يقول الله تعالى
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) [آل عمران: 104-105]
مفهوم الدعوة
الدعوة في اللغة
ورد في المختار الصحيح: دعاه أي دعاه، ودعا من صيغة الدعوة إلى طعام أي دعاه إلى طعام أو نحوه.
الدعوة في علم الإصطلاح
وردت الدعوة إلى الله تعالى في عدة مصطلحات منها:
تعريف الدكتور محمد الوكيل
الدعوة إلى الله تعالى هي جمع الناس على الخير، وهداية عقولهم، وأمرهم بالخير، ونهاهم عن الشر
تعريف الشيخ الصواف
إنها رسالة الإسلام إلى الأرض، وهي هدية الله تعالى لمخلوقاته، وجعلها الله صراطاً مستقيماً يؤدي إليه سبحانه وتعالى.
تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية
الدعوة إلى الله تعالى هي دعوة إلى الإيمان به، ومن خلال ما جاءت به رسله، أي صدقك فيما قيل لهم، وطاعتك لما أُمروا به.
خصائص الدعوة الإسلامية
1- ارتباطها بدعوات الأنبياء السابقين، ووحدة العقيدة المدعو إليها
فدعوة الإسلام متفقة مع الدعوات السابقة في أصولها، ورسل الله جميعا دعوا إلى التوحيد المطلق لله تعالى، وكان ذلك هو الهدف الرئيسي من كل رسالة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الأنبياء إخوة لعَلاَّتٍ أمهاتهم شتى ودينهم واحد))
2- إنها دعوة ربانية
مع خالص الشكر لله تعالى، لا يجوز تلويث المصالح الدنيوية، وهذا يستوجب العلاج من الأمراض بلا أجر أو تعويض، قال تعالى:
( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)) الأنعام
وهذا يعني أنه إذا كان لمصلحة شخصية (كسب مالي، مكانة اجتماعية، إلخ) فإنه يبطل كعمل تجاري، ولكن يمكن استخدامه كوسيلة لقتل الوقت، حتى لو جاءت المكانة الاجتماعية دون سعي، ولا حرج على من فعل ذلك، والله تعالى لا يقبل أي عمل إلا إذا كان خالصًا لوجهه ولوجهه.
قال تعالي
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) آل عمران
3- الناس أمام الدعوة سواسية
قد أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم مدوية واضحة بين ظهراني قريش: ((يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية، وتعاظمها بآبائها، والناس رجلان بر تقي على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب))
4- دعوة إلى كافة الناس
ولكن لماذا يقول الله تعالى أن أكثر الناس لا يعلمون أن الرسول أرسل إلى كافة الناس وليس إلى الأمة الإسلامية فقط؟ فلما أرسل الرسول لم يكن هناك مسلمون ولكن بعد دعوة بعض الناس أسلموا، وبالتالي يجب على الداعية المسلم أن يدعو غير المسلمين حتى يصبحوا مسلمين، والله أعلم.
5- إنها دعوة لا تعتمد على الإكراه لاعتناقها بل تعتمد على الإقناع
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمان لأهل مكة، شريطة عدم التعرض لجيش المسلمين، أو مقاومتهم وقتالهم، واعتزال ميدان المعركة، باللجوء إلى بيوتهم، أو إلى الكعبة، وكان هذا هو بداية السلام الذي منَّ به على قريش، والذي جعلهم يأملون بسلام أشمل وأعظم حين التفوا حوله عند البيت الحرام، وأظهروا طمعهم في كرمه وعفوه، فأعتق رقابهم وقد تمكن أن ينكل بهم أشد النكال، جزاء ما اقترفت أيديهم من الأذى والإعراض، لكن نبي الهدى- وقد صار له مطلق الهيمنة وبعد عداوة عشرين عاما تقريبا - آثر العفو والإحسان، دون قيد أو شرط، وهذا غاية الرحمة منه والكرم، فقال:(( اذهبوا فأنتم الطلقاء))، ولم يشترط عليهم الدخول في الإسلام، فكان لهذا العفو أطيب الأثر في نفوس أهل مكة، وأقبلوا على الإسلام راغبين، وبايعوا عليه رجالا ونساءً.
ما المعاني التي جاءت بها معني الدعوة في القرآن؟
جاءت كلمة "الدعوة " في القرآن الكريم لتدل على معانٍ كثيرة أهمها
١- معنى الطلب
يقول الله تعالي
لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)الفرقان
وليس معنى الآية سؤال الله هلاك شخص واحد فقط، بل هلاك الكثير
2 معنى النداء
يقول الله تعالي
وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)
أي: نادوهم فلم يستجيبوا لهم.
3 - جاءت بمعنى السؤال
وذلك في قوله تعالي في قصة بني إسرائيل
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن ل َّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69)
4 - معنى الحث والتحريض
وذلك في قوله في سرد قصة مؤمن أل فرعون:
﴿ ۞ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾
وهنا جاءت الكلمة تعني أنه ليس من العدل والإنصاف أن نحثكم على ذلك. افعل شيئًا ينجيك في الدنيا والآخرة، وتريد أن أفعل شيئًا يهلكني إن فعلته.
٥ - معنى الإخلاص في الدعاء
يقول الله تعالي
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) الأنعام
٦ - معنى النصيحة
يقول الله تعالي
(مَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۙ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) الحديد
٧ - جاءت بمعنى الدعاء
يقول الله تعالي
(وَقَال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ)
لماذا هي هامة ؟
إن مكانة الدعوة إلى الله -تعالى- في الإسلام عظيمة جداً، ولكن لماذا؟
1- الإسلام ينتشر
ماذا يعني انتشار الإسلام؟ الإسلام دين يدعو إلى عدة فضائل تقوم عليها الحياة، والإسلام اليوم لا يقتصر على أخلاق المسلمين، بل هي مبادئ عامة، إذا أخذ بها بعض الناس لتقييم حياتهم، وحياة من حولهم، لأن من حولهم آمنون من إساءة معاملتهم لهم بحكم انضباطهم بمبادئ الإسلام.
2- بالدعوة تتحسن أخلاق الناس
يضبط سلوكهم، وتقل الخلافات، ويزول البغضاء والضغينة، فيأمن الناس ويطمئنون على أموالهم وأعراضهم.
3- بالدعوة ينتشر الخير
وإذا انتشر الخير ضاقت دائرة الفساد، وتناقض الشر والخير، ولا يصح أن يكون أحدهما بجانب الآخر، بل إذا اتسع أحدهما بدأ الآخر بالتراجع، وانتشار الخير هو سعادة للإنسانية، فبدعوته يصطدم بكل المعتقدات الفاسدة، وهو إعلان هوية لمنهج إلهي سليم، ولذلك فهو يواجه كل عقيدة فاسدة ليس كصراع، بل كشرح وتوضيح لمنهج الحق.
مراحل الدعوة الإسلامية
بدأت دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سراً في مكة حين أمره الله بتبليغ الدعوة والرسالة، فدعا أقرباء قومه كأقاربه وأصحابه إلى التوحيد وترك الوثنية، وظلت دعوته سرية ثلاث سنوات لم يظهرها في المجالس العامة، حتى جاءه كلام الله تعالى: أي: ومن ذلك الوقت بدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينادي بصوت عال، ومرت دعوته بمراحل، تفصيلها كما يلي:
المرحلة السرية (3 سنوات)
السبب الذي جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجعل الدعوة إلى الله سرية في المقام الأول، هو الفئة الجاهلة الحاقدة التي نشأ فيها قومه، حيث كان هناك صدامات مباشرة معهم. وقد يؤدي إلى فشل الدعوة، فقد كان لبيت النبوة شرف السبق في الإسلام، وكانت السيدة خديجة زوجة الرسول أول من آمن به، ثم علي بن أبي طالب الذي استقبل دعوة رسول الله فأقبل عليها رغم صغر سنه، وآمنت به أيضًا بناته وولده المتبنى زيد بن الحارثة، ثم انتقل رسول الله إلى دائرة أصدقائه ومعارفه، فبدأ بأبي بكر الذي كان له الفضل الكبير في نشر الدعوة، حيث استجاب له عدد من الصحابة، وهؤلاء الصحابة بدورهم دعوا من وثقوا بهم، حتى بلغ عدد المسلمين في ذلك الوقت أكثر من أربعين ما بين رجل وامرأة، وفي هذه المرحلة بدأت الصلاة ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، واستمرت هذه المرحلة ثلاث سنوات، وخلال هذه السنوات استمر الناس يدخلون الإسلام، حتى... أصبح المسلمون أقوياء.
ومن هذه الفترة السرية نأخذ ما يلي:
1 - إن ضوء الشمعة يكون قوياً إذا كانت في مكان مظلم تماماً
ولا توجد تيارات هوائية، والإسلام كالشمعة في مكان مملوء بالأصنام والعقائد الباطلة، ولكن إذا انطفأ النور في ذلك الوقت (تيارات هوائية) يمكن إيقافه، وهذا لم يكن من مشيئة الله تعالى.
2- مرحلة مهمة في بداية الإسلام، أن الإسلام لم يكن قوياً منذ بداية الأمر؟
ربما لم يحدث ذلك لسببين: الأول أن المؤمنين ليس لديهم حب قوي لهذا الدين الجديد، حب قوي لدرجة أن يقاتلوا آباءهم وأعمامهم وأبناء عمومتهم، ويتركوا بيوتهم وأموالهم وأحياناً أولادهم، وهذا ما حدث بعد فترة وجيزة. السبب الثاني: أن هذا قد يتكرر في آخر الزمان. أليس الرسول هو الذي قال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء.) حديث صحيح، قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، ويهم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي وانظر الآن في بعض الدول الغربية لا يحق للمسلم أن يدعو بالإسلام ولو لثلاثة في بيته ولو لم علموا لعذبهم عذاباً شديداً - الحقيقة: يفعلون ذلك بالنصارى وغيرهم) لا يريدون انتشار الأديان لا سماوية ولا أرضية.
المرحلة الثانية (العلنية باللسان)
بدأت هذه المرحلة حين أمر الله تعالى رسوله الكريم بالتحدث في دعوته وكسر الصمت وعدم الخوف في الله من لومة لائم.
قال تعالي
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)الحجر
الصدع: الشق في الأمر: أظهره ووضحه وتكلم به دون خوف، فقد شق بالحق، فهذه مسألة في بيان ماهية الإسلام جهراً، فبدأ النبي يدعو بني هاشم. (أعمامه) ومن معهم من بني المطلب كما أمره الله تعالى
لمَّا نزَلتْ هذه الآيةُ
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ورَهْطَك منهم المُخلَصينَ قال : وهنَّ في قراءةِ عبدِ اللهِ، خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أتى الصَّفا فصعِد عليها ثمَّ نادى : ( يا صَبَاحاه ) فاجتمَع النَّاسُ إليه فبيْنَ رجُلٍ يجيءُ وبيْنَ رجُلٍ يبعَثُ رسولَه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا بني عبدِ المُطَّلبِ يا بني فِهْرٍ يا بني عبدِ مَنافٍ يا بني يا بني أرأَيْتُم لو أخبَرْتُكم أنَّ خَيلًا بسَفْحِ هذا الجبلِ تُريدُ أنْ تُغِيرَ عليكم أصدَّقْتُموني ) ؟ قالوا : نَعم قال : فإنِّي ( {نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46] ) فقال أبو لَهَبٍ : تبًّا لك سائرَ اليومِ أمَا دعَوْتُمونا إلَّا لهذا ثمَّ قام فنزَلت : ( {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] وقد تَبَّ وقالوا : ما جرَّبْنا عليك كذِبًا
فيما يلي نقاط التوقف حول هذه المرحلة من الدعوة
كم عمرك الآن؟ لنفترض أنك تجاوزت الأربعين من عمرك أو أكثر قليلاً، ونفترض أيضاً أنك معروف إلى حد ما في مجتمعك، ونفترض أيضاً أنك تعيش في مكان مغلق (قبيلة يعرف الجميع بعضهم البعض) ولا تعرف أو ترى مصدر الخبر الذي تريد أن تعلنه، هل ستقدم علي هذا الأمر ؟ هل تصعد جبلاً وتنادي الناس وتنادي أخوالك وأعمامك، هل تجرؤ؟ هل تجرؤ حتى على قول أنك رسول الله وهم يعبدون الأصنام؟ هل سيأتي الناس حتى ليسمعوك؟ من لم يستطع الحضور يرسل رسولاً لمعرفة الخبر؟
ماذا أقصد بكل هذه الأسئلة؟ يعني أن الرسول كان من قومه في مكان معين، وسُمع كلامه، وصدقه الجميع، وعرفوه بأمانته، حتى أنه كان له ألقاب نادراً ما يعرفها أحد: انظر إلى لقبك بين أصدقائك. ينادونك باسم عائلتك وهو لقب تفتخر به ويكفي / صعب تعيش بين الناس وينادونك بلقب مشرف لأن الناس ما تقدر تضحك عليهم بكلام جد منمق مثل كلام التنمية البشرية وخاصة المقربين منك صحيح؟
هل تضيع ثماني سنوات من العذاب على نفسك وعلى أقاربك ومعارفك الذين اختاروا الإسلام دين سهل وموثوق؟ الرسول صلي الله عليه وسلم يهدر ثماني سنوات من عمره في حياة مليئة بالصعوبات والسهولة لمجرد أنك تلتقط هذا الدين الآن بكل أريحية وتؤمن به، نحن الآن مسلمون أثرياء -طبعًا إلا من تحت خط النار في دول فيها حروب ودول أغلبها عبيد إلخ. ماذا يعني إذا مررت بثماني سنوات من الطلاق أو وفاة أحد الأحباء أو مرض عضال -لا قدر الله- تذكر إخوانك المسلمين وأعمالهم وما تحملوه من أجل فكرة هي لك أمر مُسلم به، والاسم الموجود على بطاقة الهوية: هويتك مسلم.
المرحلة الثالثة (مرحلة الحق في الدفاع عن النفس والممتلكات)
قال تعالي
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير* الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّه ُوَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ في الأرض أَقَامُواْ الصّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمور} (39ـ41)
في هذه المرحلة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من يقاتله ويسكت عن من يكف عن قتاله واستمرت هذه المرحلة إلى عام صلح الحديبية.
نقاط التوقف حول هذه المرحلة من الدعوة
الآن تخيل أن بيتك يتعرض لهجوم من اللصوص، فهل تسمح لهم بأخذ ما يأخذونه حتى لو كانت زوجتك وأولادك، أو تقاتلهم حتى لو أدى ذلك إلى الموت؟ بالطبع -حفظك الله- المسلمين الآوائل صمتوا 11 عامًا وأيديهم مكتوفة، ومنهم من هو قوي الجسد والعقل والمال، ومنهم عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب، وغيرهم رضان الله عليهم أجمعين، عانوا المشقة، بعضهم تعرض للتعذيب، وبعضهم فقد جزءًا من ماله لتحرير العبيد، وبعضهم كان لابد أن يصل إلى هذه المرحلة، لكنها لم تكن على طبق من فضة، بل على تاريخ 11 عامًا من الضياع والعذاب والشعور بالعجز، لأن أمر الله لم يأت بعد..
المرحلة الرابعة (قتال من وقف ضد الدعوة)
أما المرحلة الرابعة من مراحل الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دعوة الناس إلى الشريعة والدين الصحيح فهي مرحلة الجهر والقتال كل من وقف في وجه الدعوة الإسلامية ونهى الناس عن الدخول في شريعة الله ودينه الذي أراده لعباده بعد تحذيره، هذه هي الدعوة التي حسمت أمر الشريعة الإسلامية على أساسها، وهي المرحلة التي أقام فيها حكم الجهاد في الإسلام، وهي أيضاً مرحلة كان فيها الرجال والنفوذ والأموال ونحو ذلك، فهي آتية لا محالة، ولكنها انتهت بتوسع الدولة الإسلامية.
هذه هي مراحل الدعوة الإسلامية، ولا نقول إنه انتشر بالسلاح
هذه هي المرحلة الأخيرة. كل بيت فيه سلاح وإلا نهبت البيوت وتغيرت الأفكار العظيمة مجرى الحياة، إنه دين السلام حتى لا يتم الاعتداء على أحد أفراد الأسرة أو الاعتداء عليه، وإلا فلابد من وجود السلاح كأي دين، فكل دين أرضي له جناح عسكري يدافع عن دينه، وقد يتعرض غيره وخاصة المسلمين للاضطهاد، وما حدث بالأمس سيحدث اليوم وغداً وإلى قيام الساعة ولو تكررت المراحل مرحلة بعد مرحلة.
ما هي عقوبة ترك الدعوة إلي الله
الدعوة إلى الله أعظم الواجبات، وتركها أعظم عقوبة، إذا تركت الأمة الدعوة إلى الله أصيبت بعدة مصائب:
١- الاستبدال
يقول الله تعالي
وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38) ... [محمد: 38].
2 - لعنة وحرمان من رحمة الله
يقول الله تعالي
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)
نزلت هذه الآية بنو إسرائيل
عن ابن عباس قال في تفسير الآية: فاختلطوا بهم من بعد ما حرم البيع بينهم، فضرب الله قلوب بعضهم بعضاً، لعنهم داود وآل داود. عيسى بن مريم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: لما نزل الشر على بني إسرائيل، ألقى الرجل على الرجل، فقال: يا رب إني صالح، هذا لا يمنعهم من الأكل والشرب معهم، فلما رأى الله ذلك بينهم، بغضت قلوب بعضهم ببعض.
٣ - العداء والكراهية
يقول الله تعالي
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَاراى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظَ to مِمَّاُ ذكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
٤ - الهلاك
يقول الله تعالي
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَاب كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) الأنعام
٤- التركيز على الدنيا وترك الآخرة
٥ - هدر الأموال والوقت والأفكار فيما لا يخدم مصالح الدين.
٦- اتباع أسلوب حياة الكفار والتعلم منهم ونقل أسلوب حياتهم إلى بلاد المسلمين.
Allah says
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) [آل عمران: 104-105]
And let there arise among you a community inviting to good, enjoining what is right and forbidding what is wrong, and those will be the successful. (104) [Al Imran: 104-105]
The concept of the invitation
The invitation in the language
It was mentioned in Al-Mukhtar Al-Sahih: He invited him, and he invited from the form of the invitation to food, meaning he invited him to food or the like.
The invitation in the science of terminology
The invitation to God Almighty was mentioned in several terms, including:
The definition of Dr. Muhammad Al-Wakeel
The invitation to God Almighty is gathering people to do good, guiding their minds, commanding them to do good, and forbidding them from evil
The definition of Sheikh Al-Sawaaf
It is the message of Islam to the earth, and it is God Almighty's gift to His creatures, and God made it a straight path that leads to Him, Glory be to Him.
The definition of Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah
The invitation to God Almighty is a call to believe in Him, and through what His messengers brought, meaning your truthfulness in what was said to them, and your obedience to what they were commanded to do.
The characteristics of the Islamic Call
1- Its connection to the calls of previous prophets, and the unity of the faith called for
The call of Islam is consistent with previous calls in its principles, and all of God’s messengers called for absolute monotheism of God Almighty, and that was the main goal of every message. God Almighty said: “And We did not send before you any messenger except that We revealed to him, ‘There is no god except Me, so worship Me.’” The Prophet, may God bless him and grant him peace, said: “The prophets are brothers in their mothers’ families, but their religion is one.”
2- It is a divine call
With sincere thanks to Allah the Almighty, it is not permissible to pollute worldly interests, and this requires treatment for diseases without payment or compensation, Allah the Almighty said:
(قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (90)) الأنعام
(Say: I do not ask you for any payment for it. It is only a reminder for the worlds (90)) Al-An'am
This means that if it is for a personal interest (financial gain, social status, etc.), then it is invalid as a commercial act, but it can be used as a means of killing time, even if social status comes without effort, and there is no blame on the one who does that, and Allah the Almighty does not accept any work unless it is purely for His sake and for His sake.
Allah the Almighty said:
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله )
It is not for a human being that Allah should give him the Scripture and wisdom and prophethood and then he should say to the people, "Be my servants instead of Allah." But be devout scholars of the religion because you have been taught the Scripture and because you have been studying. (79) Al Imran
3- People are equal before the call
The Prophet, may Allah bless him and grant him peace, announced it loud and clear among the Quraysh: ((O people, Allah has removed from you the arrogance of ignorance and its pride in its fathers. People are of two types: a pious man who is pious to Allah, and a wicked, wretched man who is insignificant to Allah. People are the sons of Adam, and Allah created Adam from dust.))
4- The calling to all people
But why does Allah Almighty say that most people do not know that the Messenger was sent to all people and not just to the Islamic nation? When the Messenger was sent, there were no Muslims, but after calling some people, they converted to Islam. Therefore, the Muslim preacher must call non-Muslims to become Muslims, and Allah knows best.
5- It is a call that does not depend on coercion to embrace it, but rather depends on persuasion
The Messenger of God, may God bless him and grant him peace, gave security to the people of Mecca, on condition that they would not attack the Muslim army, or resist or fight them, and that they would withdraw from the battlefield, by taking refuge in their homes, or in the Kaaba. This was the beginning of the peace that he bestowed upon the Quraysh, which made them hope for a more comprehensive and greater peace when they gathered around him at the Sacred House, and showed their desire for his generosity and forgiveness, so he freed their necks and was able to inflict the most severe punishment on them, as a punishment for the harm and aversion that their hands had committed. However, the Prophet of Guidance - who had absolute dominance after nearly twenty years of enmity - preferred forgiveness and kindness, without any conditions, and this is the ultimate mercy and generosity from him, so he said: ((Go, you are free)), and he did not stipulate that they enter Islam, so this forgiveness had the best effect on the souls of the people of Mecca, and they accepted Islam willingly, and pledged allegiance to it, men and women.
What are the meanings of the word "call" in the Quran?
The word "call" came in the Holy Quran to indicate many meanings, the most important of which are:
1- The meaning of request
Allah Almighty says
لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)الفرقان
Do not call today for one destruction, but call for many destructions (14) Al-Furqan
2. The meaning of the call
Allah Almighty says
وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)
And it was said, "Call upon your partners." So, they called upon them, but they did not respond to them, and they saw the punishment, if only they were guided (64)
3 - It came with the meaning of a question
This is in the Almighty’s saying in the story of the Children of Israel
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن ل َّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69)
They said, “Call upon your Lord to make clear to us what its color is.” He said, “Indeed, He says, ‘It is a yellow cow, bright in color, pleasing to the observers.’” (69)
4 - The meaning of urging and incitement
This is in His saying in the narration of the story of the believer of the family of Pharaoh:
﴿ ۞ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾
﴿ ۞ O my people, why do I invite you to salvation while you invite me to the Fire?﴾
Here the word came to mean that it is not fair and just to urge you to do that. Do something that will save you in this world and the hereafter, and you want me to do something that will destroy me if I do it.
5 - The meaning of sincerity in supplication in the hardship times
Allah the Most High says
قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) الأنعام
Say: Have you considered if the punishment of Allah comes upon you or the Hour comes upon you, is it other than Allah that you will call upon, if you should be truthful? (40) Al-An'am
6 - The meaning of advice
Allah the Most High says
(مَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۙ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) الحديد
(What is the matter with you that you do not believe in Allah, while the Messenger invites you to believe in your Lord, and He has already taken your covenant, if you are believers? (8) Al-Hadid
7 - It came with the meaning of supplication
Allah the Most High says
(وَقَال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ)
(And your Lord said Call upon Me, I will respond to you.
Why is it important?
The status of calling to Allah - the Almighty - in Islam is very great, but why?
1- for Islam will spreading
What does the spread of Islam mean? Islam is a religion that calls for several virtues on which life is based, and Islam today is not limited to the morals of Muslims, but rather general principles, if some people adopt them to evaluate their lives, and the lives of those around them, because those around them are safe from their mistreatment of them by virtue of their adherence to the principles of Islam.
2-Through the call, people's morals improve
Their behavior is controlled, differences are reduced, and hatred and malice disappear, so people feel safe and secure about their money and honor.
3- Through the call, goodness spreads
If goodness spreads, the circle of corruption narrows, and evil and goodness contradict each other, and it is not right for one to be next to the other, but if one of them expands, the other begins to decline, and the spread of goodness is happiness for humanity, because through its call it clashes with all corrupt beliefs, and it is a declaration of the identity of a sound divine approach, and therefore it confronts every corrupt belief not as a conflict, but as an explanation and clarification of the approach of truth.
The Stages of the Islamic Call
The call of the Messenger of God - may God bless him and grant him peace - began secretly in Mecca when God commanded him to convey the call and message. He called his people's relatives, such as his relatives and companions, to monotheism and to abandon idolatry. His call remained secret for three years, and he did not show it in public gatherings until the word of God Almighty came to him: that is, from that time the Messenger of God - may God bless him and grant him peace - began to call out in a loud voice. His call went through stages, the details of which are as follows:
The Secret Stage (3 Years)
The reason that made the Messenger of God - may God bless him and grant him peace - make the call to God secret in the first place is the ignorant, spiteful group in which his people grew up, as there were direct clashes with them. It may lead to the failure of the call, as the House of Prophethood had the honor of being the first to embrace Islam, and Lady Khadija, the wife of the Messenger, was the first to believe in him, then Ali ibn Abi Talib, who received the call of the Messenger of God and accepted it despite his young age, and his daughters and his adopted son Zaid ibn al-Harithah also believed in him, then the Messenger of God moved to the circle of his friends and acquaintances, so he began with Abu Bakr, who had great merit in spreading the call, as a number of the Companions responded to him, and these Companions in turn called those they trusted, until the number of Muslims at that time reached more than forty between men and women, and at this stage, prayer began with two rak’ahs in the morning and two rak’ahs in the evening, and this stage continued for three years, and during these years people continued to enter Islam, until... the Muslims became strong.
From this secret period, we take the following
1 - The light of a candle is strong if it is in a completely dark place
And there are no air currents, and Islam is like a candle in a place filled with idols and false beliefs, but if the light goes out at that time (air currents) it can be stopped, and this was not the will of Allah Almighty.
2- An important stage in the beginning of Islam, that Islam was not strong from the beginning.
Perhaps this did not happen for two reasons: The first is that the believers do not have a strong love for this new religion yet, a love so strong that they fight their fathers, uncles and cousins, and leave their homes, money and sometimes their children, and this is what happened after a short period. The second reason: This may be repeated at the end of time. Isn't the Messenger the one who said on the authority of Abu Hurairah on the authority of the Prophet, may God bless him and grant him peace? He said: Islam began as something strange and will return to being strange as it began, so blessed are the strangers.) An authentic hadith, it was said O Messenger of God, and who are the strangers? He said: Those who reform when people become corrupt, and they are concerned with those who reform what people have corrupted of my Sunnah. Now look at some Western countries. A Muslim does not have the right to call to Islam even for three people in his house, and if they did not know, he would have severely punished them. The truth is: They do that to Christians and others. They do not want the spread of religions, neither heavenly nor earthly.
The second stage (publicly by tongue)
This stage began when Allah the Almighty commanded His noble Messenger to speak about his call and break the silence and not fear the blame of a blamer for the sake of Allah.
Allah the Almighty said
فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين (94) الحجر
So proclaim what you are commanded and turn away from the polytheists (94) Al-Hijr
The crack: the split in the matter: show it and clarify it and speak about it without fear, for he split the truth, so this is a matter in explaining the nature of Islam openly, so the Prophet began calling the Banu Hashim. (His uncles) and those with them from Banu al-Muttalib as Allah the Almighty commanded him
When this verse was revealed
{وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: 214]
{And warn your nearest relatives} [Ash-Shu`ara: 214]
and your sincere relatives among them, he said: And they are in the recitation of Abdullah, the Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, went out until he came to Safa and climbed it and then called: (O morning) so the people gathered around him, between a man coming and between a man sending his messenger, so he, may Allah bless him and grant him peace, said: (O sons of Abdul Muttalib, O sons of Fihr, O sons of Abdul Manaf, O sons, O sons, what do you think if I told you that there are horses at the foot of this mountain Do you want to attack you? Do you believe me? They said: Yes. He said: I am a warner to you before a severe punishment. Abu Lahab said: Perish for the rest of the day. Did you not call us for anything other than this? Then he stood up and the following verse was revealed: Perish the hands of Abu Lahab and perish he! [Al-Masad: 1], and he perished. They said: We have never known you to lie.
Here are the stopping points about this stage of the call
How old are you now? Let's assume that you are over forty or a little more, and let's also assume that you are somewhat known in your community, and let's also assume that you live in a closed place (a tribe where everyone knows each other) and you do not know or see the source of the news you want to announce, would you do this? Would you climb a mountain and call people and call your maternal and paternal uncles, would you dare? Would you even dare to say that you are the Messenger of God while they worship idols? Would people even come to hear you? Whoever could not come would send a messenger to find out the news?
What do I mean by all these questions?
It means that the Messenger was from his people in a certain place, and his words were heard, and everyone believed him, and they knew him for his honesty, so much so that he had titles that rarely anyone knows: Look at your title among your friends. They call you by your family name, which is a title that you are proud of and that is enough / It is difficult for you to live among people and they call you by an honorable title because people cannot laugh at them with very flowery words like human development talk, especially those close to you, right?
Would you waste eight years of suffering on yourself and your relatives and acquaintances who chose Islam as an easy and reliable religion? The Messenger, may God bless him and grant him peace, wasted eight years of his life in a life full of difficulties and ease just because you now pick up this religion with ease and believe in it. We are now wealthy Muslims - of course, except for those under the line of fire in countries with wars and countries where most of them are slaves, etc. What does it mean if you go through eight years of divorce or the death of a loved one or a terminal illness - God forbid - remember your Muslim brothers and their deeds and what they endured for the sake of an idea that is for you a given, and the name on your ID card: your identity as a Muslim.
The third stage (the stage of the right to defend oneself and property)
Allah the Almighty said
{أُذِن للذين يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهَدَمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلِيَنْصُرْ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَتِيبَةُ الأَمْرِ} (39-41)
{Permission to fight is given to those who are being fought because they have been wronged. And indeed, Allah is able to give them victory. * Those who have been expelled from their homes without right - only because they say, "Our Lord is Allah." And were it not that Allah checks some people by means of others, monasteries, churches, synagogues, and mosques in which the name of Allah is much mentioned would have been demolished. And Allah will surely aid those who aid Him. Indeed, Allah is Powerful and Exalted in Might. Those who, if We establish them in the land, establish prayer and give zakah and enjoin what is right and forbid what is wrong. And to Allah belongs the outcome of all matters.} (39-41)
At this stage, the Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace, would fight whoever fought him and remain silent about whoever refrained from fighting him. This stage continued until the year of the Treaty of Hudaybiyyah.
Some pauses on this stage of the call
Now imagine that your house is being attacked by thieves. Would you allow them to take what they take, even if it was your wife and children, or would you fight them even if it led to death? Of course - may Allah protect you - the early Muslims were silent for 11 years with their hands tied, and some of them were strong in body, mind and money, including Omar bin Al-Khattab and Hamza bin Abdul Muttalib, and others, may Allah be pleased with them all. They suffered hardship, some of them were tortured, some of them lost part of their money to free slaves, and some of them had to reach this stage, but it was not on a silver platter, but rather on a history of 11 years of loss, torment and feeling of helplessness, because Allah’s command had not yet come.
The fourth stage (fighting those who stood against the call)
The fourth stage (fighting those who stood against the call)
As for the fourth stage of the stages of the Messenger - may God bless him and grant him peace - in calling people to the Sharia and the true religion, it is the stage of declaring and fighting everyone who stood in the way of the Islamic call and forbade people from entering into the Sharia of God and the religion that he wanted for his servants after warning him. This is the call on which the matter of Islamic Sharia was settled, and it is the stage in which the rule of jihad was established in Islam. It is also a stage in which there were men, influence, money, and the like. It is inevitably coming, but it ended with the expansion of the Islamic state.
These are the stages of the Islamic call, and we do not say that it spread with weapons.
This is the final stage. Every house has a weapon, otherwise homes would be looted and great ideas would change the course of life. It is the religion of peace so that no member of the family would be attacked or assaulted, otherwise there must be weapons like any religion. Every earthly religion has a military wing that defends its religion, and others, especially Muslims, may be subjected to persecution. What happened yesterday will happen today, tomorrow, and until the Day of Judgment, even if the stages are repeated stage after stage.
What is the punishment for abandoning the call to Allah?
Calling to Allah is the greatest of duties, and abandoning it is the greatest punishment. If the nation abandons the call to Allah, it will be afflicted with several calamities:
1- The Substitution
Allah the Most High says:
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (38) ... [محمد: 38].
And if you turn away, He will replace you with another people, and they will not be the likes of you (38) ... [Muhammad: 38].
2 - The Curse and deprivation from the mercy of Allah
Allah the Most High says
Those who disbelieved among the Children of Israel were cursed by the tongue of David and Jesus, the son of Mary. That was because they disobeyed and were transgressing. (78) They did not forbid one another from the evil they were doing. Evil was that which they were doing. (79)
This verse was revealed about the Children of Israel
On the authority of Ibn Abbas, he said in the interpretation of the verse: So they mixed with them after the trade was forbidden among them, so Allah struck the hearts of some of them with others. David and the family of David cursed them. Jesus, son of Mary, on the authority of Abu Ubaidah, on the authority of Abdullah, said: When evil descended upon the Children of Israel, a man threw himself at a man, and he said: O Lord, I am righteous, this does not prevent them from eating and drinking with them, so when Allah saw that between them, their hearts hated each other.
3 -The Enmity and hatred
Allah the Most High says
ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يعملون (14)
And of those who said, "We are Christians," We took their covenant, but they forgot a portion of that of which they were reminded, so We stirred up among them enmity and hatred until the Day of Resurrection. And Allah will inform them about what they used to do (14)
4 - The Destruction
Allah Almighty says
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44) الأنعام
So when they forgot what they had been reminded of, We opened to them the gates of every [good] thing until, when they rejoiced in what they had been given, We seized them suddenly, and at once they were in despair (44) Al-An'am
4- Focusing on this world and abandoning the Hereafter
5- Wasting money, time and thoughts on things that do not serve the interests of religion.
6- Following the lifestyle of the infidels, learning from them and transferring their lifestyle to Muslim countries.
تعليقات