قال تعالي
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9]
النجوي في اللغة هي
1 - إِسرارُ الحديث
2 - نجا الشّخصَ أسرَّ إليه الحديثَ وخصّه به :-نجا أمَّه بهمومِه
3 - تناجى الشَّخصان أفضى كلّ منهما إلى الآخر بما يخصّه به، ويكتمه غيرَه،
4 - في الحديث الشريف: إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ
التفسير الميسر
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا تحدثتم فيما بينكم سرًا، فلا تتحدثوا بما فيه إثم من القول، أو بما هو عدوان على غيركم، أو مخالفة لأمر الرسول، وتحدثوا بما فيه خير وطاعة وإحسان، وخافوا الله بامتثالكم أوامره واجتنابكم نواهيه، فإليه وحده مرجعكم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم، وسيجازيكم به.
قبل البدء
لابد من إحصاء 6 أوامر ربانية في الآية الكريمة (3 أوامر - 3 نواهي )
نقاط حول الآية الكريمة
1 - قبل البدء: لابد من تذكر أن هذه الآية من وصايا رب العالمين للمؤمنين، وإن لم يفعلوا فالش في إيمانهم مباشرة.
2 - يبدأ الله تعالي الآية الكريمة ( بإذا تناجيتم) أي أن هذا ممكن الحدوث في مجتمع ما أو في مجلس من المجالس الدنيوية أو حتي المجالس الدينية ، أن يختلي بعض المؤمنين بأنفسهم ويسروا سر أو كلام غير مسموع ولا يعرفونه لبقية من يحضرون المجلس، إذن رب العالمين لم ينُكر الفطرة الإنسانية في المؤمنين به، أن هذا ممكن الحدوث، فافعلوا ولكن بشروط ثلاثة:
3 - فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ
أ - الإثم
ما حاك في صدرك وكرهت أن يضطلع عليه الناس، فإذا اسررت لأحدهم سر دون الباقين، فحبذا لو كان هذا السر لا تكره في يوم من الأيام أن يظطلع عليه الناس
ب - العدوان
اعْتَدَى الحَقَّ : جاوَزَهُ، أي جازَ عَنِ الحَقِّ إلى الظُّلْمِ
وصية الله تبارك وتعالي إذا تناجيت يوماً مع أحدهم أن لا يكون هذا التناجي بالعدوان، وتعريفه أعلي
ج - معصية الرسول
ليس عصيان لرسول الله أن لا تصوم الإثنين والخميس أو أن لا تذكره علي مسبحتك صلي الله عليه وسلم، هذا عدم استنان بسنته المشرفة، ولكن عصيان الرسول في حديثه القائل فيه صلي الله عليه وسلم ( إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ)
الآن: وماذا نفعل بالرغم من أن هذا ممكن الحدوث في المجالس ؟
ثلاثة شروط أُخر
أ- تَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ
أي تحدثوا في حالة إسرار مع بعضكم دون الآخرين بالخير والتعاون والوقوف ضد الظالم مع المظلوم وكل ما تعارفت عليه الإنسانية أو الدين الإسلامي الذي تحملونه بين كتفيكم ، فالشرط الأول لكي يُسمح لك أن تتناجي أي تُسر القول (يدخل فيه كل أشكال الإسرار مثل الهاتف النقال - أي منصة تواصل اجتماعي او خطابات أو رسائل ..الخ) أن تتناجي بالبر، وما هو البر إذن؟ له تعريفات عدة، وأسهلها: ما تعارف عليه أهل الصلاح في مجتمع ما .
ب - وَٱلتَّقۡوَىٰۖ
لا تنسي أن بداية الآية الكريمة قال لك ( عدم معصية الرسول وأنت تتناجي ) فما تعريف رسول الله صلي لله عليه وسلم للتقوي؟ لم يعرفها رسول الله بكثير او قليل مثل ما أشار إلي صدره الشريف وقال ثلاثاً (التقوي هاهنا) فلن نعتد بحديثك المنمق ، ولا قولك قال الله وقال الرسول، ولن نعتد بملابسك الفضفاضة (للنساء) ولا للحيتك الطويلة (للرجال) إلا أن تكون حاملاً لصدر خالياً من مفسدات القلوب كالحسد والبغي والكراهية وغير ذلك مما يجعلك قلبك غير سليم.
ج - وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
الأغرب أن الشرط الثالث للسماح لك بعض الوقت بالتناجي: هو التقوي مرة أخري ، وليس أي أمر آخر ، والتقوي يقول العلماء أنها مثل المظلة تضعها حين هطول المطر فوق رأسك خوفاً من هطول حبات المطر علي رأسك، كذلك أن تتقي الله أي تجعل بينك وبين عقوبته وقاية ، إذن للتناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول عقوبة نازلة نازلة بك إن لم تتُب .
والله أعلي واعلم
دراسات ذات صلة
الدراسة الأولى
37 قاعدة محادثة للرجال من عام 1875
اقرأ هذا عن واحدة منها،
11. لا تستمع أبدًا إلى محادثة شخصين انسحبا من المجموعة. إذا كانا قريبين منك لدرجة أنك لا تستطيع تجنب سماعهما، فيمكنك، بكل لياقة، تغيير مقعدك.
الدراسة الثانية
علم نفس الاحتفاظ بالأسرار في الداخل
لدينا جميعًا أسرار. يمتلك الشخص العادي ما يصل إلى 13 سرًا في أي وقت. عادةً، نحتفظ بالأسرار لحماية شيء ما، مثل سمعتنا أو شخص نهتم به. لكن هذا لا يحمي دائمًا ما نأمل في حمايته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأسرار إلى الشعور بالوحدة والخجل، وهي سامة بشكل خاص لصحتنا ورفاهتنا.
الدراسة الثالثة
على المدى الطويل، يمكن أن تكون عواقب الاحتفاظ بالأسرار أكثر خطورة. يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق وحتى تقصير متوسط العمر المتوقع. يكفي أن تجعلك ترغب في الإفصاح عن أسرارك بصوت عالٍ، أليس كذلك؟
عندما تتحول الأسرار إلى كرات هدم للعلاقات
الثقة هي أساس أي علاقة صحية، سواء كانت رومانسية أو عائلية أو مهنية. ولكن عندما تدخل الأسرار في الصورة، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تآكل هذا الأساس بشكل أسرع من قلعة رملية عند ارتفاع المد. وهنا يأتي دور علم النفس المتعلق بالسلوك الحذر، حيث يصبح كتمان الأسرار غالبًا أكثر انعزالاً وأقل انفتاحًا في تفاعلاتهم.
التعليق
من الدراسات أعلي نستنتج ما يلي:
١ - التناجي (الإسرار بالقول بين اثنين أو أكثر من دون الآخرين بقصد إيصال الضرر لأحدهم) منهي عنه في الإسلام، والدراسات التي بين ايدينا: تعلمنا أن حفظ الأسرار في بعض الأحيان ضار بالعلاقات وضار بالصحة العقلية والرفاه النفسي، وذلك علي المدي البعيد، فالتناجي بين الأصدقاء علي صديق آخر مقرب او مستبعد من العلاقة التي بين هؤلاء المتناجين، يضر (المتناجون) قبل أن يضر ( المتناجي عليه)
2 - من الإتيكيت الغربي من عام 1875 مضيت: ليس من الإتيكيت أن ينسحب اثنان من مجلس ، ولو فعلوا وهناك ثالث فلا ينبغي أن يتسمع لحديثهم بل يسحب كرسيه جانباً حتي لا يسمع، فما رأيك أنت: هل الإسلام سباق بالإتيكيت أن لا يفعل ذلك أحدهم من الأساس ، تناجي اثنان دون الثالث من أجل أن لا يصاب بالحزن ، أم أن اتيكيت عام 1875 هو الأفضل.
Allah says
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ فَلَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9]
{O you who have believed, when you confer privately, do not confer privately about sin and aggression and disobedience to the Messenger, but confer privately about righteousness and piety. And pious Allah, to whom you will be gathered.} [Al-Mujadila: 9]
The confer privately in the language is
1 - Confidential conversation
2 - A person whispered to him and confided in him the conversation and kept it private: he confided in his mother about his worries
3 - Two people whispered, each of them confided in the other what is private to him and kept it from others,
4 - In the noble hadith: If you are three, then two should not whisper to the exclusion of the other until you mix with the people in order to make him sad
O you who have believed in Allah and His Messenger and acted according to His law, when you speak among yourselves in secret, do not speak about what is sinful in speech, or what is aggression against others, or disobedience to the Messenger’s command, and speak about what is good, obedience, and kindness, and fear Allah by obeying His commands and avoiding His prohibitions, for to Him alone is your return with all your deeds and words that He has counted against you, and He will reward you for it.
Before we begin
It is necessary to count 6 divine commands in the noble verse (3 commands - 3 prohibitions)
Points about the Noble Verse
1 - Before starting: It must be remembered that this verse is one of the commandments of the Lord of the Worlds to the believers, and if they do not do so, then their faith is directly at fault.
2 - Allah the Almighty begins the Noble Verse (with If you whisper) meaning that this is possible to happen in a society or in a worldly or even religious council, that some believers may be alone with themselves and whisper a secret or inaudible words that they do not know to the rest of those attending the council. So, the Lord of the Worlds did not deny the human nature of those who believe in Him, that this is possible to happen, so do so, but with three conditions:
3 - So do not confer about sin and aggression and disobedience to the Messenger.
A - Sin
That which turmoil in your heart and you hate for people to know about it, so if you confide about someone and you keep it a secret without the rest, so it would be better if this secret would not hate for people to know about one day.
B - Aggression
He transgressed the truth: he exceeded it, meaning he transgressed from the truth to injustice.
The commandment of Allah, the Blessed and Exalted, if you confer with someone one day, is that this conferring should not be about aggression, and its definition is above.
C - Disobedience to the Messenger
It is not disobedience to the Messenger of Allah if you do not fast on Mondays and Thursdays or that you do not mention him on your prayer beads, may Allah bless him and grant him peace. This is not following his Sunnah. but disobeying the Messenger in his hadith in which he said, may God bless him and grant him peace (If you are three, then two should not whisper to each other without the other until you mix with the people in order to make him sad)
Now: What do we do even though this can happen in gatherings?
Three other conditions
A- Talk in secret with righteousness
That is, talk in secret with each other without others about goodness, cooperation, and standing against the oppressor with the oppressed, and everything that humanity or the Islamic religion that you carry on your shoulders has agreed upon. The first condition for you to be allowed to talk in secret (this includes all forms of secrets such as mobile phones - any social media platform or letters or messages .. etc.) is to talk in secret about righteousness. What is righteousness then? It has several definitions, the easiest of which is: what the righteous people in a society have agreed upon.
B - And piety
Do not forget that the beginning of the noble verse told you (not to disobey the Messenger while you are talking in secret). So what is the definition of piety by the Messenger of Allah, may Allah bless him and grant him peace? The Messenger of Allah did not know it much or little, as he pointed to his noble chest and said three times (piety is here), so we will not pay attention to your ornate speech, nor your saying Allah said and the Messenger said, nor will we pay attention to your loose clothing (for women) nor your long beard (for men) unless you are carrying a chest free of the corrupting things of the heart such as envy, oppression, hatred and other things that make your heart unsound.
C - And pious Allah
The strangest thing is that the third condition for allowing you some time to whisper: is piety again, and nothing else, and piety, the scholars say, is like an umbrella that you put over your head when it rains for fear of the raindrops falling on your head, and also that you pious Allah, meaning that you put a shield between you and His punishment, so whispering about sin, aggression and disobedience to the Messenger is a punishment that will befall you if you do not repent.
And Allah is Most High and All-Knowing
Related studies
The first study
37 Conversation Rules for Gentlemen from 1875
Read this about one of them,
11. Never listen to the conversation of two persons who have thus withdrawn from a group. If they are so near you that you cannot avoid hearing them, you may, with perfect propriety, change your seat.
The second study
The psychology of keeping secrets inside
We all have secrets. The average person has as many as 13 secrets at any given time. Usually, we hold secrets to protect something, such as our reputation or someone we care about. But this doesn’t always protect what we hope to protect. Additionally, secrets can lead to loneliness and shame, which are particularly toxic to our health and wellbeing.
The third study
Long-term, the consequences of keeping secrets can be even more severe. Chronic stress can lead to a weakened immune system, increased risk of mental health issues like depression and anxiety and even shortened life expectancy. It’s enough to make you want to shout all your secrets from the rooftops, isn’t it?
When Secrets Become Relationship Wrecking Balls
Trust is the foundation of any healthy relationship, whether it’s romantic, familial, or professional. But when secrets enter the picture, they can erode that foundation faster than a sandcastle at high tide. The psychology of guarded behavior comes into play here, as secret-keepers often become more withdrawn and less open in their interactions.
The comment
From the above studies, we conclude the following:
1 - The whispering (secret speech between two or more people without the others with the intention of causing harm to one of them) is prohibited in Islam, and the studies at hand: We learned that keeping secrets is sometimes harmful to relationships and harmful to mental health and psychological well-being, and this is in the long term, so whispering between friends about another close friend or one who is excluded from the relationship between these whisperers harms (those whispering) before it harms (the one whispered about).
2 - From Western etiquette from 1875: It is not etiquette for two people to withdraw from a meeting, and if they do and there is a third, he should not listen to their conversation, but rather pull his chair aside so that he does not hear, so what do you think: Is Islam a pioneer in etiquette that no one should do that in the first place, whispering two people without the third in order not to be sad, or is the etiquette of 1875 the best.
The links
Comments