رحلة مسكونة بالسلام والهدوء والنجاحات.


فإن من لا يعرف التسامح بداخله طاقة سلبية كبيرة تحطمه وتقضى على راحة باله وإحساسه بالهدوء النفسى والسكينة، لأنه بداخله كراهية ورغبة فى الانتقام مما يعيقه عن تحقيق أهدافه وعن التفكير المنطقى السليم المحايد تجاه الآخرين وتجاه جميع مجالات الحياة.


الخلاصة:


التسامح والحلم النبوي هما من أهم الصفات التي يجب على المسلم التحلي بها، وهما أساس الحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة.



Recent Posts

See All

Comments


bottom of page