top of page

سورة الأنفال: صفحة 179

فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (17)
يقول تعالى ـ لما انهزم المشركون يوم بدر، وقتلهم المسلمون - ‏{‏فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ‏}‏

بحولكم وقوتكم ‏{‏وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ‏}‏ حيث أعانكم على ذلك بما تقدم ذكره‏.‏ ‏{‏وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى‏}‏ وذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقت القتال دخل العريش وجعل يدعو اللّه، ويناشده في نصرته، ثم خرج منه، فأخذ حفنة من تراب، فرماها في وجوه المشركين، فأوصلها اللّه إلى وجوههم،فما بقي منهم واحد إلا وقد أصاب وجهه وفمه وعينيه منها، فحينئذ انكسر حدهم، وفتر زندهم، وبان فيهم الفشل والضعف، فانهزموا‏.‏

يقول تعالى لنبيه

لست بقوتك ـ حين رميت التراب ـ أوصلته إلى أعينهم، وإنما أوصلناه إليهم بقوتنا واقتدارنا‏.‏ ‏{‏وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا‏}‏ أي‏:‏ إن اللّه تعالى قادر على انتصار المؤمنين من الكافرين، من دون مباشرة قتال، ولكن اللّه أراد أن يمتحن المؤمنين، ويوصلهم بالجهاد إلى أعلى الدرجات، وأرفع المقامات، ويعطيهم أجرا حسنا وثوابًا جزيلًا‏.‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏ يسمع تعالى ما أسر به العبد وما أعلن، ويعلم ما في قلبه من النيات الصالحة وضدها، فيقدر على العباد أقدارا موافقة لعلمه وحكمته ومصلحة عباده، ويجزي كلا بحسب نيته وعمله‏.‏

إطلالة حول الآية

1 - إن القتل ما أسهله ، والله تعالي - يقول في موضع آخر من القرآن ( ويذيق بعضكم بأس بعض ) فقدرتك علي حمل السلاح في وجه أخيك ما أسهلها ، لكن التصويب علي ما تحويه القلوب حقداً وحنقاً علي الإسلام ، لا يعلم ما تحويه القلوب حقاً إلا الله ، لذا ما قتلت ولا رميت إلا بقدرة الله وبإرادة الله وبإختيار الله - تعالي - .

2 - يقال كلمة مصيبة جاءت من كلمة إصابة ، أي تصيب هدف محدد توجعك انت لا من إلي جانبك يمنة أو يسري ، لأنها استهدفت انت وهذا ما يوجعك، إذن الرمي رمي الله والإستهداف من الله ومع ذلك يأخذ المؤمنين منه رزق حسن ، لماذا؟ إن الله - تعالي - إذا أراد أن يظهر فضله علي أحد يساعده في عمل خير ثم ينسب الخير لهذا الإنسان ، شيء عظيم في التعامل، هل تعاملت مع أحد هكذا قبل هذا ؟ لتشعره بالإنجاز علي سبيل المثال ، الله عظيم في أفعاله وكل ما أعطي - سبحانه وتعالي -

3 - لماذا يعطي المؤمنين وهو من رمي علي الحقيقة لأنه سميع بما يدور في جيب الأسرار ( ما تحويه الصدور) عليم بما يدور في عقلك أيها المؤمن، فهو خير من يعطيك علي ما يسمع منك - سبحانه وتعالي - .

ذَٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيۡدِ ٱلۡكَٰفِرِينَ (18)

ـ{‏ذَلِكُمْ‏}‏ النصر من اللّه لكم ‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ‏}‏ أي‏:‏ مضعف كل مكر وكيد يكيدون به الإسلام وأهله، وجاعل مكرهم محيقا بهم‏

إطلالة حول الآية

الله - تعالي سوف يُضعف شوكة الكافرين بالله ويؤذونك يا محمد - صلي الله عليه وسلم ، ويؤذون المؤمنين ، يقال إن الكيد لا يأتي إلا من اثنين ( الشيطان والمرأة ) لأن الإثنين ضعاف ، والضعيف لا يأذيك مباشرة بل يلف ويدور ويحيك حولك المكائد حتي يوقعك في شباكه ويقضي عليك - إن استطاع - ولكن الله - تعالي - يقول في غير موضع ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) وهذا هو مكر الرجال كبير عظيم - نسأل الله العفو والعافية من كل أنواع المكر والمكايدة -

إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (19)

‏{‏إِنْ تَسْتَفْتِحُوا‏}‏ أيها المشركون، أي‏:‏ تطلبوا من اللّه أن يوقع بأسه وعذابه على المعتدين الظالمين‏.‏ ‏{‏فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ‏}‏ حين أوقع اللّه بكم من عقابه، ما كان نكالاً لكم وعبرة للمتقين ‏{‏وَإِنْ تَنْتَهُوا‏}‏ عن الاستفتاح ‏{‏فَهُوَ خَيْرٌ‏}‏ لأنه ربما أمهلتم، ولم يعجل لكم النقمة‏.‏ ‏{‏وإن تعودوا‏}‏ إلى الاستفتاح وقتال حزب الله المؤمنين ‏{‏نَعُدْ‏}‏ في نصرهم عليكم‏.‏ ‏{‏وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ أعوانكم وأنصاركم، الذين تحاربون وتقاتلون، معتمدين عليهم، شَيئا وأن الله مع الْمؤمنين‏.‏ ومن كان اللّه معه فهو المنصور وإن كان ضعيفا قليلا عدده، وهذه المعية التي أخبر اللّه أنه يؤيد بها المؤمنين، تكون بحسب ما قاموا به من أعمال الإيمان‏.‏ فإذا أديل العدو على المؤمنين في بعض الأوقات، فليس ذلك إلا تفريطا من المؤمنين وعدم قيام بواجب الإيمان ومقتضاه، وإلا فلو قاموا بما أمر اللّه به من كل وجه، لما انهزم لهم راية ‏[‏انهزاما مستقرا‏]‏ ولا أديل عليهم عدوهم أبدا‏.‏

إطلالة حول الآية

هذه الآية قاعدة إن اخرجتها من سياقها

فطلباتك من الله - تعالي - ربما تكون مجابة ، ولكن إذا عاودت المصيبة التي تفعلها ( إثم معين ) عاد عليك العقوبة من الله - تعالي - ولن تغني عنك مجموعتك التي تنتمي إليها عرقياً أو حزبياً أو حتي عشيرة وأهل كبار قوم.

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ (20)

لما أخبر تعالى أنه مع المؤمنين، أمرهم أن يقوموا بمقتضى الإيمان الذي يدركون به معيته، فقال‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏ بامتثال أمرهما واجتناب نهيهما‏.‏ ‏{‏وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ‏}‏ أي‏:‏ عن هذا الأمر الذي هو طاعة اللّه، وطاعة رسوله‏.‏ ‏{‏وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ‏}‏ ما يتلى عليكم من كتاب اللّه، وأوامره، ووصاياه، ونصائحه، فتوليكم في هذه الحال من أقبح الأحوال‏.‏


إطلالة حول الآية

نداء للمؤمنين ، بالرغم من أن السورة الكريمة معظمها لوم علي المؤمنين منذ بدايتها ، وجزء تأييدي وآخر لم يأت بعد حديث عن المنافقين ودورهم في المجتمعات ، إلا أن الله - تعالي - لا يجرد أحد من إيمانه وهو مؤمن به ، هذا لقب أعطي من قبل فلا يحيه من أحدهم إلا أن يكون منافق فعلاً أو كافر ، وأنت هل تجرد أحد من إيمانه لمجرد أنك اختلفت معه وتدعي عليه النفاق أو الكفر؟ هل تتذكر قوله تعالي ( لا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمنا ... الآية ) .

أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، المؤمنين يقولوا سمعنا وأطعنا ، ولكن الإيمان يزيد وينقص، بالطاعات والمعاصي ، لذا بعض المؤمنين يعطوا ظهورهم لقول الله وقول الرسول وهم يسمعون ، ليست آلة السمع عندهم معطلة لا لا ، بل مستجيبة وتعلم علم اليقين الأوامر والنواهي ولكنها تعطي الظهر وتتولي ما تولت من مباهج الحيا من أمامها وتترك أوامر الله ورسوله وراء ظهرها ... كل ما نقول في هذه الآية: اللهم ردنا إليك رداً جميلا وثبتنا واحفظنا ما بقينا. آمين .

وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ (21)

أي‏:‏ لا تكتفوا بمجرد الدعوى الخالية التي لا حقيقة لها، فإنها حالة لا يرضاها اللّه ولا رسوله،فليس الإيمان بالتمني والتحلي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال‏.‏

۞إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ (22)

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ‏}‏ من لم تفد فيهم الآيات والنذر، وهم ‏{‏الصُّمُّ‏}‏ عن استماع الحق ‏{‏الْبُكْمُ‏}‏ عن النطق به‏.‏ ‏{‏الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ‏}‏ ما ينفعهم، ويؤثرونه على ما يضرهم، فهؤلاء شر عند اللّه من جميع الدواب، لأن اللّه أعطاهم أسماعا وأبصارا وأفئدة، ليستعملوها في طاعة اللّه، فاستعملوها في معاصيه وعدموا ـ بذلك ـ الخير الكثير، فإنهم كانوا بصدد أن يكونوا من خيار البرية‏.‏ فأبوا هذا الطريق، واختاروا لأنفسهم أن يكونوا من شر البرية،والسمع الذي نفاه اللّه عنهم، سمع المعنى المؤثر في القلب، وأما سمع الحجة، فقد قامت حجة اللّه تعالى عليهم بما سمعوه من آياته،وإنما لم يسمعهم السماع النافع، لأنه لم يعلم فيهم خيرا يصلحون به لسماع آياته‏.

إطلالة حول الآية

إن من الدواب التي خلقها الله ذكية جداً بالأبحاث الحديثة وإنها لتحل المشاكل وغيرها من العمليات العقلية المعقدة وهي عليها أقوال علي غير الحقيقة أنها تتسم بالغباء أمثال ( الفراخ - الحمار وغيرهم ) ، وهناك دواب: ما تدب علي الأرض بأربع أرجل أو أكثر أو أقل ، أخر يتميزن بالذكاء الشديد مثل بعض الثدييات الكبري مثل بعض القردة والببغاء والحيتان وغيرهم)

الله - تعالي - شبه المؤمنين أو الذين يدعون الإيمان أنهم مثل أسوء نوع من الدواب التي خلقها الله - تعالي - الذين لا يتكلمون ولا يسمعون ، ولا يعقلون .

وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمۡ خَيۡرٗا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ (23)

‏{‏وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ‏}‏ على الفرض والتقدير ‏{‏لَتَوَلَّوْا‏}‏ عن الطاعة ‏{‏وَهُمْ مُعْرِضُونَ‏}‏ لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه، وهذا دليل على أن اللّه تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه ولا يثمر عنده‏.‏ وله الحمد تعالى والحكمة في هذا‏.‏

إطلالة حول الآية

لو لم تسمع ذكر من القرآن أو السنة ولا تريد : اعلم أن ليس فيك الخير ، مصداقاً لقوله تعالي ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ) فاسمع ما قاله الله واسمع ما قاله الرسول، لا تغلف منافذ السمع والقلب والعقل علي نفسك ، اسمع وارفض حتي ولكن لا ترفض السماع من الأساس.

وللأسف لو أسمعهم لأعطوا ظهورهم، وأخذوا ما بين أيديهم من مباهج الحياة سواء منصب أو عمل أو غيره ، وهناك قط: أنت ليس فيك الخير ولا في قلبك خير لماذا؟ لأن الله سميع عليم بما في القلوب، فلا يكن حظك من هذا الدين مثل حظ البهائم ، والإسم فقط ( أنا مسلم ) نسأل الله العافية فيما تبقي .

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ (24)

يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو الاستجابة للّه وللرسول، أي‏:‏ الانقياد لما أمرا به والمبادرة إلى ذلك والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه والنهي عنه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ‏}‏ وصف ملازم لكل ما دعا اللّه ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية اللّه تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام‏.‏ ثم حذر عن عدم الاستجابة للّه وللرسول فقال‏:‏ ‏

{‏وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ‏}‏

فإياكم أن تردوا أمر اللّه أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم، فإن اللّه يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء‏.‏ فليكثر العبد من قول‏:‏ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب، اصرف قلبي إلى طاعتك‏.‏ ‏{‏وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‏}‏ أي‏:‏ تجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بعصيانه‏.‏

إطلالة حول الآية

الآن: إن كنت مقصر قبل هذا ، فالآن: فالعمر ليس معروف نهايته متي وأين وكيف سينتهي ، استجيب أيها المؤمن لله وللرسول لماذا؟

لما يحييكم

إن بعض المسلمين يرون في الإقتراب من الدين ( الموت) موت حياتهم الجميلة ومباهجها ، موت الأرزاق المحرمة ، موت حقيقي لا علي المجاز، ويقولن إن الدعاة لا تحدثنا إلا عن الموت وكفي ، كف عن هذه الإهتراءات، واعلم أن الدين الإسلامي تحديداً كله حياة وإصلاح حياتك كما يريدها الله، وأنا من الشاهدين أني لم أر أمر أو نهي في القرآن إلا وفيه النفع لي علي سبيل الشخصي لا علي المجموع ... ارجع للإعجاز العلمي حتي لو في ابسط الاشياء أن تكون رفيقاً بقدميك فتترك خالية من الأحذية بعض الوقت ، الرسول حدثك عن هذا ، والغرب يتغنون بالتأريض اليوم ، فهلم إلي سماع أقوال الله وأقوال الرسول - ليس هناك متسع من الوقت - لا لأنك ستموت أو أموت ، بل لأن الدين كبير ومتسع وليس في العمر متسع لتطبيقة جملة وتفصيلا .

واعلموا ا، الله يحول بين المرء وقلبه

اللهم عافنا واعفو عنا، بداية من الذي يقول اعلموا؟ الله - تعالي - فهل تتخيل أنه يخبرك بشيء ليس حقيقي؟ لا بل الحقيقة كاملة ، اعلموا: أن الله يستطيع أن يضع ستار بين قلبك وبين قبول الحق مرة أخري من كثرة إعطاء ظهرك لأوامره ونواهيه ، وما هو هذا الستار ، ( الله ) وبنفسه ، الله احفظنا بحفظك من شر أنفسنا .. قل لي او قل لنفسك: هل جربت هذا مرة في حياتك،هل شعرت أن قلبك وكأنه يصعد في السماء من كثرة الضيق ؟ اطلب من الله - تعالي - في صلاتك أن يرفع الستار ونطلب معك.

وأنه إليه تحشرون

اسمع الكلمة مرة أخري ( حشر ) مهما كانت مكانتك الإجتماعية أو مالك أو منصبك ، نهاية مؤلمة مجرد حشر مع بعضنا البعض لا فرق بين عبد وسيد مطلقاً أمام الله الحاشر - سبحانه وتعالي -

وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (25)

‏{‏وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً‏}‏ بل تصيب فاعل الظلم وغيره، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يغير، فإن عقوبته تعم الفاعل وغيره، وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر، وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن‏.‏ ‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏ من تعرض لمساخطه، وجانب رضاه‏.‏

إطلالة حول الآية
ماهي الفتنة؟ الإختبار أو الإمتحان

الوقوع في المكروه الإبتلاء

يقال فلان مفتون بالنساء: أي مفتتن بهم

فلان مفتتن بأولاده: لا يري غيرهم ومفتتن بهم

الشاهد

أن الله - تعالي - يخبرنا بأن نجعل بيننا وبين الله - تعالي - وقاية من وقوع فتنة ( بلاء حقيقي جماعي ) لأنه لن يصيب الظلمة فقط بل سيعم ، الطيب والفاجر في آن واحد ، لماذا؟ ربما أنت لم تفعل شيء تستحق عليه العقاب ؟ بسبب الظلم ، نعم ليس الكفر ليس المعاصي بل الظلم ، والمعاصي جزء من الظلم ( ومنهم ظالم لنفسه ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، فمعصيتك ممكن أن تستغفر وتتوب توبة نصوحاً وترجع إلي الله، أما ظلمك الذي يتعداك لغيرك لابد من المسامحة والمصالحة ، فإذا لم تتواجد ، فاعلم أن لك عقاب - إن هنا أو هناك - وسأختم بقصصة قصيرة معروفة عند الكثير


حُكم علي احدهم بالإعدام

قبل الإعدام بسويعات قليلة قال لأحد الشيوخ الذين دخلوا لإستتابته: والله لم أقتل هذا الرجل الذس سيعدموني بسببه ولكني قتلت قبل ذلك 3 مرات ونجوت ولم يعرف بي أحد / فالظلم ظلمات ليس في الآخرة وحسب ، بل يظلم عليك في الدنيا كل ما تراه منير بعد حين ، حين ترفع الدعوات المظلومة منك فوق الغمام .

عافنا اللهم من الظلم لأحد ومن الظالمين . آمين


لفائدة التخلي عن الحذاء:انظر


6 views0 comments

Recent Posts

See All

الأنفال: صفحة 184

ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page