top of page

الروم: صفحة 405

وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (6)

يقول تعالى ذكره: وعد الله جلّ ثناؤه، وعد أن الروم ستغلب فارس من بعد غلبة فارس لهم، ونصب (وَعْدَ اللهِ) على المصدر من قوله: ( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) لأن ذلك وعد من الله لهم أنهم سيغلبون، فكأنه قال: وعد الله ذلك المؤمنين وعدا، (لا يُخلف اللهُ وَعْدَهُ) يقول تعالى ذكره: إن الله يفي بوعده للمؤمنين أن الروم سيغلبون فارس، لا يخلفهم وعده ذلك؛ لأنه ليس في مواعيده خلف (ولكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ) يقول: ولكنّ أكثر قريش الذين يكذّبون بأن الله منجز وعده المؤمنين، من أن الروم تغلب فارس، لا يعلمون أن ذلك كذلك، وأنه لا يجوز أن يكون في وعد الله إخلاف.

إطلالة حول الآية

الله - تعالي - لا يخلف وعوده للمؤمنين به أبدا، أولاً: لماذا؟ ثانياً: لا نري ذلك علي ارض الواقع ، ونأخذ عدة توصيات من الآية الكريمة

1 - يقول العلماء تخلقوا بأسماء الله الحسني مثل الكريم - الرحيم - الحليم ..الخ بالطبع اسماء الجمال ، وليس أسماء الجلال مثل ( الجبار - المنتقم - القهار ... الخ ) لأن الله لا يحب أن ينازعه فيها أحد ومن نازعه فيها القاه في جهنم ولا يبالي .

2 - إذن من باب أولي أن نتخلق بالأخلاق وليس الأسماء فقط ، هنا الله لا يخلف وعوده، وأنت: هل تخلف وعودك مع من حولك دائما ؟ ولماذا؟ يقول تعالي ( أن تكون أمة هي أربي من أمة ) هل تفعل ذلك؟ تجد وظيفة جيدة فتظل فيها ويمنحك صاحب العمل وتوعده أنك لن تعمل عند منافسه، ثم تنقض وعدك معه وتقفز لمنافسه وتبدأ في أذيته ( أمة هي أربي من أمة ) وقس عليها .

3 - من حقك أن ترجع في وعدك إذا وجدت ما هو أفضل منه في دينك ودنياك ، إلا أن خلف الوعود يهرق ماء الوجه .

4 - شبهة لا نري ذلك علي أرض الواقع: فالحياة مليئة بالمجاعات - عبيد - مهاجرين مناخ ومهاجرين هجرات قسرية ، اين وعود الله لعباده المؤمنين ؟ إذا أردت أن تعلم ما هو آت فلتنظر إلي ما فات فإن الأمور متشابهات ، ما حدث للمسلمين أمس سيحدث مراراً وتكرارا مصداقا لقوله تعالي ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) ) حاربوا مع الرسول وعودوا في مكة ، وهاجروا من بيوتهم وأموالهم وأزواجهم ، ودخلوا غزوات ووقفوا مع كل ذلك ، لم ينصرهم الله - تعالي - في التو واللحظة بل وصلوا لمرحلة الزلزال الداخلي حتيت وكأنهم يصرخون ( متي نصر الله ) نصر الله قريب عند لحظا الإضطرار هذه ، كم استغرق هذه الأحداث حتي بدء الإسلام ينتشر وابتدي المسلمون يكون لهم هيبة ومنعة ؟ ( 13 سنة في مكة + 10 في المدينة = 23 سنة ) وأنت كمهاجر- في مجاعة - عبيد ...الخ ) أي ما كان نوع استضعافك: كم مضي من 23 سنة في حياتك ؟ بعدها انتظر نصر الله بإذنه وبرحمته وعفوه لا بعملك ويأسك وكفرك به - سبحانه وتعالي -

- ولكن أكثر الناس لا يعلمون: الأكثرية فاسدة: ألا تنظر حولك : كم الرشوة - كم الفساد في الأرض ؟ كم وكم؟ والأقلية دائما مؤمنة ، ولذا الأكثرية الفاسدة : لا تري إلا ما جمعت، وما بين يديها ، اما الوعود اتركوها للأقلية: مصداقاً لقوله تعالي (( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)) بالطبع الله أعلي وأعلم .

يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ (7)
(يَعْلَمُونَ ظاهِرا مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا)

يعني معايشهم، متى يحصدون ومتى يغرسون.

هو السراج أو نحوه

الخرازون والسراجون

معايشهم، وما يصلحهم.

الكفار، يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهال

إطلالة حول الآية

الأكثرية التي لا تفهم عن الله - تعالي - لا يعلمون إلا ما بين أيديهم ( القوة - البطش - استعباد الناس - إيذاء الناس والشعور بالنشوة المؤقتة ...الخ ) هذا ما يفهمون ( ظاهر الحياة الدنيا ) وكأن الدنيا لها ظاهر وباطن، أو لها سطحيات وأعماق ، أما عمق الفهم للدنيا يدلك علي الآخرة، وهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة والعاملون للدنيا وفقط، عن الآخرة غافلون .، وتذكر ( الله لا يحب الغافلين ) ليس في امر الآخرة وحسب ، بل حتي في امور الدنيا . والله أعلم وأعلم .


أَوَ لَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ (8)

يقول تعالى ذكره: أولم يتفكَّر هؤلاء المكذّبون بالبعث يا محمد من قومك في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، ثم صرفهم أحوالا وقارات حتى صاروا رجالا فيعلموا أن الذي فعل ذلك قادر أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديدا، ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه، والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا منهم، فيعاقبه بجرم غيره، ولا يحرم أحدا منهم جزاء عمله، لأنه العدل الذي لا يجور ( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) إلا بالعدل، وإقامة الحقّ، (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) يقول: وبأجل مؤقت مسمى، إذا بلغت ذلك الوقت أفنى ذلك كله، وبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبرزوا لله الواحد القهَّار، وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم جاحدون منكرون؛ جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم، وغفلة منهم عن الآخرة.

إطلالة حول الآية

ليس بطلب كبير لهذه الدرجة ( التفكر داخل نفسك ) لا يطلب منك إعلان ذلك ، بل أنت أنت من الداخل: اعترف بملكية السموات والأرض لله - تعالي - ,انه - سبحانه وتعالي - لم يخلق الأرض والسموات إلا بالحق وللحق خلقت ، وما بينهما ( أنا وأنت ونحن - وعالم الطيور وعالم الأسماك، وعالم الحيوانات ، والجن وغير كل ذلك مما لا نعلم : ما بينهما )

وأجل مسمي

لكل منا أجل مسمي ، حتي لو قتل فهو ميعاده المكتوب في الأزل

وإن كثير من الناس بلقاء ربهم لكافرون

أنت كمسلم لست محور الكون، والكون كله يدور حولك بحال من الأحوال، أنت فقط واحد من 8 مليار مسلم حول العالم وبقية الأرض كافرة بإلهك الذي تعبده - الله سبحانه وتعالي - فلا تكذب كلام الله إذا رأيت الحي الذي تقطنه كله مؤمنين .

أَوَ لَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ (9)

يقول تعالى ذكره: أولم يسر هؤلاء المكذّبون بالله، الغافلون عن الآخرة من قريش في البلاد التي يسلكونها تجرا، فينظروا إلى آثار الله فيمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة، كيف كان عاقبة أمرها في تكذيبها رسلها، فقد كانوا أشدّ منهم قوّة، (وَأَثَارُوا الأرْضَ): يقول: واستخرجوا الأرض، وحرثوها وعمروها أكثر مما عمر هؤلاء، فأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم رسلهم، فلم يقدروا على الامتناع، مع شدّة قواهم مما نـزل بهم من عقاب الله، ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض، إذ (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَينَاتِ) من الآيات، فكذّبوهم، فأحلّ الله بهم بأسه، (فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ) بعقابه إياهم على تكذيبهم رسله، وجحودهم آياته، (وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بمعصيتهم ربهم.

(وَأَثَارُوا الأرْضَ)

حرثوها.

أكثر مما عمر هؤلاء (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالْبَيِّناتِ).

إطلالة حول الآية
قلنا في سورة سابقة أن :

1 - لفظ ( أو لم ) لفظ للإنتباه : لأن الحقيقة أنك لم تفعل ، فلتنتبه لما سيشرحه لك الله - تعالي - برؤيته للأمور - سبحانه وتعالي -

2 - يسيروا في الأرض ( فينظروا) في حدود علمنا القاصر: جاءت في 3 مواضع في القرآن ( قل سيروا في الأرض : وانظروا - فينظروا - ثم انظروا ) إذن فكرة نظر الإعتبار عند الله بمكان ، ل،ه يعتني بها مرارا وتكرارا في كتابه الخاتم .

3 - النظر في العواقب ليس نظر بصر بل بصيرة

4 - فقط مرر بصرك علي بقية الآية

ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ (10)

يقول تعالى ذكره: ثم كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الذين أثاروا الأرض وعمروها، وجاءتهم رسلهم بالبينات بالله، وكذّبوا رسلهم، فأساءوا بذلك من فعلهم.

( السُّوءَى )

يعني الخُلَّة التي هي أسوأ من فعلهم؛ أما في الدنيا، فالبوار والهلاك، وأما في الآخرة فالنار لا يخرجون منها، ولا هم يستعتبون.

(وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ )

كانوا بحجج الله وهم أنبياؤه ورسله يسخرون.

إطلالة حول الآية

الجزاء عند الله ( للسيئة ) من جنس العمل إلا لو أتت التوبة وحلت محل الذنب

ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (11)

يقول تعالى ذكره: الله تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفردا بإنشائه من غير شريك ولا ظهير، فيحدثه من غير شيء، بل بقدرته عزّ وجل، ثم يعيد خلقا جديدا بعد إفنائه وإعدامه، كما بدأه خلقا سويا، ولم يك شيئا(ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يقول: ثم إليه من بعد إعادتهم خلقا جديدا يردّون، فيحشرون لفصل القضاء بينهم و لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى .

إطلالة حول الآية
بداية الكون

2014 نشر موقع space.com

مقالًا ، في هذه المقالة ، ملخصًا رائعًا لمناطق الفضاء التي أنشأها الانفجار العظيم أثناء تكوين الكون

حيث يوجد أيضًا رجل يقف على الكوكب وينظر إلى الفضاء مع تعليق على الصورة يقول (ينظر إلى الفضاء هو وقت متتالي) حتى ترى الضوء المنبعث من الانفجار العظيم نفسه في لحظة بداية الكون وللوصول إلى أبعد نقطة في الرؤية ، يجب أن تعكس رؤيتك في المناطق السبع التي ذكرناها أعلاه وتشكلت أكثر من 13.7 مليار سنة هي عمر الكون بالاستعارة / إذا رأى (تلسكوب هابل) المجرات في طفولتهم ، فإن (تلسكوب ويب) يرى المجرات في سن الرضاعة نظرًا للوقت الذي يستغرقه الضوء في السفر ، كلما نظرنا بعيدًا ، كلما نظرنا إلى الوراء في الوقت الذي ننظر فيه ، كلما صغر حجم الأشياء التي نراها في العمر والحجم ، هناك تلسكوبان أطلقتهما ناسا (هابل وويب ) يمكن لتلسكوب ويب أن يرى المجرات في عمر أقل لأنه يحتوي على مرآة أكبر بكثير من تلسكوب هابل ومع هذه المساحة الكبيرة لجمع الضوء يمكننا النظر إلى الوراء.يمكن لتلسكوب هابل رؤية المجرات التي يقل عمرها عن مليار سنة ويُعتبر أن يكون قصر عمر الكون ، والذي يتكون من 13.7 مليار سنة في هذا الفيديو أعلي

للمزيد من التفاصيل: فقط تتبع هذا الرابط:

نهاية الكون

إن نهاية الكون سوف تكون بإنعدام الكتلة لا بالإنفجار الكبير كما يتنبأ علماء اليوم ...


في عام 1960

تنبأ العالم البريطاني بيتر هيجينز بوجود جسيمات نانوية لا يمكننا رؤيتها ولكنها موجودة بالفعل داخلنا وداخل كل شيء من حولنا. يتم إعطاء هذه الجسيمات حالة الكتلة. نحن وكل الأشياء من حولنا بسبب هذه الجسيمات لدينا كتلة تسمى Hegzbuzen ، إلى العالم Peter Higgs بدون هذه الجسيمات لا يوجد أشخاص أو لا شيء في الوجود...

للمزيد من التفاصيل تتبع هذا الرابط:
وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (12)

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء الساعة التي فيها يفصل الله بين خلقه، وينشر فيها الموتى من قبورهم، فيحشرهم إلى موقف الحساب (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) يقول: ييأس الذين أشركوا بالله، واكتسبوا في الدنيا مساوئ الأعمال من كلّ شرّ، ويكتئبون ويتندمون

(يُبْلِسُ)

يكتئب.

(يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ)

أي في النار.

أبلس الرجل

فقد نـزل به بلاء

إطلالة حول الآية

يبلس: يَئِسَ وتحيّر وسَكَتَ لانقطاع حُجَّته

المجرمون: جمع مجرم: وهو الذي ارتكب جناية يستحق عليها العقاب، وهنا العقاب أو القانون ( قانون إلهي )

وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآئِهِمۡ شُفَعَٰٓؤُاْ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ كَٰفِرِينَ (13)

وقوله: ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ ) يقول تعالى ذكره: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) لم يكن لهؤلاء المجرمين الذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم (مِن شُرَكَائِهِمْ) الذين كانوا يتبعونهم، على ما دعوهم إليه من الضلالة، فيشاركونهم في الكفر بالله، والمعاونة على أذى رسله، (شُفَعَاءُ) يشفعون لهم عند الله، فيستنقذوهم من عذابه، ( وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ) يقول: وكانوا بشركائهم في الضلالة والمعاونة في الدنيا على أولياء الله (كَافِرِينَ)، يجحدون ولايتهم، ويتبرّءون منهم، كما قال جلّ ثناؤه: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا

وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ (14)

يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء الساعة التي يحشر فيها الخلق إلى الله يومئذ، يقول في ذلك اليوم (يَتَفَرَّقُونَ) يعني: يتفرّق أهل الإيمان بالله، وأهل الكفر به، فأما أهل الإيمان، فيؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، وأما أهل الكفر فيؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، فهنالك يميز الله الخبيث من الطيِّب.كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة في قوله: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) قال: فرقة والله، لا اجتماع بعدها.

إطلالة حول الآية

أتتخيل المشهد : الكل مجتمع ، والعرق يغرقهم ثم يتفرقون في تصنيفات ربانية ( مؤمن وكافر ) لا نخبة ولا عبيد أو ما بينهما ، فقط مؤمن وكافر .



فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ (15)

(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وعملوا بما أمرهم الله به، وانتهوا عما نهاهم عنه ( فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) يقول: فهم في الرياحين والنباتات الملتفة، وبين أنواع الزهر في الجنان يُسرون، ويلذّذون بالسماع وطيب العيش الهنيّ، وإنما خصّ جلّ ثناؤه ذكر الروضة في هذا الموضع، لأنه لم يكن عند الطرفين أحسن منظرا، ولا أطيب نشرا من الرياض

فأعلمهم بذلك تعالى، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات من المنظر الأنيق، واللذيذ من الأراييح، والعيش الهنيّ فيما يحبون، ويسرُون به، ويغبطون عليه.

و (الحبرة) عند العرب

السرور والغبطة

واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: فهم في روضة يكرمون.

وقال آخرون

معناه: ينعمون.

وقال آخرون

يلذذون بالسماع والغناء.

الحبرة

اللذة والسماع

السماع في الجنة

إطلالة حول الآية

حبَر الشَّخصَ :سرَّه وكرّمه ونعَّمه

1 view0 comments

Recent Posts

See All

الروم: صفحة 410

وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ (51) يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم...

コメント

5つ星のうち0と評価されています。
まだ評価がありません

評価を追加
bottom of page