قال تعالي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
And Muhammad is no more than a messenger; [other] messengers have passed away before him. So if he dies or is killed, will you turn back on your heels? And whoever turns back on his heels - never will he harm Allah at all. And Allah will reward the grateful. (144)
انتصر المسلمون في معركة بدر الكبرى وكان انتصاراً مدوياً، فرح به المسلمون وشعروا بالإنجاز والثقة بالنفس بعد إخفاقات مرت بهم لسنوات، وانت خبير أن هذه المشاعر ليست مشاعر إيجابية طوال الوقت، فمن سلبيات النصر ( القعود والدعة وحب الحياة وترك الجهاد ولو نفسياً) فجاءت احداث أُحد والمسلمين علي هذه النفسية المتعالية بالنصر والفخر، والله تبارك وتعالي لا يحابي أحد، فنحن كمسلمين لا نقول كما يقول اليهود نحن أبناء الله واحباؤه، وهذه الحياة قائمة علي الصراعات، صراع الحق والباطل ، الخير والشر وغيرها ، فإن جلست وشعرت بالسعادة والفرح والإنتصار وانتهي الأمر لن تتحرك، والكرة الأرضية كلها تتحرك والكون كله يتحرك حتي إنه من الذرة إلي المجرة يتحرك الكون من اليسار إلي اليمين في تناغم كوني ليس له مثيل ، وحتي جسدك من الداخل يسير الإلكترون حول النواة بهذه الطريقة ، ومن يقف يداس عليه ويتحرك الجميع، هذه هي الحياة ، جاءت غزوة احد والمسلمين في هذه الحالة النفسية التي لا يحبها الله ورسوله، فكان الإمتحان بالإخفاق مرة أخري ... وعندما فشل المسلمون ، انتشرت اخبار موت رسول الله صلي الله عليه وسلم، كنوع من الحرب المعنوية للمسلمين، فحزن المسلمون المقاتلون ( الصحابة رضوان الله عليهم) حزنا شديدا ومنهم من فقد بوصلته وهي القتال إما لشهادة وإما لنصر ، فنزلت الآية الكريمة تصحح المفاهيم؟ تصحح المفاهيم لمن؟ للصحابة الكرام
اسمع معي هذا الجزء من الآية الكريمة مرة أخري عتاب من الله تبارك وتعالي لصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ
وهو نوع من العتاب الشديد، بعد قليل سيكون مثله عند موت رسول الله صلي الله عليه وسلم الحقيقي ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) وما معني انقلبتم علي اعقابكم، الأعقاب: هي ظهر مؤخرة القدم، أي وكأنك وقفت علي رأسك وقدميك لأعلي، ولكنه ليس ا،ت بل إيمانك بالله ينقلب رأسا علي عقب ، عافاك وعافانا الله تبارك وتعالي بفضله وليس بعدله
ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئا
أتتخيل أن ايمانك بالله تبارك وتعالي يزيد في مُلكه؟ إذن هل تتخيل أن كفرك بالله تبارك وتعالي ينقص من الكون الفسيح قيد أنملة؟ بالطبع لا فلتعلم أنه لن يضر الله شيئا، إذن يضر من؟ يضرك انت، إن لم يكن هنا في الدنيا وهذا مستحيل، ففالآخرة.
الآن: ما ختام هذه الآية الكريمة
إنه ختام غريب وغير متوقع (وسيجزي الله الشاكرين)
أي من أنواع الشكر المحببة إلي الله تبارك وتعالي ، الشكر عند الأزمات، أسمعك تقول ومن ذا الذي يشكر عند الأزمات؟ هناك ناس دائما وابدا من المؤمنين بالله يشكرون عند الأزمات الكُبري وهم موجودون بيننا ونسمع عن قصصهم ليل نهار ولكنهم قليل، وصدق الله إذ يقول ( وقليل من عبادي الشكور) وهم الذين يشكرون في السراء والضراء
الآن: انظر
وسيجزي الله الشاكرين
والذين سبوا الدين بعد أزمة وفاة الرسول ؟ والذين ارتدوا عن الإسلام ؟ والذين احبطوا وتوقفوا عن القتال ، هل داخلين في تذييل هذه الآية ( وسيجزي الله الشاكرين) بالطبع لا
المغزي
1 - اليوم مر علي البعثة المحمدية 1440 عام ، وقد مات رسول الله صلي الله عليه وسلم بالفعل، فهل تعطلت هذه الآية من يوم موته الشريف إلي يوم القيامة، هذا مستحيل فكيف نفسرها إذن؟ مع كل أزمة تمر بها أنت وحدك أو تمر بها الأمة، عليك واجب واحد هو الأحب إلي الله تبارك وتعالي ( وسيجزي الله الشاكرين) أن تعطي الأمل لليائسين – أن تنير شمعة في وسط ظلام – أن تفرح مسلم، أن تثُبت علي الدين ، أن تحيي سنة ، أقلها أن تصلي علي رسول الله كثيرا.
2 – هل تعلم أن الأديان الأرضية وصلت إلي حد 7000 ديانة أرضية لها إلهها ورسولها وكتابها المقدس ، وربما ولد أحدهم بهذه الديانة ( وراثة بطاقة ) ولا ذنب له فهل تتخيل أنك كمسلم صفر أمام الله تبارك وتعالي ، هذا رسولك صلي الله عليه وسلم يقول لك ( لا تحقرن من المعروف شيئا ) فأنت مجرد أنك مسلم حتي لو كنت عاصيا، حتي لو كنت لا تصلي أو لا تزكي أو غير ذلك هداك وهدانا الله تبارك وتعالي ، فأنت تُكثر سواد المسلمين الذين أصبحوا بين 100 عام ماضية غثاء كغثاء السيل .
3 – اشكر، اشكر، اشكر بالفعل تارة وباللسان أخري، وبالقلب امتنانا للمصيبة حتي تزول وقديما قالوا : إن البلايا جاءت مرتحلة ( أي سترحل سترحل ) فاتركوها ترحل لبلاد الجزاء مادحة لا قادحة .
Allah says
In the name of God, the most gracious, the most merciful
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)
And Muhammad is no more than a messenger; [other] messengers have passed away before him. So if he dies or is killed, will you turn back on your heels? And whoever turns back on his heels - never will he harm Allah at all. And Allah will reward the grateful. (144)
Comments