Al - Hajj page 339 الحج صفحة
- Dina Eltawila
- 11 hours ago
- 6 min read
قال تعالي
﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ [ الحج: 56]
المُلك والسلطان في هذا اليوم لله وحده، وهو سبحانه يقضي بين المؤمنين والكافرين. فالذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، لهم النعيم الدائم في الجنات. والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وأنكروا آيات القرآن، فأولئك لهم عذاب يخزيهم ويهينهم في جهنم
إطلالة حول الآية الكريمة
تنظر يمين تجد ملوك في الشرق وتنظر يسار تجد ملوك في الغرب، منهم الظالم الذي ظلم شعبه، ومنهم المؤمن بالله وبالحساب فلم يظلم شعبه وساعد الشعوب المنكوبة من حوله بما لا يخل بأمن شعبه المؤتمن عليه، أما يوم القيامة فلا يوجد يمنة ولا يسري فالملك يؤمئذ لله تبارك وتعالي، ويبدأ القضاء بين الناس، فالذين آمنا وعملوا الصالحات في جنات النعيم (قضاء بين الناس ، حكم علي المؤمنين به سبحانه وتعالي ) ولكن ما العمل الذي يستحق جنات النعيم، فنحن اعمالنا قاصرة ومعيبة وربما بها رياء أو حب شهرة أو حب مدح..الخ من مبطلات الأعمال، إن شاء الله يجبر الله تقصيرنا ويجعلنا ممن آمنوا وعملوا الصالحات، من وجهة نظر محدودة: الصبر علي العيش في الدنيا تحت ظروف غير مواتية هي عين العمل الصالح، والله أعلي واعلم.
قال تعالي
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [ الحج: 57]
المُلك والسلطان في هذا اليوم لله وحده، وهو سبحانه يقضي بين المؤمنين والكافرين. فالذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة، لهم النعيم الدائم في الجنات. والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وأنكروا آيات القرآن، فأولئك لهم عذاب يخزيهم ويهينهم في جهنم
إطلالة حول الآية الكريمة
هذا حكم من الله آخر عندما أصبح القضاء في يده وحده يوم القيامة ، فهم عندهم كفر مركب ، كفر مرة وتكذيب في كل مرة يأتيهم آية من آيات الله، وما هي آيات الله؟ في كل يوم يكتشف العلماء بحث جديد ويكون له علاقة بالقرآن أو ما وصي به رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي علوم كلها حديثة لم تكن علي عهد رسول الله لو كان هو نفسه صلي الله عليه وسلم عبقري ، أو استحدث القرآن من عنده - حاش وكلا - في كل مرة أيها الكافر تصلك معلومة تفهمها وتعيها وترفضها وكأنك لم تسمع شيء لا تلومن يوم القيامة إلا نفسك، فأنت كفرت وكذبت فماذا تنتظر؟
قال تعالي
﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [ الحج: 58] لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ [ الحج: 59]
والذين خرجوا من ديارهم طلبًا لرضا الله، ونصرة لدينه، من قُتل منهم وهو يجاهد الكفار، ومن مات منهم مِن غير قتال، لَيرزقَنَّهم الله الجنة ونعيمها الذي لا ينقطع ولا يزول، وإن الله سبحانه وتعالى لهو خير الرازقين، ليُدخلنَّهم الله المُدْخل الذي يحبونه وهو الجنة. وإن الله لَعليم بمن يخرج في سبيله، ومن يخرج طلبًا للدنيا، حليم عمن عصاه، فلا يعاجلهم بالعقوبة
إطلالة حول الآية الكريمة
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا
هذا ايام رسول الله صلي الله عليه وسلم من حاول الهجرة فمات في الطريق أو مات قبل أن يهاجر مع نية مسبقة للهجرة ثم قتل، فهو علي نيته (أي نية الهجرة) فقد وقع أجره علي الله، ولماذا بدأ الله تعالي بالقتل قبل الموت؟ لأنه الأكثر في آخر الزمان، ولربما لأن الهجرة ليست حقيبة سفر نجمع فيها الأشياء الهامة وغير الضرورية نخزنها لحين العودة، لا، بل الهجرة حقيبة مليئة بمقتطفات تحمل في كل قطعة منها ذكري غالية لسنين طويلة ولربما لا نرجع لها مرة اخري، اي ما كان هؤلاء الناس الذين هاجروا غصب عنهم من بلدهم والشرط متحقق (في سبيل الله) ثم قتلوا أو ماتوا
لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا
الجنة وما فيها ، وإن من يموت تعرض عليه مقعده من جنة أو نار صباحا ومساءا ، فرائحة الجنة قد هلت، ولكننا احببنا الدنيا بكل تفاصيلها يارب ، والله يحب الآخرة بكل تفاصيلها وهي خير وابقي ، حاول يا من هاجرت ان تحب الآخرة كما احببت الدنيا
وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
نعلم ربي
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ
مُدخل لا يرضاه هو لهم سبحانه وتعالي، لا بل بدلاً من ذلك (مدخلاً يرضونه هم لأنفسهم) وانت خبير أن الرضا في لغة العرب: اشد انواع الحب بل هو كمال الحب ، فأنت تحب اولادك كلهم، لكنك تقول للمفضل عندك، قلبي وعقلي عليك راض
وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ
عليم بما مررت به من هجرة وترك بيتك المنمق الجميل ، وترك ذكرياتك واخذ حقيبة وانت تجري خوفا من بطش ، حليم سبحانه: لن يعاقبك بظنك السيء فيه تحت ظلمات اليأس والظُلمات التي احاطت بك
قال تعالي
﴿ ۞ ذَٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [ الحج: 60]
ذلك الأمر الذي قصصنا عليك من إدخال المهاجرين الجنة، ومن اعتُدِي عليه وظُلم فقد أُذِن له أن يقابل الجاني بمثل فعلته، ولا حرج عليه، فإذا عاد الجاني إلى إيذائه وبغى، فإن الله ينصر المظلوم المعتدى عليه؛ إذ لا يجوز أن يُعْتَدى عليه بسبب انتصافه لنفسه. إن الله لعفوٌ غفور، يعفو عن المذنبين فلا يعاجلهم بالعقوبة، ويغفر ذنوبهم.
إطلالة حول الآية الكريمة
أوقات تذهب لتأخذ حقك ممن اغتصبه منك عنوة ، وتستطيع ان تفعل وفعلت، لكنه رجع فبغي عليك والبغي: الزيادة عن الحد، فبغي وطغي عليك ، هنا ليس امامك إلا العلي الكبير ففي سورة النساء عندما يؤدب الرجل زوجته بك أنواع التأديب التدريجي وهي طاعت امره ثم بغي عليها يختم الله تعالي الكريمة بأنه العلي الكبير، لماذا؟ لأن في هذه الحالة الزوج علا علي المرأة وعلي اقاربها الذين يحاولون ان يقفوا في ظهرها ولم يبق فوق هذا الزوج المتكبر إلا العلي الأعلي ، هنا نفس الموضوع من بغي عليك وانت تحاول أن تسترد حقك ليس فوق هذذا الباغي غير الله فلتعلم (لينصرنك الله ) إن الله لعفو عن محاولاتك لإرضاء نفسك باخذ حقك ، غفور لتقصيرك وسوء ادبك احيانا.
قال تعالي
﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [ الحج: 61]
ذلك الذي شرع لكم تلك الأحكام العادلة هو الحق، وهو القادر على ما يشاء، ومِن قدرته أنه يدخل ما ينقص من ساعات الليل في ساعات النهار، ويدخل ما انتقص من ساعات النهار في ساعات الليل، وأن الله سميع لكل صوت، بصير بكل فعل، لا يخفى عليه شيء
إطلالة حول الآية الكريمة
هذه آية من الآيات التي يكذب بها الكفار، فتخيل مجرد تخيل أن دخول الليل في النهار كل يوم مرتين مرة في الصباح ومرة في المساء يحدث ضجيج ما بعده ضجيج هذا علي سبيل المثال لا الحصر لاستحالت الحياة، إذن تخيل أنه ليس تدريجيي ماذا يحدث لك (صدمة ) وماذا يحدث للنبات (صدمة ) وللحيوان والطير وغيرها، ايضا هذا علي سبيل المثال لا الحصر
قال تعالي
﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[ الحج: 62]
ذلك بأن الله هو الإله الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وأن ما يعبده المشركون من دونه من الأصنام والأنداد هو الباطل الذي لا ينفع ولا يضرُّ، وأن الله هو العليُّ على خلقه ذاتًا وقدرًا وقهرًا، المتعالي عن الأشباه والأنداد، الكبير في ذاته وأسمائه فهو أكبر من كلِّ شيء.
قال تعالي
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ۗ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾[ الحج: 63]
ألم ترَ- أيها النبي- أن الله أنزل من السماء مطرًا، فتصبح الأرض مخضرة بما ينبت فيها من النبات؟ إن الله لطيف بعباده باستخراج النبات من الأرض بذلك الماء، خبير بمصالحهم
إطلالة حول الآية الكريمة
مشهد مؤثر جداً لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد، هل تحب مشاهد الحيوانات العالقة في شبك وهم يخلصونها من الآفات العالقة علي جسدها ويزيلوا الشباك ويعيدوا لها الحياة، إن أحببت ذلك فأنت لازلت إنسان، فمن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا، أليس هذا من صميم ديننا النظري ؟ أصبحت الأرض مخضرة الآن علي مد البصر، أتراها؟ فلتتذكر أن الله لطيف خبير، وما معني هذا؟ اللطيف هو الذي يدخل الليل في النهار بالتدريج، اللطيف هو من يخرجك من أزمتك ليدخلك في بحبوحة من العيش دون سابق إنذار يقال في المثل العربي: تبات نار تصبح رماد، ستخضر حياتك من جديد ، ثق في اللطيف ، الخبير بما يدور في نفسك الآن، ولا تقول انتهيت، أو انتهت قصتي فقانون الجذب سيعمل معك، لذا ثق في اللطيف وردد دائماً (يا لطيف الألطاف الطف بنا فيما جرت به المقادير ) يا خبير بما تحويه نفوسنا سامح واغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم
قال تعالي
﴿ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [ الحج: 64]
لله سبحانه وتعالى ما في السموات والأرض خلقًا وملكًا وعبودية، كلٌّ محتاج إلى تدبيره وإفضاله. إن الله لهو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء، المحمود في كل حال
留言