قال تعالي
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوٓاْ إِنَّا مُهۡلِكُوٓاْ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِۖ إِنَّ أَهۡلَهَا كَانُواْ ظَٰلِمِينَ (31)قال رسل الله لإبراهيم: سنهلك أهل هذه القرية قرية سدوم، وهي قرية قوم لوط، (إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ) يقول: ظلم أهلها أنفسهم؛ بمعصية الله وتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس قوله: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبَشَرِ...) إلى قوله: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا. قال: فحاج إبراهيم الملائكة في قوم لوط أن يخرجوهم، قال: قال: أرأيتم لو كان فيها عشرة بيوت من المسلمين أكنتم تخرجونهم؟ قالت الملائكة: ما فيها عشرة بيوت ولا خمسة ولا أربعة ولا ثلاثة ولا اثنان. قال: فحزن على لوط وأهله، قال: (إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنْجِيَهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتُهُ) كانت من الغابرين. ذلك قوله: يحاجنا في قوم لوط. * إن إبراهيم لحليم أواه منيب. فقالت الملائكة: فأرسل الله إليهم جبريل عليه السلام، فنسف المدينة ومن فيها بأحد جناحيه، فجعل أعلاها أسفلها، وأتبعهم بالحجارة في كل أرض.
نظرة حول الآية
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ
ولما جاءت (رسلنا) الملائكة الكرام، نؤمن بهم ولم نراهم ولسنا صحابة من الممكن أن نراهم في حياتنا وقبل الموت، لكننا نؤمن بهم وبوجودهم فمن حسن إسلام المسلم (الإيمان بالغيب) ، جاءوا بالبشري؟ متي تكون البُشري بُشري؟ البُشري تأتي في حالة اليأس - في حالة الضعف ، في حالة لا تتوقع فيها أن تأتيك خبر سار يفرحك ويخرجك من حال إلي حال أفضل وأكمل مما أنت عليه، وانظر حولك ستجد هذا متحقق عند أهل الحروب مثلا كجماعات تريد أن تسمع البشري، إلي العبيد إلي نهاية المحنة الشخصية، كلها بشريات نتمني مرارا وتكرارا أن نصاب بها في هذه الحياة، وانت أنت: هل أنت في محنة؟ جماعية أم فردية؟ هل جاء أحدهم بالبشري لك كما قميص يوسف؟ سوف تأتي البشري سوف تأتي علي الأقل مرة في حياتك، ليس المهم تأتي علي يد من، الأهم أنها ستأتيك في أشد مراحل اليأس للخروج من الأزمة.
قَالُوٓاْ إِنَّا مُهۡلِكُوٓاْ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِۖ إِنَّ أَهۡلَهَا كَانُواْ ظَٰلِمِينَ (31)
هل من الممكن أن يأتي البشير بالإنذار لقوم وفي نفس الوقت بشارة لآخرين؟ نعم هذا ما فعلته الملائكة وفي نفس اللحظة، لذا يقال في الدين: إنه أول لحظات فرح المظلوم هي أول بداية نهايات الظالم وغمه بما فعل في المظلوم، ماذا قالوا إذن لإبراهيم عليه السلام؟ قالوا له إنهم سيهلكون قرية لوط - عليه السلام - وقبل أن يسأل سيدنا ابراهيم عليه السلام لماذا؟ فكان الجواب حاضر (إن أهلها كانوا ظالمين)
علم نفس البُشري
الأخبار الجيدة والسيئة والتأثير
عندما ننقل أو نستقبل أخبارًا سيئة وجيدة، فإن ذلك يعطل مؤقتًا المشاركة في عالم اجتماعي نأخذ معالمه وسماته عادةً على أنها أمر مسلم به. جنبًا إلى جنب مع هذا الاضطراب، قد يتم استحضار وإظهار مشاعر قوية إلى حد ما.
قال تعالي
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ (32)قال إن فيها لوطاً قالوا قد نعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الباقين (32)
إنا مهلكو أهل هذه القرية ظلم أهلها ولم يستثنوا منهم أحداً كما وصفوهم بالظالمين: (إن فيها لوطاً) وهو ليس من الظالمين بل هو من رسل الله والناس الذين آمنوا به وأطاعوه قالت له الرسل: (نحن أعلم بمن فيها) من الظالمين الكافرين بالله منك وليس لوط منهم. بل هو كما قلت من أولياء الله (لننجيه وأهله) من الهلاك الذي يصيب أهل قريته (إلا امرأته كانت من الخلائق) التي أحييتها العصور والأيام، وطال عمرها وأعمارها، فهلكت من قوم لوط مع قومها.
نظرة حول الآية
الشفقة - الرحمة - الحب الذي يملأ القلب، تجاه ناس لم تري منهم إلا الشر في حياتك وحياة أحبابك ، هذا ما فعله ابراهيم - عليه السلام، هو يعلم أن القرية ظالمة، لكن لي فيها أحباب يا الله ؟ فيها لوط، ولم يقل أهل لوط ، لأن زوجته كانت فاسدة مثل قومه، بل هي من كانت تدل قومه علي ضيوفه ، فهلكت مع الهالكين، والسؤال هنا: إذا كان نبي الله ابراهيم عليه السلام: من أولي العزم من الرسل ؟ واذلي وقف أمام مدعي الإلوهية وبهذه الشخصية الجبارة، يشعر بالشفقة علي اقاربه ؟ ونحن مأمورين أن نتبع ملة ابينا ابراهيم حنيفا ولم يكن من المشركين، من اين أتينا بالقسوة وبالدعاء علي اولادنا بالموت لمجرد أنهم غير طائعين لله، القسوة محل كل مغشوش الإيمان، والرحمة والشفقة محل كل قلب مؤمن قريب من الله تبارك وتعالي وأذكرك بقوله تعالي ( إقَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) ادعي لأبناءك العاصين بدلاً من الدعاء عليهم.
قال تعالي
وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ (33)نظرة حول الآية الكريمة
جاءت الملائكة للوط - عليه السلام - لتبشره بالخير، ولكنه ضاق ذرعاً به خوفاً من قومه أن يأتوا إليه ليأخذوا أضيافه (الملائكة) وقد جاءو في صورة رجال حسان، الشاهد: قد يأتيك أحدهم بالخير وأنت نظرتك ضيقة للصورة الكلية ، الصبر مفتاح الفرج، ربما مالم تفهمه اليوم بسبب قلة المعرفة ، بعد بضعة دقائق أو شهور أو حتي سنين يأتيك خبره، فكما يقال: كلما اتسعت معارفك قلت دائرة إنكارك.
وقالوا له لا تخف ولا تحزن
الخوف في الغالب يكون من مستقبل مجهول، أما الحزن: فهو للمفقود ، وفي الغالب إما في حاضر مؤلم أو ماضي انتهت صفحته وتركت الدماء علي القلب كأثر لا يمحي ، لكنه سيمحي وفي الحياة عوض، وفي الناس أخيار، هكذا علمتنا الحياة، أنت جزء من حياة بعضهم وهم ايضا، لا الوقت ولا النصيب بيد إنسان، ربما ندخل في حياة بعضهم أو يدخلوا في حياتنا لدرس إما جيد أو مؤلم يؤلمك حد التعلم، انتهت قصة لوط مع قومه، انتهت معاناة البشارة والنذارة، انتهت ولكنها ربما تركت آثار دامية في قلب لوط وهو يهاجر إلي بلد آخر، وترك كل ذكرياته مع جدران لم تصن العشرة الطيبة.
إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ
أتت البشارة بعد الضيق بالنجاة هو وأهله، إلا امرأته، حيث لا محاباة في الأديان التوحيدية، من يعمل الخير له الخير في الدنيا قبل الآخرة، لابد أن يراه وإن تأخر والعكس بالعكس صحيح.
قال تعالي
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ (34)أصل الرجز: مرض يصيب الإبل فيرتجف فخذها عند الوقوف.
نظرة حول الآية
القرية كلها نزل عليها رجز من السماء، والسماء حينما تغضب لا تسأل عن الأسباب المادية لهذا الأمر، ولا تقول إنها أعجوبة وحدثت في الزمن الغابر والسماء نسيت الأرض بمن عليها الآن، لا تشك في قدرة الله تعالي ، لا تشك في وعوده، فإن الرجز ينزل كل فترة بأشكال متعددة تفسد حياة الفاسدين، فما توسنامي اندونيسيا (قرية أثرياء العالم) كانوا يجتمعون فيا للسياحة، وبقوا أثر بعد عين، إلا رجز مع مطر السماء الذي اختلط بماء البحر فأصبح تسونامي، وما الحجارة التي نزلت في صقلية في ايطاليا ببعيد ، أما السمك والضفادع التي تمطرها السماء بسبب فعل التسونامي أيضا ليست ببعيد
قال تعالي
وَلَقَد تَّرَكۡنَا مِنۡهَآ ءَايَةَۢ بَيِّنَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (35)ولقد تركنا منه مثلا مبينا وموعظة غليظة لقوم يفقهون حجج الله ويتفكرون في مواعظه وتلك الآية الواضحة عندي عفو آثارهم واعتبار معالمهم أولئك هم الحجارة التي أمطرت عليهم
نظرة حول الآية
علامة واضحة كأثر بعد عين، لماذا (لقوم يعقلون) وما العقل إذن؟ العقل هو:
إدراك الأشياء على حقيقتها بالجملة ، ومظهره التمييز بين الخير . والشر ، والحق والباطل ، والحسن والقبح أو نحو ذلك
أي باختصار: إدراك حقائق الأشياء، ولكل شيء حقيقة مخفية في طيات مظهر براق ، إما لخير أو لشر، لا يصل لحقيقة وجوهر الشيء ويترك المظهر إلا كل صاحب عقل، لذلك: يقال لك: لا تنخدع بالمظاهر، ويقال لك: لا تندهش بما في يد أحدهم أو تكتنولوجيا جديدة: حتي لا يقال عنك أنك قروي ساذج، وحتي لا تصاب بالصدمة الحضارية التي وصل إليها احدهم، ففي المقابر يعم الهدوء ولا نعلم هل ينعمون حقا أم يعذبون نسأل الله السلامة وقت الرحيل.
قال تعالي
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (36)يقول الله تعالى: وأرسلت إلى مدين أخاهم شعيباً فقال لهم: (يا قوم اعبدوا الله) وحده، وأسلموا له خضوعاً، وأسلموا له عبادة، (وارجوا اليوم الآخر) يقول: وارجو ثواب اليوم الآخر بعبادتي، وذلك يوم القيامة، يقول: ولا تكثروا من معصية الله في الأرض ولا تظلوا فيها وتوبوا إلى الله منها ثم توبوا.
نظرة حول الآية
عَثَّنَ فلانٌ عليهم بالفسادِ: أثارَهُ
قوم مدين: قوم جدد تتجدد معهم قصة من قصص القرآن، وقصص الحياة المتجددة في أمة محمد، سابقا قلنا إن الأمة المحمدية لأنها آخر الأمم كرسالة سماوية لابد أن يكون فيها كل أنواع الفساد المقدم في تاريخ الأمم، وكما بدأت الأرض بعدما بُعدت عن الفطرة بعد موت آدم وقبل نزول نبي بعده ، عاش الناس في فساد حتي أتاهم أول نبي - علي ما نعتقد هو شيث - عليه السلام - أيما ما كانشعيب كان أخاً صادق صدوق لأهل مدين، وطلب منهم طلبات غير شخصية غير فئوية، طلب عبادة الله وحده ( كعادة انبياء السماء) والإيمان باليوم الآخر، وعدم العثو في الأرض فساد ، وكما قرأت من العث: ومعناه إثارة الشيء من أصله وأصل مكانه، فكأن قوم شعيب لم يتركوا الفساد في مكان إلا أثاروا غباره حتي ينتشر بسرعة ، بالطبع الله أعلي واعلم .
قال تعالي
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ (37)نظرة حول الآية
لاحظ الثلاثة كلمات الأول في الآية تبدأ بحرف الفاء والتي تعني في اللغة العربية ( السرعة) (فكذبوه - فأخذتهم، فأصبحوا) وهي دلالات سريعة الحركة وربما كانت بطيئة الأثر علي أرض الواقع ، لا تستعجل لمشكلتك أن تحل بسرعة كسرعة قراءتك للآيات الكريمات، فالحياة قائمة علي الصبر، ومن لم يصبر لا ينل ، الأهم: بعد رحلة قصرت أم طالت، فالأعمار من شعيب - عليه السلام - أو ربما من قبله لم تصبح مثل نوح عليه السلام مثلاً، يعيش 1000 سنة أو اقل 50 عاما، بل أقل من ذلك ، فمهما كانت الأمور تسير ببطء في عينك فهي علامة ضعف إيمان، وكلنا هذا الشخص، ولكن لماذا لا ننظر اليها علي حقيقتها أنها تسير في وقت مرتب من السماء إلي الأرض في لوح محفوظ منذ خلق الله الأرض ومن عليها؟ الحقيقة أن الله تعالي يقول في محكم كتابه ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) إذن بهذه الحسبة إذا كنت ستيني العمر، ربما أنت الآن مجرد دقيقة ونصف في نظر الله تعالي، ولذا يقول علي لسان القرآن بعض الناس يوم القيامة عندما يسألون كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ) أي أصحاب الياقات البيضاء من علماء الإحصاء ، فتخيل أن كل المعاناة التي عانيتها هي في نظر الله مجرد جناح بعوضة، وما ذنبي أنا؟ لابد أن نقارن عمرنا بعمر تاريخ الإنسانية من أولها إلي نهايتها، قصيرة بل قصيرة جداً أليس كذلك؟ هنا في كوكب الأرض الحياة في اليوم 24 ساعة، وفي المريخ 25 ساعة، وفي كوكب الزهرة حسب علمنا المحدود اليوم = 36 ساعة، تخيل نفسك تعيش علي كوكب الزهرة الذين يحاولون مرارا وتكرارا أن يستعمروه الآن، بعدما نجحوا في انشاء مستعمرات في المريخ ، هل تتخيل لو أنك تعيش هناك لسبب أو آخر، وتتحدث مع عزيز عليك في كوكب الأرض، كيف تضبط الأوقات لتلتقوا بضع ثواني عبر شاشات ، إن الحياة بها ما لا عين رأت ولكن أذن سمعت، فما بالك بجنة الخلد التي تنتظر الصابرين علي وقت هين لين؟
قال تعالي
وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ (38)نظرة حول الآية
1- عاد وثمود كانا أصحاب حضارة عظيمة لا مثيل لها في عصرهما، وربما كانت الحضارة الصينية أو الهندية أو البابلية في العراق موجودة في نفس الوقت، ولكن الله تعالى اختار عاد وثمود من بين مجموعة الحضارات ليذكرهما كمثال، مبيناً عظمة حضارتهما بين الأمم في هذا الوقت من التاريخ.
2- هل الأعمال زينة؟ نعلم أن أصل الأشياء ليس فيه زينة، فنحن من نزين العروس ونزين البيت بعد أن كان على الطوب الأحمر... إلخ، فهل العمل الذي نقوم به زينة؟ يبدو أن العمل له أصل، والزينة الخارجية بعيدة كل البعد عن أصل العمل. نعوذ بالله من أن الأصل ليس جيداً ومغلفاً بورق زخرفي ملون، كالطبيب الذي يغلق الجرح وهو غير نظيف.
3- سبب هذا الزخرف (الصد عن سبيل الله)
4- وكانوا مستبصرين: تعلمون أن من قواعد اللغة العربية أن كل ما زاد في المبني زاد في المعنى، فكلمة (مستبصر) ليست (مبصر) وإنما هي إضافة إلى علامة (الاستبصار) وهي دلالة على العلم والفهم والفقه، وهذا ما فيها من التوبيخ، لأن الله - تعالى - يقول في موضع آخر من القرآن: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وهو صاحب فطرة سليمة يعلم أنه لا يمكن الاستواء بينهما بحال من الأحوال، فالعقوبة مضاعفة - حفظكم الله وإيانا بفضله لا بعدله.
Allah says
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوٓاْ إِنَّا مُهۡلِكُوٓاْ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِۖ إِنَّ أَهۡلَهَا كَانُواْ ظَٰلِمِينَ (31)And when Our messengers came to Abraham with the good news, they said, “Indeed, we will destroy the people of this town. Indeed, its people have been wrongdoers.” (31)God’s messengers said to Abraham: We will destroy the people of this town, the town of Sodom, which is the town of Lot’s people, (Indeed, its people were unjust) He says: Its people were unjust to themselves; By disobeying God and denying the Messenger of God, may God bless him and grant him peace, On the authority of Ibn Abbas, his saying: (And when Our messengers came to Abraham with the good news...) Until his saying: We know best who is in it. He said: So Abraham argued with the angels about Lot’s people to leave them, He said: He said, “What do you think if there were ten homes from Muslims in it, would you leave them out? The angels said: There are not ten houses in it, nor five, nor four, nor three, nor two. He said: He felt sad for Lot and his family, He said: “Indeed, therein is Lot.” They said, “We know best who is in it. We will certainly save him and his family, except his wife. She was among those who left behind.” That is his saying: He disputes with us about the people of Lot. * Indeed, Abraham is forbearing, weak and repentant. Then the angels said: So God sent Gabriel, may God bless him and grant him peace, to them, and he blew up the city and everything in it with one of his wings, making its highest part its lowest part, and pursued them with stones in every land.
A look at the verse
And when Our messengers came to Abraham with good tidings
And when Our messengers came, the honorable angels, we believe in them and we did not see them and we are not companions who may see them in our lives and before death, but we believe in them and their existence, so from the goodness of a Muslim’s Islam (belief in the unseen), they came with good tidings? When is good tidings is a good tidings? Good tidings come in a state of despair - in a state of weakness, in a state where you do not expect to receive good news that will make you happy and take you from one state to a better and more complete one than the one you are in, and look around you and you will find this realized among the people of wars, for example, as groups that want to hear good tidings, to slaves until the end of personal ordeal, all of which are good tidings that we wish repeatedly to be afflicted with in this life, and you: Are you in an ordeal? Collective or individual? Did someone bring you good tidings like Joseph’s shirt? Good news will come at least once in your life, it doesn't matter who it comes from, what matters is that it will come to you at the most desperate stages of getting out of the crisis.
They said, "Indeed, we will destroy the people of this city. Indeed, its people were wrongdoers." (31)
Is it possible for the bearer of good news to come with a warning to a another people and at the same time give good news to others? Yes, this is what the angels did at the same moment, so it is said in the religion: The first moments of joy of the oppressed are the first beginning of the end of the oppressor and his grief for what he did to the oppressed. What did they say to Abraham, peace be upon him? They told him that they would destroy the village of Lot, peace be upon him, and before our master Abraham, peace be upon him, asked why? The answer was present (its people were wrongdoers)
The Psychology of the tiding
Good and Bad News and Affect
When we convey or receive bad and good news, it temporarily disrupts participation in a social world whose features and characteristics we normally take for granted. Along with this disruption, quite strong emotions may be evoked and expressed.
Allah says
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ (32)He said, “Indeed therein is Lot.” They said, “We know with whoever is in it, We will certainly save him and his family, except his wife, who will be among those remaining (32)Indeed, we will destroy the people of this town. Its people were unjust, and they did not exclude anyone from them, as they described them as unjust: (Indeed, therein is Lot), and he is not one of the unjust, rather he is one of God’s messengers, And the people who believe in Him and obey Him. The messengers said to him: (We know better who is in it) than the oppressors who disbelieve in God than you, and Lot is not one of them. Rather, he is, as you said, one of God’s guardians, (We will certainly save him and his family) from the destruction that is befalling the people of his town (except his wife, she was of those who passed away) whom the ages and days have preserved, and whose lives and lives have been prolonged, and she is perished from among the people of Lot along with her people.
A look at the verse
The compassion - the mercy - the love that fills the heart, towards people from whom you have seen nothing but evil in your life and the lives of your loved ones from them, this is what Abraham - peace be upon him - did, he knows that the village is unjust, but I have loved ones in it, O Lord? In it is Lot, and he did not say the people of Lot, because his wife was corrupt like his people, but she was the one who guided his people to his guests, so she perished with the perishing, and the question here is: If the Prophet of God Abraham - peace be upon him: Who are the resolute messengers? And when he stood before the claimant of divinity and this mighty personality, did he feel compassion for his relatives? and we are commanded to follow the religion of our father Abraham, who was a monotheist and was not among the polytheists. Where did we get this cruelty and the supplication for the death of our children just because they are disobedient to God? Cruelty is the place of every deceived faith, and mercy and compassion are the place of every believing heart close to God Almighty. I remind you of His Almighty saying: (They said, "Indeed, we were before, toward our families, commpassionate." (26) But God was gracious to us and saved us from the punishment of the scorching wind. (27) Indeed, we used to call upon Him before. Indeed, it is He who is the Kind, the Merciful.") Pray for your disobedient children instead of supplicating against them.
Allah says
وَلَمَّآ أَن جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطٗا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعٗاۖ وَقَالُواْ لَا تَخَفۡ وَلَا تَحۡزَنۡ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهۡلَكَ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ (33)And when Our messengers came to Lot, He was displeased and distressed, And they said, “Do not be afraid, and do not be sad. Indeed, we will rescue you and your family, except your wife. She was of those who is remaining (33)A look at the noble verse
The angels came to Lot - peace be upon him - to give him good news, but he was fed up with it for fear that his people would come to him to take his guests (the angels) and they came in the form of handsome men. The witness: One of them may come to you with good news and you have a narrow view of the whole picture. Patience is the key to relief. Perhaps what you did not understand today due to lack of knowledge, after a few minutes or months or even years, you will receive news of it. As it is said: The more your knowledge expands, the less your circle of denial decreases.
They said to him, "Do not be afraid or sad
Fear is mostly for an unknown future, while sadness is for the lost, and is mostly either in a painful present or a past whose page has ended and left blood on the heart as an indelible mark, but it will be erased. In life there is compensation, and among people there are good people. This is what life has taught us. You are part of some of their lives and you are also part of them. Neither time nor fate is in the hands of a person. Perhaps we enter the lives of some of them or they enter our lives for a lesson that is either good or painful and hurts you to the point of learning. The story of Lot with his people ended, the suffering of the good news and the warning ended, it ended but perhaps it left bloody traces in Lot's heart as he immigrated to another country, and left all his memories with walls that did not protect the good company.
Indeed, We will save you and your family, except for your wife; she will be among those who remain behind. (33)
The good news came after the distress of salvation for him and his family, except for his wife, as there is no favoritism in monotheistic religions. Whoever does good will have good in this world before the Hereafter. He must see it even if it is delayed and vice versa is true.
Allah says
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ (34)We will descend upon the people of this town a severe punishment, from the sky because they were defiantly disobedient (34)The origin of rajas: a disease that affects camels, causing their thighs to tremble when they stand up.
A look at the verse
The whole village was struck by a scourge from the sky, and if the sky gets angry, Don't ask about the material reasons for this matter, nor does it say that it is a miracle and happened in ancient times and the sky forgot the earth and those on it now, do not doubt the power of God Almighty, do not doubt His promises, for the scourge descends every period in various forms that spoil the lives of the corrupt, so the tsunami (the village which contain the world's rich) was what they used to gather in for tourism, and they remained a trace after the eye, and a scourge with the rain from the sky that mixed with the sea water and became a tsunami, and the stones that fell in Sicily in Italy are not far away, as for the fish and frogs that the sky rains them due to the action of the tsunami, they are also not far away
Allah says
وَلَقَد تَّرَكۡنَا مِنۡهَآ ءَايَةَۢ بَيِّنَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (35)And We have left from it a clear sign for your people to understand. (35)A clear example and a solemn sermon, (for a people who understand) His arguments about God, and reflect on His sermons, and that clear sign to me is the pardon of their traces, and the lessons of their landmarks. they are the stones that rained down upon them.
A look at the verse
A clear sign as a trace after an eye, why (for a people who has reason) and what is the mind then? The mind is:
The perceiving things as they really are in general, and its appearance is distinguishing between good and evil, truth and falsehood, beauty and ugliness or the like
In short: Perceiving the truths of things, and everything has a hidden truth in the folds of a shiny appearance, either for good or for evil, only every person has reason can reach the truth and essence of the thing and leave the appearance, therefore: you are told: do not be deceived by appearances, and you are told: do not be amazed by what someone has in their hand or a new technology: so that it is not said about you that you are a naive villager, and so that you do not suffer from the civilizational shock that someone has reached, for in the graves there is calm and we do not know whether they are truly enjoying themselves or being tormented. We ask God for safety at the time of departure.
Allah says
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (36)And to the Madian of their brother Shuaib, So he said, “O your people, worship Allah and hope for the Last Day, and do not spread corruption in the land, spreading corruption.” (36)God Almighty says: And I sent to Midian their brother Shuaib, and he said to them: (O my people, worship God) alone, and submit to Him in obedience, and submit to Him in worship, (And hope for the Last Day) He says: and hope for the reward of the Last Day by your worship of Me, and that is the Day of Resurrection, He says: And do not multiply disobedience to God on earth, and do not remain on it, but repent to God from it and repent.
A look at the verse
Al 3th: So-and-so stirred up corruption among them: he stirred it up
The people of Madyan: a new people with whom a story from the stories of the Qur’an is renewed, and the stories of the renewed life in the nation of Muhammad. We previously said that the nation of Muhammad, because it is the last of the nations as a heavenly message, must have all kinds of corruption presented in the history of nations. Just as the earth began after it had departed from the natural disposition after the death of Adam PBUH and before the descent of a prophet after him, people lived in corruption until the first prophet came to them - as we believe, he was Seth - peace be upon him - whatever Shu’ayb was, he was a sincere and honest brother to His people of Madyan, and he asked them for non-personal, non-sectarian requests. He asked them to worship God alone (as is the custom of the prophets of heaven) and to believe in the Last Day, and not to stir up corruption on the earth. As you read from the word “a’th”: its meaning is to stir up something from its origin and its original place, so it is as if the people of Shu’ayb did not leave corruption in any place except that they stirred up its dust until it spread quickly. Of course, God is Most High and All-Knowing.
Allah says
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ (37)So they denied him, and the tremor seized them, and they became crouching in their homes. (37)A look at the verse
Note that the first three words in the verse begin with the letter Fa, which means in Arabic (speed) (So they denied him - So I seized them, so they became) and they are indications of fast movement and perhaps their effect was slow on the ground. Do not rush for your problem to be solved quickly as quickly as you read the noble verses, because life is based on the patience, and whoever is not patient will not attain. The most important thing: after a journey, whether short or long, the lifespans of Shu`ayb - peace be upon him - or perhaps those before him did not become like Noah, peace be upon him, for example, who lived 1000 years or less than 50 years as Nouh PBUH but less than that. So, no matter how slowly things are going in your eyes, it is a sign of weak faith, and we are all this person, but why do we not look at them as they really are, that they are going at an arranged time from the heaven to the earth in a preserved tablet since God created the earth and those on it? The truth is that Allah the Almighty says in His perfect book (And indeed, a day with your Lord is like a thousand years of those which you count). So, according to this calculation, if you are sixty years old, you may now be just a minute and a half in the eyes of Allah the Almighty. That is why the Quran says on the Day of Resurrection, when some people are asked how many years you have stayed on earth: (They will say, “We stayed a day or part of a day.” So, the counters will be asked), meaning the white-collar statisticians. So, imagine that all the suffering you have endured is in the eyes of Allah just the wing of a mosquito. What is my fault? We must compare our lifespan to the lifespan of the humanity from beginning to end. Short, very short, isn’t it? Here on planet Earth, day = 24 hours a day, on Mars 25 hours, and on Venus, according to our limited knowledge, a day = 36 hours. Imagine yourself living on planet Venus, which they are trying repeatedly to colonize now, after they succeeded in establishing colonies on Mars. Can you imagine if you lived there for one reason or another, and talked to someone dear to you on the planet Earth, how would you adjust the times to meet for a few seconds via screens? Life has what no eye has seen but only ear has heard, so what about the eternal paradise that awaits those who are patient with an easy and soft time?
Allah says
وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ (38)And Aad and Thamud, indeed it's clear to you from their dwellings and Satan made their deeds adornment for them, So He turned them away from the path, and they were so clear-eyed (38)A view on the verse
1 - Ad and Thamud were the owners of a great civilization that was unparalleled in their time, and perhaps the Chinese, Indian, or Babylonian civilization in Iraq existed at the same time, However, God Almighty chose Ad and Thamud from among the group of civilizations to mention them as an example, indicating the greatness of their civilization among the nations at this time of history.
2 - Are works has adornments? We know that the origin of things does not involve adornment. We are the ones who decorate the bride and decorate the home after it was on the red bricks...etc. Is the work we do an adornment? It seems, the work has an origin, and external adornments are far from the origin of the work. May God protect us from the fact that the original is not good and is wrapped in colorful decorative paper, Like a doctor who closes a wound when it is not clean.
3 - The reason for this adornment was (averting from the path of God)
4 - And they were insightful: You are knowledgeable that one of the rules of the Arabic language is that whatever is increased in structure, increases in the meaning, the word “Mustabsreen” is not “seeing” but rather an addition to the sign of “clairvoyance”, which is an indication of knowledge, understanding and jurisprudence, and this is what it contains of rebuke, because God - the Almighty - He says in another place in the Qur’an: “Say: Are those who know equal to those who do not know?” and he is the owner of a sound nature he will know that it is not possible to equate the two under any circumstances, so the punishment is double - May God protect you and us through His grace, not His justice.
The links
Comments