top of page

سورة الأنفال: صفحة 178

إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ (9)

أي: اذكروا نعمة اللّه عليكم, لما قارب التقاؤكم بعدوكم, استغثتم بربكم, وطلبتم منه أن يعينكم وينصركم " فَاسْتَجَابَ لَكُمْ " وأغاثكم بعدة أمور.منها أن اللّه أمدكم " بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ " أي: يردف بعضهم بعضا.

إطلالة علي الآية

بدء تعالي الآية الكريمة بلفظ ( إذ) وليس بها الف تعقبها إي مجرد ما طلبتم النصر ، الله - تعالي - أنزل ملائكة تعقبها ملائكة حتي وصلوا لـــ 1000 مَلَك، وهذا العدد هو أكبر عدد كان يعرفه العرب وقتذاك، وهذا العدد إلي يومنا هذا له اعتباره خاصة إذا كانوا ليسوا من البشر، فتخيل مجرد تخيل أن جيش فيه 1000 روبوت إلا تشعر بالنصر أنه سوف يكون حليفك، هذا بأقوال أهل الدنيا، أما المؤمنين الذين يؤمنون بوجود الملائكة ولهم علاقة معهم في حياتهم يشعرون بالفخر والنصصر والرحمة .

ما الذي يؤهلك لنصرة الملائكة ؟

1 - يقول تعالي ( وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80)) فإذا شاهدت آثار الملائكة وأنت لا تراهم لا يدخل في نفسك عبادتهم من دون الله - تعالي -

2 - سنرفق بمشيئة الله رابط للأماكن التي تتواد بها الملائكة في الأرض ،ا لتكون بالقرب منك بمشيئة الله وتأخذ من بركة صلتها عليك وطلبها للمغفرة لك من الله - تعالي -

3 - لو لازلت تؤمن بوجود الملائكة سواء رأيت آثار وجودهم أم لا ، فاحمد الله فأنت لازال إيمانك ينبض بخير ، وأما إذا منت تستنكر وجودهم في نهاية القرن الواحد وعشرون ، فاستغفر الله وجدد إيمانك.

4 - إذن الملائكة كانت تتواجد في غزوة بدر، وفي الحروب التي يباد فيها الإسلام لابد من تواجدها أملاً في الله - تعالي - لنصرة هذه الأمة المكلومة .

وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ أي: إنـزال الملائكة إِلا بُشْرَى أي: لتستبشر بذلك نفوسكم، وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وإلا فالنصر بيد اللّه، ليس بكثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ.. إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ لا يغالبه مغالب، بل هو القهار، الذي يخذل من بلغوا من الكثرة وقوة العدد والآلات ما بلغوا. حَكِيمٌ حيث قدر الأمور بأسبابها، ووضع الأشياء مواضعها.

إطلالة حول الآية
ما كان نزول الملائكة متتابعين في غزوة بدر إلا لسببين:

1 - بشري ، فوجود الملائكة حولك وتري أثر ذلك، وكأنك مؤيد بتأييد السماء فهي بُشري ما بعدها بُشري .

2 - اطمئنان القلب ، فإذا وجدت السكينة والوقار في أوقات الأزمات، فاحمد الله - فهي أثر من أثر السماء ، وسأحكي لك قصة صغيرة

كان أحد الشيوخ الأجلاء علي متن طائرة ، وحدث أن الطيار قال لهم: قولوا الشهادة ، نحن سندخل بعد قليل علي سحابة ممغنطة ، وهذا النوع من السحاب بعلم الطيارين جيداً أن لا مفر من احتراق الطائرة معه مهما كانت قوتها ، بدء الناس في الصراخ والعويل ، وبدأ الشيخ الجليل يردد قوله تعالي ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (85)) وبدأت زوجته تتعالي صوتها بماذا تتمتم؟ فقال لها الآية الكريمة ، وبدأوا يقولون للناس من حولهم فضجت الطائرة بالآية الكريمة ، خرج الطيار علي الناس بعدها، قال لهم: أنا أول مرة أري معجزة تتحقق عياناً أمام عيني والطائرة انحرفت عن السحابة الممغنطة بفضل من الله وحده .

3- وأنت تستشعر تأييد الملائكة لك، مثل أن تكون ذاهب للمسجد وشيء ضاع منك وتجده في لمحة من من زمن، أو تتذكر شيء علي النار بعد أن تكون خرجت من البيت أو غير ذلك ، فلا تنس أن النصر من عند الله لا من عند الملائكة ، والله أعلي وأعلم .

إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ (11)
ومن نصره واستجابته لدعائكم, أن أنزل عليكم نعاسا " يُغَشِّيكُمُ " أي: فيذهب ما في قلوبكم من الخوف والوجل, ويكون " أَمَنَةً " لكم, وعلامة على النصر والطمأنينة. ومن ذلك أنه أنزل عليكم من السماء مطرا, ليطهركم به من الحدث والخبث, وليطهركم من وساوس الشيطان, ورجزه. " وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ "
أي: يثبتها فإن ثبات القلب, أصل ثبات البدن. " وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ "

فإن الأرض كانت سهلة دهسة فلما نزل عليها المطر, تلبدت, وثبتت به الأقدام.

إطلالة حول الآية

1 - بعد قليل سآتيك بخبر فوائد النوم ، ومصاعب الإبتعاد عن النوم ، وأن النوم العميق يزيل الأحزان ومن مطهرات القلوب من الإكتئاب ، لذا تجد أغلب المهدئات النفسية لها علاقة بالنوم .

2 - الآن من ثمرات وجود الملائكة ( النعاس العميق ) فلا تشعر بخوف ما يخافه الناس من حولك وربما اتهموك ببرود الأعصاب ، وهي حقيقة لا مجاز فالنوم العميق رزق من الله - تعالي - من جملة أرزاقك .

3 - بركات ماء السماء ، وبالأخص الباكورة الأولي من السماء في آواخر الخريف وبداية الشتاء ، تعرض لها ولقطراتها فإن بها البركة والرحمة ، وهنا في الآية الكريمة الماء نزل فشربوا وتنظفوا من الجنابات وغيرها فشعروا أنهم علي خير - هكذا المؤمن - ونفس الماء غاص تحت أرجل الكفار مع إن الأرض هي الأرض ، هم ثبتوا علي الأرض ، والآخرين ( المشركين ) انزلقت أرجلهم من المياه .

4 - الربط علي القلب ( السكينة والوقار) عند الخوف والشدائد من رزق الله للمؤمنين ، لذا يحبز عند الشدائد ووجدت من أمامك يبكي بشدة أن تضربه علي قلبه بخفة 3 مرات وتدعي له بربط القلب ، فإنها إن شاء الله منجية ، وربما هذا الضرب الخفيف علي القلب يشتت انتباه الباكي من بكاءه ويتنفس بعمق عند حلول المصيبة ودعاءك له بصوت مسموع ربما يؤثر فيه - عافاك وعافانا الله بفضله - إذا كان هذا الكلام صحيح فبها ونعمة ، وإلا فلن يضر أخيك رحمتك به بإذن الله .

5 - تثبيت قدمك عندما تزول الأقدام، عندما تسرع الأقدام فزعاً وفرقاً من حدث ما، ويقال فلان تسمر في مكانه ، هل هذا من الغباء بمكان ؟ الله يعلم ولكن عند الشدائد تختلف أحوال الناس ، وتثبيت قدمك علي طاعة ، علي مكان يشتد فيه الخوف في حرب او غير ذلك ، هو من إرسالات السماء .

تأثير القلق والاكتئاب على جودة نوم الأفراد المعرضين لخطر الأرق:

الخلاصة: من بين المستجيبين الذين يعانون من الأرق ، قد يكون للأمراض النفسية المصاحبة تأثير سلبي على اليقظة أثناء النهار ، ونوعية النوم العامة ، وشدة الأرق ، خاصة عند وجود الحالتين في نفس الوقت. لذلك يجب على الأطباء النظر في الأمراض النفسية المصاحبة عند علاج الأرق.

علاجات الاكتئاب

لحسن الحظ ، كثيرًا ما يبلغ الأشخاص الذين يخضعون لعلاج الاكتئاب الشديد عن تحسن في جودة النوم. بعد العمل مع طبيب أو مقدم خدمات الصحة العقلية لفهم نوع وشدة الاكتئاب

إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ (12)
وقال السفاريني في كتابه غذاء الألباب

المراد بالملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب ولا صورة ملائكة يطوفون بالرحمة والتبرك والاستغفار فهم ملائكة البركة والرحمة، وأما الحفظة، والموكلون بقبض الأرواح، فيدخلون كل بيت ولا يفارقون بني آدم في حال; لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها.

ومن ذلك أن اللّه أوحى إلى الملائكة " أَنِّي مَعَكُمْ " بالعون والنصر والتأييد.

" فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا " أي: ألقوا في قلوبهم, وألهموم الجراءة على عدوهم, ورغبوهم في الجهاد وفضله.

" سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ "

الذي هو أعظم جند لكم عليهم

فإن اللّه إذا ثبت المؤمنين, وألقى الرعب في قلوب الكافرين, لم يقدر الكافرون على الثبات لهم, ومنحهم اللّه أكتافهم.

" فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ " أي: على الرقاب " وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "

إطلالة حول الآية

الوحي: إعلام بخفاء ، وهو أنواع - لسنا بصدد الحديث عنه هنا - لكنه نوع من كلام رب العالمين لبعض خلقه لا يستطيع غيرهم أن يصلوا لهذه المرتبة إلا من أراد الله - تعالي - ككليم الله موسي - عليه السلام وغيره .

في الحروب ضد المؤمنين بالله - تعالي - حق الإيمان للملائكة ثبتوا المؤمنين بماذا؟ بثبات القلوب ، فللقلب الثابت رونق يظهر علي الجوارح ، لذا يعقب الله تعالي ( سألقي في قلوب الكفار الرعب ) فتظهر علي جوارحهم

ما هو رهاب القلب؟

يمكن أن يكون الخوف من نوبة قلبية شديدًا لدرجة أنك قد تعاني من أعراض واحدة - تسمى هذه الحالة كارديوفوبيا.

وفقًا لدراسة أجريت عام 1992 حول رهاب القلب ، سيركز الشخص المصاب بهذه الحالة بشكل مفرط على قلبه خلال فترات التوتر ، مما قد يؤدي إلى أعراض نفسية جسدية مثل ألم الصدر وخفقان القلب.

مثل معظم أنواع الرهاب

الخوف غير منطقي وبالتالي لا يمكن تهدئته بسهولة حتى بالأدلة الملموسة.

الشاهد مما سبق من الكلام العلمي

هذا نوع من الرهاب ( خوف يدخل القلب ليس له مدلول علمي مفهوم ) يؤثر فسيولوجياً علي أعضاء الجسم مثل خفقان القلب وشدة النبض ، فهل هذا ما حدث مع كفار قريش ؟ ألم تسمع يوما ما علي جندي فر من معركة بما كان يشعر؟ فتثبيت الله للمؤمنين في مواطن الشدة شيء لا يستهان به حتي لو كانت نهايتهم الموت ، فقد ماتوا شهداء لقضية عادلة .

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (13)

" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ " أي: حاربوهما, وبارزوهما بالعداوة. وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ومن عقابه تسليط أوليائه على أعدائه, وتقتيلهم.

إطلالة حول الآية

كانوا في شق في الحياة ، والله ورسوله في الشق الآخر من الحياة ، ومن يقسم حياته نصفين ، نصف مع الله ونصف مع هواه وحياته التي تعود عليها فإن الله شديد العقاب - نحن في مظلة تسمي لطف الله - لا بعمل فاللهم الطف بنا بما جرت به المقادير

ذَٰلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ (14).
" ذَلِكُمْ " العذاب المذكور " فَذُوقُوهُ " أيها المشاققون للّه ورسوله عذابا معجلا.

" وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ "

وفي هذه القصة من آيات اللّه العظيمة, ما يدل على أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم, رسول اللّه حقا.

منها: أن اللّه وعدهم وعدا, فأنجزهموه.

ومنها: ما قال اللّه تعالى " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ " الآية.

ومنها: إجابة دعوة اللّه للمؤمنين, لما استغاثوه, بما ذكره من الأسباب.

وفيها الاعتناء العظيم, بحال عباده المؤمنين, وتقييض الأسباب, التي بها ثبت إيمانهم, ثبتت أقدامهم, وزال عنهم المكروه والوساوس الشيطانية.

ومنها: أن من لطف اللّه بعبده, أن يسهل عليه طاعته, وييسرها بأسباب داخلية وخارجية.

إطلالة حول الآية

عقاب الله أليم وربما له طعم في الحلق لا يستساغ - عافانا الله - وكما تعلم كمسلم: أن القبر محطة للوصول للآخرة فهي ليست الوجهة الأخيرة ، لذا إذا أصاب المسلم خير في هذه الدنيا فهو موصول بجنة الخلد في الآخرة ، والكافر أعاذك وأعاذنا الله- موصول عذابه الدنيوي إن لاقاه بعذاب أخروي ينتظره أيضاً .

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ (15)

أمر اللّه تعالى عباده المؤمنين, بالشجاعة الإيمانية, والقوة في أمره, والسعي في جلب الأسباب المقوية للقلوب والأبدان. ونهاهم عن الفرار, إذا التقى الزحفان فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا " أي: صف القتال, وتزاحف الرجال, واقتراب بعضهم من بعض." فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ " , بل اثبتوا لقتالهم, واصبروا على جلادهم, فإن في ذلك, نصرة لدين اللّه, وقوة لقلوب المؤمنين, وإرهابا للكافرين.

إطلالة حول الآية

أمر للمؤمنين بمنادة بالإسم ( يا أيها الذين آمنوا) فلم يجردهم الله - تعالي - من لقبهم الذي منحهم إياه منذ أن قالوا باللفظ والفعل أنهم آمنوا .

إذذا لقيتم الذين كفروا يزحفون نحوك فلا تعطيهم ظهرك وتفر من المعركة خوفاً وهلعاً، لماذا ؟ لأن الله تعالي سيقبتك بعوامل الثبات اليت لا يعطيها لهذا الكافر، الربط علي القلب والنوم العميق وربما المطر وربما الملائكة والله فوق كل هذه الأقدار ، ففكرة أنك تهرب بعد كل هذه الثوابت التي ثبتك بها مما لا يحبه الله - تعالي - والله أعلي وأعلم .

وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ (16)

" وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ " أي: رجع " بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ " أي مقره " جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ " .وهذا يدل على أن الفرار من الزحف, من غير عذر, من أكبر الكبائر, كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة وكما نص هنا على وعيده بهذا الوعيد الشديد. ومفهوم الآية

أن المتحرف للقتال, وهو الذي ينحرف من جهة إلى أخرى, ليكون أمكن له في القتال, وأنكى لعدوه, فإنه لا بأس بذلك, لأنه لم يول دبره فارا, وإنما ولى دبره, ليستعلى على عدوه, أو يأتيه من محل يصيب فيه غرته, أو ليخدعه بذلك, أو غير ذلك من مقاصد المحاربين, وأن المتحيز إلى فئة تمنعه وتعينه على قتال الكفار, فإن ذلك جائز.

فإن كانت الفئة في العسكر, فالأمر في هذا واضح وإن كانت الفئة في غير محل المعركة كانهزام المسلمين بين يدي الكافرين والتجائهم إلى بلد من بلدان المسلمين أو إلى عسكر آخر من عسكر المسلمين, فقد ورد من آثار الصحابة ما يدل على أن هذا جائز. ولعل هذا يقيد بما إذا ظن المسلمون, أن الانهزام أحمد عاقبة, وأبقى عليهم. أما إذا ظنوا غلبتهم للكفار في ثباتهم لقتالهم, فيبعد - في هذه الحال - أن تكون من الأحوال المرخص فيها, لأنه - على هذا - لا يتصور الفرار المنهي عنه. وهذه الآية مطلقة, وسيأتي في آخر السورة تقييدها بالعدد.

إطلالة حول الآية

ممكن تعطي ظهرك للعدو في حالات محدودة - إن كنت تعلم أنك علي الحق المبين وأنك في صف الله تعالي - وأن هذا القتال يرضي الله ورسوله - وهذه الحالات التي ذكرت بالآية ـ لو لم تفعل فقد أصبت بغضب الله ، والمأوي: يقال إيواء المهاجرين ، وهو نوع من الإيواء الذي قد يستمر لسنوات لا يعلم مداها إلا الله ، تخيل أن هذا المأوي هو جهنم - عياذا بالله لنا ولك .

لفتة أخيرة في الآية: إشارة إلي نوعية القتال بين المسلمين والكافرين ستظل إلي يوم القيامةلأن غزوة بدر انتهت، والحروب قائمة إلي يومنا هذا ، والقرآن باق ويتلي هذه الآيات ليوم القيامة . والله أعلي وأعلم .

لتتعرف علي أماكن تواجد الملائكة في الأرض، زر
الروابط
5 views0 comments

Recent Posts

See All

الأنفال: صفحة 184

ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ...

Comentários

Avaliado com 0 de 5 estrelas.
Ainda sem avaliações

Adicione uma avaliação
bottom of page