top of page

النمل: صفحة 383


أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (64)

أم ما تشركون أيها القوم خير, أم الذي يبدأ الخلق ثم يعيده, فينشئه من غير أصل, ويبتدعه ثم يفنيه إذا شاء, ثم يعيده إذا أراد كهيئته قبل أن يفنيه, والذي يرزقكم من السماء والأرض فينـزل من هذه الغيث, وينبت من هذه النبات لأقواتكم, وأقوات أنعامكم (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ) سوى الله يفعل ذلك؟ وإن زعموا أن إلها غير الله يفعل ذلك أو شيئا منه ف ( قُلْ ) لهم يا محمد ( هاتوا برهانكم ) أي حجتكم على أن شيئا سوى الله يفعل ذلك (إن كنتم صادقين ) في دعواكم.

إطلالة حول الآية

حُزمة من المعلومات الكونية ( هداية الدلالة ) ولمن لا يعرف معني هداية الدلالة : هي هداية في الكون المرئي ، كن كافرا ، كن مؤمنا كيف ما تريد ، إلا أن تلصق الآيات الكونية لأمنا الأرض ، فهي ليست أم لنا ، وليست إله ، بل قل الله هو الذي خلق وهذه هداية دلالة للمؤمن والكافر علي السواء ، أما هداية المعونة فهي خاصة للمؤمنين فقط الذين وصلوا بهداية الدلالة إلي الله بعد البحث فيعطيهم الله جائزة ( معونة ) فيزيدهم هدي علي هدي .

هنا في هذه الآية ( أمن يبد الخلق ثم يعيده )

ما قلناه في وجه سابق في هذه السورة الكريمة غني عن الإعادة بالنسبة لبداية وقياس عمر الكون ، أما بالنسبة لنهاية الكون ، فماذا تعرف عن جزئيات ( هغزبوزن ) التي يسميها العلماء ( جزئيات الرب ) خلاصتها: أن العلماء في السابق كانوا يعتقدون أن نهاية الكون ستكون بالإنفجار العظيم ، ولكنهم الآن بعتقدون أن نهاية الكون بإنعدام الكتلة وهو ما أثبته القرآن من أكثر من 1444 عام ، فمثلاً: قوله تعالي ( ... حتي يلج الجمل في سم الخياط ) وهذه الآية ليست الوحيدة ، ولكن بالعقل كيف يدخل الجمل في إبرة الخياط بحجمه الهائل ، هل هذا مثل علمي ؟ نعم مثل علمي ودقيق علمياً لدرجة بعيدة ( بإنعدام الكتلة ) وايضا قوله تعالي ( يوم نكون الجبال كالعهن المنفوش ) أي الصوف المصبوغ المتناثر ، جبل يطير في الهواء وكأنه ريش مستغرب أليس كذلك؟ أيضاً ( بإنعدام الكتلة )

وانظر للحديث بإستطراد

في عام 1960

تنبأ العالم البريطاني بيتر هيجينز بوجود جسيمات نانوية لا يمكننا رؤيتها ولكنها موجودة بالفعل داخلنا وداخل كل شيء من حولنا. يتم إعطاء هذه الجسيمات حالة الكتلة. نحن وكل الأشياء من حولنا بسبب هذه الجسيمات لدينا كتلة تسمى Hegzbuzen ، إلى العالم Peter Higgs بدون هذه الجسيمات لا يوجد أشخاص أو لا شيء في الوجود

كان العالم بيتر هيجينز

لديه حسابات دقيقة في هذا الصدد اتفق بقية علماء الفيزياء في ذلك الوقت على حتمية وجود هذه الجسيمات وسموا تلك الجسيمات (تحت الذري)

في عام 1993

توجهت مجموعة من علماء الفيزياء البركانية إلى وزير العلوم البريطاني (ويليام جريف) طالبين منه المساعدة المالية في بناء مصادم هيدرولوجي ضخم لاكتشاف جسيمات هيغزبوزن، فقامت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ببناء مصادم هيدرولوجي ضخم بقيمة 10 مليارات دولار لمحاكاة ظروف نشأة الكون في البداية

في عام 2013

بعد نصف قرن ، توقعت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية أن تمتلك المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية جزيئات هيغز مرة أخرى. ثم مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لكلا العالمين: بيتر هيغز وزميله فرانسوا إنجليرت يشرح الدكتور بنجامين ألانك ، الفيزيائي بجامعة كامبريدج ، بالتفصيل

عندما يتحدث عن جسيم معين في الكون يسمى Hegzbuzen ، يكون 127 جيجا إلكترون ، لكن الكون في حالة استقرار، تكمن المشكلة في أن جسيم Higgsbuss الذي لاحظه مصادم الهيدرون يبلغ 126 جيجا طن تقريبًا (فولت) ، مما يجعل الفيزيائين في حالة توتر شديد لأنها يجب أن تكون 127 جيجا إلكترون، وفقًا للباحث / ستيفن هوكينج - جوزيف ليكين - بنيامين ألانك ، فإن احتمالية انهيار الكون وكل ما بداخله وأننا جميعًا والأشياء من حولنا ستكون بلا كتلة

ومن يرزقكم من السماء والأرض

الحقيقة أن الأرزاق بيد الله - تعالي - بشكل غريب وعجيب ، فتري فقير جداً ومعدم ولكنه يملك أسرة محبة وزوجة طيبة ، وآخر يملك كل شيء أو هي، تملك كل مقومات الحياة السعيدة وتفتقد عنصر هام في حياتها كالحيا الأسرية أو غير ذلك ، فالرزق الكامل ليس في هذه الحياة وكمال الحياة من كافة جوانبها توحي بسرعة الزوال، فالنقصان من كمال الأشياء واكتمالها من نقصانها، والله أعلي وأعلم .

أأله مع الله

هل تستطيع أن ترزق أحد برزق غير مادي؟ هل هاتوا برهانكم إن كتنم صادقين ؟

قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ (65)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم

( قُلْ ) يا محمد لسائليك من المشركين عن الساعة متى هي قائمة (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ ) الذي قد استأثر الله بعلمه, وحجب عنه خلقه غيره والساعة من ذلك (وَمَا يَشْعُرُونَ ) يقول: وما يدري من في السماوات والأرض من خلقه متى هم مبعوثون من قبورهم لقيام الساعة.

عن مسروق, قال: قالت عائشة

من زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد, فقد أعظم على الله الفرية, والله يقول: (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ )

إطلالة حول الآية

وقد يقول قائل هذا الكلام غير صحيح ، فإنهم يعلمون بتقنية الـ MRI & FMRI وغيرها مما لا نعلم: حيث التجسس تزامناً مع لحظة التفكير فيه ربما بالصوت والكتابة والصورة الذهنية أيضا ، نقول نعم : هم وصلوا لهذه الدرجة وربما أكثر ونحن لا نعلم ، ولكن لمن تستخدم هذه التقنية ، ومن الذي يستطيع أن يتسلط علي أفكارك ليعلمها في التو واللحظة حين تفكيرك بها ؟ كل أحد يتعلم هذه التقنية ، أما لمن تستخدم هذه التقنية ( في المشبوه بهم ) إذن هل كل الناس الذين يعيشون علي كوكب الأرض ، بل علي المريخ الذي سيأهل بالسكان قريبا ، في 2025 علي ما نعلم - أحد غير مشبوه به ؟ نعم ، هناك ناس مستضعفين من مجاعات إلي تعبيد ... الخ فهل تتوقع أن هؤلاء موضوعين أيضاً تحت هذه التقنية ؟ بالطبع لا ، ممكن المشبوه بهم في محاولات الخروج من حالة الإستعباد عنوة ، ربي يفك أسرهم ، من يعلم غيبهم وما يفكرون فيه، وفي نفس التوقيت لا يبعد عن علمه رواد الفضاء ، بل يعلم ما تحت البحار ، وأكنان الجبال ، بل ويعلم ما تفعله الحيوانات المفترسة كالفهود والنمور في الحيوانات الأليفة ويحضر لها مقاصة يوم القيامة ، من ومن ومن ؟ إنه الله - تعالي - الذي لا تغيب غائبة عن سمعه وبصره سبحانه وتعالي ، ومهما قلت لي من أقمار إصطناعية تجسسية علي بلدان تأتي بالناس في بيوتها ، ومهما قلت لي ما وصل العلم ، لن أصدقك لأنهم يأتون بأجزاء دون أجزاء ، وتقام حروب إذا دخلوا في مجال طيران البلدان المتقدمة ، وتسحق البلدان الفقيرة تحت التجسس ، ولكن الله وإحاطته تسبق كل هذا وكل هذه التقنيات وحتي عندما تنعدم هذه التقنيات عند حدوث تسونامي أو زلزال أو ما شابه .

بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ (66)
(بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ )

اختلفت القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء أهل المدينة سوى أبي جعفر وعامة قرّاء أهل الكوفة : (بَلِ ادَّارَكَ ) بكسر اللام من " بل " وتشديد الدال من " ادراك ", بمعنى: بل تدارك علمهم أي تتابع علمهم بالآخرة هل هي كائنة أم لا

عن ابن عباس في هذه الآية

" بَلى أدَّرَاكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ": أي لم يدرك.

قال بعضهم

فأيقنوها إذ عاينوها حين لم ينفعهم يقينهم بها, إذ كانوا بها في الدنيا مكذّبين.

وقال آخرون

بل معناه: بل غاب علمهم في الآخرة.

أي لم يتتابع بذلك ولم يعلموه, بل غاب علمهم عنه, وضل فلم يبلغوه ولم يدركوه.

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا )

يقول: بل هؤلاء المشركون الذين يسألونك عن الساعة في شك من قيامها، لا يوقنون بها ولا يصدّقون بأنهم مبعوثون من بعد الموت

(بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ )

يقول: بل هم من العلم بقيامها عمون


وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ (67)

قال الذين كفروا بالله: أئنا لمخرجون من قبورنا أحياء, كهيئتنا من بعد مماتنا بعد أن كنا فيها ترابا قد بلينا؟.

إطلالة حول الآية

قال الذين كفروا ، هذا قول قديم ، أو قول من ليس عنده علم بعلم الــ Cryonic أو علم التجميد ، الموجود اليوم في الغرب ، وقد تحدثنا عنه كثيرا في عدة سور سابقة ما يغني عن الإعادة ، بل بإختصار: هو محاولة إعادة الموتي إلي الحياة مرة أخري، وفي حدود علمي أن هذا في موقع التجارب وأنهم لم يحيوا أحد بعد بإدعائهم ، وله نوعين

1 - النوم الكريوحيني

وهو عملية تبريد للأعضاء فتظل بكامل لياقتها ( هو نوع من التبريد غير مفند للأعضاء بتقنيات عالية المستوي ) وهذا النوع يستخدمونه مع رواد الفضاء عند الذهاب في رحلاتهم الفضائية لمدة ستة شهور فترة الرحلة من الأرض إلي الكوكب الآخر ، أو عدة سنوات قد تصل إلي 100 عام ، هذا علم فلا تستهزأ .

2 - علم الــ Cryonic نفسه

وهو أن المتوفي يكون الأطباء أخبروه أن سيموت بعد كذا أو كذا ، فيتفق مع شركة من شركات هذا العلم المنتشرة في أمريكا وربوع أوربا كلها ، لابد من حضور طاقم طبي ، فإذا حدثت الوفاة في وجودهم ، يبدأون قبل مرور 6 ساعات علي الوفاة في إخراج الأعضاء من الجسد مثل الكُلي - القلب - الكبد ...حتي العقل وهو الأهم ...الخ وتبريدها بهذه التقنية الغير مفندة للأعضاء ، ثم حفظها في مبردات ، وجعل الجسد كله ( الهيكل الفارغ من الداخل ) مبرد أيضا ، حتي إذا عرف علاج للمرض الي تُوفي به ، أحيوه من جديد ليعيش الحياة الخالدة ، وفي حدود علمنا لم يحيوا أحد حتي الآن ، وإن أحيوا بهذه الطريقة - وهو مستحيل تخيله - كيف هو الرفاه النفسي لهذا المستيقظ من الموت؟ كيف يواجه موت أحبته ؟ كيف يواجه عالم أكثر تقدم من الذي مات فيه؟ لا نعلم تحديدا إلا إنه مرهق نفسياً مجرد التفكير به ، هذا غير التكاليف الباهظة التي لا يقدر عليها إلا أثرياء العالم أو الملوك ، والله أعلي وأعلم .

هل لازلت تشعر بالآية أنه قول قديم وليس حديث ، ولكن لمن لا يعلم الشيء اليسير مثل ما تحدثنا عنه أعلي يرجع لنفس سياق هذه الآية .

لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (68)
(لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ )

يقول: لقد وَعَدنا هذا من قبل محمد واعدون، وعدوا ذلك آباءنا, فلم نر لذلك حقيقة, ولم نتبين له صحة

(إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ )

يقول: قالوا: ما هذا الوعد إلا ما سطَّر الأوّلون من الأكاذيب في كتبهم, فأثبتوه فيها وتحدّثوا به من غير أن يكون له صحة.هذا الكلام قديم جديد ، وليس بقديم ، فهي كلام محفوظ بين الكفار جميعاً وكأنهم عملوا توصية لبعضهم البعض بنفس الكلام .

قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (69)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( قُل )

يا محمد لهؤلاء المكذّبين ما جئتهم به من الأنباء من عند ربك

(سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا )

إلى ديار من كان قبلكم من المكذّبين رسل الله ومساكنهم كيف هي, ألم يخرّبها الله, ويهلك أهلها بتكذيبهم رسلهم, وردّهم عليهم نصائحهم فخلت منهم الديار وتعفَّت منهم الرسوم والآثار, فإن ذلك كان عاقبة إجرامهم, وذلك سنة ربكم في كلّ من سلك سبيلهم في تكذيب رسل ربهم, والله فاعل ذلك بكم إن أنتم لم تبادروا الإنابة من كفركم وتكذيبكم رسول ربكم.

إطلالة حول الآية

1 - فيرد الله - تعالي - في هذه الآية التي بين ايدينا علي المشككين في البعث والرجوع إلي الله - تعالي - في نهاية الرحلة ، فيقول لهم: قل سيروا في الأرض ( فانظروا ) وهذا أمر كيف كان عاقبة المجرمين.

2 - من هو المجرم؟ هو الذي ارتكب جناية يستحق عليه العقاب الجنائي ، ومن هو المجرم الذي يقصده الله - تعالي - ؟ المشكك في قدرة الله - تعالي - علي إحياء الموتي والحشر والنشور وكل الغيب الذي يؤمن به المؤمنون حصريا ، بالطبع الله أعلي وأعلم .

3 - هذه الآية من جملة 3 آيات في القرآن كلها تتحدث عن النظر القلبي - إن صح التعبير - أأقصد البصيرة ، وفي الثلاث آيات جاءت بصيغة الأمر، فليس من حقك كمسلم أن تسافر للفسحة وفقط إذا كنت من ميسوري الحال وتنتقل من بلد لأخر من أجل السياحة أو العلم أو غير ذلك، إلا بالنظر والإعتبار من كل ما تشاهده حولك في هذا البلد - غير موطنك الأصلي - فالأصل في الحياة ( التعارف ) .

وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُن فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ (70)
وقوله: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تحزن على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك

(وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ )

ولا يضق صدرك من مكرهم بك, فإن الله ناصرك عليهم, ومهلكهم قتلا بالسيف.

إطلالة حول الآية

هذا أمر لمحمد - صلي الله عليه وسلم - وأمر لك أنت أيها المسلم من بعد وفاة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لماذا

لا تحزن عليهم ؟

لأن الحزن مفسد للحياة ، والله - تعالي - لا يحب تحزين المؤمن ابدا، ولهذا عقاب آلهي ، والمحزون في ظل الله ، وغيره من الأقوال تتحدث عن الحزن بطريقة سلبية ، بالرغم من إن للحزن بعض الفوائد المرجوة ، إلا أن الزيادة منه مقعدة عن العمل .

ولا تك في ضيق مما يمكرون، لماذا؟

لأن الإنسان الماكر مهما بلغ مكره ( حتي لو كان مثل الجبال ) هو ضعيف وهش من الداخل ، فلو أنه كان قوي وشجاع لآذاك في وجههك بدون مكر وحيلة وخداع وتبييت بليل ، أما إنه لو فعل كل هذا ، دلالة علي هشاشته الداخلية ، وإن الشجرة المثمرة فقط هي التي ترمي بالحجارة ، أما غير ذات الثمار فلا ترمي بشيء ، ولا يستظل بها حتي ، لذا اشفق عليهم: أن مكروا بك، واعلم أنهم جعلوا الله في جانبك . لأنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله .

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ (71) قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ (72)

يقول تعالى ذكره: ويقول مشركو قومك يا محمد, المكذبوك فيما أتيتهم به من عند ربك: ( مَتَى ) يكون (هَذَا الْوَعْدُ ) الذي تعدُناه من العذاب, الذي هو بنا فيما تقول حالّ، (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فيما تعدوننا به (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) يقول جلّ جلاله: قل لهم يا محمد: عسى أن يكون اقترب لكم ودنا (بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) من عذاب الله

رَدِفَ لَكُمْ يقول: اقترب لكم.

إطلالة حول الآيات

التساؤل مشروع ، والسؤال هنا تشكيك إذن محرم ، لكن مع ذلك ، الله - تعالي ذكره - أجاب ، قل عسي أن يكون لكم بع ما تستعجلون قريب منكم .




وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ (73)
يقول تعالى ذكره: (وَإِنَّ رَبَّكَ ) يا محمد (لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ )

بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه, وكفرهم به, وذو إحسان إليهم في ذلك وفي غيره من نعمه عندهم (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ) لا يشكرونه على ذلك من إحسانه وفضله عليهم, فيخلصوا له العبادة, ولكنهم يشركون معه في العبادة ما يضرّهم ولا ينفعهم ومن لا فضل له عندهم ولا إحسان.

إطلالة حول الآيات

إن فضل الله علينا جميعا يغطينا من الداخل والخارج سواء بنعم ظاهرة أو نعم باطنة ( مصائب الدنيا ) حتي لا ندخل النار في الآخرة - عافانا الله - ولكن أكثر الناس لا يشكرون ، وكيف هذا ، وكثير من المسلمين شاكرين ؟ هل تعلم كم عدد الناس علي كوكب الأرض فقط اليوم 7 مليار إنسان أو يزيد ، معظمهم ( الثلثين: غير مسلمين ) والثلث الأخير ( المسلمين:منهم سنة وشيعة ، والقلة منهم علي جادة الصواب التي يردها الله - تعالي - والأقل من هؤلاء هم الشاكرين بنوعية الشكر التي يحبها الله - تعالي - ، إذن ما هي طريقة الشكر التي يحبها الله - تعالي - ؟

يقول تعالي في غير موضع من القرآن

( اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور )

من هم آل داوود: أهله وخاصتة من الملوك.

من هو الشكور: الكثير الشكر علي الصغير والكبير

إذن من هذا المعني اللغوي نفهم: أن الشكر المراد في الآية هو شكر الملوك - إن صح التعبير - ، الذين مع رفعة مستواهم الإجتماعي ، يعملون بجد، فماذا كان يعمل داوود - عليه السلام ؟ كان يعمل في الحدادة ، وهي مهنة تجعل الملابس رثة ، ورائحتها كريهة ، وهو ملك ، وكل أهله ملوك ، فلماذا مثل هذه المهنة ؟ العبرة بالعمل الجاد وليس المهنة ، ففكرة أن تعمل بالنعمة التي لديك هي فكرة قصقصة النعمة بمقص الشكر، حيث يقال مجازاً - أن النعم لها أجنحة مثل أجنحة الطير فإن شكرتها ظلت بجوارك ( مقصها الشكر) وإن تركت شكرها ( لم تقص أجنحتها ) طارت لغيرك - عافاك وعافانا الله -

وهناك بالطبع شكر اللسان ( الحمد لله بصيغ مختلفة )

وهناك شكر القلب ( الإمتنان )

أما في حدود علمنا نوعية الشكر التي يحبها الله ( العمل ثم العمل ثم العمل بالنعمة ) فمن رزق مالأً لا يكون شكره ابدا: الحمد لله باللسان ، ومن رزقه الله العلم: لا يكون شكره أبدا: الصدقة المالية ـ وإن كان الكل مستحب ، وهكذا، والله أعلي وأعلم .


وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ (74)
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ )

يقول: وإن ربك ليعلم ضمائر صدور خلقه, ومكنون أنفسهم, وخفيّ أسرارهم, وعلانية أمورهم الظاهرة, لا يخفى عليه شيء من ذلك, وهو محصيها عليهم حتى يجازي جميعهم بالإحسان إحسانا وبالإساءة جزاءها.

عن ابن جُرَيج: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ )

قال: السر

إطلالة حول الآيات

انظر: الله - تعالي - لا يري منك لا وجه ولا جسد ولا اسم ولا لياقة بدنية أو مكانة اجتماعية ، لا يعتد بهذا كطلقا، بل ينظر للصدر وما يحويه من قلب ، حيث يقول تعالي في غير موضع من القرآن ( ... وما تخفي الصدور ) وليس القلوب ، ومعني هذا أن الصدر بما يحوي من قفص صدري وضلوع وقلب وغير ذلك/ محط نظر الله -تعالي - وهو منبع الأسرار ، لا العقل هو منبع الأسرار ، وفي حدود علمي الصغير هم اكتشفوا ال MRI & FRI لمعرفة التفكير العقلي تزامناُ مع بدء العملية التفكيرية ، لكن لا أعلم أنهم توصلوا لمعرفة أسرار القثص الصدري مطلقا إلي يومنا هذاعلي أقل تقدير .

وَمَا مِنۡ غَآئِبَةٖ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ (75)
(وَمَا مِنْ )

مكتوم سرّ وخفيّ أمر يغيب عن أبصار الناظرين

(فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ )

وهو أمّ الكتاب الذي أثبت ربنا فيه كلّ ما هو كائن من لدن ابتدأ خلق خلقه إلى يوم القيامة. ويعني بقوله: ( مُبِين ) أنه يبين لمن نظر إليه, وقرأ ما فيه مما أثبت فيه ربنا جلّ ثناؤه.

عن ابن عباس قوله: (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )

ما من شيء في السماء والأرض، سرّ ولا علانية إلا يعلمه

إطلالة حول الآيات

تخيل مجرد خيال ، أنه لا تغيب عنك أنت من شيء حتي لو كنت خبير عسكري لا تغيب عنك غائبة ، ما تحت البحار أو في افق السماء ، أو ماذا يفعل رواد الفضاء الآن في المريخ أو بين الحيوانات أو ذوبان الجليد وتغير المناخ ومتي التسونامي القادم وفي اي بلد أو أو أو ، كل هذا في كتاب واضح ، هل مكتوب كتابة منظمة ؟ - استغفر الله - هل تتخيل ما نوعية الإحصاء ، علماء الإحصاء يمتنعون تفضلا.

إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (76)
وقوله: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )

يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن الذي أنـزلته إليك يا محمد يقصّ على بني إسرائيل الحقّ، في أكثر الأشياء التي اختلفوا فيها, وذلك كالذي اختلفوا فيه من أمر عيسى, فقالت اليهود فيه ما قالت, وقالت النصارى فيه ما قالت, وتبرأ لاختلافهم فيه هؤلاء من هؤلاء, وهؤلاء من هؤلاء, وغير ذلك من الأمور التي اختلفوا فيها, فقال جلّ ثناؤه لهم: إن هذا القرآن يقصّ عليكم الحق فيما اختلفتم فيه فاتبعوه, وأقرّوا لما فيه, فإنه يقص عليكم بالحقّ, ويهديكم إلى سبيل الرشاد.

إطلالة حول الآيات

إذا كنت من اليهود ، تفضل علي نفسك بقراءة القرآن ، فهو سيقص عليك قصص حقيقي لا مجاز فيه ولا زيادة أو نقصان أو غير ذلك من قلب الحقائق التاريخية .


الروابط


1 view0 comments

Recent Posts

See All

النمل: صفحة 385

مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ ءَامِنُونَ (89) يقول تعالى ذكره: ( مَنْ جَاءَ ) الله...

Commenti

Valutazione 0 stelle su 5.
Non ci sono ancora valutazioni

Aggiungi una valutazione
bottom of page