top of page

Al- Hajj page 337 الحج صفحة

  • Dina Eltawila
  • 1 day ago
  • 13 min read

قال تعالي

﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [ الحج: 39]

(كان المسلمون في أول أمرهم ممنوعين من قتال الكفار، مأمورين بالصبر على أذاهم، فلما بلغ أذى المشركين مداه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من "مكة" مهاجرًا إلى "المدينة"، وأصبح للإسلام قوة) أَذِنَ الله للمسلمين في القتال؛ بسبب ما وقع عليهم من الظلم والعدوان، وإن الله تعالى قادر على نصرهم وإذلال عدوِّهم.

إطلالة حول الآية الكريمة

شاءت حكمة الله تبارك وتعالي أن يكون جزء من الإيمان به سبحانه وتعالي أن يكون جزء أصيل من هذا الإيمان (الصبر) صبر علي المكاره - صبر علي طاعة أوامر الله تعالي ورسوله حتي لو ليست علي هوي النفس - الصبر علي لاآواء الحروب والنزاعات المسلحة - صبر علي الضعف أو الإستضعاف - ولكن كما تعلم أن لكل شيء نهاية ، وان الضغط الكثير يولد الإنفجار، وأنت بالتأكيد خبير أن الظروف الصعبة تغير الشخصية سيكولوجيا، فمن تجده مسالم قبل مشاكل عظمي في حياته هو أكبر مقاتل لمن حوله بعد المشاكل العظمي التي تعرض لها ، هكذا .. الله تعالي أذن أخيراً للمسلمين أن ينتصروا لأنفسهم ، فقد سلبت منهم أموالهم كصهيب الرومي ، ومن الصحابة من ترك زوجته المشركة ومنهم من ترك أولاد وراءه مشركين وبيوت يرضونها وتجارة يخشون كسادها والكثير والكثير، ولم ينتصروا لأنفسهم قرابة ثلاثة عشر عاما كاملة ، الآن (أّذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا) والسؤال هنا: وهل لم يعلم الله تعالي - حاش وكلا - أنهم ظلموا لمدة 13 عام كاملة؟ لماذا الله تعالي يسمح بإيذاء المؤمنين به؟ لماذا يتركهم يعانون أشد العناء وليس هذا وحسب بل رسوله صلي الله عليه وسلم، لما كان المؤمنون (الصحابة الكرام) يشتكون إلي رسول الله ما يجدون من مصاعب وآلام وفقد ..الخ كان يتغير وجهه الشريف صلي الله عليه وسلم ويقول لهم


الحديث

عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكعبة، فقلنا أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لنا، ألا تدعو الله لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر له في الأرض، فيُجعل فيها، ثمَّ يُؤتى بالمِنْشَارِ فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين، ويُمشط بأمشاطِ الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّهُ ذلك عن دينه، والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غَنَمِه، ولكنكم تستعجلون». وفي رواية: «هو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، وقد لقينا من المشركين شدة».


الشاهد

إن الصبر وعدم الإنتصاف للنفس جزء أصيل من هذا الدين، وبما أن الإسلام ولد غريبا وأصبح غريباً الآن في كثير كثير من دول العالم، ليس معني انك لا تُضطهد في الإسلام في بلدك الذي تعيش فيه هذا ليس معناه أنه يملأ الأرض شرقها وغربها ، والله تعالي يريد للمسلم أن ينظبط في انفعالاته ولكن ليس للأبد بل إلي حين ، وبعد هو هو سيتغير بتغير الأحداث وينتقل نقلة نوعية في طريقة تفكيره وطريقة أفعاله، ومن تنضبط أفعاله في وسط الإضطهاد بأن لا ينتصر لنفسه، سيكون شخص حكيم في افعاله لاحقاً ، فعند الراحة والهدوء وانصلاح الأحوال والأمن علي النفس وعلي الأقارب يجعل الخطوات خطوات ثابتة نحو هدف اسمي من حظوظ النفس، دفاع عن مقدرات دين ونساء وأطفال كسياج لا احد يخترقه بعد الآن

الآن

وطن نفسك أنك ستبتلي ستبتلي ، سواء بمجاعة - بنزاع مسلح قبلي يدوم لسنوات وسنوات، حرب علي الإسلام، أو أقل تقدير ستبتلي فرديا إنا في عمل أو زوجة أو ولد أو مال أو مرض أو غير ذلك، وستمحص بأنك انضبطت نفسياً ولم تنتصر لنفسك أم لا ؟ ثم بعدها سيسمح لك الله تعالي بالإنتصار لشيء اسمي من نفسك ، فالإسلام لم يأتي ليأخذ كل واحد حقه بيده، وإلا ما فائدة الدين، انت مضطر ان تنظبط بأحكام الدين وإلا تفلت منه بالكلية إذا احببت، هل تصدق القرآن ؟ إذا كنت ممن يصدق القرآن فما علاقتك بهذه الآية


قال تعالي

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)

أخي العزيز

لن تُمكن حتي تبتلي ، ويختبر الله تعالي ما في صدرك، وإلا فقل لي لماذا يعذب الصحابة وانت لا؟ اسمعك تقول: من أجل توصيل الدين لنا، صدقت، ومن سيوصل الإسلام للأجيال التي بعدي وبعدك، لن تذهب لهم علي طبق من الذهب الخالص ، لن تذهب لهم مع البراندات العالمية والأكل الفاخر والتجارة الرابحة والعمل مع المكيفات في مكاتب فاخرة ، لا لا، فالإسلام دين إن لم يأتي علي يد تضحيات لا يكون الإسلام، بل كأنه دين كالأديان الأرضية التي تملأ شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من هذا العالم، الإسلام يأخذ منك أكثر مما يعطيك، والأديان الأخري تعطيك أكثر مما تأخذ منك، والإختيار قرار.


قال تعالي

﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [ الحج: 40]

الذين أُلجئوا إلى الخروج من ديارهم، لا لشيء فعلوه إلا لأنهم أسلموا وقالوا: ربنا الله وحده. ولولا ما شرعه الله من دَفْع الظلم والباطل بالقتال لَهُزِم الحقُّ في كل أمة ولخربت الأرض، وهُدِّمت فيها أماكن العبادة من صوامع الرهبان، وكنائس النصارى، ومعابد اليهود، ومساجد المسلمين التي يصلُّون فيها، ويذكرون اسم الله فيها كثيرًا. ومن اجتهد في نصرة دين الله، فإن الله ناصره على عدوه. إن الله لَقوي لا يغالَب، عزيز لا يرام، قد قهر الخلائق وأخذ بنواصيهم.

إطلالة حول الآية الكريمة

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ

متي كانت آخر مرة أُخرجت من بيتك في سبيل الله؟ ما هذا الكلام: أنا لم اخرج من بيت مطلقا في سبيل الله، أنا لست في بلد بها حرب ، ولا نزاع مسلح .. نعم أصدقك، فهل تعلم حال المسلمين من حولك، سأعطيك نبأ بعضهم وليس كلهم في عجالة سريعة

1 - هجرة مناخ قسرية لملايين من المسلمين .. اسمعك تقول وهل هذا في سبيل الله؟ نعم لأن هناك عدم عدالة مناخية ، تعيش البلدان الغنية في غناها وتستهلك وقود احفوري هائل لتشغيل الكمبيوترات العملاقة التي تغذي الروبوتات وغيرها مما يحتاجون إليه بالفعل ، هذا غير التعدين في البلدان التي نعتبرها فقيرة ولكنها في الأصل غنية بمعادن الأرض ، وانت خبير ان هذين الأمرين فقط (الحفر لإستخراج للوقود الأحفوري + التعدين والحفر في المناجم ) فقط وليس أكثر من مسببات تغير المناخ ومن مسببات انقلاب بلدان رأسها علي عقبها، وأغلبها بلدان فقيرة ظاهريا وأغلبيتها مسلمين، ويضطرون إلي الهجرة إلي بلدان مجاورة وتبدأ المعاناة.

2 - الهجرة القسرية وعمالة الأطفال (أغلبهم من بلدان فقيرة اسلامية) ويعلقون علي الحدود للبلدان الغربية وفي الغالب يجدوا أنفسهم عالقين بسجون كبيرة مفتوحة لمدة سنوات ولربما لم يخرجوا منها إلي أن يبت في امرهم )

3 - بعض البلدان اضطرت بسبب ظروف سياسية أو دينية إلي اللجوء إلي العيش في خيام في عز الثلج والخيام مهترأة للدرجة التي جعلت مفتي جمهوريتهم يسأل العدالة في التعامل معهم (بوسنة وهرسك اليوم وليس أمس )

4 - (8 مجاعات كبري تجتاح الأمة والأمة غارقة في سباتها ) وأغلبها تجتاح العالم الإسلامي إلا مجاعة شمال كوريا

5 - العبيد الذين أصبحوا عبيد بسبب الخطف وأكبر مصدر لهم بلدان إسلامية

6 - الحروب والنزاعات المسلحة التي ينزح اهلها عشرات المرات من بيوتهم الأصلية

هذا للأسف غيض من فيض مما يحدث في الأمة الآن

فإذا لم تخرج من بيتك مطروداً ولا تعلم أترجع إليه أم لا وهو في الأصل بيتك ومملكتك التي انت ملك فيها وعليها ، فاحمد الله ، وناصر إخواتك الذين اخرجوا من بيوتهم ولو بشطر كلمة ولو بشطر تمرة


لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ

هي سنة الحياة، سنة من السنن الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الأزمان أو الأماكن (سنة التدافع) يتدافع الضعيف مع القوي - يتدافع الظالم مع المظلوم - يتدافع الناصرين مع الظالمين، سنة لن تتغير من سنن الله تبارك وتعالي ، ولكن لماذا أراد الله تعالي ذلك، أخي ما اخذ ببساطة يذهب ببساطة، وما أخذ بعد تعب وعناء يُحافظ عليه ، الكثير والكثير من الأمة والحمد لله حافظين لكتاب الله، والقليل منهم هم العاملين به، والأقل منهم من يعمل به عند الأزمات، كل ينحي القرآن جانباً ويعمل بما عوده عليه أبوه ، انظر لكلام الله تبارك وتعالي لم يذكر في كتابه الخاتم للمسلمين وللناس أجمعين المساجد وانتهي الأمر بل ذكر (الصوامع والبيع - بيت لعبادة النصاري - والصلوات ربما من اليهود والمساجد علي رأسها جميعاً، مالهم يارب (يذكر فيها اسم الله كثيرا) ولكنه يذكر بما ليس أفضل لله تعالي فبعضهم ليس دينهم صحيح ويحرفون كلام الله، لا يهم الأهم أن اسم الله يذكر في كل بقعة من الأرض، أيذكر اسم الله ولو بالخطأ أفضل أم يذكر إنسان أو صنم أو حجر أو شمس أو عجل أو غير ذلك مما يعبد الناس، لو لاحظت: أنه لا دقيقة واحدة في هذا العالم إلا ويذكر اسم الله فيها شرقاً وغرباً ، لا دقيقية واحدة، فالتدافع سنة كونية سواء أردت أنت ذلك أم لم ترد، وتذكر أنك مخلوق لتتعامل مع كل تحديات الحياة، وتذكر أن السفينة لم تصنع من أجل أن تستقر في الميناء، بل صنعت من أجل تدافعها مع تيارات الأمواج العالية في البحار، وأنت كذلك ، هذه هي الحياة إن كنت تريد أن تعرفها علي حقيقتها وليست المزينة التي عرفناها في الصغر


وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

الكلمة وحدها (النصر) لها طنين في الأذن، تحب أن تسمعه مرات ومرات ، قل لي متي نصرت الله آخر مرة؟ لا تقول لي أنا ربيت أولادي علي القرآن والسنة، نعم أنت فعلت فعل جليل، ولكنه ليس كل شيء ، أن تنصر الله معناه - استغفر الله أن الله مغلوب - حاش وكلا - ولكن معناه أن الإسلام أو أحد المسلمين مغلوب في دائرتك الخاصة أو التي تليها من الأقارب أو التي تليها من المعارف وانت لم تنصره ، هنا فقط أن تنصر الله ، فالحقيقة أننا لا نربي اولادنا ولكن الله هو الذي يفعل فاللهم ربي لنا أولادنا واصنعهم علي عينك ، أما ان تنصر ضعيف مسلم حتي يقوي ويدافع عن نفسه وتنتشر دائرة الخير أن ينصر هو غيره ، الآن المسلمين ليسوا ضعفاء ، يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما ينصرُ اللهُ هذه الأمةَ بضعيفِها بدعوتِهم وصلاتِهم وإخلاصِهم) هنا وهنا فقط تنتصر أنت علي اعدائك، كيف؟ عندما تنصر من هو أضعف منك، هنا وهنا فقط ينصرك الله ) نصر مغلوب - نصر ضعيف - نصر مستعبد ..هنا بدعوته هو وليس انت، بإخلاصه هو وليس أنت، بصلاته هو ليس صلاتك انت) هكذا أراد الله، نحن أمة (إسلامية: هذا ما ينبغي ان يكون) أن لا يأكل القوي حق الضعيف ورجالها موجودون احياء يأكلون ويشربون، إن الله لقوي عزيز: أي لا غالب له، من الآن فصاعدا، تكلم - ابحث - اعمل شيء لمن هو أضعف منك وتأكد ، فقط تأكد من نصر الله إليك الوشيك


قال تعالي

﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [ الحج: 41]

الذين وعدناهم بنصرنا هم الذين إنْ مكَّنَّاهم في الأرض، واستخلفناهم فيها بإظهارهم على عدوهم، أقاموا الصلاة بأدائها في أوقاتها بحدودها، وأخرجوا زكاة أموالهم إلى أهلها، وأمروا بكل ما أمر الله به مِن حقوقه وحقوق عباده، ونَهَوْا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله. ولله وحده مصير الأمور كلها، والعاقبة للتقوى.

إطلالة حول الآية الكريمة

الذين إن مكناهم

أي احتمالية تمكينك بعد ضعفك واردة جداً، ولكن تذكر لن تُمكن حتي تبتلي


أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة

الحياة صاخبة جداً، وكلها قواطع تقطعك رحلتك الإيمانية مع الله تبارك وتعالي، فهذا تزوج، وهذه خُطبت، وهذا ملك سيارة جديدة، وهذا وذاك واكل فاخر وأماكن رائعة ..الخ كلها هذه قواطع تقط صلتك بالله إن لم تستخدمها في طاعة الله، فتأتي الصلاة (ارحنا بها يا بلال ) فتقع القواطع كلها وتذكرك بمن في يده هذه القواطع التي تلهث أنت ونحن وراءها، فتهدأ النفس ، وترمي الحمول علي صاحب الحمول وتخرج إن أقمت الصلاة حقا ولم تؤدها فقط وانت رامي الحمول علي سجادة الصلاة وكأن لا شأن لك بها ، والوضع لم يتغير علي ارض الواقع ولكنه الواقع أنك كلما اقتربت من الأرض (السجود) نزلت شحناتك الكهربائية السالبة لتأخذ بدلاً منها شحنات كهربائية موجبة مع الدعاء والإخلاص فتخرج ليس كما دخلت، وآتوا الزكاة: الزكاة معناها في اللغة: التطهير، تطهير ماذا؟ لتعلم أن كل مال تمسكه في يدك من كسب حلال فيه شبهة حرام ، إما فوائد بنوك - إما صاحب العمل ليس كل ماله حلال، أو غير ذلك من الأسباب الدنيوية، هذا تطهير لشبهة المال الحرا، ثم تطهير لشح النفس ، فالنفس شحيحة بما تملك وغيرها لا يملكه وكأن لسان حالنا يقول (انطعم من لو يشاء الله أطعمه ) هذا كلام كفار يا أخي، وثالثاً: تطهير لحسد الحاسدسن وبغض الكارهين


وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله شراركم على خياركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم "

لقد سأمت انت ونحن من اننا ندعو وندعو وندعو الله تبارك وتعالي ولا يستجاب لنا، ولسنا خيار البشر ، بل هو طلب مشروع (الدعاء هو العبادة ) هذا الحديث وهذا الجزء من الآية الكريمة يشرح لك لماذا لا يستجيب الله لنا، وهنا بيعة العقبة مع السلمون الأوائل هل تتذكرها؟ وما علاقتي أنا، هل فكرت يوما ما أن تبايع الله ورسوله بنفس بنود هذه البيعة؟ من ضمن شروطها (أن تدعو إلي الله في المنشط والمكره) وما معني هذا ؟ وأنت في كامل قواك الجسدية والنفسية تدعو إلي الله بأريحية - إن كنت مؤمن - ولكن إذا هددت مصالحك، أو قواك النفسية والجسدية ليست علي ما يرام فأنت كاره لأن تدعو إلي الله، فلو فعلت، أنت ممن حققت بيعة رسول الله ، ومن بونود هذه البيعة أيضاً ( في العسر واليسر) أنا في حرب، أنا تحت نزاع مسلح ، أنا في مجاعة، أنا أنا أنا، كلها اعذار ، فقط تذكر (في المنشط والمكره في العسر واليسر )


ولله عاقبة الأمور

ما هي العاقبة؟ هي الجزاء بالخير أو الشر وهي دائماً تأتي في نهاية عملك ، أما عند الله فعاقبة (الخير ) فلن يمر مرور الكرام، أن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتأمر بالمعروف (ما تعارف عليه أهل الصلاح في مكان ما) وتنهي عن المنكر (ما أنكره جماعة الصلاح في مجتمع ما) وتنصر ضعيف إلا ولك عاقبة خير عند الله تبارك وتعالي، متي؟ في نهاية الدوام ،أليس كذلك؟


قال تعالي

﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ﴾ [ الحج: 42]

وإن يكذبك قومك- أيها الرسول- فقد سبقهم في تكذيب رسلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب "مدين" الذين كذبوا شعيبًا، وكذَّب فرعون وقومه موسى، فلم أعاجل هذه الأمم بالعقوبة، بل أمهلتها، ثم أخذتُ كلا منهم بالعذاب، فكيف كان إنكاري عليهم كفرهم وتكذيبهم، وتبديل ما كان بهم مِن نعمة بالعذاب والهلاك؟

إطلالة حول الآية الكريمة

رجع الحديث عن سيد البشر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، أن أمر التكذيب برسالتك، أمر بديهيي، فكل الأمم السابقة كذبت ، وأنت ، نعم أنت يا داعي إلي الله تعالي: هل كُذبت دعوتك، هل اضطهدك الناس؟ هل سخر منك أحدهم؟ هل ادعي عليك بالجنون لأنك تسير عكس التيار؟ هل وهل وهل، إنها سنة الأنبياء والأتقياء والمصلحين في كل زمان ومكان


قال تعالي

﴿ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ﴾ [ الحج: 43]

وإن يكذبك قومك- أيها الرسول- فقد سبقهم في تكذيب رسلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب "مدين" الذين كذبوا شعيبًا، وكذَّب فرعون وقومه موسى، فلم أعاجل هذه الأمم بالعقوبة، بل أمهلتها، ثم أخذتُ كلا منهم بالعذاب، فكيف كان إنكاري عليهم كفرهم وتكذيبهم، وتبديل ما كان بهم مِن نعمة بالعذاب والهلاك؟


قال تعالي

﴿ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾ [ الحج: 44]

وإن يكذبك قومك- أيها الرسول- فقد سبقهم في تكذيب رسلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب "مدين" الذين كذبوا شعيبًا، وكذَّب فرعون وقومه موسى، فلم أعاجل هذه الأمم بالعقوبة، بل أمهلتها، ثم أخذتُ كلا منهم بالعذاب، فكيف كان إنكاري عليهم كفرهم وتكذيبهم، وتبديل ما كان بهم مِن نعمة بالعذاب والهلاك؟

إطلالة حول الآية الكريمة

فأمليت للكافرين: ما معني امليت؟ تأتي من الملئ ، مثل مليء الزجاجة إلي آخرها بالماء ، وماذا بعد الإمتلاء، إنها تخرج من فوهتها مالا تحتاجه ولربما كسرت من كثرة اندفاع الماء بداخلها وهي لا تحتمل المزيد، الكفار الله تبارك وتعالي يعطيهم ويعطيهم ويعطيهم حتي يمتلأوا فخرا واستكبارا وعزا ويتخيلون أن الله راض عنهم بذلك


ثم أخذتهم فكيف كان نكير

بهذه البساطة، الله يأخذهم جميعا وكأنها قبضة يد ، فكيف كان هذا الأمر منكر علي الكفار، نسأل الله السلامة


قال تعالي

﴿ فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ﴾ [ الحج: 45]

فكثيرًا من القرى الظالمة بكفرها أهلكنا أهلها، فديارهم مهدَّمة خَلَتْ مِن سكانها، وآبارها لا يُستقى منها، وقصورها العالية المزخرفة لم تدفع عن أهلها سوء العذاب.

إطلالة حول الآية الكريمة

انظر حولك، قري المسلمون هي المهدمة الآن في الشرق والغرب، هل لازال الله تعالي يرضي عن المسلمين؟ هل لزالنا علي إسلام المحجة البيضاء ليلها كنهارها ؟ هل لا يأكل بعضنا بعضاً عيانا، ولا يأكل الذئب لحم ذئب؟ الله يعلم ولكننا لن نقول كما قالت يهود (نحن ابناء الله واحباؤه) والجواب معروف (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق ...الآية )


قال تعالي

﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [ الحج: 46]

فلم يَسِر المكذبون من قريش في الأرض ليشاهدوا آثار المهلكين، فيتفكروا بعقولهم، فيعتبروا، ويسمعوا أخبارهم سماع تدبُّر فيتعظوا؟ فإن العمى ليس عمى البصر، وإنما العمى المُهْلِك هو عمى البصيرة عن إدراك الحق والاعتبار.

إطلالة حول الآية الكريمة

أفلم يسيروا في الأرض

كثيرا ما تأتي مثل هذا الجزء من الآية الكريمة في القرآن ، لماذا الله تعالي يقول في آية أخري (فامشوا في مناكبها، والمنكب هو العظام التي بين الكتفين) وكأنه سبحانه وتعالي يرد لنا أن نسير في الأرض من المشرق إلي المغرب، إن لم يكن بالجسد فبالعلم كنوع من انواع التعارف، ولكن لماذا؟


لتكون لهم قلوب يعقلون بها

وأنت خبير الآن، اكتشفوا منذ عهد ليس بالطويل أو القصير: أن القلب يتمتع بعصبونات عقليه، يكفيك أن تبحث عن كلمة عقل صغير في القلب وستجد عجب العجاب ، فالله تعالي يحدثك عن الضعفاء ثم تمكينك انت بعد الإبتلاء، وسينصرك إن نصرت الضعفاء ، ثم يأمرك أن تسير بجسدك تارة وبعلمك وفهمك تارة أخري، لا لشيء إلا ليكون لك قلب تعقل به ، هذا غريب، فلماذا لا أعقل بعقلي الأمور، لماذا بالقلب ؟ الله يعلم ولكن التفكير يدعوننا إلي أن: القلب مناط المشاعر، لذا فثق بقراراتك التي تقوم علي القلب ، فهذا تحبه وهذا تكرهه، إن لم يكن لغيرة أو حسد فثق بقراراتك القلبية جداً فهي ليست إلا قرارات مبنية علي تفكير عقلاني له علاقة بالإنفعالات ، هذا من ناحية، أما الأخري: فانت لا تحتاج لعقل لا يعرف إلا 1 + 1 = 2 ، في مقابلتك لأحوال المسلمين في العالم، بل تحتاج إلي قلب مليء بالمشاعر لهذه القلوب الضعيفة التي تعبت من هموم الحياة


أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ

دائماً وأبدا دائرة السمع أكبر من دائرة البصر، إن لم تكن بسبب العمي الإكلينيكي ، فبسبب عدم القدرة علي السفر، ولربما قلت ولكني اسافر كثيرا، ولكن غيرك ليس ليه الوسع، فتقول لكن منصات التواصل الإجتماعي قربت البعيد، أقول لك: إن هناك قري كاملة إلي يومنا هذا لم يدخل الإنترنت لها مطلقا، وهناك من قطعت عنهم الشبكة العنكبوتية عمداً سياسيا مثل علي ما نعتقد كوريا الجنوبية - انترنت ليس عالمي بل محلي - فثق بكلام الله تبارك وتعالي


إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

إظلام العين: معناه عمي البصر

أما إظلام البصيرة في القلب تسمي: العمه بالهاء

والعمي الحقيقي هو عمي القلوب: فتكره الإله وتنكر وجوده (شرك) فتكره فلان حسداًً وبغيا (أمراض قلوب ) تنكر حقيقة لمصالح شخصية ( عمي قلب ) وهكذا ، لماذا القلوب داخل الصدور، وما هي الصدور: هل هي القفص الصدري ومحافظته علي القلب الذي بداخله، هل كما يقول علماء الشرع: الصدر هو: منبع الأسرار، هل تعلم أن هناك تقنيات مثل ( FMRI ) تعرف ما تفكر به في التو واللحظة ، هل تعلم أن هناك تقنية تدعي ( Voice to skull) تكلم عقلك بدون وعي منك ويتحكم من يتحدث معك في جسدك؟ لقد تحكموا في كل شيء تقريباً ، ولكن في حدود علمنا القاصر لم يستطيعوا فك شفرات نبضات القلب ، بل والصدر كله، الذي هو منبع الأسرار ، لذا أنت أمام الله تبارك وتعالي لا جسد ممشوق أو وجه جميل أو ملابس مبهرة أو سلطة جبرية أو غير ذلك، أنت امامه سبحانه وتعالي لا شيء إلا هذا الصدر الذي يحوي القلب ، ثم الوجه، وبعد ذلك انت لا شيء امام الله تبارك وتعالي ، والقلب كما تعلم ما سمي قلب باللغة العربية إلا لسرعة تقلبه من حال إلي حال (انفعالية بالطبع) لذا ثق في الله تعالي إذا قال لك: إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.

Recent Posts

See All
All - Hajj page 341 الحج صفحة

قال تعالي ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا...

 
 
 
Al - Hajj page 339 الحج صفحة

قال تعالي ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [...

 
 
 

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page