top of page

الروم: صفحة 409



قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ (42)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله من قومك: سيروا في البلاد، فانظروا إلى مساكن الذين كفروا بالله من قبلكم، وكذّبوا رسلَه، كيف كان آخر أمرهم، وعاقبة تكذيبهم رُسلَ الله وكفرهم، ألم نهلكهم بعذاب منا، ونجعلهم عبرة لمن بعدهم، (كان أكثرهم مشركين)، يقول: فَعَلنا ذلك بهم؛ لأن أكثرهم كانوا مشركين بالله مثلَهم.

إطلالة حول الآية

1 - كما قلنا سابقا ( قل سيروا في الأرض ) جاءت فيما نعلم 3 مرات في القرآن ، مرة بعد سيروا في الأرض ( ثم انظروا - مرة : وانظروا - مرة أخري: فانظروا ) إذن السير في الأرض ( كل الأرض ) من شرقها إلي غربها في القرآن ليس سياحة للتنزه والتفرج علي نعماء الله في أرضه ، بل من أجل نظر، وليس أي نظر بل نظر اعتبار ( بصيرة ) كيف كان عاقبة الذين من قبلهم مثل عاد وثمود وغيرهم من الأمم السابقة البائدة ، ولكنها آثار قديمة جداً منها مالها متاحف الآن ، ومنها لا ، وقليل ما يعتبر الناس بها ، مهلاً : فأنا وأنت ونحن بعد قليل سنبقي أثر بعد عين ، يقول تعالي ( نحن نكتب ما قدموا وآثارهم ) ومنا من فعل الصالحات ومنا دون ذلك، عسي أن لا يعتبر الناس بنا - نسأل الله المعافاة فقط - كان أكثرهم مشركين .

2 - مشركين مع الله : كانت لهم عاقبة سيئة - أي ما كانت - لماذا فكر الإشراك بالله فكرة سيئة جداً عند الله - تعالي - حتي إنه لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما أقل من الشرك لمن يشاء ؟ ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) ولكن ليس بقول ( لا إله إلا الله فقط ) نأمن من الشرك ، فهي كلمة سهلة علي اللسان ومع ذلك كان مشركي قريش يرفضون أن يقولونها: لما يعرفون من عواقبها علي أرض الواقع ، لذا فأن تكون مسلم - مؤمن - غير مشرك ليس بالسهل ولها اختبارات عدة علي حسب مستواك الإيماني الحالي .

3 - الأرض اليوم مليئة بالآلهة - التي لا يعتقد فيها المسلمون مطلقا - لكن عدم اعتقادنا لا يدل علي أنها غير موجودة ، ولهم طاعة ولهم طقوس يمارسها عبادهم ، فتخيل أنك تقول باللسان أنا مؤمن أنا موحد، وتترك من غير اختبار - لا تتعجل فالإختبار قادم قادم . فقط نسأل الله أن نمر من الإختبار بسلام .

فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ (43)

قول تعالى ذكره: فوجِّه وجْهَك يا محمد، نحو الوجه الذي وجَّهك إليه ربك (للدّين القَيِّمِ) لطاعة ربك، والمِلةِ المستقيمةِ التي لا اعوجاج فيها عن الحقِّ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ

من قبل مجيء يوم من أيام الله لا مردّ له لمجيئه؛ لأن الله قد قضى بمجيئه فهو لا محالة جاء (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) يقول: يوم يجيء ذلك اليوم يصدّع الناسُ، يقول: يتفرّق الناس فرقتين من قولهم: صَدَعتُ الغنم صدعتين: إذا فرقتها فرقتين: فريق في الجنة، وفريق في السعير.

(فَأقِمْ وَجْهَكَ للدِينِ القَيِّمِ)

الإسلام

( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ )

فريق في الجنة، وفريق في السعير.

(يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ)

يتفرّقون إلى الجنة، وإلى النار

إطلالة حول الآية

1 - قلنا سابقاً أن الإعتناء بالوجه في القرآن هُوية أمام الله - عزوجل - وهو ما يمثلنا وقلنا لو الإنسان غير وجهه بقناع السليكون المطابق لحقيقة الجلد الطبيعي إلا أنه يغير الشكل تماما، أو غيره مما يستحدثونه ليل نهار - لا يغير منك شيئا أمام الله حتي لونسيت هويتك الأصلية من كثرة الكذب أو التمويه أو غير ذلك .، والإسلام عبر عن الوجه دون أعضاء الجسد الأخري في أكثر من موضع عندما يتحدث عن علاقتك مع الله - تعالي - من أعضاء جسدك الخارجية ، أم أعضاء الجسد الداخلية التي يعتد بها أما الله - عزوجل - ( القلب واللسان ) بعد هذا لا ينظر إليك مطلقا ، صاحب صحة جيدة - ما بعد الإنسان - صاحب صحة رديئة لا ينظر لهذا مطلقا .

2 - فأقم وجهك : عكس الجلوس والخمول: القيام ، يقول لك في الثورات ( ارفع وجها إلي فوق أنت كذا وكذا ) ليزيد من حماسك وهويتك وقوميتك ، الله - تعالي - يفعل نفس الشيء ، ارفع وجهك لا يمن أو يسار والأرض مليئة باليمين واليسار لأين يارب ( للدين القيوم المهيمن علي كل الأديان التي تعرف عنها أولا تعرف ) .

3 - من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله : متي هذا اليوم ، ممكن اليوم ، ممكن غداً أو بعد غد ، ولكنه يوم القيامة ، نعم ولكن من يموت تقوم قيامته ، فينسي ما مضي من حياته في الدنيا ولا يتذكر سوي متي سيقوم من القبر إلي النشور أو غيرها ، هذا غير عرض أعمال أهله وأحبابه عليه في الدنيا .

4 - يومئذ يصدعون: أتعلم عندما تتصدع الأرض فتكون قسمين وتبتلع ما تبتلع من الأشخاص والمنشئات ، الله - تعالي - يذكرنا بالمشهد الزلزالي الأرض بمشهد آخر معنوي ( يوم القيامة ) فريق يدخل الجنة وفريق يدخل السعير - نسأل الله فقط السلامة -

مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ (44)

يقول تعالى ذكره: من كفر بالله فعليه أوزار كفره، وآثام جحوده نِعَمَ ربه، (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا): يقول: ومن أطاع الله، فعمل بما أمره به في الدنيا، وانتهى عما نهاه عنه فيها(فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدونَ) يقول: فلأنفسهم يستعدون، ويسوّون المضجع ليسلموا من عقاب ربهم، وينجوا من عذابه

(فَلأنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ)

يسوّون المضاجع.

في القبر

إطلالة حول الآية

وكأن الله - عزوجل - يريد أن يعلمنا أن الكافر انتهي امره بالنسبة لله - تعالي - فهو لا يفكر فيه مطلقا ( عليه كفره ) وانتهي الأمر ، أما المؤمن المستزيد من عمل الطاعات ( فلنفسه يمهد الطريق إلي الجنة ) أو إن الله - تعالي - يشبه حال المؤمن بمن يفرش السرير الذي سوف ينام عليه فيزيل منه الأوساخ والأشياء الصلبة كما تمهده للطفل الرضيع قبل النوم ، فيصبح ممهد للنوم عليه براحة ، والله أعلي وأعلم .

لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ (45)

يقول تعالى ذكره: يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ... لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا بالله ورسوله (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: وعملوا بما أمرهم الله (مِنْ فَضْلِهِ) الذي وعد من أطاعه في الدنيا أن يجزيه يوم القيامة (إنَّهُ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ) يقول تعالى ذكره: إنما خصّ بجزائه من فضله الذين آمنوا وعملوا الصالحات دون من كفر بالله، إنه لا يحبّ أهل الكفر به. واستأنف الخبر بقوله: (إنَّه لا يُحِبُّ الكافِرِينَ) وفيه المعنى الذي وصفت.

إطلالة حول الآية

هل لاحظت أن- تعالي - لا يعتني بالحديث عن الكافر إلا من خلال العاقبة ، وهنا أيضا لم يذكر حتي عاقبته، بل تحدث عن المؤمنين به ، سوف يجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،( من فضله ) وليس عدله ، لأننا بالعدل لا يمكننا دخول الجنة مطلقا ، لأن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصي من عين وقلب يعمل ليل نهار ، وكُلي وكبد وغيره وغيرنا يشتكي من هذه ونحن نشتكي من أشياء أخر ، ولكن نعم الله نحن غارقون بها غير ملايين من البشر بلا مأوي او تحت وطأة التعبيد أو حنتي في مجاعات أو هجرة مناخ ..الخ ثم فقط أنهي لك الآية الكريمة بأنه ( لا يحب الكافرين )



وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (46)

قول تعالى ذكره: ومن أدلته على وحدانيته، وحججه عليكم، على أنه إله كلّ شيء (أنْ يُرْسِلَ الرّياحَ مُبَشِّراتٍ) بالغيث والرحمة (وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) يقول: ولينـزل عليكم من رحمته، وهي الغيث الذي يحيي به البلاد، ولتجري السفن في البحار بها بأمره إياها(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) يقول: ولتلتمسوا من أرزاقه ومعايشكم التي قسمها بينكم (وَلَعلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) يقول: ولتشكروا ربكم على ذلك، أرسل هذه الرياح مبشرات.

(الرّياحَ مُبَشِّراتٍ)

بالمطر.

(وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)

المطر

إطلالة حول الآية

رجع القرآن لسورة الآيات أو سورة تعدد النعم الكونية والمرئية وحتي داخل النفس البشرية ، وهنا الآيات كونية

يرسل رياح فتحرك السحاب المملوء بالماء فينزل علي هيئة مطر فيذيق الناس في أماكن من رحمته ، نعم هذا من رحمة الله ، اليوم هم ينزلون المطر من السماء صناعياً: انظر معي لهذا الكلام للمتخصصين في المجال

اجعلها تمطر: هل يمكن للخليج العربي أن يحدث ثورة في مكافحة تغير المناخ من خلال استمطار السحب

تنفق العديد من الدول العربية في الخليج الفارسي الأموال على تكنولوجيا جديدة مباشرة من الخيال العلمي: استمطار السحب. يهدف هذا النهج لتعديل الطقس إلى زيادة هطول الأمطار ، وهو ما يغير قواعد اللعبة في واحدة من أكثر المناطق جفافاً

استمطار السحب

شكل من أشكال تعديل الطقس المصمم لزيادة هطول الأمطار وأنواع أخرى من هطول الأمطار ، يبدو وكأنه تكنولوجيا مباشرة من أوبرا الفضاء. ومع ذلك ، في الخليج الفارسي ، العديد من البلدان تحول الخيال العلمي بسرعة إلى حقيقة واقعة.

الشاهد

هل لاحظت من كلام المتخصصين في المجال: أن هناك بعض المخاطر البيئية ، هل عرفت مدي رحمة الله - تعالي - في إنزال المطر بطريقة طبيعية غير صناعية ؟

ولفظ ( ليذيقكم)

هو أثر المطر علي الأرض التي أنبتت ما نتذوقه حقا .

ولتبتغوا من فضله

تجارة واسعة النطاق حول الغذاء ، ويقال إن تسع أعشار الربح في التجارة

ولعلكم تشكرون

هل أنت شاكر علي طعامك وشرابك وحتي إخراجك بقية الطعام ، هل تعلم أن ملايين البشر تحت خط المجاعة ، هل تتذكر حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم ( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ) هلا حمدت الله علي شربة الماء المستساغة ؟ فالحمد لله علي نعمك وآلاءك وآياتك يا الله .

وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (47)

يقول تعالى ذكره مسليا نبيه صلى الله عليه وسلم، فيما يلقى من قومه من الأذى فيه بما لقي من قبله من رسله من قومهم، ومعلمه سنته فيهم، وفي قومهم، وأنه سالك به وبقومه سنته فيهم، وفي أممهم: ولقد أرسلنا يا محمد من قبلك رسلا إلى قومهم الكفرة، كما أرسلناك إلى قومك العابدي الأوثان من دون الله (فَجَاءُوهُمْ بالبَيِّناتِ) يعني: بالواضحات من الحجج على صدقهم، وأنهم لله رسل، كما جئت أنت قومك بالبينات فكذّبوهم، كما كذّبك قومك، وردّوا عليهم ما جاءوهم به من عند الله، كما ردّوا عليك ما جئتهم به من عند ربك، (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) يقول: فانتقمنا من الذين أجرموا الآثام، واكتسبوا السيئات من قومهم، ونحن فاعلو ذلك كذلك بمجرمي قومك، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ) يقول: ونجَّينا الذين آمنوا بالله وصدّقوا رسله، إذ جاءهم بأسنا، وكذلك نفعل بك وبمن آمن بك من قومك، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ المُؤْمِنينَ) على الكافرين، ونحن ناصروك ومن آمن بك على مَن كفر بك، ومظفروك بهم.

ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ (48)

قول تعالى ذكره: ( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ) يقول: فتنشئ الرياح سحابا، وهي جمع سحابة، (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ) يقول: فينشره الله، ويجمعه في السماء كيف يشاء، وقال: (فيبسطه) فوحد الهاء، وأخرج مخرج كناية المذكر، والسحاب جمع كما وصفت، ردّا على لفظ السحاب، لا على معناه، كما يقال: هذا تمر جيد.

(فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشَاءُ)

ويجمعه.

(وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا)

ويجعل السحاب قِطعا. متفرّقة.

وقوله: (فَتَرى الوَدْقَ) يعني: المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) يعني: من بين السحاب.

(يُرْسِلُ الرّياحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا)

الرياح أربع: يبعث الله ريحا فتقمّ الأرض قما، ثم يبعث الله الريح الثانية فتثير سحابا، فيجعله في السماء كِسَفا، ثم يبعث الله الريح الثالثة فتؤلف بينه، فيجعله ركاما، ثم يبعث الريح الرابعة فتمطر.

(فَإذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)

فإذا صرف ذلك الودق إلى أرض من أراد صرفه إلى أرضه من خلقه؛ رأيتهم يستبشرون؛ بأنه صرف ذلك إليهم ويفرحون.


وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ (49)

يقول تعالى ذكره: وكان هؤلاء الذين أصابهم الله بهذا الغيث من عباده، من قبل أن ينـزل عليهم هذا الغيث، من قبل هذا الغيث (لَمُبْلِسِينَ)

يقول: لمكتئبين حزنين؛ باحتباسه عنهم.

أي قانطين.

إطلالة حول الآية

من منا لا يستبشر بباكورة المطر في اول الشتاء ؟ كلنا نستبشر وخاصة المزارعين لهم ذلك بشري خاصة ، وقبل أن ينزل المطر - خاصة كما رأينا أعلي في المناطق القاحلة الجافة بسبب تغير المناخ والتي ادت إلي مجاعات واسعة النطاق ، من قبل أن ينزل الناس قانطة: شديدة اليأس من نزول المطر

فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ (50)

اختلفت القرّاء في قوله: (فانْظُرْ إلَى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ) فقرأته عامة قرّاء أهل المدينة والبصرة، وبعض الكوفيين: (إلَى أَثَرِ رَحْمَةِ اللهِ) على التوحيد، بمعنى: فانظر يا محمد إلى أثر الغيث الذي أصاب الله به من أصاب من عباده، كيف يحيي ذلك الغيث الأرض من بعد موتها. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: (فَانْظُرْ إلى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ) على الجماع، بمعنى: فانظر إلى آثاء الغيث الذي أصاب الله به من أصاب، كيف يحيي الأرض بعد موتها.

والصواب من القول فى ذلك، أنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، وذلك أن الله إذا أحيا الأرض بغيث أنـزله عليها، فإن الغيث أحياها بإحياء الله إياها به، وإذا أحياها الغيث، فإن الله هو المحيي به، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب. فتأويل الكلام إذًا: فانظر يا محمد، إلى آثار الغيث الذي ينـزل الله من السحاب، كيف يحيي بها الأرض الميتة، فينبتها ويعشبها، من بعد موتها ودثورها، (إنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى). يقول جلّ ذكره: إن الذي يحيي هذه الأرض بعد موتها بهذا الغيث، لمحيي الموتى من بعد موتهم، وهو على كلّ شيء مع قدرته على إحياء الموتى قدير، لا يعزّ عليه شيء أراده، ولا يمتنع عليه فعل شيء شاءه سبحانه.

إطلالة حول الآية

فانظر ( هل هذا نظر عين أم نظر بصيرة ؟ الحقيقة كليهما ) كيف يحيي الأرض بعد موتها ... الأراضي في أفريقيا جفت بسبب كسب الناس في الغرب من طريقة العيش المرفهة التي انتقلت للشرق في بعض الأماكن أيضا مثل الإستهلاك الشديد للوقود الأحفوري في طاقة السيارات أو المكيفات وغيرها ، وقليل ما يلجأ للإستدامة مثل استخدام الطاقة الشمسية علي سبيل المثال ، أو الترشيد في إستهلاك المياه ، إن الحروب القادة - التي ليست بعيدة عن الآن - هي حروب لتحي الأرض بعد موتها ، هناك في العالم الشرقي والغربي علي السواء بلدان بحلول 2025 ستصل إلي صفر مياه في البلد بأسرها ، وستصبح قاروة المياه كنز لا يفني.

إن ذلك لمحي الموتي

الماء أيضاً من مكونات إحياء الموتي بطريقة الله تعالي - في إحياء الموتي عن طريق إنزال مطر يقع علي عجب الذنب الشيء المتبقي من الإنسان في القبور ، فتنبت الأجساد منه مرة أخري - فسبحان الله - تعالي - .

وهو علي كل شيء قدير ... بالطبع هو أعلي وأعلم بمراده من عباده

الروابط

0 views0 comments

Recent Posts

See All

الروم: صفحة 410

وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ (51) يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم...

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page