Surah Al-Hadid, page 539 سورة الحديد صفحة
- Dina Eltawila
- Jun 10
- 11 min read
Updated: Jun 11

قال تعالي
﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [ سورة الحديد: 12]
ينا لفضل الإيمان واغتباط أهله به يوم القيامة-: { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ }- أي: إذا كان يوم القيامة، وكورت الشمس، وخسف القمر، وصار الناس في الظلمة، ونصب الصراط على متن جهنم، فحينئذ ترى المؤمنين والمؤمنات، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، فيمشون بأيمانهم ونورهم في ذلك الموقف الهائل الصعب، كل على قدر إيمانه، ويبشرون عند ذلك بأعظم بشارة، فيقال: { بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } فلله ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم، وألذها لنفوسهم، حيث حصل لهم كل مطلوب [محبوب]، ونجوا من كل شر ومرهوب
إطلالة حول الآية
هل شاهدت عروض الصينين الذين يغيرون ملابسهم بالريموت كنترول علي المسرح وهم يرقصون؟ فهل رأيت عصا منيرة؟ إذن هل تعلم أن سكان المريخ المحتملين يضيأون جبهتهم بإضاءة فسفورية في الجبهة والوجنتين بالهندسة الوراثية ؟ لماذا أقول هذا؟ فكرة أنك لا تتخيل شيء: انت فقط علمك محدود كما نحن جميعاً، كما يقول العلماء: كلما زاد علمك قل إنكارك .. لعلنا نفسر الآن
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم
الأدلة العلمية أعلي تدلنا علي احتمالية انه ليس نور معنوي أو تخيلي، بل بالبعكس هو نور حقيقي وقوي ، أين يسعي ( والسعي كما تعلم: أنه أقل من الجري واسرع من المشي) وهي حركة تدل علي القوة والشباب والصحة ، ودلالة أو إشارة علي ان المؤمنين مقبلين غير مدبرين علي ما هم ذاهبين إليه (الجنة) ، النور يسعي قبلهم ينير لهم الظلام ، وأنت خبير أن خارج نطاق الغلاف الجوي ما يسمي بالمادة المظلمة - ظلام دامس - لا يوجد فيه نقطة نور واحدة، وهذا في الفضاء السماوي ، ويهيأ الينا أن الجنة في السماء وليست علي الأرض، أليس كذلك؟ ولكن الأمر لم ينتهي بعد بل ايديهم اليمني تحولت لنور كما إضاءة وبياض يد موسي عليه السلام من قبل في دار الدنيا ، الله علي كل شيء قدير، وبدأت من الآن إرهاصات تحول فسيولوجيا الجسم للإستعداد لدخول الجنة، فلا تغوط ولا عرق ولا تبول ولا شيء مقزز علي الإطلاق
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
من الذي يبشرهم بهذه البُشري ؟ الملائكة أم الله تبارك وتعالي؟ لا نعلم، ايبشرون وهم سائرون علي طريق الوصول للجنة أم عند أول لحظة دخول في الجنة، يبدو أن الأمر قبل الوصول للجنة لأنه تبشير بالجنة التي لم يروها بعد ، أما لفظ جنات وليس جنة واحدة: توحي بأن ميراثك كبير في الجنة ، هل كنت صاحب ميراث ، هل ترك والديك إليك ميراث لا يعد؟ هل عملت حتي تورث اولادك ما لا يستطيعون احصاءه؟ إن كنت لا، فانتظر ميراثك من جنات وليس جنة واحدة ، الآن قد فهمنا أن آخر إنسان يخرج من النار ويدخل الجنة ويقول له الله تبارك وتعالي لك مثل الدنيا ومعها 7 مرات أخر ، فيقول هذا العبد المسكين: أتستهزأ بي يارب ، الله لا يستهزأ إلا بالمنافقين، أما عباده المؤمنين فا يفعل ذلك سبحانه وتعالي ، الآن جنات تجري من تحتها الأنهار وليس نهر واحد، هل كنت تعيش في مجاعة قبل موتك، هل كنت من أصحاب البحث عن كوب ماء نظيف ، هل كنت تشرب الماء الحار في الصيف نظراً لظروف الحرب؟ الآن لا تفكر فهي انهار تلبس فيها ما تشاء لا حرام ولا حلال، تشرب ولا تعطش تشرب من اجل الإستزادة لا تخمة - لا مرض - لا زيادة وزن، فقط للإستمتاع ن وأخيراً: خالدين فيها: هل كنت تعيش في بلد آخر غير بلدك الأم، هل كانت تجديد إقامتك شيء يؤرقك من النوم ، وتدفع الأموال الطائلة لمحامين من أجل تجديد الإقامة؟ لو كنت هذا الشخص فالآن خلود لا احد سيخرجك من هنا ، لا موت ، لا صاحب بيت ، لا ملك او رئيس يرفض إقامتك.
ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
هناك فوز في مباراة - هناك فوز في بطولة أندية - هناك فوز في مسابقة رسم ورقص وجري وغيرها من أنواع الفوز في حياتنا الدنيا، وهو فوز يُشعر بالفرحة والقفز وربما الصراخ من الفرحة، فما بالنا بهذا الفوز العظيم، الله تبارك وتعالي من يقول وبنفسه أنه فوز عظيم، متعك الله يا قاريء هذه الكلمات بهذه اللحظات التي لا تقدر بثمن ونحن معك تفضلاً لا عدلاً

قال تعالي
﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾ [ سورة الحديد: 13]
فإذا رأى المنافقون نور المؤمنين يمشون به وهم قد طفئ نورهم وبقوا في الظلمات حائرين، قالوا للمؤمنين: { انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ }- أي: أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به، لننجو من العذاب، فـ { قِيلَ } لهم: { ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا }- أي: إن كان ذلك ممكنا، والحال أن ذلك غير ممكن، بل هو من المحالات، { فَضُرِبَ } بين المؤمنين والمنافقين { بِسُورٍ }- أي: حائط منيع، وحصن حصين، { لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ } وهو الذي يلي المؤمنين { وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ } وهو الذي يلي المنافقين، فينادي المنافقون المؤمنين
إطلالة حول الآية
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ
اتفقنا ان الظلام دامس، لاحظ: لا يأتي المنافقون - أعاذنا الله ان نكون منهم ما حيينا - من عند يمين المؤمنين، لا بل المؤمنين يبدوا أنهم في عجلة من امرهم، وهؤلاء المنافقين يحاولون ايقاف عجلتهم ، من امامهم والدليل (انظرونا نقتبس من نوركم)
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا
قيل: لا نعلم هل المؤمنين الذين هم في عجلة من امرهم هم من أجابوا سؤالهم؟ أم الملائكة؟ أي ما كان: قيل لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا، وكأن المؤمنين يريدون ان يدلوهم علي الخير كما كانوا دائما في الدنيا، ويبدوا ان المؤمنين ابتدأ نورهم من اول الطريق فيريدون الخير للمنافقين
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
وهم لازالو يتحدثون للمؤمنين ضرب بينهم بسور والسور من ناحية المؤمنين (فيه الرحمة " النور وتوقع دخول الجنة ..الخ" - وظاهره من ناحية المنافقين العذاب، فيرون ما هم مقبلين عليه، ولكن هل سألت نفسك مرة واحدة لماذا هذا السور، ولماذا سور الأعراف ايضاً ، لماذا؟ حتي لا يري المؤمنين عذاب المنافقين فيتألموا لحالهم، فنحن في دار الدنيا إن كنت صاحب إيمان وإنسانية في نفس الوقت: في نفس الوقت الذي تشعر فيه بأريحية وتشعر أن إخوة لك مؤمنين في حال سيئة وتري ذلك بنفس عبر منصات التواصل أو أي ما جاد به عصرك: تشعر بالإشفاق والعجز والضيق، أصحاب الجنة لا يريد لهم الله حتي الإحساس بالعجز ، والمنافقين يرون العذاب ولا يرون التنعيم حتي يأملوا أو يسألوا الله العفو والمعافاة، واليوم: نري في مكاتب التحقيق في الأمن في بلدان كثيرة باب من ناحية الضباط والأمنيين شفاف تماما لحجرة المتهم ، والمتهم يجلس في غرفة يراها معتمة تماما و، فلماذا يمكننا مجرد الإستغراب من سور له شكلين مختلفين تماما وهو نفس السور، بالطبع الله أعلي واعلم

قال تعالي
﴿ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ سورة الحديد: 14]
فيقولون لهم تضرعا وترحما: { أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ } في الدنيا نقول: { لا إله إلا الله } ونصلي ونصوم ونجاهد، ونعمل مثل عملكم؟ { قَالُوا بَلَى } كنتم معنا في الدنيا، وعملتم [في الظاهر] مثل عملنا، ولكن أعمالكم أعمال المنافقين، من غير إيمان ولا نية [صادقة] صالحة، بل { فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ }- أي: شككتم في خبر الله الذي لا يقبل شكا، { وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ } الباطلة، حيث تمنيتم أن تنالوا منال المؤمنين، وأنتم غير موقنين، { حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ }- أي: حتى جاءكم الموت وأنتم بتلك الحال الذميمة.{ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } وهو الشيطان، الذي زين لكم الكفر والريب، فاطمأننتم به، ووثقتم بوعده، وصدقتم خبره.
إطلالة حول الآية
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ
الآن هناك سور بنهم، فالمناداة طبيعية جداً، ولكن المحزن في الأمر"قولهم: ألم نكن معكم": سؤال فيه استعطاف لحالهم وكأنها محاولة لجعلهم يشفعون لهم أمام الله تعالي ، بالطبع الله أعلم
قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ
فتنتم أنفسكم
أي تعرضتم للفتنة، أي فتنة، والفتن تحوم حولها الحمي ، فوقعوكم في الفتن لأنكم لم تحموا انفسكم منها ، مثل اجتنبوا الخمر والميسر فمن حام حول اماكن يشرب فيها الخمر مهما كان قوي ممكن أن يدخل في المعصية إلا أن يحفظه الله بدينه أو بصحبة ايمانية قوية تمنعه من الوقوع في الزلل
وتربصتم
التربص هو: الإنتظار والترقب ، وهو ترقب حال المؤمنين، إن كان معهم القوة والعزة والنصر تجرون عليهم واتقولون اننا كنا معكم، وإن كان العزة مع الكافرين والمنافقين تجرون عليهم وتقولون إننا كنا نستهزأ بالمؤمنين ، فالتربص معناه انتظار وقوع الأذي بالمؤمنين
وارتبتم
أي شككتم في الله - في رسوله - في اليوم الآخر - في حساب القبر - في الجنة والنار ، لماذا؟ لأن الحياة في عكس البلدان التي بها حروب تكون الحياة مملة وطويلة احيانا ومن ليس له أهداف حقيقية في هذه الحياة لا يستطيع أن يتحمل سخافاتها وبطيء السير بها، ولا يستطيع فهم الحكمة من وجود حروب ومنازعات مسلحة ومجاعات وعبيد ..الخ ..الخ ..الخ والله تبارك وتعالي لا يفعل شيئا مطلقا لهؤلاء المضطهدين من ناحية وللمجرمين من ناحية اخري ، واسوء الناس عند الله تعالي بياعين اليأس في اوقات الأزمات وعكسهم خير الناس عند الله هم بياعين الأمل خاصة وقت الأزمات، فالشكوك في موعود الله للمؤمنين مهما تأخر هو صفة من صفات المنافقين وليس المؤمنين بإله حكيم يختبر عباده الصالحين حتي إذا جاء اجلهم لم يكونوا مفلسين
وغرتكم الأماني
الأمنيات كلنا يحلم بها، ويتمناها محققة، ولربما بعض الناس حققت جزء من امنياتها وتبقي آخر، وهناك بعض الناس لم تحقق إلا اليسير جداً من امنياتها، أي ما كان الأجل يأتي والأمنيات في طريقها للنمو في الرأس ومحاولة تنفيذها علي ارض الواقع ، فقد كان لرسول الله حديث يقول فيه
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: - خطَّ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خطًّا مربَّعًا وخَطَّ في وسطِ الخطِّ خطًّا وخَطَّ خارجًا منَ الخطِّ خطًّا وحولَ الَّذي في الوسطِ خطوطًا فقالَ : هذا ابنُ آدمَ وَهَذا أجلُهُ مُحيطٌ بِهِ ، وَهَذا الَّذي في الوسطِ الإنسانُ ، وَهَذِهِ الخطوطُ عروضُهُ إن نَجا من هذا ينهشُهُ هذا ، والخطُّ الخارجُ الأمَلُ) صحيح الترمذي
هل لاحظت أن الأمل خارج مربع الأجل، فنتخيل اننا نعيش في شقة ونأمل أن نعيش في قصر منيف يخدمنا فيه الخدم، ونأمل أن نعيش طويلا وينهشنا الأجل، ونأمل أن نكون بصحة فيبغتنا المرض، إنها مجرد دنيا غرورة ، أحد المشايخ الأجلاء حكي قصة: أن أحدهم قال له أنا اخطط لــ 20 عام من الآن وبدأ يسرد بعض احلامه وهو غني جداً وبصحة جيدة ومتوسط العمر، مر هذا الشيخ من امام بيته بعد العشاء فإذا بنعيه مكتوب علي الحائط
حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور
حتي جاء الموت وانتم (عافانا الله أن نكون منهم ونحن لا نشعر) مغرورين بصحتكم تارة أو باموالكم أخري أو أو أو ، فيأتي الموت ويأتي لقاء الله بغتة بلا ترتيب موعد للقاء، فالله يتركك وكم غرك بالدنيا ، إذا دخلت بنفسك في هذه المتاهة منذ البداية (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم) بالطبع اللهم عافنا واعفوا عنا
تفضلا
انظر للصورة أعلي التي تبين صفات المنافقين: و اعرض نفسك علي صفة صفة منها ونحن معك، فإذا كانت بك أكثر من 3 صفات منهم خاف علي نفسك ، فلقاء الله آت لا محالة ونحن لم نغرغر بعد، فلنأخذ حذرنا ولنتوب جميعا إلي الله
قال تعالي
﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ مَأْوَاكُمُ النَّارُ ۖ هِيَ مَوْلَاكُمْ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [ سورة الحديد: 15]
{ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } فلو افتديتم بمثل الأرض ذهبا ومثله معه، لما تقبل منكم، { مَأْوَاكُمُ النَّارُ }- أي: مستقركم، { هِيَ مَوْلَاكُمْ } التي تتولاكم وتضمكم إليها، { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } النار.[قال تعالى:] { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ }
إطلالة حول الآية
طبيعة البشر لو وقع في أزمة كبيرة مثل سجن علي سبيل المثال لا الحصر: يطلب أن يفتدي نفسه بمال، واحباءه يجمعون له المطلوب من المال إن كان فقيرا ويخرجونه من أزمته، هناك عند الله تعالي: لا يوجد فدية، فالله لا يحتاج للفدية عنده ميراث السموات والأرض: سبحانه، وانتم ايها المنافقين الآن والكافرين في نفس الصفحة (لا يؤخذ منكم فدية) و المأوي الذي يأوي إليه الإنسان من التعب وحر الظهيرة ..الخ، هو النار والله تعالي وبنفسه هو من يقول بئس المصير علي هذا المصير المشؤوم، يا الله لا تجعلنا منهم ولا معهم، وكما كان يقول سيدنا عمر بن الخطاب (اللهم لا تجعلني خِب ولا يخيل عليا الخِب) الخِب: المخادع الغشاش
قال تعالي
﴿ ۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [ سورة الحديد: 16]
لما ذكر حال المؤمنين والمؤمنات والمنافقين والمنافقات في الدار الآخرة، كان ذلك مما يدعو القلوب إلى الخشوع لربها، والاستكانة لعظمته، فعاتب الله المؤمنين [على عدم ذلك]، فقال: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك، { وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ }- أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم، { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل له الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين
إطلالة حول الآية
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
أي الم يحن الوقت للصلح مع الله تبارك وتعالي؟ مشكلتنا كإنسان لسنا من مطيلي الحياة (الترانس هيومن) نحن نكبر ولا نصغر ، ولا يعاد الزمن مرة اخري، ولو أعيد لإختار اكثرنا أن لا نعود إلي الوراء وكلنا يحن للمستقبل ولربما لا مستقبل بل موت ومقابلة الله تبارك وتعالي، قل لي : هل لك علاقة جيدة مع والدك؟ وإن لا، فماذا تنتظر منه في المساء عند رجوعك للبيت؟ وانت مسيء في النهار وهو يعلم، وهذا مجرد اب، فما بالك بالرب، ابدء علاقتك مع الله من الآن، فليس هناك متسع من الوقت لتوطد العلاقة جيدا، لربما عندما متسع من الوقت ولربما لا ، فابدء الآن
أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
انظر: اله تعالي حدثك عن المنافقين في آيات سابقة، وهنا يؤكد لك علي المعني، فالخشوع هو خشوع القلب ليس الجوارح، ليس تغطية الوجه أو الصلاة بصوت مؤثر جميل، أو التواضع عند سماع درس دين أو المشية بطريقة متواضعة بين جماعة المؤمنين أو غيرهم، لا، بل القلب والقلب وفقط هو محط نظر الله تعالي، فإذا كنت تبني علاقتك معه الآن وليس غداً فاهتم بقلبك لأنه في آخر وجهة ستتجه إليها لن تمر منها إلا ومعك جواز مرور يدعي (القلب السليم) قال تعالي (إلا من اتي الله بقلب سليم)
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
كما اتفقنا نحن نكبر ولا نصغر، فماذا عمل اهل الكتاب ليحذرنا الله أن نحذو حذوهم ، طال عليهم العمر - أي معمرين - لم يموتوا صغارا ، فقست قلوبهم، وانت وانا ونحن: لا تجامل نفسك: نحن قست قلوبنا عن اول مرة تعرفنا فيها علي هذا الدين سواء كنا ضالين فهدانا الله أو كنا غير مسمين فهدانا الله ايضاً، انظر لنفسك في المرآة وجاوب : أأنت ..أنت لازلت بذاك القلب الغض الطري الذي كان يسمع اسم الله يبكي بكاء الأطفال؟ !!! وكثير منهم فاسقون: والفسق هو خروج الشيء من الشيء ، نقول فسقت الرطبة عن قشرتها، فأصبحت منفصلة عن القشرة وكذلك: الفاسق في الدين هو من خرج عن طاعة الله تعالي سواء في كلمة لا يضع لها بال (غيبة - نميمة ..) أو طريقة عيش هو في وادي والدين في واد آخر أو غير ذلك، فأهل الكتاب كثير منهم فاسقون بدلالة قول الله تعالي (وكثير منهم فاسقون)
قال تعالي
﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [ سورة الحديد: 17]
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } فإن الآيات تدل العقول على العلم بالمطالب الإلهية، والذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على أن يحيي الأموات بعد موتهم، فيجازيهم بأعمالهم، والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر قادر على أن يحيي القلوب الميتة بما أنزله من الحق على رسوله، وهذه الآية تدل على أنه لا عقل لمن لم يهتد بآيات الله و[لم] ينقد لشرائع الله
إطلالة حول الآية
اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها
لا تخاف علي قلبك الذي مات، ليس اكلينيكياً ولكن مع الله، فالله يحيي الأرض بعد موتها ويننعشها ويجعلها صالحة للزراعة مرة اخري، وأنت ايضاً ازرع في قلبك الأمل في عفو الله ، في رجوعك إلي الله قبل فوات الآوان، هناك قصة لفتاة صغيرة ارتدت الحجاب مع اخواتها، ولكنها خلعته ورفضت الرجوع إليه مطلقا - رفضا لا هوادة فيه - وتقول ذلك في كل مكان، ثم كانت في طريقها لمكان ما وكانت تقود سيارتها وإذا بحادث مروري بشع يحدث لها، ونجت اخواتها ولم تنجو هي - رحمة الله عليها - لا نسأل الله لها إلا الرحمة ، الأهم: من شاهدها قال إن الحادث قبل أن تموت ببضعة ايام: كانت تتمني رؤية المرآة لتري صورتها التي شوهتها الحادث الأليم نهائيا، الشاهد: لا تبعد عن الله تعالي تماما، فنحن فقط نسير تحت ستره وهو يحيي القلوب بعد مواتها مثلما يحي الأرض
قال تعالي
﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [ سورة الحديد: 18]
{ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ } بالتشديد- أي: الذين أكثروا من الصدقات الشرعية، والنفقات المرضية، { وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } بأن قدموا من أموالهم في طرق الخيرات ما يكون مدخرا لهم عند ربهم، { يُضَاعَفُ لَهُمُ } الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } وهو ما أعده الله لهم في الجنة، مما لا تعلمه النفوس.
إطلالة حول الآية
في الحديث الشريف (الصدق برهان) برهان ماذا؟ برهان الإيمان، فإن كنت لا تتصدق مطلقا وخاصة بين من لا يعود نفعه عليك فتشكك في ايمانك، وتذكر أن الصدقة تطفأ غضب الرب ، بالطبع بلا رياء او سمعة أو انتظار المقابل ولو معنوياً
Opmerkingen