top of page

النمل: صفحة 377

Updated: Mar 30, 2023


سورة النمل سورة

مكية

آياتها

93

وترتيبها في المصحف

27

نزلت بعد سورة الشعراء

السورة بها

سجدة تلاوة في الآية 26

ذُكر فيها قصص

النبي موسي - عليه السلام -

ذكر قصة سيدنا سليمان في وادي النمل.

قصة سيدنا سليمان مع الهدهد وملكة سبأ.

قصة سيدنا صالح عليه السلام.

قصة سيدنا لوط عليه السلام.

ذكرت البسملة في السورة

مرتين، حيث وردت البسملة في الافتتاح وفي الآية 30

سبب نزول السورة

عن سفيان الثوري في قوله ﴿وَسلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الذين اصْطَفَى﴾ [النمل:59] قال: نزلت في أصحاب محمد خاصة.

سبب التسمية

سميت سورة النمل بهذا الأسم لورود قصة النمل مع سيدنا سليمان عليه السلام.


طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ (1) هُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ (2)
وقد رُوي عن ابن عباس أن قوله: ( طس )

قسم أقسمه الله هو من أسماء الله.

وعن ابن عباس: قوله: ( طس )

قسم أقسمه الله هو من أسماء الله

فالواجب على هذا القول أن يكون معناه: والسميع اللطيف, إن هذه الآيات التي أنـزلتها إليك يا محمد لآيات القرآن, وآيات كتاب مبين: يقول: يبين لمن تدبَّره, وفكَّر فيه بفهم أنه من عند الله, أنـزله إليك, لم تتخرّصه أنت ولم تتقوّله, ولا أحد سواك من خلق الله, لأنه لا يقدر أحد من الخلق أن يأتي بمثله, ولو تظاهر عليه الجنّ والإنس. وخفض قوله : ( وَكِتَابٍ مُبِينٍ ) عطفا به على القرآن.

هذه آيات القرآن بيان من الله بين به طريق الحق وسبيل السلام.

( وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )

يقول: وبشارة لمن آمن به, وصدّق بما أنـزل فيه بالفوز العظيم في المعاد.

إطلالة حول الآيتين

طسم: سر من أسرار الله - تعالي - وهي من جنس حروف اللغة العربية

( مجرد معني )

لقد تحولت حياتنا بين عشية وضحاها إلي مجموعة من الرموز من أسماء البنوك إلي أسماء المنظمات العالمية إلي حتي البرندات واللوجهات ، فهل الله تعالي أعطي رمز لكل سورة لتعرف به يوم القيامة ، فمن معه ( الطواسين ) أي كل السور التي تبدأ ب ( طس) علي سبيل المثال، هي مفتاح معين لجزء في الجنة لا أحد يستطيع أن يدخل هذه الشفرة لدخول هذا المكان غيرهم ، بالطبع الله يعلم ونحن لا نعلم .

إذن هو

قسم من الله - تعالي - لعباده المؤمنين أن هذا الكتاب جلي واضح ، وهو هدي وبشري، لمن يارب ؟ ( للمؤمنين حصريا) من هم هؤلاء المؤمنين ، ستأتي الآيات القادمة ببيان من هم علي الحقيقة .


ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (3)

هو هدى وبشرى لمن آمن بها, وأقام الصلاة المفروضة بحدودها. وقوله وقد بيَّنا ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.(وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )يقول: وهم مع إقامتهم الصلاة, وإيتائهم الزكاة الواجبة, بالمعاد إلى الله بعد الممات يوقنون, فيذلون في طاعة الله, رجاء جزيل ثوابه, وخوف عظيم عقابه, وليسوا كالذين يكذّبون بالبعث, ولا يبالون, أحسنوا أم أساءوا, وأطاعوا أم عصوا, لأنهم إن أحسنوا لم يرجوا ثوابا, وإن أساءوا لم يخافوا عقابا.

إطلالة حول الآيتين
أول صفة للمؤمنين ( إقامة الصلاة )

وما هي إقامة الصلاة ؟ معناها في اللغة ( ترسيخ ) رسخت الصخرة أي استقرت ، ومعني هذا أنك تقيمها بين جنبيك ، بين نفسك ، لا مجرد حركات تؤديها تسقط بيها الفريضة ، فأنت إذا أردت ترسيخ شيء في مكان لا يتحرك ثبتت جذوره أليس كذلك؟ والرسول - صلي الله عليه وسلم - قال لنا عن الصلاة ( هي صلة بين العبد وربه ) وهل هناك صلة وثيقة في أعي علاقة حولك ثابتة راسخة إلا بالحديث والتواصل الجيد ؟ إن دنيا الناس علمتنا أن الحديث الكثير مع الشريك ( سواء شراكة عمل أو علاقات شخصية ) هي بوابة ديمومة الحياة ، وعكس ذلك الكلام المتقطع أو القليل هو بوابة الحياة المنفصلة ، لذا تكلم مع الله - تعالي - ( مناجاة ) حدثه عن أهم التحديات في حياتك ، حدثه عن مطالبك ، حدثه عن اهتمامك بجنته وخوفك من نيرانه ، تكن لك علاقة وإقامة صلاة ، غير ذلك أن تؤدي الصلاة ولا تقيمها في نفسك أولا ، والله أعلي وأعلم .

ثاني صفة ( الزكاة )

سنرفق رابط للإنفاق الزكاة ، وبقية الفئة عن الإنفاق عموماً في الإسلام ، كل ما نحب إضافته في هذا المقام ، أن الدينار ما سُمي دينار إلا إنه دين ونار ، فإذا أنفته علي نفسك وذويك وغيرك بالحق كان دينك، وإلا فإنه نارك - عافاك وعافانا الله -

ثالثت صفة ( بالآخرة هم يوقنون )

وهي صفة صعبة الوصول إليها حقاً، فالأعمال ابلغ من الأقوال ، فكرة أنك توقن بيوم آخر وحساب وعقاب ، له تبعات ، له عواقب ، وله انضباط في حياتنا اليومية ن لا نقول أننا لا نقوم من علي سجادة الصلاة ولكن كلماتنا - حركاتنا - فعلنا يومنا في سبيل الله ، وكله محسوب بحساب دقيق يميزنا إن كنا من الموقنين بالآخرة عن غيرنا ممن لا يوقن

لمحة أخيرة

اليقين: هو الإعتقاد الجازم

هل أنت ممن يعتقد اعتقاد جازم أن هناك آخرة وجنة ونار ومقابلة الله - عزوجل- ؟ لن نتحدث عن الأفعال هنا، بل عن افكارك ؟ هل تؤمن بهذا ؟ الكثير والكثير من الناس ومن ضمن المسلمين لا يتيقنون بهذا ، ارجع ببصرك لبداية الآيات وأنت تعلم أن هذا القرآن هدي وبشري ( للمؤمنين حصريا )

إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ (4)

إن الذين لا يصدّقون بالدار الآخرة, وقيام الساعة, وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب.( زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ ) حببنا إليهم قبيح أعمالهم, وسهَّلنا ذلك عليهم.( فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) يقول: فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيَّناها لهم يتردّدون حيارى يحسبون أنهم يحسنون

إطلالة حول الآية

اتفقنا من قبل إن الأصل في الأشياء الخلو من الزينة ، فنحن من نزين العروس، نحن من نزين المساكن، نحن من نزين الشركات، حتي دور العباة نحن نزينها زينة خارجية ...الخ ، الله - تعالي - يقول في هذه الآية الكريمة التي بين أيدينا: أن الأعمال أيضاً لها زينة ، بالفعل إن لم تكن لها زينة لما رأئي بعض الناس - عافانا الله - وقال لنا - عزوجل - أن من لا يؤمن بالآخرة : لم يتركهم الله لحالهم لا يؤمنون بالآخرة وانتهي الأمر ، بل علي العكس من ذلك : زين لهم الأعمال التي يعملونها في هذه الحياة فيشعرون أنها أعمال عظيمة للإنسانية ، ثم ذيل الآية بقوله - تعالي - ( فهم يعمهون) والعمه غير العمي ، العمه: هو عمي البصيرة لا النظر ، وكما أن الله - تعالي - يعطي مكافأة لمن يؤمن به كما قال تعالي - ي غير موضع ( والذين اهتدوا زادهم هدي) زيادة الهدي هي مكافأتهم ، هنا المكآفأة للكفار: تزيين الأعمال وطمس البصيرة - عافانا الله بفضله -


أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ وَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ (5)

وقوله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة لهم سوء العذاب في الدنيا, وهم الذين قتلوا ببدر من مشركي قريش. وهم يوم القيامة هم الأوضعون تجارة والأوكسوها باشترائهم الضلالة بالهدى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ

إطلالة حول الآية

أولئك ( حصرياً ) لهم سوء العذاب يوم القيامة وهم في الآخرة هم الأخسرون وليس الخاسرون ، وكأنه يرد القول - عزوجل - أنهم أكثر ناس خاسرين في الآخرة - نسأل الله المعافاة .


وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)

وإنك يا محمد لتحفظ القرآن وتعلمه (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) يقول: من عند حكيم بتدبير خلقه, عليم بأنباء خلقه ومصالحهم, والكائن من أمورهم, والماضي من أخبارهم, والحادث منها

إطلالة حول الآية

يا محمد - صلي الله عليه وسلم - ويا أمة محمد من بعده ( إنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم ) ماذا تشعر؟ هل لو أن عملك تتعامل مع روبوت عالي التحميل للمعلومات ، وأنت تتعامل معه ليل نهار، وكل مشكلة ترجع له فيها ، هل لو تعطل تشعر بالقلق؟ إن فكرة أن تعتمد علي جهة عليمة علم واسع رفيع المستوي يجعلك تشعر بالإطمئنان ، والحكيم : لن نقول هو وضع الشيء المناسب في المكان المناسب وحسب ، بل الحكيم يتعامل مع كل واحد منا مؤمن أو كافر بحكمة بالغة ، فيعطي هذا رزق واسع وآخر يضيق عليه الرزق وثالث يضيق عليه نفسه ، يزيد عليه الإكتئاب أو عدم وجود المعني في حياته ، فيظل يبحث ويبحث ويبحث عن المعني فإذا لم يجده قرر الموت الرحيم وهو في قمة مجده .

تخيل

أن هناك في عائلتك إنسان ( كبير العائلة رجل حكيم ) وانت تشاجرت مع زوجتك والشجار يقف علي الطلاق، إلي من تذهب إلي أصغر واحد في العائلة المتهور، أم تذهب لحكيم العائلة الكبير الذي يأخذ الأمور بتروي وفكر عميق وإصلاح ما بينكما ، بالطبع تذهب لهذا الحكيم .

إذن عندما تعلم أن هذا القرآن جاء من جهة عليمة حكيمة

بعد ذلك ستقرأ القرآن وانت موقن بأن بين طياته العلم ( الديني والدنيوي + الحكمة ) التي يدفع الناس فيها حياتهم من أجل الوصول إليها ، يسميها الغرب ( العقل الاواعي ) ويحملونه في العقل هو والشخصية التي تعجبهم .

إِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهۡلِهِۦٓ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا سَـَٔاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ ءَاتِيكُم بِشِهَابٖ قَبَسٖ لَّعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ (7)
إِذْ قَالَ مُوسَى

عليم حين قال موسى (لأَهْلِهِ) وهو في مسيره من مدين إلى مصر, وقد آذاهم برد ليلهم.(إِنِّي آنَسْتُ نَارًا) أي أبصرت نارا أو أحسستها, فامكثوا مكانكم (سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ) يعني من النار, والهاء والألف من ذكر النار (أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ)

(لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)

يقول: كي تصطلوا بها من البرد

فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (8)
(فَلَمَّا جَاءَهَا )

يقول: فلما جاء موسى النار التي آنسها(نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ).

(نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ )

يقول: قدّس.

كان نور ربّ العالمين في الشجرة.

ناداه وهو في النار

هو النور

وقال آخرون

بل معنى ذلك: بوركت النار

عن ابن جُرَيج, عن سعيد بن جبير, أنه قال

حجاب العزّة, وحجاب المَلِكَ, وحجاب السلطان, وحجاب النار, وهي تلك النار التي نودي منها. قال: وحجاب النور, وحجاب الغمام, وحجاب الماء, وإنما قيل: بورك من في النار, ولم يقل: بورك فيمن في النار على لغة الذين يقولون: باركك الله. والعرب تقول: باركك الله, وبارك فيك.

وقوله: (وَمَنْ حَوْلَهَا )

ومن حول النار. وقيل: عَنى بمن حولها: الملائكة.

وقال آخرون

هو موسى والملائكة.

(وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

يقول: وتنـزيها لله رب العالمين, مما يصفه به الظالمون.

يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّهُۥٓ أَنَا ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (9)

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيله لموسى: (إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ ) في نقمته من أعدائه (الْحَكِيمُ) في تدبيره في خلقه

وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ (10)

وهو فألقاها فصارت حية تهتز (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ)

يقول: كأنها حية عظيمة, والجانّ: جنس من الحيات معروف.

وقوله: (وَلَّى مُدْبِرًا)

يقول تعالى ذكره: ولى موسى هاربا خوفا منها(وَلَمْ يُعَقِّبْ) يقول: ولم يرجع . من قولهم: عقب فلان: إذا رجع على عقبه إلى حيث بدأ.

عن قتادة

لم يلتفت

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَلَمْ يُعَقِّبْ) قال: لم يرجع (يَا مُوسَى) قال: لما ألقى العصا صارت حية, فرعب منها وجزع, فقال الله: (إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) قال: فلم يرعو لذلك, قال: فقال الله له: أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ قال: فلم يقف أيضا على شيء من هذا حتى قال: سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى قال: فالتفت فإذا هي عصا كما كانت, فرجع فأخذها, ثم قوي بعد ذلك حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها.

إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسۡنَۢا بَعۡدَ سُوٓءٖ فَإِنِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ (11)
(إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ )

فقد أمنه الله بوعده الغفران والرحمة, وأدخله في عداد من لا يخاف لديه من المرسلين، فقال بعض نحويي البصرة: أدخلت إلا في هذا الموضع؛ لأن إلا تدخل في مثل هذا الكلام, كمثل قول العرب: ما أشتكي إلا خيرا، فلم يجعل قوله: إلا خيرا على الشكوى, ولكنه علم أنه إذا قال: ما أشتكي شيئا أن يذكر عن نفسه خيرا, كأنه قال: ما أذكر إلا خيرا كيف صير خائفا من ظلم, ثم بدّل حسنا بعد سوء, وهو مغفور له؟ فأقول لك

في هذه الآية وجهان: أحدهما

أن يقول: إن الرسل معصومة مغفور لها آمنة يوم القيامة, ومن خلط عملا صالحا وآخر سيئا فهو يخاف ويرجو, فهذا وجه.

والآخر

أن يجعل الاستثناء من الذين تركوا في الكلمة, لأن المعنى: لا يخاف لديّ المرسلون, إنما الخوف على من سواهم, ثم استثنى فقال: (إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا ) يقول: كان مشركا, فتاب من الشرك, وعمل حسنا, فذلك مغفور له, وليس يخاف. قال:

عن مجاهد, قوله: (إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ )

ثم تاب من بعد إساءته (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )

وَأَدۡخِلۡ يَدَكَ فِي جَيۡبِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٖۖ فِي تِسۡعِ ءَايَٰتٍ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَقَوۡمِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ (12)
(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ )

ذكر أنه تعالى ذكره أمره أن يدخل كفه في جيبه; وإنما أمره بإدخاله في جيبه, لأن الذي كان عليه يومئذ مِدرعة من صوف. قال بعضهم: لم يكن لها كُمٌّ. وقال بعضهم: كان كمها إلى بعض يده. الكف فقط في جيبك، قال: كانت مدرعة إلى بعض يده, ولو كان لها كُمٌّ أمره أن يدخل يده في كمه.

(تَخْرُجْ بَيْضَاءَ )

يقول: تخرج اليد بيضاء بغير لون موسى (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) يقول: من غير برص (فِي تِسْعِ آيَاتٍ ) , يقول تعالى ذكره: أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء, فهي آية في تسع آيات مُرسل أنت بهنّ إلى فرعون; وترك ذكر مرسل لدلالة قوله (إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ )

على أن ذلك معناه

(تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ هي التي ذكر الله في القرآن: العصا, واليد, والجراد, والقمل, والضفادع, والطوفان, والدم, والحجر, والطمس الذي أصاب آل فرعون في أموالهم.

وقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )

يقول: إن فرعون وقومه من القبط ( سكان مصر: كان يطلق عليهم القبط) كانوا قوما فاسقين, يعني كافرين بالله، وقد بيَّنا معنى الفسق فيما مضى

فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَٰتُنَا مُبۡصِرَةٗ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ (13)

يقول تعالى ذكره: فلما جاءت فرعون آياتنا, يعني: أدلتنا وحججنا, على حقيقة ما دعاهم إليه موسى وصحته, وهي الآيات التسع التي ذكرناها قبل. وقوله (مُبْصِرَةً) يقول: يبصر بها من نظر إليها ورآها حقيقة ما دلت عليه.

عن ابن جُرَيج: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً)

قال: بينة (قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) ، يقول: قال فرعون وقومه: هذا الذي جاءنا به موسى سحر مبين, يقول: يبين للناظرين له أنه سحر

لتتعرف علي مصارف الزكاة في الإسلام: تفضل بزيارة:

لتتعرف علي آيات موسي - عليه السلام - انظر
الطاعون
القُمل
الضفادع
الأخذ بالسنين
الجراد
الضفادع

The Links
4 views0 comments

Recent Posts

See All

النمل: صفحة 379

إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ (23) (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ )...

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page