وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (14)
وَجَحَدُوا بِهَا
وكذبوا بالآيات التسع أن تكون من عند الله. الجحود: التكذيب
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ
وأيقنتها قلوبهم, وعلموا يقينا أنها من عند الله, فعاندوا بعد تبينهم الحق, ومعرفتهم به. فلم جحدوا بها؟
قال: ظلما وعلوّا فعاندوا الحقّ بعد وضوحه لهم, فهو من المؤخر الذي معناه التقديم.
إطلالة حول الآية
يقال ولد جاحد لأبويه أو لأحدهما ، بمثل هذا: بع الناس جاحدين ليس لأبويهم بل للآيات الله - تعالي - يرونها جيدا ويفهمون أن هناك إله واحد وما يحدث أمامهم غير اعتيادي وفي نفس الوقت يجحدوا بهذه الآية ، ولا يجحدون بها وحسب بل تستيقنها نفوسهم أنها حق ومن عند الله ، لا من عند بشر ، لماذا ؟ ظلم وإرادة علو في الأرض ، ثم يعقب الولي - عزوجل - فانظر ( كيف كان عاقبة المفسدين
لمحة أخيرة
كلمة ( انظر) لا تأتي في القرآن للنظر وأنت معمي البصيرة بل هي كما قال العلماء ( اللهم نظر اعتبار ، فكر اعتبار ونطق خير نشيعه بين الناس ) ، الله - جل ذكره - لما أمرنا في هذه الآية لمن يري آيات الله ويجحدوا بها لمجرد الظلم والعلو، انظر لعاقبتهم تظر اعتبار ... اللهم لا تجعلنا منهم بفضلك .
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ عِلۡمٗاۖ وَقَالَا ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّنۡ عِبَادِهِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (15)
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا )
وذلك علم كلام الطير والدواب, وغير ذلك مما خصهم الله بعلمه.(وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول جلّ ثناؤه: وقال داود وسليمان: الحمد لله الذي فضلنا بما خصنا به من العلم الذي آتاناه
إطلالة حول الآية
1 - الحقيقة أن الله - تعالي - أعطي داوود وسليمان أكثر من العلم بكثير ، فقد أعطاهما النبوة واعطاهما المُلك، وأعطي داوود الحكمة .
2 - اختصهما الله - تعالي - في هذه الآية ( بالعلم ) إشارة لأهمية العلم عند الله - تعالي - وهل هو علم ديني أم دنيوي ؟ الإثنين ، فالعلم الدنيوي مثل ( صناعة لباس الحروب والدروع + التحدث مع الحيوانات وصناعة التماثيل ... وغيرها ) وبالطبع العلم الديني المتمثل في النبوة .
3 - وقالا ( الأب " داوود" والإبن " سليمان" ) الحمد لله الذي فضلنا علي كثير من عباده المؤمنين، كناية علي أن الإيمان وحده لا يكفي ، بل لابد من تعلم الدين ، أو حتي العلم الدنيوي ، بالطبع الله أعلي وأعلم .
4 - نعمة التعلم والتعليم مهنة الأنبياء ، لذا من يعلم الأجيال الغير متعلمة ( أطفال الحروب ) وكأنه أخذ جزء من ميراث النبوة حتي لو يعلمهم علوم دنيوية والله أعلي وأعلم .
وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ (16)
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ )
أباه ( دَاودَ ) العلم الذي كان آتاه الله في حياته, والمُلك الذي كان خصه به على سائر قومه, فجعله له بعد أبيه داود دون سائر ولد أبيه (وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ) يقول: وقال سليمان لقومه: يا أيها الناس علمنا منطق الطير, يعني فهمنا كلامها; وجعل ذلك من الطير كمنطق الرجل من بني آدم إذ فهمه عنها.
عن محمد بن كعب
بلغنا أن سليمان كان عسكره مائة فرسخ: خمسة وعشرون منها للإنس, وخمسة وعشرون للجنّ، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير, وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب; فيها ثلاث مائة صريحة, وسبع مائة سرية, فأمر الريح العاصف فرفعته, وأمر الرخاء فسيرته، فأوحى الله إليه وهو يسير بين السماء والأرض: إني قد أردت أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت الريح فأخبرته
(وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ )
يقول: وأعطينا ووهب لنا من كلّ شيء من الخيرات (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) يقول: إن هذا الذي أوتينا من الخيرات لهو الفضل على جميع أهل دهرنا المبين, يقول: الذي يبين لمن تأمَّله وتدبره أنه فضل أعطيناه على من سوانا من الناس.
إطلالة حول الآية
1 - ورث سليمان - عليه السلام - أبيه ( في النبوة والمُلك والعلم الدنيوي ) فقال لقومه: يا أيها الناس ( كل الناس وليس المؤمنين بالله فقط) عُلمنا منطق الطير: وهو علم يتعلمه الغرب اليوم يتحدثون ليس مع الببغاء فحسب بل مع طيور كثيرة من ضمنها الفراخ نعم كما قرأت إنها من الطيور الذكية جداً عندها قدرة علي حل المشكلات وغيرها من القدرات العقلية المعقدة ، سيدنا سليمان - عليه السلام - وهب هذه القدرة ربانياً وليس تعليم بشري.
2 - وأوتينا من كل شيء: بالفعل نبوة وحكم وقضاء بين الناس ومُلك .
3 - ثم يعقب علي قوله ( إن هذا لهو الفضل المبين ) وكأنه يقول إن فضل الله علينا كان كبيرا .
وَحُشِرَ لِسُلَيۡمَٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّيۡرِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ (17)
واختلف أهل التأويل في معنى قوله (فَهُمْ يُوزَعُونَ )
يحبس أوّلهم على آخرهم حتى يجتمعوا
عن ابن عباس
جعل على كل صنف من يرد أولاها على أُخراها لئلا يتقدموا في المسير، كما تصنع الملوك.
يساقون
يتقدمون
إطلالة حول الآية
1 - حشر: توحي بأن عدد هذا الجيش كان عظيم والله أعلي وأعلم .
2 - الجنود 3 أصناف أو الله أعلم ( 1 - الجن - 2 - الإنس - 3 - الطير ) هل تعلم أن الجيوش الغربية تستخدم الحيوانات في جيوشها ، أنا اعلم البغال علي سبيل المثال والحصان والحمير وحتي البقر والجاموس ، لكن لا اعلم عن الطيور شيء ، فهل يستخدمون الآن الطيور في جيوشهم أم لا ؟ أنا لا أعلم ، ولكنا نعلم أن إذا أردت أن تعرف ما هو آت فلتنظر إلي مافات فإن الأمور متشابهات ، فالتاريخ يعيد نفسه ، ويبدو أن الغرب الآن إذا قرأ الكتب السماوية يوماً وعلم ما كان يفعله الأنبياء من معجزات في السابق ـ فقرروا أن يكون لهم منه نصيب حتي يلغوا فكرة الألوهية من الأساس ، فتراهم يحاولون إحياء الموتي مثل سيدنا عيسي - عليه السلام - وتعلموا التحدث مع الطيور وحتي الحيتان في البحر يتحدثون معهم .
3 - هل في الآية إشارة إلي أن الجيوش في آخر الزمان سترجع لما بدأت به أول البشرية ؟ أو هي إشارة لإستخدام الحيوانات في شيء أنفع من أنها تأكل وتشرب وتتزاوج ، فالحيوانات اليوم لها دور أكبر من اي وقت مضي ، سنرفق بمشيئة الله فئة عن الحيوانات من وجهة نظر الإسلام في نهاية هذا الملف
حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوۡاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (18)
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ )
وهم لا يعلمون أنهم يحطمونكم.
عن عوف في قوله: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ) قال
كان نمل سليمان بن داود مثل الذباب.
إطلالة حول الآية
1 - واد النمل: أشار القرآن إلي وجود ( وادي للنمل ) وهو ما أثبته العلم الحديث ، في الصورة أعلي ستجد أن بعض الناس يحرقون وادي نمل ليقضضوا عليه وهو ما يؤثر تأثير مبالغ فيه تأثيراً علي البيئة وعلي إيكولوجيا الأرض بالسلب.
2 - قالت نملة: إنهم يتحدثون كما نتحدث ويسبحون المولي - عزوجل - لكننا لا نفقه كلامهم ولا تسبيحهم ، العلماء اليوم يفهمون كلامهم أو جزء منه ، بالرقص أو المناداة أو غير ذلك، لكن لا نعتقد أن علماء الحشرات يعلمون طريقة تسبيحهم لله - تعالي -
3 - ادخلوا مساكنكم: أمر واجب النفاذ ، ربما هذه النملة كانت ملكة ، لكن في الغالب الكل يعمل بجد في عالم النمل
4 - لا يحطمنكم: التحطيم يأتي للزجاج أو ماشابه ، بعد قليل ستجد العلم يقول كلمته .
5 - سليمان وجنوده وهم لا يشعرون: دلالة من الله - تعالي - أن لا تؤذوا النمل وأنتم تشعرون لأن دورهم في التنوع البيولوجي وخصوبة الأرض مالهم ، فلا تقتلوهم وخاصة الحرق لأنه يغير كيميائية الأرض إلي الأبد في المنطقة المحروق بها النمل .
6 - في ملف الحشرات أدني - اقرأ عن أثر حرق النمل علي البيئة ونهي الرسول - صلي الله عليه وسلم - عن ذلك الفعل .، مما يغني عن الإعادة هنا .
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰلِحِينَ (19)
قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
اجعلني
أوزع فلان بفلان
حرض عليه
( أوْزِعْني )
ألهمني وحرّضني على أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ.
وقوله: (وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ )
وأوزعني أن أعمل بطاعتك وما ترضاه
(وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
وأدخلني برحمتك مع عبادك الصالحين, الذين اخترتهم لرسالتك وانتخبتهم لوحيك, يقول: أدخلني من الجنة مداخلهم.
إطلالة حول الآية
1 - الله - تعالي - فرق بين الإبتسام والضحك في الآية الكريمة ، وما دلالة ذلك ؟ إن رسول الله محمد - صلي الله عليه وسلم - كان دائم الإبتسام ، وعرف عنه الضحك إلي النواجذ مرات معدودة تكاد تعد علي أصابع اليد الواحدة ، وللعلم كلمة في القهقهة أو الضحك إنه مؤذي إلي حد الموت ، في بعض الحالات الصحية أو صغر السن ( الرضع ) أو كبار السن حتي لو لم يكن لهم حالة صحية خاصة ، سنرفق في نهاية هذا الملف بمشيئة الله ( ملف عن الضحك علمياً )
2 - وقال الدعاء الموجود بالآية ، وكما قال العلماء: إن هذا الدعاء جمع جيلين ( سيدنا سليمان نفسه " رب أوزعني ان أشكر نعماك التي أنعمت علي ) ( جيل الآباء : " وعلي والدي " ) ثم بقية الدعاء ، كناية علي أن أي فضل أنت فيه حتي لو بنيت نفسك بنفسك، لآباءك فضل فيه ، لذا يجب عليك الدعاء لهم أحياء أو أموات ،ولتكن 5 مرات علي الأقل في اليوم والليلة مع صلواتك لتتذكر ولا تنسي .
3 - انظر لبقية دعاءه - عليه السلام -
- أن أعمل صالحاً ارضاه: من الذي يتحدث؟ نبي - ملك - قاضي بين الناس بالحق، نعم ومع ذلك يطلب عمل صالح يرضي الله ، وليس عمل صالح وانتهي الأمر ، فالعبرة بالقبول وليس بالعمل مهمها جودته وحسنته ، فاهي مريم العذراء تقول علي لسان القرآن في غير موضع ( وتقبلها بقبول حسن ) يبدو أنه كلما زادت معرفتك بالله - عزوجل - زاد تعلقك بحسن القبول ، وليس القبول وحسب .
- وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين: مرة ثانية من الذي يسأل الله ؟ سيدنا سليمان النبي الملك القاضي ، يرد فقط بعد كل ما يملكه في الدنيا أن يحشر بين عباد الله الصالحين في الآخرة ، ربما بينهم الفقراء في الدنيا ، ربما ربما ، لكن كانت هذه هي رغبته .
وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيۡرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَآ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَآئِبِينَ (20)
( وَتَفَقَّدَ ) سليمان (الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ )
وكان سبب تفقده الطير وسؤاله عن الهدهد خاصة من بين الطير, ما حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا المعتمر بن سليمان, قال: سمعت عمران عن أبي مجلز, قال: جلس ابن عباس إلى عبد الله بن سلام, فسأله عن الهدهد: لم تفقَّده سليمان من بين الطير فقال عبد الله بن سلام: إن سليمان نـزل منـزلة في مسير له, فلم يدر ما بُعْد الماء, فقال: من يعلم بُعْد الماء؟ قالوا: الهدهد, فذاك حين تفقده.
عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس
قال: كان سليمان بن داود يوضع له ستّ مائة كرسي, ثم يجيء أشراف الإنس فيجلسون مما يليه, ثم تجيء أشراف الجن فيجلسون مما يلي الإنس قال: ثم يدعو الطير فتظلهم, ثم يدعو الريح فتحملهم, قال: فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر, قال: فبينا هو في مسيره إذ احتاج إلى الماء وهو في فلاة من الأرض, قال: فدعا الهدهد, فجاءه فنقر الأرض, فيصيب موضع الماء, قال: ثم تجيء الشياطين فيسلخونه كما يسلخ الإهاب, قال: ثم يستخرجون الماء. فقال له نافع بن الأزرق: قف يا وقاق، أرأيت قولك الهدهد يجيء فينقر الأرض, فيصيب الماء, كيف يبصر هذا, ولا يبصر الفخّ يجيء حتى يقع في عنقه؟ قال: فقال له ابن عباس: ويحك إن القدر إذا جاء حال دون البصر.
عن وهب بن منبه, قال
كان سليمان بن داود إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير, وقام له الجنّ والإنس حتى يجلس على سريره, حتى إذا كان ذات غداة في بعض زمانه غدا إلى مجلسه الذي كان يجلس فيه, فتفقد الطير. وكان فيما يزعمون يأتيه نوبا من كل صنف من الطير طائر, فنظر فرأى من أصناف الطير كلها قد حضره إلا الهدهد, فقال: ما لي لا أرى الهدهد
إطلالة حول الآية
1 - تفقد الطير: لحظة من هو سليمان هل هو رئيس الأركان أم أعلي من ذلك بلغتنا الدنيوية ، هو الذي يتفقد الطير ( جزء من جيشه ) بنفسه ؟
2 - قال: لماذا لا أري الهدهد في مكانه ؟ دلالة علي أنه جيش منظم إلي حد بعيد، فلو كانت الطيور كلها محشورة في مكان غير منظمين لما علم أبداً أن الهدهد غير موجود .
3 - أم كان من الغائبين: ليست إعادة للكلام بل ي بمثابة ( أم إنه أخذ إذن قبل التحليق بعيدا) وهو ما يعلمنا أن جيش سليمان - عليه السلام لم يكن جيشاً عاديا بل جيش كبير منظم الكل منظبط فيه انضباط شديد.
لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابٗا شَدِيدًا أَوۡ لَأَاْذۡبَحَنَّهُۥٓ أَوۡ لَيَأۡتِيَنِّي بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ (21)
(لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا )
فلما أخبر سليمان عن الهدهد أنه لم يحضر، وأنه غائب غير شاهد, أقسم (لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا ) وكان تعذيبه الطير فيما ذُكر عنه إذا عذبها أن ينتف ريشها.
نتف ريشه
نتفه وتشميسه
نتف ريش الهدهد كله, فلا يغفو سِنة
إطلالة حول الآية
ليس المهم طريقة التعذيب، بل هو المسؤولية والإنضباط إلا إذا كان هذا الهدهد الجندي عنده مشكلة كبيرة غاب بسببها ويأتي ببرهان هذا معه .
فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ (22)
وقوله: (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ )
يقول: فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه وغيبته: أحطت بعلم ما لم تحط به أنت يا سليمان.
ما لم تعلم.
(فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ )
ثم جاء الهدهد, فقال له سليمان: ما خلَّفك عن نوبتك؟ قال: أحطت بما لم تحط به.
(وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )
وجئتك من سبإ بخبر يقين.
أي أدركت ملكا لم يبلغه ملكك
إطلالة حول الآية
1 - عندما رجع الهدهد الجندي قال: أحطت بما لم تحط به : هل هذا من أدب الحوار مع رئيس الأركان - إن صح التعبير - أم إنه احترام التخصص كان عالي المستوي في جيش سليمان - عليه السلام -؟
2 - جئتك من مملكة سبأ بخبر هام متيقن منه
3 - لاحظ: من شدة إحاطته طار لمملكة غير مملكته وهو نوع من التجسس العسكري ، فهو يعيش في ملك سليمان وسليمان قبل أن يكون نبي هو ملك من ملوك الدنيا ، فهل هذه إشارة قرآنية لما سيحدث آخر الزمان من تجسس بعض الدول علي اخري وتقوم حروب بسبب ذلك ؟ الله بالطبع يعلم مراده .
الحيوانات من وجهة نظر الإسلام
الإبل
الهُدهُد
الحيوانات التي ذكرها القرآن أو السنة كثيرة ، لذا إذا أردت أن تعرف عن المزيد منهم، تفضل بتتبع بقية الفئة في أي من الروابط أعلي .
الضحك الشديد قد يؤدي إلي الموت : انظر:
الروابط
Comments