الزواج بين الأقارب في الإسلام لا يحرم في الإسلام صراحة، ولا يحبذ، ويترك للناس اختيار ما هو أنسب لهم، ولعل هذا التوجه يؤكد ما توصل إليه الطب الحديث في هذا الموضوع، وهو أن الزواج بين الأقارب... ليس مضراً على الإطلاق، بل قد يكون مفيداً، في حال ارتفاع مستوى الذكاء والجمال والقوة في الأسرة، ولذلك فإن القول بأن الزواج بين الأقارب مضر، مع أن الإسلام يبيحه، هو قول يفتقر إلى الصحة العلمية.
من أمثلة زواج الأقارب في الإسلام
تزوج علي بن أبي طالب (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه كما هو واضح، وقد تزوج الرسول ابنة عمته زينب بنت جحش
يقول الله تعالي
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)
وهذه الآية وسط بين الإسراف والتفريط، لأن النصارى لا يتزوجون المرأة إلا إذا كان النسب بينهم وبين أجدادها سبعة فأكثر، وعند اليهود يتزوج أحدهم ابنة أخيه وبنت أخته
وجاء الشرع الكامل ليهدم فكر النصارى، فأحلت بنت العم، وبنت الخالة، وحرم ما تركه اليهود. وفي جميع الأحوال فإن الزواج بين الأقارب جائز أصلاً، على أن تراعى الظروف الاجتماعية والصحية، في كل حالة، دون المقارنة بالآخرين، مع إجراء الفحص الطبي وفحوصات الزواج قبل العقد.
الشق العلمي للموضوع
الجوانب الإيجابية لزواج الأقارب
إذا كانت الأسرة تتمتع بعوامل وراثية مرغوبة غير موجودة في الأسر الأخرى، كصفات الجمال والذكاء والقوة وطول العمر ونحو ذلك فإن زواج الأقارب أفضل من زواج الأغراب، بشرط ألا يكون زواج الأقارب وأن يستمر لجيل كامل حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة، مما يثبت أنه مضر وراثياً، وبالتالي فإن فرص الزواج بين الأقارب والأقارب البعيدين متساوية في هذه الحالات سواء كان أحدهما أو الآخر، فقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بالاختيار، حيث قال: (اختاروا لنطفكم)، والاختيار في عصرنا قائم على الاستشارة الوراثية.
ومن سلبيات زواج الأقارب
عدم التضحية بجيل من أجل جيل آخر ولتوضيح هذه النقطة نفترض أن الزواج في المجتمع يكون بين الأقارب فقط، وفي هذه الحالة نجد أن نسبة وجود جينات المرض في هذا المجتمع ستزداد في نسل هذا الجيل نتيجة عدم التخلص من جينات المرض هذه، حيث أن قربها يكون في حالة مزدوجة أو نادرة، والنتيجة أنه مع مرور الأجيال سيزداد وجود جينات المرض هذه في المجتمع، وهذا يؤدي إلى زيادة مطردة في ظهور أمراض وراثية تتحكم فيها هذه الجينات في الأجيال القادمة، مثل تليف البنكرياس.
إذا وجد سبب يغير الجواز إلى غير ذلك، كدليل على الضرر الصحي، أو التفكك الأسري، أو عدم الاستقرار الاجتماعي بين الأقارب والتابعين.
إن زيادة نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية في الأبناء الناتجة عن عوامل وراثية
متنحية في كلا الأبوين لا تعتمد على التزاوج الداخلي بأي حال من الأحوال، بل تعتمد بالأساس على مدى انتشار العامل الوراثي المتنحي بين أفراد السكان ككل، إذا كان أكثر من 1:8 منتشرًا في المجتمع؛ الزواج من أشخاص بعيدين لا يضمن إنجاب أطفال أصحاء وراثيًا، نفهم من هذا أن بعض الأمراض الوراثية تظهر في النسل في المجتمعات التي تكون فيها العوامل الوراثية المتنحية تنتشر بين أعضائها بنسبة انتشار 1:8 تقريبا تساوي نسبة حدوثها في النسل سواء في التزاوج الداخلي أو التزاوج المختلط، وهناك افتراض آخر إذا كان انتشار العامل الوراثي المتنحي في المجتمع أكثر من 12% و العائلة في هذا المجتمع نقية وراثيا، وفي هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه العائلة أفضل وأكثر أمانا بكثير من الزواج المختلط.
ومن أمثلة هذه الأمراض
فقر الدم المنجلي
إذا كان العامل الوراثي المتنحي مقتصراً على أفراد عائلة معينة أكثر من أفراد المجتمع المحيط بهم، فإن الزواج المختلط أفضل من الزواج من الأقارب.
أما إذا كان العكس صحيحاً، وكان أفراد العائلة نقيين وراثياً
وكان أفراد المجتمع المحيط بهم يغلب عليهم العامل الوراثي المتنحي، ففي هذه الحالة يكون زواج الأقارب أكثر أماناً وأضمن من الزواج المختلط، فمثلاً في بعض مناطق إيطاليا وصقلية يتواجد العامل الوراثي المتنحي لفقر الدم المنجلي في أفراد المجتمع بنسبة تصل إلى 10%، وترتفع النسبة في مجتمعات أخرى، مثل بعض مناطق كينيا، حيث تصل النسبة إلى 40% في أفراد المجتمع. فإذا افترضنا أن عائلة وأفرادها هاجروا وهم نقيين وراثياً من هذا العامل الوراثي... أليس الزواج بين الأقارب أفضل من الزواج بين البعيدين؟
تؤكد أغلب الدراسات العلمية
وجود أمراض وراثية شائعة ومن أبرز هذه الأمراض هي الهيموجلوبين في الدم "الهيموجلوبين" والعيوب الخلقية والتمثيل الغذائي والأمراض أحادية الجين الشائعة والتي تعد السبب الرئيسي للعديد من الأمراض والإعاقات عند الأطفال، وحسب بعض الدراسات فإن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً مثل الإجهاض المتكرر والإعاقات المتعددة والحويصلات المتعددة في الكلى والثلاسيميا ومرض زيادة الحديد وضمور عضلات الوجه والكتفين وأمراض أورام القولون المتعددة وانخفاض الوزن عند الولادة.
ورغم أن هذا هو الحكم الشرعي الطبي إلا أنها لا تمانع زواج الأقارب ولكنها تحث على الحيطة والحذر
المشاكل النفسية لزواج الأقارب
في إيران، بعد الحوادث غير المتعمدة، تأتي مشاكل الصحة العقلية في المرتبة الثانية من حيث العبء المرضي. زواج الأقارب منتشر جدًا في إيران، والعلاقة بين قرابة الوالدين والصحة العقلية قضية مهمة لم تتم دراستها بشكل كافٍ في إيران حتى الآن.
وكشفت الدراسة
عن انتشار الخلل الاجتماعي بين الطلبة وعدم وجود علاقة بين زواج الأقارب من أحد الوالدين والصحة النفسية، وقد لا تكون قرابة الوالدين والعوامل الوراثية من الأسباب الرئيسية لانتشار مشاكل الصحة النفسية في إيران، وقد تكون تأثيرات العوامل البيئية على هذه المشاكل أكبر من تأثيرات العوامل الوراثية.
الخاتمة
أظهرت الدراسة أن الخلل الاجتماعي منتشر بشكل كبير بين طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الكويت، وأن مشاكل الصحة النفسية لا تحدث بنفس الوتيرة عند أبناء الآباء من الأقارب مقارنة بأبناء الآباء من غير الأقارب. وتشير هذه النتائج إلى أن مشاكل الصحة النفسية قد لا يكون لها نمط وراثي متنحي أو متعدد الجينات.
ما يؤخذ بعين الاعتبار: الفحص قبل الزواج
ومن الأمور المهمة الفحص الطبي للمتزوجين قبل الزواج لتحديد أثر الزواج على مستقبل الأبناء والأسرة بشكل عام، ومن متطلبات الزواج العقد في قطر والفحص قبل الزواج، وهذا ما تبنته كافة دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما نتمناه لكافة الدول العربية والإسلامية، وبهذا الفحص يستطيع الفرد تصحيح العديد من الأمور التي يصعب تصحيحها بعد الزواج.
The consanguineous marriage in Islam Marriage between relatives is not explicitly forbidden in Islam, nor is it encouraged, as it leaves people to choose what is most appropriate for them, perhaps this approach confirms what modern medicine has reached on this subject, which is that consanguineous marriage is... Not harmful at all, it may be useful, In the event of a high level of intelligence, beauty, and strength in the family, and therefore saying that marriage between relatives is harmful, even though Islam permits it, is a statement that lacks scientific validity.
Some examples of consanguineous marriage in Islam
Ali bin Abi Talib (peace be upon him) married Fatima Al-Zahra (peace be upon her)
and he is the cousin of the Messenger, may God bless him, his family, and his companions, as is clear, The Messenger married his paternal aunt’s daughter, Zainab bint Jahsh
Allah says
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)
O Prophet, indeed We have made lawful to you your wives to whom you have given their dowers, and those your right hand possesses from what Allah has given you as spoils of war, and the daughters of your paternal uncles and the daughters of your maternal aunts and the daughters of your maternal uncles and the daughters of your maternal aunts who emigrated with you, and a believing woman if she offers herself to the Prophet, if the Prophet desires to marry her, exclusively for you, not for the believers. We have already known what We have enjoined upon them concerning their wives and those their right hands possess, so that there will be no difficulty for you. And ever is Allah Forgiving and Merciful. (50)
This verse is a middle ground between extravagance and negligence, because Christians do not marry a woman unless there are seven or more ancestors between them, and among the Jews, one of them marries his brother's daughter and his sister's daughter. The complete law came to demolish the Christian thought, so it permitted the cousin and the maternal aunt's daughter and prohibited what the Jews left. In all cases, marriage between relatives is permissible in principle, provided that the social and health conditions are taken into consideration in each case, without comparison with others, with a medical examination and marriage tests being conducted before the contract.
The Scientific Aspect of the Subject
The positive aspects of consanguineous marriage
If the family has desirable genetic factors that are not in other families, such as characteristics of beauty, intelligence, strength, longevity, etc. the marriage between relatives is better than marriage between strangers, provided that the marriage is not between relatives and lasts for a generation so that families do not turn into small closed communities, which proves that it is genetically harmful, and thus the chances of marriage between relatives and distant relatives are equal in these cases, whether one or the other. May God bless him and grant him peace, he commanded us, By choice, as he said: “Choose for your sperm,” and choice in our time is based on genetic counseling.
The negative aspects of consanguineous marriage are not sacrificing one generation for the sake of another
To clarify this point, we assume that in society marriage is only between relatives. In this case, we find that the percentage of presence of disease genes in this society, It will increase in the offspring of this generation as a result of not getting rid of these disease genes, as their closeness is in a dual or rare case, the result is that as generations pass, the presence of these disease genes in society will increase, this leads to a steady increase in the emergence of hereditary diseases, these genes control it in future generations, such as pancreatic cirrhosis.
If there is a reason that changes the permissibility to something else, such as evidence of health damage, family disintegration, or social instability among relatives and followers.
The increase in the incidence of genetic diseases
in children resulting from recessive genetic factors in both parents does not depend on inbreeding in any way, but rather depends primarily on the prevalence of the recessive genetic factor among the population as a whole, if it is more than 1:8 prevalent in the community; marriage to distant people does not guarantee the birth of genetically healthy children, we understand from this that some genetic diseases appear in the offspring in communities in which recessive genetic factors are prevalent among its members at a prevalence rate of approximately 1:8 equal to the incidence of their occurrence in the offspring whether in inbreeding or mixed marriage, and there is another assumption if the prevalence of the recessive genetic factor in the community is more than 12% and the family in this community is genetically pure, in this case marriage between relatives in this family is much better and safer than mixed marriage.
Examples of these diseases include
Sickle cell anemia
If the recessive genetic factor is limited to members of a particular family more than members of the surrounding community, then mixed marriage is better than marriage between relatives. If the opposite is true, and the family members are genetically pure and the members of the surrounding community are predominantly affected by the recessive genetic factor, then in this case, consanguineous marriage is safer and more secure than mixed marriage.
For example,
in some areas of Italy and Sicily, the recessive genetic factor for sickle cell anemia is present in members of the community at a rate of up to 10%, and the rate increases in other communities, such as some areas of Kenya, where the rate reaches 40% of members of the community. If we assume that a family and its members immigrated while they were genetically pure of this genetic factor... Isn't marriage between relatives better than marriage between distant relatives?
Most scientific studies confirm
the existence of common genetic diseases Among the most prominent diseases are hemoglobin in the blood, “hemoglobin,” birth defects, metabolism, and common monogenic diseases, which are the main cause of many diseases and disabilities in children, and according to some studies, consanguineous marriage inherits 82 diseases, such as recurrent miscarriage, multiple disabilities, multiple vesicles in the kidneys, thalassemia, iron overload disease, atrophy of the muscles of the face and shoulders, multiple neoplastic diseases of the colon, and low birth weight. Less consanguineous marriage and other diseases. Although this is the legal medical ruling, she does not mind the marriage of relatives, but she urges caution and caution.
The psychological rooting of consanguineous marriage
In Iran, after unintentional accidents, mental health problems are the second major burden of disease. Consanguineous marriage is very common in Iran and the relationship between parental consanguinity and mental health is an important issue that has not yet been adequately studied in Iran.
The study revealed
the prevalence of social dysfunction among the students and the absence of a relationship between consanguineous marriage to one of the parents and mental health. Parental consanguinity and genetic factors may not be the main causes of the prevalence of mental health problems in Iran, and the effects of environmental factors on these problems may be greater than those of inherited factors.
The conclusion
The study revealed that social dysfunction was very common among SKUMS students and that mental health problems tended not to occur as frequently in children of consanguineous parents compared to children of non-consanguineous parents. These findings suggest that mental health problems may not have a recessive or polygenic inheritance pattern.
What is taken into consideration: Pre-marital examination
One of the important matters is the medical examination of married couples before marriage to determine the impact of marriage on the future of the children and the family in general. Among the requirements for marriage are the contract in Qatar and the examination before marriage, and this is what all the countries of the Gulf Cooperation Council have adopted, and this is what we wish for all Arab and Islamic countries, and with this examination the individual can correct many matters that are difficult to correct after marriage.
The links
Comments