top of page

الروم: صفحة 410

وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ (51)

يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم عليهم بإحياء الأرض بعد موتها ونشر رحمة اللّه تعالى لو أرسلنا على هذا النبات الناشئ عن المطر وعلى زروعهم ريحا مضرة متلفة أو منقصة، { فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا } قد تداعى إلى التلف { لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } فينسون النعم الماضية ويبادرون إلى الكفر.

فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ (52)

وهؤلاء لا ينفع فيهم وعظ ولا زجر { فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ } وبالأولى { إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ } فإن الموانع قد توفرت فيهم عن الانقياد والسماع النافع كتوفر هذه الموانع المذكورة عن سماع الصوت الحسي.

وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ (53)

{ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ } فهؤلاء الذين ينفع فيهم إسماع الهدى المؤمنون بآياتنا بقلوبهم المنقادون لأوامرنا المسلمون لنا، لأن معهم الداعي القوي لقبول النصائح والمواعظ وهو استعدادهم للإيمان بكل آية من آيات اللّه واستعدادهم لتنفيذ ما يقدرون عليه من أوامر اللّه ونواهيه.


إطلالة حول الآيات

كما أن العميان لا يعرف أحد أن يمحي عنهم بالكلية ضلالات عدم النظر - شفاهم الله وعافاهم ، كذلك لا تُسمع إلا من يؤمن بآيات الله ، لماذا؟ لأنهم مثل العميان الذين يضلون الطرق الجديدة عليهم لو كانوا وحدهم أو غير ذلك، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري : العمي في الأصل هو عمي البصيرة وطمسها ، فكم من مبصر عنده بصر حاد وطمس بصيرة لا يفقه من دينه أي شيء حتي الممات - نسأل الله المعافاة - ومن ناحية أخيرة: كان الإمام الشافعي يقول لطلابه: لا تحدثك فقهك لمن لا يشتهيه ... إن بعض الدعاة يرون عدم إقبال شخص معين عليهم ويظلوا يعلموه ويعرفوه وهو لا يشتهي مثل هذا الفقه ، لذا الله - تعالي - في آية أخري في القرآن لام علي سيدنا محمد - من إعطاءه ظهره لأعمي ( الصحابي: عبد الله بن مكتوم ) بالرغم من إن هذا الصحابي لم يكن ليري ظهر رسول الله - صلي الله عليه وسلم من وجهه - لكنها المشاعر الإنسانية التي يعلمنا الله إياها ، ومن ناحية أخري يعلمنا أن هنا تسمع آيات الله - عند الذي يجييء لك يسعي للفهم والعلم والمعرفة .

۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ (54)

يخبر تعالى عن سعة علمه وعظيم اقتداره وكمال حكمته، ابتدأ خلق الآدميين من ضعف وهو الأطوار الأول من خلقه من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى أن صار حيوانا في الأرحام إلى أن ولد، وهو في سن الطفولية وهو إذ ذاك في غاية الضعف وعدم القوة والقدرة. ثم ما زال اللّه يزيد في قوته شيئا فشيئا حتى بلغ سن الشباب واستوت قوته وكملت قواه الظاهرة والباطنة، ثم انتقل من هذا الطور ورجع إلى الضعف والشيبة والهرم.

{ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ }

بحسب حكمته. ومن حكمته أن يري العبد ضعفه وأن قوته محفوفة بضعفين وأنه ليس له من نفسه إلا النقص، ولولا تقوية اللّه له لما وصل إلى قوة وقدرة ولو استمرت قوته في الزيادة لطغى وبغى وعتا.وليعلم العباد كمال قدرة اللّه التي لا تزال مستمرة يخلق بها الأشياء، ويدبر بها الأمور ولا يلحقها إعياء ولا ضعف ولا نقص بوجه من الوجوه.

وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ (55)

يخبر تعالى عن يوم القيامة وسرعة مجيئه وأنه إذا قامت الساعة { يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ } باللّه أنهم { مَا لَبِثُوا } في الدنيا إلَا { سَاعَة } وذلك اعتذار منهم لعله ينفعهم العذر واستقصار لمدة الدنيا.

ولما كان قولهم كذبا لا حقيقة له قال تعالى

{ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ }

أي: ما زالوا -وهم في الدنيا- يؤفكون عن الحقائق ويأتفكون الكذب، ففي الدنيا كذَّبوا الحق الذي جاءتهم به المرسلون، وفي الآخرة أنكروا الأمر المحسوس وهو اللبث الطويل في الدنيا، فهذا خلقهم القبيح والعبد يبعث على ما مات عليه.


إطلالة حول الآيات

يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة

هل هذا يوم القيامة ، أما لكل إنسان قيامة صغري عند مماته - الله احسن لنا ختاما - لا يقسم هذا القسم إلا مجرم ، والمجرم هو الذي ارتكب جناية يعاقب عليها القانون ، وهنا القانون إلهي ، كذلك كانوا : يكذبون حتي لاقوا يوم القيامة حقيقة وقد كانوا من قبل أن يروها يكذبون بها، والله أعلي وأعلم .

وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ (56)

فلهذا قالوا الحق: { لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ } أي: في قضائه وقدره، الذي كتبه اللّه عليكم وفي حكمه { إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ } أي: عمرتم عُمْرًا يتذكر فيه المتذكر ويتدبر فيه المتدبر ويعتبر فيه المعتبر حتى صار البعث ووصلتم إلى هذه الحال.

{ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

فلذلك أنكرتموه في الدنيا وأنكرتم إقامتكم في الدنيا وقتا تتمكنون فيه من الإنابة والتوبة، فلم يزل الجهل شعاركم وآثاره من التكذيب والخسار دثاركم.

طلالة حول الآيات

يبدوا أن هناك محاجاة يوم القيامة، الجميع في حالة ذهول، والوحيدين الذين يعلمون عن الله - تعالي - ( الذين أوتو العلم ) قالوا للمدهوشين المجرمين ( لقد لبثتم في الأرض إلي هذا اليوم ، يوم البعث ، فهذا يوم البعث ، ولكنكم كنتم لا تعلمون إما لعدم أخذكم العلم الشرعي أو لأنكم كنتم تسمعون وتكذبون .

فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ (57)
{ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ }

فإن كذبوا وزعموا أنهم ما قامت عليهم الحجة أو ما تمكنوا من الإيمان ظهر كذبهم بشهادة أهل العلم والإيمان، وشهادة جلودهم وأيديهم وأرجلهم، وإن طلبوا الإعذار وأنهم يردون ولا يعودون لما نُهوا عنه لم يُمَكَّنُوا فإنه فات وقت الإعذار فلا تقبل معذرتهم، { وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي: يزال عتبهم والعتاب عنهم.


إطلالة حول الآيات

في هذا اليوم من لم يعمل صالحات قط ، أو عمل صالحات وطغت سيئاته أو كان كافراً بالله ، وخاصة الظالمين لا تنفعهم معذرة ولا هنالك عتاب لهم علي ما فعلوه في حق أنفسهم أو في حق الغير، فأنت بالتأكيد خبير أن الظلم أنواع ، ظالم لنفسك بالمعاصي والبعد عن الله، لكن أشدها ما كان بين وبين عباد الله ، لأنها لا تسقط إلا بالمسامحة ، وأنت بالتأكيد أيضاً تعلم الثلاثة دواوين التي تنشر لك يوم القيامة ، منها ديوان المظالم: الذي لا يغفر الله منه شيئاً مطلقاً إلا أن يسامحك من ظلمته ورددت له حقه ، وهيهات هيهات لو مات أو مت أنت ولك عنده مظلمة ، إلا أن يرحمك الله يوم القيامة .

وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَلَئِن جِئۡتَهُم بِـَٔايَةٖ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ (58)

أي: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا } لأجل عنايتنا ورحمتنا ولطفنا وحسن تعليمنا { لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } تتضح به الحقائق وتعرف به الأمور وتنقطع به الحجة. وهذا عام في الأمثال التي يضربها اللّه في تقريب الأمور المعقولة بالمحسوسة. وفي الإخبار بما سيكون وجلاء حقيقته [حتى] كأنه وقع.

ومنه في هذا الموضع ذكر اللّه تعالى ما يكون يوم القيامة وحالة المجرمين فيه وشدة أسفهم وأنه لا يقبل منهم عذر ولا عتاب.

ولكن أبى الظالمون الكافرون إلا معاندة الحق الواضح ولهذا قال

{ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ )

أي آية تدل على صحة ما جئت به { لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ } أي: قالوا للحق: إنه باطل. وهذا من كفرهم وجراءتهم وطَبْعِ اللّه على قلوبهم وجهلهم المفرط .

إطلالة حول الآيات

ضرب الأمثال في القرآن لتقريب المعني ، فهل علي الحقيقة الله - تعالي - في هذا القرآن لم يغفل مثل إلا وجاء لك بمثل ما يحدث لك في الحياة ؟ كم عمرك الآن؟ اي ما كان: هل وسعك كل شيء في القرآن؟ هل حدث لك شيء لم يذكر في القرآن لا خفية أو علانية وجدت تسليتك عنده ؟ الحقيقة أن القرآن تحدث في كل شيء ابتداء من علم النفس ( الحديث ) إلي الذرة والمجرة مروراً بجغرافيا البحر الميت والعدد الذري للحديد ، لو كنت من هاويين جمع ألفاظ القرآن ، فلتجمع الأمثال فيه ثم صنفها حسب المواضيع وبعدها ستعلم أن القرآن لم يغفل شيء ، والله أعلم بمراده من عباده .

كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ (59)

{ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } فلا يدخلها خير ولا تدرك الأشياء على حقيقتها بل ترى الحق باطلا والباطل حقا.


إطلالة حول الآيات

هل طبعت علي ورق قبل ذلك؟ كان مكتوب عليه أو عليه علامة مائية ؟ الطبع هناك ليس طباعة ورقية بل ختم ، وانت تختم أوراقك الرسمية في أي جهة حكومية ، لا تستطيع مطلقاً أن تغير بعد ختم بلدك علي الأوراق وإلا منت مزوراً في هذه الأوراق الرسمية ، كذلك : عندما يطبع الله علي قلب أحد ما ( كافر) لا يمكن لكائن من كان أن يدخل لهذا القلب الإيمان ، ولا بمدخلات العقل ( السمع - البصر - الحواس ) التي تجعل العقل يفكر ويأخذ قرار .

الله يطبع هذا النوع من الطبع علي قلوب الذين لا يعلمون ، ولماذا لا يعلمون؟ هل لأنهم كانوا يأنفون عن التعليم الديني ؟ أو قضوا حياتهم بحثاً عن التجارة والصناعة وغيرها ولم يفكروا يوما في التفقه الديني ؟ لذا الله - تعالي - يقول في غير موضع في القرآن ( قل هل يستوي الذين والذين لا يعلمون ؟)

فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)
{ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ )

لا شك فيه وهذا مما يعين على الصبر فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا هان عليه ما يلقاه من المكاره ويسر عليه كل عسير واستقل من عمله كل كثير.

{ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }

أي: قد ضعف إيمانهم وقل يقينهم فخفت لذلك أحلامهم وقل صبرهم، فإياك أن يستخفك هؤلاء فإنك إن لم تجعلهم منك على بال وتحذر منهم وإلا استخفوك وحملوك على عدم الثبات على الأوامر والنواهي، والنفس تساعدهم على هذا وتطلب التشبه والموافقة وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن رزين العقل يسهل عليه الصبر، وكل ضعيف اليقين ضعيف [العقل] خفيفه.

فالأول بمنزلة اللب والآخر بمنزلة القشور فاللّه المستعان.


إطلالة حول الآيات

فاصبر

هذا أمر، والصبر هو: حبس النفس عن الجزع ، ولماذا أصبر؟ هل من أجل جزاء الصابرين وكفي ؟ لا ، بل لأن وعد الله حق ؟ أي وعد ومن الموعود؟ المؤمنين هم من لهم الوعد من الله - تعالي - فأغلب الناس كذابين، يوعدوك بشيء ثم يخلفون ، إما لعارض من عوارض الدنيا عرض لهم ، وإما بسبب خيانة وإما بسبب موت أو أي شيء آخر ، الوحيد الذي إذا وعدك بشيء يتمه لك : هو الله تعالي

وكيف ذلك

ولا حال أسوء من حال المسلمين اليوم ، من حروب - لغرق ، لفيضان ، لزلازل ، ومشاكل فردية وغيرها ، الحقيقة أن وعد الله بالنصر يأتي علي أشكال عدة ، ليس مكانها هنا ، ولكن من ضمنها: أنك إذا مت علي إيمانك بالله مع تقلبات الحياة المزعجة هذه فأنت مت منتصر ، وإذا حييت وحعل لك الفرج في مشكلة ما فأنت منتصر ، وما الدليل؟ اللهم ارزقنا إحدي الحسنين ( إما الشهادة وإما النصر) وهو دعاء يقوله المؤمنون عند ملاقاة أعداءهم من الكافرين .

ثم يعقب الله - تعالي - الآية بــ

ولا يستخفنك الذين لا يوقنون

أي لا تجعل من لا يتيقن من وجود الآخرة وثواب وعقاب وحساب علي الصغيرة قبل الكبيرة ، والذين رأوا آيات الله واستكبروا أو أعطوها ظهرهم أو لم يتفقهوا في الدين لإنشغال أو تكبر أو غير ذلك

لا تجعلهم: يجعلوا عقلك خفيف ، فتضطرب لرؤيتهم يتمتعون ولا يفكرون في أمر الآخرة .

والله تعالي - أعلي وأعلم بمراده من عباده .
0 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page