top of page

الروم: صفحة 407

وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ (25)

يقول تعالى ذكره: ومن حججه أيها القوم على قُدرته على ما يشاء، قيام السماء والأرض بأمره خضوعا له بالطاعة بغير عمد ترى ( ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ) يقول: إذا أنتم تخرجون من الأرض، إذا دعاكم دعوة مستجيبين لدعوته إياكم.

إطلالة حول الآية

هذه الآية لم نشاهدها بعد ، فلما ذا الله - تعالي - يذكرنا بها وكأننا نشاهدها عيان؟ الله يعلم، ولكنا الأغلب اننا سوف نكون واعيين في هذه اللحظات ، فمن يحفظ القرآن سيتذكر موعود الله - تعالي - والله أعلي وأعلم .

وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ (26)

يقول تعالى ذكره: من في السموات والأرض من ملك وجنّ وإنس عبيد وملك (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) يقول: كلّ له مطيعون، فيقول قائل: وكيف قيل (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) وقد علم أن أكثر الإنس والجنّ له عاصون؟ فنقول: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فنذكر اختلافهم، ثم نبين الصواب عندنا في ذلك من القول، فقال بعضهم: ذلك كلام مخرجه مخرج العموم، والمراد به الخصوص، ومعناه: (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) في الحياة والبقاء والموت، والفناء والبعث والنشور، لا يمتنع عليه شيء من ذلك، وإن عصاه بعضهم في غير ذلك.

(كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)

مطيعون، يعني الحياة والنشور والموت، وهم عاصون له فيما سوى ذلك من العبادة.

أي مطيع مقرٌّ بأن الله ربه وخالقه.

(وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ)

من ملك وعبد مؤمن لله مطيع دون غيرهم.

(كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)

كلّ له مطيعون، المطيع: القانت. قال: وليس شيء إلا وهو مطيع، إلا ابن آدم، وكان أحقهم أن يكون أطوعهم لله. وفي قوله: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ .

قال: هذا في الصلاة

لا تتكلموا في الصلاة، كما يتكلم أهل الكتاب في الصلاة. قال: وأهل الكتاب يمشي بعضهم إلى بعض في الصلاة. قال: ويتقابلون في الصلاة، فإذا قيل لهم في ذلك، قالوا: لكي تذهب الشحناء من قلوبنا، تسلم قلوب بعضنا لبعض، فقال الله: وقوموا لله قانتين لا تزولوا كما يزولون. قانتين: لا تتكلموا كما يتكلمون. قال: فأما ما سوى هذا كله في القرآن من القنوت فهو الطاعة، إلا هذه الواحدة.

إطلالة حول الآية
القنوت: الطاعة والخضوع

القنولت: الطاعة والخضوع بالكفار الغير مؤمنين بالله - تعالي - ربما الطير والحيوان والوحوش وكثير من الناس ، والبقية من الناس الذين لا يطيعون الله - تعالي - يخضعون بالقهر تحت إرادة الله - تعالي - فلو هاج تسونامي أو أي شيء مما يسميه الغرب 0 غضب الطبيعة ) لن تغني عنهم آلهتهم التي يعبدونها من الله شيئا ، والله أعلي وأعلم .

وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (27)
( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )

يقول تعالى ذكره: والذي له هذه الصفات تبارك وتعالى، هو الذي يبدأ الخلق من غير أصل فينشئه ويوجده، بعد أن لم يكن شيئا، ثم يفنيه بعد ذلك، ثم يعيده، كما بدأه بعد فنائه، وهو أهون عليه.

وهو هين عليه وإعادة الخلق بعد فنائهم أهون عليه من ابتداء خلقهم.

إعادة الخلق أهون عليه من إبداء الخلق.

(وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى)

ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس.

عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ) يقول

ليس كمثله شيء.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ والأرْضِ) مثله أنه لا إله إلا هو، ولا ربّ غيره.

(وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)

يقول تعالى ذكره: وهو العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره خلقه، وتصريفهم فيما أراد من إحياء وإماتة، وبعث ونشر، وما شاء.

ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (28)

يقول تعالى ذكره: مثل لكم أيها القوم ربكم مثلا من أنفسكم، (هَلْ لَكُمْ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم) يقول: من مماليككم من شركاء، فيما رزقناكم من مال، فأنتم فيه سواء وهم. يقول: فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم فكيف رضيتم أن تكون آلهتكم التي تعبدونها لي شركاء في عبادتكم إياي، وأنتم وهم عبيدي ومماليكي، وأنا مالك جميعكم.

أكان أحدكم مشاركا مملوكه في فراشه وزوجته؟ فكذلكم الله لا يرضى أن يعدل به أحد من خلقه.

( تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ )

معنى ذلك: تخافون هؤلاء الشركاء، مما ملكت أيمانكم، أن يرثوكم أموالكم من بعد وفاتكم، كما يرث بعضكم بعضا.

إن مملوكك لا تخاف أن يقاسمك مالك، وليس له ذلك، كذلك الله لا شريك له.

(كَذَلكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

يقول تعالى ذكره: كما بيَّنا لكم أيها القوم حججنا في هذه الآيات من هذه السورة على قدرتنا على ما نشاء من إنشاء ما نشاء، وإفناء ما نحبّ، وإعادة ما نريد إعادته بعد فنائه، ودللنا على أنه لا تصلح العبادة إلا للواحد القهار، الذي بيده ملكوت كلّ شيء كذلك نبين حججنا في كل حقّ لقوم يعقلون، فيتدبرونها إذا سمعوها، ويعتبرون فيتعظون بها.

إطلالة حول الآية

ضرب الأمثال في القرآن لتقريب المعني من حياتك اليومية ، حتي لا تشعر أن القرآن في واد، وأنت في واد آخر

هل تتخيل أن المملوك لك ( العبيد ) - فك الله أسرهم - مشارك لك فيما تملك من مال، والشريك له حق التصرف في المال مثله مثلك، فهل تتخيل أنه يأخذ من مالك ويتصرف فيه كيف يشاء ؟ مستحيل أليس كذلك؟ إذن كيف تجعل لله - تعالي - شريك في ملكه وتعبده مع الله ، والله متفرد بالعبادة استحقاقاً

أنتم تخافون هذه الآلهة

كخوف بعضكم من بأس بعض أو الله أعلم

كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون

لماذا؟ لأن العاقل لا يعبد من لا ينفع أو يضر، فمن الناس من يعبد فئران بيضاء ويضع لها طعامها في آنية من الذهب الخالص ، هل لهم عقول بشرية واعية ؟ ومن وراء هذه الفئران ومن المستفيد - هذا مثال ضعيف جداً لما يحدث في العالم من ديانات خرافية لا تستحق أن تكون دين من باديء ذي بدء ، والناس يعبدون، والناس يؤلهون ، والناس يشركون مع الله من لا يستحق الشراكة .


بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ (29)

يقول تعالى ذكره: ما ذلك كذلك، ولا أشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله الآلهة والأوثان؛ لأن لهم شركاء فيما رزقهم الله من ملك أيمانهم، فهم وعبيدهم فيه سواء، يخافون أن يقاسموهم ما هم شركاؤهم فيه، فرضوا لله من أجل ذلك بما رضوا به لأنفسهم، فأشركوهم في عبادته، ولكن الذين ظلموا أنفسهم فكفروا بالله، اتبعوا أهواءهم، جهلا منهم لحقّ الله عليهم، فأشركوا الآلهة والأوثان في عبادته، (فَمَنْ يهْدِي مَنْ أضَلَّ اللهُ) يقول: فمن يسدّد للصواب من الطرق، يعني بذلك من يوفق للإسلام مَن أضلّ الله عن الاستقامة والرشاد (وَما لَهُمْ منْ ناصرِينَ) يقول: وما لمن أضلّ الله من ناصرين ينصرونه، فينقذونه من الضلال الذي يبتليه به تعالى ذكره

إطلالة حول الآية

خاف من الظلم أكثر مما تخاف من الكفر ، والظلم أنواع:

1 - ظلم للنفس : بالمعاصي والآثام

2 - ظلم للغير: أكل حقوق الناس - البغي عليهم بأي شكل من الأشكال

هنا الحديث في هذه الآية الكريمة: عن الذين ظلموا أنفسهم باتباع الهوي ، فهل في العبادة ( هوي نفس ) الله يقول ذلك ، كلنا كبشر نحتاج إلي الدين ( فطرة ) والله حقاً بالدراسات يغير دماغ المؤمين به ، لكن تكمن المشكلة في افعل ولا تفعل ، فمن يخفف عليك الأحكام والأوامر والنواهي وأنت في قلبك زيغ - نسأل الله المعافاة - ستتجه إليه بالكلية ، وتترك من يشدد عليك أهواءك ويمنعك منها ، علي سبيل المثال لا الحصر: أنت مدمن خمر أو أنك تعمل في مجال بيع العبيد ( أطفال العبيد لصناعة الجنس ) وقال لك دينك: هذا محرم وانت تكسب الأموال الطائلة العابرة للقارات هل ستستجيب؟ المشكلة فعلاً تكمن في الأهواء .

فمن يهدي من أضل الله؟

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

وما لهم من ناصرين

نسأل الله المعافاة

هل الله يغير دماغ المؤمنين حقاً؟ ماذا يقول العلم؟

أندرو نيوبيرج ، عالم أعصاب يدرس الدماغ في ضوء التجربة الدينية

قضى حياته المهنية متابعًا هذا الحدس. كتب في كتابه كيف يغير الله دماغك: "إذا كنت تفكر في الله لفترة كافية ، يحدث شيء مفاجئ في الدماغ. يبدأ الأداء العصبي في التغيير. يتم تنشيط دوائر مختلفة ، بينما يتم إلغاء تنشيط دوائر أخرى. تتشكل تشعبات جديدة ، ويتم إجراء اتصالات متشابكة جديدة ، ويصبح الدماغ أكثر حساسية لعوالم الخبرة الدقيقة. تتغير المفاهيم ، وتبدأ المعتقدات في التغيير ، وإذا كان لله معنى بالنسبة لك ، يصبح الله حقيقيًا من الناحية العصبية. "


التجارب الدينية ، تحقق وظيفتين أساسيتين للدماغ:


1 - الصيانة الذاتية ("كيف نعيش كأفراد وكجنس؟")


2 - السمو الذاتي ("كيف نستمر في تطوير وتغيير أنفسنا كأشخاص؟").


يقوم نيوبيرج وفريقه بمسح دماغ الأشخاص المشاركين في تجارب دينية ، مثل الصلاة أو التأمل. على الرغم من أنه يقول أنه لا يوجد جزء واحد فقط من الدماغ يسهل هذه التجارب - "إذا كان هناك جزء روحي ، فهو الدماغ كله" - فإنه يركز على اثنين منهم.


فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (30)

يقول تعالى ذكره: فسدّد وجهك نحو الوجه الذي وجهك إليه ربك يا محمد لطاعته، وهي الدين، (حَنِيفًا) يقول: مستقيما لدينه وطاعته (فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا) يقول: صنعة الله التي خلق الناس عليها ونصبت " فطرة " على المصدر من معنى قوله: (فَأقِم وَجْهَكَ للدّينِ حَنِيفًا) وذلك أن معنى ذلك: فطر الله الناس على ذلك فطرة.

(فِطْرَةَ اللهِ)

الإسلام

عن يزيد بن أبي مريم، قال: مرّ عمر بمُعاذ بن جبل، فقال

ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث، وهنّ المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)، والصلاة: وهي الملة، والطاعة: وهي العصمة. فقال عمر: صدقت.

(لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)

لا تغيير لدين الله؛ أي لا يصلح ذلك، ولا ينبغي أن يفعل.

لدينه.

وقال آخرون

بل معنى ذلك: لا تغيير لخلق الله من البهائم، بأن يخصي الفحول منها.

(ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ)

الحساب القيم.

(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

يقول تعالى ذكره: ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الدين الذي أمرتك يا محمد به بقولي (فَأقمْ وَجْهَكَ للدِّينِ حَنِيفا) هو الدين الحقّ دون سائر الأديان غيره.

إطلالة حول الآية
فأقم وجهك للدين حنيفا

الحنيف: المائل من الشرك إلي التوحيد

المقصود الميل من أي دين أنت عليه إلي الدين الإسلامي ( عقيدة المسلمين )

والسؤال هنا

لماذا يطلب منا الله - تعالي - توجيه الوجه للدين ؟ لماذا لا يكون الجسد ، لماذا لا يكون القلب ؟ لماذا لا تكون الروح وهو الأقرب للفهم ؟

الله - يعلم - لكن لو تخيلت أنك غيرت شكل وجهك بمكياج أو بقناع سليكون - علي سبيل المثال لا الحصر - هل من أمامك سيعرفك ؟ بالطبع لا، فالوجه هو الهُوية الشخصية لكل واحد منا ، بالإضافة إلي ان الوجه: أشرف ما في الإنسان ومكرم للدرجة التي ينهي فيها الرسول - صلي الله عليه وسلم - للضرب عليه لأنه يُهين المضروب إهانة بالغة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قاتل أحدكم أخاه فليبتعد عن الوجه)، وعن أَبي ذرٍّ t قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله ﷺ: لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ رواه مسلم. لتدرك أهمية الوجه في الإسلام: تتبع هذا الرابط تفضلا

فطرة الله التي فطر الناس عليها

أبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، كانَ يُحَدِّثُ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ، ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ.

لا تبديل لخلق الله

هذا ما ينبغي أن يكون ، وهم بدلوا خلق الله في كل شيء بالهندسة الوراثية - نسأل الله السلامة .

ذلك الدين القيم

الأمر القيم أي الذي له قيمة، والقيم السيدأو المتولي للأمر، ومنه قولهم قيم الوقف أو القيم على القصر أي الولي الذي يقوم بشؤونهم.

ومن هذا المعني اللغوي نفهم: أن الدين القيم هو المهيمن علي كل الأديان السابقة عليه ( عقيدة المسلمين )

ولكن أكثر الناس لا يعلمون

هل تعلم: أن الأديان الأرضية وصلت لحد 4000 ديانة ؟ بالطبع أغلبهم لا يعلمون ، وماذا أنت فعلت لقلة هذا العلم في الأرض ؟ هل شاركت دينك مع الآخرين فهماً وتطبيقا؟ الله يسامحنا علي التقصير .

۞مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (31)
يعني تعالى ذكره بقوله: (مُنِيِبِين إلَيْهِ) تائبين راجعين إلى الله مقبلين.

كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (مُنِيبينَ إلَيْهِ) قال: المنيب إلى الله: المطيع لله، الذي أناب إلى طاعة الله وأمره، ورجع عن الأمور التي كان عليها قبل ذلك، كان القوم كفارا، فنـزعوا ورجعوا إلى الإسلام.

وتأويل الكلام: فأقم وجهك يا محمد للدين حنيفا، منيبين إليه، إلى الله، فالمنيبون حال من الكاف التي في وجهك.

(واتَّقُوهُ)

يقول جلّ ثناؤه: وخافوا الله وراقبوه، أن تفرّطوا في طاعته، وتركبوا معصيته (وَلا تَكُونَوا مِنَ المُشْرِكِينَ) يقول: ولا تكونوا من أهل الشرك بالله بتضييعكم فرائضه، وركوبكم معاصيه، وخلافكم الدين الذي دعاكم إليه.


مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ (32)

(الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعا)
وهم اليهود والنصارى.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعا) إلى آخر الآية، قال: هؤلاء يهود، فلو وجِّه قوله: (مِنَ الِّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) إلى أنه خبر مستأنف منقطع عن قوله: (وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ)، وأن معناه: (من الذين فرّقوا دِينَهُم وكانُوا شيَعا) أحزابا، (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) كان وجها يحتمله الكلام.

(كُلُّ حِزْبٍ بمَا لَديْهِمْ فَرِحُونَ)

يقول: كل طائفة وفرقة من هؤلاء الذين فارقوا دينهم الحقّ، فأحدثوا البدع التي أحدثوا(بِمَا لَديْهم فَرِحُونَ) يقول: بما هم به متمسكون من المذهب، فرحون مسرورون، يحسبون أن الصواب معهم دون غيرهم.

إطلالة حول الآية

هذا في الأديان الأخر، ونحن أيضاً تفرقنا إلي سنة وشيعة ، والرسول - صلي الله عليه وسلم - يقول ( «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة»)) فيُعرفون الفرقة الناجية بأنها هي المتبعة لما كان عليه الرسول ﷺ وأصحابه، فهي بقية السلف، والمتفردة باتباع الكتاب والسنة بين بقية الفرق التي عصفت بها الأهواء، وذهب بها الرأي والشبهات كل مذهب.

الروابط

0 views0 comments

Recent Posts

See All

الروم: صفحة 410

وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ (51) يخبر تعالى عن حالة الخلق وأنهم مع هذه النعم...

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page