top of page

الأنفال: صفحة 184

ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (53)

‏ذَلِكَ‏}‏ العذاب الذي أوقعه اللّه بالأمم المكذبين وأزال عنهم ما هم فيه من النعم والنعيم، بسبب ذنوبهم وتغييرهم ما بأنفسهم،فإن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم من نعم الدين والدنيا، بل يبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شكرا‏.‏ ‏{‏حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ‏}‏ من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم‏.‏ وللّه الحكمة في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث جذب قلوب أوليائه إليه، بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره‏.‏ ‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏ يسمع جميع ما نطق به الناطقون، سواء من أسر القول ومن جهر به،ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر، وتخفيه السرائر، فيجري على عباده من الأقدار ما اقتضاه علمه وجرت به مشيئته‏.‏

إطلالة حول الآية

حتي يغيروا ما بأنفسهم

الله - تعالي - يهتم بمكمن الأسرار ( الصدور) وما تحويه من القلوب ، وبعدها ، الأجساد والأشكال والمكانة الإجتماعية وغيرها من شكليات الحياة لا يعبأ بها مطلقا ، لذا ليس الجندي فحسب، بل كل مؤمن ومؤمنة ، عليه أن يتفقد قلبه، وهل هو غير من حبه للطاعة لغيرها من المعصية أم لا؟ لماذا لأن القلب ما سُمي قلب إلا لسرعة تقلبه من حال إلي حال ، والمعاصي يشطلع عليها الله في قلبك قبل الشروع بها ، لذا من حكمته - سبحانه وتعالي - لعلمه أننا بين فكي ( الشيطان من ناحية وهوي النفس من ناحية أخري ) فشروع التوبة رحمة من الله - تعالي - إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وكما يقال( رب طاعة أورثت عزاً واستكبارا ، ورب معصية أورثت ذلاً وانكسارا ) والذل والإنكسار من أسرع الأبواب وأقبلها عند الله - تعالي - لذا اعتن بقلبك سواء كنت جندي في معركة ، أو جندي في معركة هوي نفسك .

كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلّٞ كَانُواْ ظَٰلِمِينَ (54)

‏{‏كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ‏}‏ أي‏:‏ فرعون وقومه ‏{‏وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ‏}‏ حين جاءتهم ‏{‏فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ‏}‏ كل بحسب جرمه‏.‏ ‏{‏وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ‏}‏ من المهلكين المعذبين ‏{‏كَانُوا ظَالِمِينَ‏}‏ لأنفسهم، ساعين في هلاكها، لم يظلمهم اللّه، ولا أخذهم بغير جرم اقترفوه،فليحذر المخاطبون أن يشابهوهم في الظلم، فيحل اللّه بهم من عقابه ما أحل بأولئك الفاسقين‏.‏

إطلالة حول الآية

دأب فلانٌ على الشَّيءِ: لازمه واعتاده دون فتور

إذن العبرة بالديمومة علي المعصية أو المعاصي كما نفهم من كلمة دأب لغوياً، وانظر نهاية الآية ( كل كانوا ظالمين ) إن الله - تعالي - يؤاخذ علي الظلم أكثر ما يؤاخذ علي الكفر، عد مفردات الظلم في القرآن وقارنها بعدد مفردات الكفر ، وهناك ظلم للنفس بالمعاصي، وظلم لللآخرين وهي من الدواوين الخاصة بيوم القيامة التي تنشر لكل إنسان يوم القيامة وهي دواووين ثلاثة لا يستطيع الإنسان الفكاك منها

الديوان الأول

ديوان الشرك بالله ، فغالب المؤمنين بالله معفيين من هذا الديوان، والله تعالي لا يغفر لحامله شيء مصداقاً لقوله تعالي ( إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

الديوان الثاني

( ديوان ظلم النفس أو المعاصي التي بينك وبين الله تعالي )

وهذا الديوان لا يعبأ به الله - تعالي - مطلقا - حيث يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء أو حتي تستوي حسناتك وسيئاتك كما أصحاب الأعراف ، لذا لا يُخاف من هذا الديوان فهو تحت رحمة الله - تعالي - ورحمته وسعت كل شيء .

الديوان الثالث

ديوان المظالم بينك وبين الناس

وهي التي تحبس علي الصراط - عافاك وعافانا الله - وهي أن تكون لك مظلمة مع أخيك لم يحلك منها ، ومؤاخذك بها أمام الله - تعالي - لن يغفرها الله لك ابدا إلا بمسامحة أخيك لك.

إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (55)

تفسير الآيات من 55 الى 57 : هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال الثلاث‏:‏ الكفر، وعدم الإيمان، والخيانة، بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا قول قالوه، هم شر الدواب عند الله فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها، لأن الخير معدوم منهم، والشر متوقع فيهم ، فإذهاب هؤلاء ومحقهم هو المتعين، لئلا يسري داؤهم لغيرهم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ‏}‏ أي‏:‏ تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق‏.‏ ‏{‏فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ‏}‏ أي‏:‏ نكل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون ‏[‏به‏]‏ عبرة لمن بعدهم ‏{‏لَعَلَّهُمْ‏}‏ أي من خلفهم ‏{‏يَذْكُرُونَ‏}‏ صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم،وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي، أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجرا لمن عملها أن لا يعاودها‏.‏ ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب أن الكافر ـ ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر ـ أنه إذا أُعْطِيَ عهدا لا يجوز خيانته وعقوبته‏

إطلالة حول الآية

الله - تعالي - ليشبه الكفار بالبهائم الغير عاقلة إلا في المأكل والمشرب والمنكح ، فإذا كنت أنت لا يهمك إلا راتبك الذي تأتي به بالمأكل والمشرب الفاخر - حسب إمكانياتك - والزواج المريح الذي ليس به مشاكل ولا رغبة لك في الآخرة ، ولا هم لك إلا التمتع بالدنيا فأنت عند الله كالدابة ، فالدواب أتت للحياة وأكملت المهمة التي وكلت لها ، أن تأكل وتشرب وتتناكح وانتهي الأمر ثم لا حساب ولا عقاب ، أما أنا وأنت فنحن من فصيلة الإنسان، لنا غاية ، لنا هدف رئييس - إن كنا فوق رتبة الإنسان لنا رتبة أخري ( مؤمنين) هو اتصال الدنيا بالآخرة بعمل الطاعات الموصلة للآخرة أن نجعلها وكأنها حديثة غناء قبل أن نذهب إليها .

ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةٖ وَهُمۡ لَا يَتَّقُونَ (56)

نفس تفسير الآية السابقة


فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ (57)

نفس تفسير الآية السابقة

إطلالة حول الآية

استَقْفَاهُ : قفا أَثَرَهُ ليسلُبه

شرد: لا نظام فيه ولا اتِّجاه له هذا تكتيك عسكري

وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ (58)

أي‏:‏ وإذا كان بينك وبين قوم عهد وميثاق على ترك القتال فخفت منهم خيانة،بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم من غير تصريح منهم بالخيانة‏.‏ ‏{‏فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ‏}‏ عهدهم، أي‏:‏ ارمه عليهم، وأخبرهم أنه لا عهد بينك وبينهم‏.‏ ‏{‏عَلَى سَوَاءٍ‏}‏ أي‏:‏ حتى يستوي علمك وعلمهم بذلك، ولا يحل لك أن تغدرهم، أو تسعى في شيء مما منعه موجب العهد، حتى تخبرهم بذلك‏.‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ‏}‏ بل يبغضهم أشد البغض، فلا بد من أمر بيِّنٍ يبرئكم من الخيانة‏.‏ ودلت الآية على أنه إذا وجدت الخيانة المحققة منهم لم يحتج أن ينبذ إليهم عهدهم، لأنه لم يخف منهم، بل علم ذلك، ولعدم الفائدة ولقوله‏:‏ ‏{‏عَلَى سَوَاءٍ‏}‏ وهنا قد كان معلوما عند الجميع غدرهم‏.‏ ودل مفهومها أيضًا أنه إذا لم يُخَفْ منهم خيانة، بأن لم يوجد منهم ما يدل على ذلك، أنه لا يجوز نبذ العهد إليهم، بل يجب الوفاء إلى أن تتم مدته‏.‏


إطلالة حول الآية

هناك سؤال مُلِح: هل هذه السورة بها تكتيكات عسكرية ، أم إعلاء قيم فوق العسكرية الحربية ؟

الحقية أن السورة اعتنت بالجندي المؤمن به أشد أنواع الإعتناء بقيمه وأخلاقه من أول السورة وإلي آخرها ، هنا من جملة هذه القيم ( عدم الخيانة حتي ولوكانت من جانب الكفار ) فالمؤمنين بها أولي ، ولذا لأنه - سبحانه لا يحب الخائنين ، فشرع لك أيها الجندي المؤمن بالله أن إذا شممت رائحة الخيانة من الطرف الآخر المحارب، فانبذ عهدهم وافعل ما تراه خيراً لك ولدينك لماذا لأن الله لا يحب الخائنين وهم من بدأوا بالخيانة ، وما معني النبذ؟ يقال الإنتباذ : وهي رمي بعض من حبيبات التمر ونبذها أي تركها في الماء إلي الصباح ثم شرب ماءها وأكل ثمرتها، الشاهد: اترك عهدهم الذي كنت تعاههم عليه قبل خيانتهم وكأنك ترميه ليس من العقود المكتوبة بل من القيم المفقودة في العقل.

وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ (59)

أي‏:‏ لا يحسب الكافرون بربهم المكذبون بآياته، أنهم سبقوا اللّه وفاتوه، فإنهم لا يعجزونه، واللّه لهم بالمرصاد‏.‏ وله تعالى الحكمة البالغة في إمهالهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة، التي من جملتها ابتلاء عباده المؤمنين وامتحانهم، وتزودهم من طاعته ومراضيه، ما يصلون به المنازل العالية، واتصافهم بأخلاق وصفات لم يكونوا بغيره بالغيها،

إطلالة حول الآية

ليست هذه الآية الوحيدة التي تتحدث عن سباق الكفار ولمن ( لله تعالي ) كأنهم يتسابقون مع الله تخيل ، الآية الأخري يقول تعالي في سورة العنكبوت ( أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ (4) وجاءت هذه الآية بعد الفتنة التي تعرض علي المؤمنين ليميز الله الخبيث من الطيب ، وهناك من يرفض التعرض للفتنة وكأنه - كلنا تحت اقدار الله - تعالي - مقهورين - وهنا لا يحسبن الذين كفروا سبقوا ، إنهم لا يعجزوا الله - تعالي - بقدرته وجبروته .

وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ (60)

أي ‏{‏وَأَعِدُّوا‏}‏ لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم‏.‏ ‏{‏مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي‏:‏ والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير‏.‏ ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ (‏ألا إن القوة الرَّمْيُ‏)‏ ومن ذلك‏:‏ الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال،ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ‏}‏ وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته‏.‏ فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها،حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب وقوله‏:‏ ‏{‏تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْْ‏}‏ ممن تعلمون أنهم أعداؤكم‏.‏ ْ‏{‏وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ‏}‏ ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ْ‏{‏اللَّهُ يَعْلَمُهُم‏}‏ْ فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم،ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار‏.‏ ولهذا قال تعالى مرغبًا في ذلك‏:‏ ‏{‏وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّه‏}‏ِ قليلا كان أو كثيرًا ‏{‏يُوَفَّ إِلَيْكُمْ‏}‏ أجره يوم القيامة مضاعفًا أضعافًا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‏.‏‏{‏وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ‏}‏ أي‏:‏ لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئًا‏.‏

إطلالة حول الآية
وأعدوا لهم ما استطعتم

إشارة لسعة حصول الكفار في نهاية الزمان أو في كل زمان علي تقنيات عسكرية عالية المستوي ، ومع ذلك يقول الله - تعالي - للجنود المؤمنين أعدا ما استطعتم ، عزيزي القاريء هل تعلم: أن الغرب الآن يستخدم البغال والحمير والفرس بل والبقر وغيرها في الحروب ، وخاصة البغال لأنها تأخذ ميزة ما بين الحصان في فروسيته والحمار في ذكاءه عكس المتعارف عليه وتستطيع بحوافرها التنقل في أشد الأماكن وعورة

من قوة

القوة جاءت منكرة من غير ألف ولام التعريف ، إذن هي ليست القوة العسكرية ، بل أي قوة تستطيع امتلاكها ، فقد سأل أحد الصحابة في معركة بمدد من الجنود فبعث له الصحابي الجليل واحد من الجنود صوته جهوري ( القعقاع بن عمرو ) تخيل يطلب مدد يأتي له برجل واحد لأن صوته جهوري ، قوتك ممكن تكون في رجل خبير بالتكتيكات العسكرية ، قوتك في علمك، ممكن قوتك في إعلاءك قيمك فوق كل شيء في الحرب لا تنكيل بالنساء أو الأطفال أو غير ذلك، فهناك من الحروب ما يفعل أول شيء بنساء البلد هو اغتصابهم ، وتشريد الأطفال وغير ذلك من الأخلاق الرديئة للحروب ، بل يقضوا علي الأخضر واليابس ممكن أن يقتلوا الحيوانات في حديقة حيوان - وما ذنب الحيوانات لا تفهم إلا إنه جبروت ، دائما وأبدا سواء كنت جندي في معركة أو جندي تجاهد هوي نفسك : أعد لنفسك أي قوة تستطيعها ممكن تكون كورسات تثقل بها معارفك ، ممكن تكون لغة اعداءك ، ممكن أن تكون قيمك ... أي قوة المهم أن تتسلح بقوة وانظر ( ما استطعت) .

ومن رباط الخيل

كما قلت لك أعلي أنهم يستخدمون الخيل في الحرب في الغرب إلي يومنا هذا ، فلا تستهين بكلمة في هذا الكتاب الحكيم.


البغال ورجال الخط الأمامي

في المنزل وفي الحرب ، تم استدعاء الحمير والبغال لتعويض النقص في الخيول. نظرًا للعدد الهائل من الخيول التي تم نقلها إلى خط المواجهة ، فقد تم استدعاء الحمير للحفاظ على الصناعات العاملة والزراعية في المنزل في بريطانيا العظمى.


على الخطوط الأمامية ، لجأ البريطانيون إلى البغل للقيام بعمل جياد الحرب الذين ماتوا. بحلول نهاية الحرب العالمية الأولى ، امتلك الجيش البريطاني حوالي 250000 بغل.

البغال في المجهود الحربي

لم يكن استخدام البغال بدلاً من الخيول أمرًا سهلًا بالنسبة للقوات البريطانية ؛ تسبب عدم فهم مزاج البغال وحاجتهم إلى الصبر والثقة في مشاكل لكل من البغال والرجال في الأيام الأولى. لحسن الحظ ، لم يمض وقت طويل قبل أن يتعلم العديد من الأفراد العمل بشكل جيد مع البغل ، وأصبحوا معروفين باسم `` البغالين ''. سرعان ما أصبحت `` الشحنات طويلة الأذن '' للرجال تحظى بالاحترام لقوتهم البدنية والعقلية في معظم الظروف. كان احترام البغال أمرًا بالغ الأهمية عند العمل معهم ، مما أدى إلى نشوء قول في زمن الحرب: "الرجال الذين بدأوا العمل مع البغال إما بدأوا العمل بصبر أو ثقة أو انتهى بهم الأمر في المستشفى الميداني". حمل البغال الطعام ، الأسلحة وغيرها من الإمدادات التي تمس الحاجة إليها على خط المواجهة. إذا كان خائفا ، نادرا ما ينزلق البغل أو يصاب بالذعر مثل الحصان ؛ من المرجح أن يدرسوا الموقف قبل الرد. أصبح من المعروف أنه إذا كنت تريد أن تكون حمولتك آمنة ، فإن أفضل مكان للحصول عليها هو ظهر بغل.

الشاهد مما سبق

الله - تعالي - ينبه الجنود علي اهمية الصبر- هل قرأت النص أعلي جيدا؟ إن البغال تعلم الجنود الصبر - سبحان من أعطاك المهمة وأعطاك آليات الدفاع فيها -


۞وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (61)

‏{‏وَإِنْ جَنَحُوا‏}‏ أي‏:‏ الكفار المحاربون، أي‏:‏ مالوا ‏{‏لِلسَّلْمِ‏}‏ أي‏:‏ الصلح وترك القتال‏.‏ ‏{‏فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ أجبهم إلى ما طلبوا متوكلًا على ربك، فإن في ذلك فوائد كثيرة‏.‏ منها‏:‏ أن طلب العافية مطلوب كل وقت، فإذا كانوا هم المبتدئين في ذلك، كان أولى لإجابتهم‏.‏ ومنها‏:‏ أن في ذلك إجمامًا لقواكم، واستعدادا منكم لقتالهم في وقت آخر، إن احتيج لذلك‏.‏ ومنها‏:‏ أنكم إذا أصلحتم وأمن بعضكم بعضًا، وتمكن كل من معرفة ما عليه الآخر، فإن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه،‏.‏فكل من له عقل وبصيرة إذا كان معه إنصاف فلا بد أن يؤثره على غيره من الأديان، لحسنه في أوامره ونواهيه، وحسنه في معاملته للخلق والعدل فيهم، وأنه لا جور فيه ولا ظلم بوجه، فحينئذ يكثر الراغبون فيه والمتبعون له‏.‏ فصار هذا السلم عونا للمسلمين على الكافرين‏.‏ ولا يخاف من السلم إلا خصلة واحدة، وهي أن يكون الكفار قصدهم بذلك خدع المسلمين، وانتهاز الفرصة فيهم،‏.‏

إطلالة حول الآية

انتهت المعركة الآن ، ولكنك كمؤمن لم تنتصر بالشهادة أو بالنصر ، هذا شيء ثالث: مهادنة ، وتبقي المهادنة في النفوس أثراً نفسياً غير محبب ، فما الحل؟ يأتر القول الإلهي بصيغة الأمر ( وإن جنحوا أي وضعوا جناحهم العسكري جانبا، أو أخفضوا قوتهم ، فافعل مثل ذلك ) لماذا أنعطي في ديننا الدنية ؟ لا بل هو أمر إلهي والرسول - صلي الله عليه وسلم يقول ( لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاثبتوا، وأكثروا ذكر الله، فإن أجلبوا وصيَّحوا، فعليكم بالصمت)

ولا تخاف من بعد المهادنة وتوكل علي الركن القوي ( الله تعالي ) وهو السميع لما في قلوبكم أيها المؤمنون به وقلوب الكفار به ، عليم بإحاطة الفريقين قلباُ لظهر ، فاعبده وتوكل عليه إنه نعم المولي ونعم النصير .


الروابط


5 views0 comments

Recent Posts

See All

الأنفال: صفحة 182

۞وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page